عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 11:05 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وما من دآبّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه...}
(الطائر) مخفوض. ورفعه جائز (كما تقول: ما عندي من) رجل ولا امرأةٍ، وامرأةٌ؛
من رفع قال: ما عندي من رجلٍ ولا عندي امرأة.
وكذلك قوله: {وما يعزب عن ربّك من مثقال ذرةٍ} ثم قال (ولا أصغر من ذلك، ولا أصغر ولا أكبر، ولا أكبر) إذا نصبت (أصغر) فهو في نيّة خفض، ومن رفع ردّه على المعنى.
وأمّا قوله: {ولا طائرٍ يطير بجناحيه} فإنّ الطائر لا يطير إلا بجناحيه. وهو في الكلام بمنزلة قوله (له تسع وتسعون نعجة [ولي نعجة] أنثى)،
وكقولك للرجل: كلّمته بفي، ومشيت إليه على رجليّ، إبلاغا في الكلام.
يقال: إنّ كل صنف من البهائم أمّة، والعرب تقول صنف [وصنف].
{ثم إلى ربّهم يحشرون} حشرها: موتها، ثم تحشر مع الناس فيقال لها: كوني ترابا وعند ذلك يتمنّى الكافر أنه كان ترابا مثلها). [معاني القرآن: 1/ 332]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ولا طائرٌ يطير بجناحيه إلاّ أممٌ أمثالكم}
مجازه: إلا أجناس يعبدون الله، ويعرفونه، وملكٌ.
{ما فرّطنا في الكتب من شيءٍ}
مجازه: ما تركنا ولا ضيّعنا ولا خلقنا). [مجاز القرآن: 1/ 191]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وما من دآبّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلاّ أممٌ أمثالكم مّا فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثمّ إلى ربّهم يحشرون}
وقال: {ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلاّ أممٌ أمثالكم} يريد: جماعة أمة.
{قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب اللّه أو أتتكم السّاعة أغير اللّه تدعون إن كنتم صادقين}
وقال: {أرأيتكم إن أتاكم عذاب اللّه أو أتتكم السّاعة أغير اللّه تدعون} فهذا الذي بعد التاء من قوله: {أرأيتكم} إنما جاء للمخاطبة، وترك التاء مفتوحة كما كانت للواحد، وهي مثل كاف "رويدك زيداً" إذا قالت: أرود زيداً" فهذه الكاف ليس لها موضع فتسمى بجر ولا رفع ولا نصب، وإنما هي من المخاطبة مثل كاف "ذاك".
ومثل ذلك قول العرب: "أبصرك زيداً" يدخلون الكاف للمخاطبة وإنما هي "أبصر زيداً"). [معاني القرآن: 1/ 238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ} أي: ما تركنا شيئا ولا أغفلناه ولا ضيعناه). [تفسير غريب القرآن: 153]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله سبحانه: {وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ}كما تقول رأي عيني وسمع أذني نفسي التي بين جنبيّ). [تأويل مشكل القرآن: 243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وما من دابّة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلّا أمم أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيء ثمّ إلى ربّهم يحشرون}
يجوز ولا طائر بالرفع على العطف على موضع دابّة.
التأويل وما دابّة في الأرض ولا طائر، والجر أجود وأكبر على معنى وما من دابة ولا طائر.
وقال {يطير بجناحيه} على جهة التوكيد لأنك قد تقول للرجل: طر في حاجتي أي أسرع، وجميع ما خلق اللّه عزّ وجلّ فليس يخلو من هاتين المنزلتين، إما أن يدبّ أو يطير.
{إلّا أمم أمثالكم}أي: في الخلق والموت والبعث). [معاني القرآن:2/ 245]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل جلاله: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}
وأكثر أهل التفسير يذهب إلى: أن المعنى أنهم يخلقون كما يخلقون ويبعثون كما يبعثون
وكذلك قال أبو هريرة: «يحشر الله جل وعز يوم القيامة الطير والبهائم فيبلغ من عدله أن يأخذ من القرناء للجماء ثم يقول كوني ترابا فعند ذلك: {يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا}» وقال مجاهد: في قوله جل وعز: {إلا أمم أمثالكم} قال أصناف لهن أسماء تعرف بها كما تعرفون ومعنى يطير بجناحيه على التوكيد لأنك قد تقول طرت في حاجتي). [معاني القرآن: 2/ 421-422]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)}:

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({صمّ وبكمٌ في الظّلمات}
مثل للكفار، لأنهم لا يسمعون الحق والدين وهم قد يسمعون غيره، وبكمٌ لا يقولونه، وهم ليسوا بخرسٍ). [مجاز القرآن: 1/ 191]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {قل أرأيتكم...}
العرب لها في (أرأيت) لغتان، ومعنيان:
- أحدهما: أن يسأل الرجل الرجل: أرأيت زيدا بعينك؟، فهذه مهموزة. فإذا أوقعتها على الرجل منه قلت: أرأيتك على غير هذه الحال؟ تريد: هل رأيت نفسك على غير هذه الحال. ثم تثنّى وتجمع؛ فتقول للرجلين: أرأيتماكما، وللقوم: أرأيتموكم، -وللنسوة: أرأيتنّكنّ، وللمرأة: أرأيتك، تخفض التاء والكاف، لا يجوز إلا ذلك.
- والمعنى الآخر أن تقول: أرأيتك، وأنت تريد: أخبرني (وتهمزها) وتنصب التاء منها؛ وتترك الهمز إن شئت، وهو أكثر كلام العرب، وتترك التاء موحّدة مفتوحة للواحد والواحدة [والجميع في] مؤنّثه ومذكّره، فتقول للمرأة: أرايتك زيدا هل خرج، وللنسوة: أرايتكنّ زيدا ما فعل. وإنما تركت العرب التاء واحدة لأنهم لم يريدوا أن يكون الفعل منها واقعا على نفسها، فاكتفوا بذكرها في الكاف، ووجّهوا التاء إلى المذكّر والتوحيد؛ إذ لم يكن الفعل واقعا. وموضع الكاف نصب وتأويله رفع؛
-كما أنك إذا قلت للرجل: دونك زيدا وجدت الكاف في اللفظ خفضا وفي المعنى رفعا؛ لأنها مأمورة.
والعرب إذا أوقعت فعل شيء على نفسه قد كني فيه عن الاسم قالوا في الأفعال التامّة غير ما يقولون في الناقصة. فيقال للرجل: قتلت نفسك، وأحسنت إلى نفسك، ولا يقولون: قتلتك ولا أحسنت إليك.
كذلك قال الله تبارك وتعالى: {فاقتلوا أنفسكم} في كثير من القرآن؛ كقوله: {وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم} فإذا كان الفعل ناقصا - مثل حسبت وظننت - قالوا: أظنّني خارجا، وأحسبني خارجا، ومتى تراك خارجا. ولم يقولوا: متى ترى نفسك، ولا متى تظنّ نفسك. وذلك أنهم أرادوا أن يفرقوا بين الفعل الذي قد يلغى، وبين الفعل الذي لا يجوز إلغاؤه؛ ألا ترى أنك تقول: أنا - أظن ّ- خارج، فتبطل (أظنّ) ويعمل في الاسم فعله، وقد قال الله تبارك وتعالى: {إن الإنسان ليطغى* أن رآه استغنى} ولم يقل: رأى نفسه. وربما جاء في الشعر: ضربتك أو شبهه من التامّ. من ذلك قول الشاعر:
خذا حذراً يا جارتيّ فإنني ....... رأيت جران العود قد كاد يصلح
لقد كان لي في ضرّتين عدمتني ....... وما كنت ألقى من رزينة أبرح

-والعرب يقولون: عدمتني، ووجدتني، وفقدتني، وليس بوجه الكلام). [معاني القرآن: 1/ 333-334]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والأعمش {أرأيتكم} {أرأيتم} بالهمز كل ما في القرآن.
أبو جعفر ونافع {أرآيتكم} يثبتان الألف، ولا يهمزان كل ما في القرآن.
عيسى بن عمر {أريتم} بحذف الهمزة من كل ما في القرآن.
وعلى قراءة عيسى قول الراجز:
أريت إن جئت به أملودا = مرجلا ويلبس البرودا
فحذف.
[معاني القرآن لقطرب: 512]
وقالوا في الكلام: را زيد عمرا، وقد ري الهلال، وريت زيدًا، بغير همز.
وقال الشاعر:
من را مثل معدان بن ليلى = إذا ما النسع طال على المطيه
ومن را مثل معدان بن ليلى = إذا هبت شآمية عرية). [معاني القرآن لقطرب: 513] (م)
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله} المعنى: أرأيتم، وهذه الكاف دخلت للمخاطبة والتوكيد؛ كقولك: هذا وذاك وتلك؛ والاسم التاء وحدها، تاء المذكر، فاستغنوا عن جميعها وتثنيتها بالمخاطبة.
ومثل ذلك قولهم: ليسك ثم إلا زيد، تريد "ليس"، والكاف لا موضع لها، وليست باسم؛ وكذلك قولهم: "فعلوه ولا سيك زيد"؛ تريد: ولا سيء زيد؛ و"بلاك أفعل" يريد: بلى، ولبئسك رجلاً؛ ولنعمك رجلاً.
وقال يونس - حكى ذلك لنا -: "أبصرك زيدا" تريد أبصرت زيدًا.
وحكي عن بعض بني كلاب: "أتعلمك كان أحد أشعر من ذي الرمة"، فأدخل الكاف.
[وقال محمد بن صالح في روايته]:
[معاني القرآن لقطرب: 540]
ومثل ذلك قولهم: ليسك ثم إلا زيد؛ تريد: ليس؛ ولا سيك زيد؛ تريد: ولا سيما زيد؛ وبلاك؛ يريد: بلى في معنى نعم). [معاني القرآن لقطرب: 541]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب اللّه أو أتتكم السّاعة أغير اللّه تدعون إن كنتم صادقين}
- الساعة: اسم للوقت الذي يصعق فيه العباد، واسم للوقت الذي يبعث فيه العباد.
- والمعنى: إن أتتكم الساعة التي وعدتم فيها بالبعث والفناء، لأنّ قبل البعث موت الخلق كله.
وقوله جلّ وعزّ: {أغير اللّه تدعون}أي: أتدعون هذه الأصنام والحجارة التي عبدتموها من دون اللّه، فاحتج اللّه عليهم بما لا يدفعونه، لأنهم كانوا إذا مسّهم الضر دعوا اللّه.
وقال النحويون في هذه الكاف التي في قوله {أرأيتكم} غير قول:
- قال الفراء: لفظها لفظ نصب، وتأويلها تأويل رفع، قال: ومثلها الكاف في قوله: دونك زيدا، قال: الكاف في موضع خفض، وتأويلها تأويل الرفع، لأن المعنى خذ زيدا.
وهذا لم يقله من تقدّم من النحويين، وهو خطأ لأن قولك أرأيتك زيدا ما شأنه! تصير " أرأيت " قد تعدت إلى الكاف وإلى زيد، فيصير لـ " رأيت " اسمان، فيصير المعنى أرأيت نفسك زيدا ما حاله، وهذا محال.
والذي يذهب إليه النحويون الموثوق بعلمهم أن الكاف لا موضع لها، وإنما المعنى أرأيت زيدا ما حاله، وإنما الكاف زيادة في بيان الخطاب،
وهي المعتمد عليها في الخطاب، اعلم أنك تقول إذا كانت الكاف زائدة للخطاب للواحد الذكر: "أرأيتك زيدا ما حاله" بفتح التاء والكاف، وتقول للمؤنث "أرأيتك زيدا ما حاله يا امرأة".
وتفتح على أصل خطاب الذكر، وتكسر الكاف لأنها قد صارت آخر ما في الكلمة والمبيّنة عن الخطاب،
-وتقول للاثنين أرأيتكما زيدا ما حاله وأرأيتكم زيدا ما حاله - للجماعة، فتوحد التاء، فكما وجب أن توحدها في الشية والجمع وجب أن تذكرها مع المؤنث، فإذا سألت النسوة قلت أرأيتكن زيدا ما حاله.
وتثنية المؤنث كتثنية المذكر في كل شيء، فإن عديت الفاعل إلى المفعول في هذا الباب، صارت الكاف مفعوله، تقول: رأيتني عالما بفلان، فإذا سألت عن هذا الشرط قلت للرجل:
أرأيتك عالما بفلان، وتقول للاثنين على هذا: أرأيتاكما عالمين بفلان.
- وللجميع أرأيتموكم عالمين بفلان، لأن هذا في تأويل أرأيتم أنفسكم.
- وتقول للمرأة: أرأيتك عالمة بفلان - بكسر التاء والكاف -
- وتقول للاثنين أرأيتما كما عالمين بفلان وللجماعة أرأيتكن عالمات بفلان فعلى هذا قياس هذين البابين). [معاني القرآن: 2/ 246-247]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة}
والمعنى: أو أتتكم الساعة التي تبعثون فيها). [معاني القرآن: 2/ 422]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {أغير الله تدعون إن كنتم صادقين} في هذا أعظم الاحتجاج عليهم لأنهم كانوا يعبدون الأصنام فإذا وقعوا في شدة دعوا الله). [معاني القرآن: 2/ 422-443]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}:
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {بل إيّاه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}
(بل) استدراك، وإيجاب بعد نفي تقول: ما جاء زيد بل عمرو فأعلمهم الله جلّ وعزّ أنهم لا يدعون في حال الشدائد إلا إياه، وفي ذلك أعظم الحجة عليهم، لأنهم قد عبدوا الأصنام.
وقوله: {فيكشف ما تدعون إليه إن شاء}
المعنى، فيكشف الضر الذي من أجله دعوتم، وهذا على اتساع الكلام.
مثل سل القرية: المعنى سل أهل القرية.
وقوله جلّ وعزّ: {وتنسون ما تشركون}
" وتنسون " ههنا على ضربين:
- جائز أن يكون: تنسون تتركون.
- وجائز أن يكون المعنى: إنكم في ترككم دعاءهم بمنزلة من يسهون). [معاني القرآن:2/ 247]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقال جل وعز: {بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء} هذا مجاز،
والمعنى: فيكشف الضر الذي من أجله دعوتموه وهو مثل واسأل القرية في المجاز). [معاني القرآن: 2/ 423]


رد مع اقتباس