عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 ربيع الأول 1432هـ/25-02-2011م, 02:22 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

(إذن) المهملة

(إذن) المهملة كثيرة في القرآن، جاءت واقعة في جواب (لو) في قوله تعالى:
1- {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا} [17: 42].
2- {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} [17: 100].
وجاءت معطوفة على (لو) في قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} [4: 66-67].
في [القرطبي:2/1840]: «وقيل: اللام لام الجواب، و(إذا) دالة على الجزاء والمعنى: لو فعلوا ما يوعظون به لآتيناهم».
وقدر الزمخشري وغيره (لو) مع (إذن) في آيات؛ كقوله تعالى:
1- {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ} [15: 8].
في [الكشاف:2/311]: «جواب وجزاء لشرط مقدر تقديره: ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين».
في [القرطبي:4/3620]: «أي لو تنزلت الملائكة بإهلاكهم لما أمهلوا ولا قبلت لهم توبة».
وفي [البحر:5/446]: «قال الزمخشري: وإذن جواب وجزاء، لأنه جواب لهم وجزاء لشرط مقدر، تقديره: ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين».
2- {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} [17: 75].
في [الكشاف:2/370]: «إذا لو قاربت تركن إليهم أدنى ركنة لأذقناك».
في [القرطبي:5/3917]: «أي لو ركنت لأذقناك مثلي عذاب الحياة في الدنيا، ومثلي عذاب الممات في الآخرة».
3- {إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ} [23: 91].
في [الكشاف:3/54-55]: «الشرط محذوف تقديره: ولو كان معه آلهة، وإنما حذف لدلالة (وما كان معه من إله) عليه».
وفي [القرطبي:5/4538]: «وفي الكلام حذف؛ والمعنى: لو كانت معه آلهة لانفرد كل إله بخلقه».
4- {وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} [4: 67].
في [الكشاف:1/279]: «و(إذن) جواب لسؤال مقدر، كأنه قيل، وماذا يكون لهم أيضًا بعد التثبيت؟ فقيل: وإذن لو ثبتوا لآتيناهم؛ لأن (إذن) جواب وجزاء».
وقدر الزمخشري (إن) الشرطية في قوله تعالى:
1- {قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [6: 56].
في [الكشاف:2/18]: «أي إن اتبعت أهواءكم فأنا ضال».
2- {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ} [12: 79].
في [الكشاف:2/269]: «(إذن) جواب وجزاء؛ لأن المعنى: إن أخذنا بدله ظلمنا».
جاءت (إذن) المهملة متوسطة بين اسم (إن) وخبرها في هذه الآيات:
1- {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [2: 145].
في [النهر:1/433]: «إذن هنا مؤكدة لجواب ارتبط بمتقدم، ولا عمل لها إذا كانت مؤكدة».
2- {حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [4: 140].
في [العكبري:1/111]: «إذن هاهنا ملغاة لوقوعها بين الاسم والخبر؛ ولذلك لم يذكر بعدها الفعل».
3- {وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ} [5: 106].
في [النهر:4/43]: «إذن هاهنا تؤدي معنى الشرط، والمعنى: وإنا إن اشترينا أو كتمنا لمن الآثمين».
4- {وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [5: 107].
في [البحر:4/47]: «(وإنا إذن) أي إن زللنا في الشهادة واعتدينا لمن الظالمين».
5- {لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [7: 90].
في [البحر:4/345]: «وإذن هنا معناها التوكيد، وهي الحرف الذي هو جواب، ويكون معه الجزاء وقد لا يكون».
6- {فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [10: 106].
7- {اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [11: 31].
8- {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ} [12: 14].
9- {مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ} [12: 79].
في [البحر:5/334]: «وإذن جواب وجزاء، أي إن أخذنا بدله ظلمنا».
10- {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [23: 34].
11- {وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [26: 42].
في [الكشاف:3/47]: «(إذن) وقع في جزاء الشرط، وجواب الذين قاولوهم من قومهم...».
وفي [البحر:6/404]: «ليس (إذن) واقعًا في جواب الشرط، بل واقع بين (إنكم) والخبر وإنكم والخبر ليس جزاء للشرط، بل ذلك جملة جواب القسم المحذوف».
12- {إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [36: 24].
13- {إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} [54: 24].
وفي [البحر:1/434]: «دخلت (إذن) بين اسم (إن) وخبرها لتقريب النسبة التي بينهما».
وقال في [البحر أيضًا:5/196]: وتوسطت (إذن) بين اسم (إن) وخبرها، ورتبتها بعد الخبر، لكن روعي في ذلك الفاصلة.
وجاءت (إذن) متوسطة بين اسم (كان) وخبرها في قوله تعالى:
1- {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ} [15: 8].
وجاءت (إذن) متوسطة بين المبتدأ والخبر في قوله تعالى:
2- {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ} [53: 22].
3- {تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} [79: 12].
في [البحر:1/434]: «ولما كانت في هذا الوجه غير معتمد عليها جاز دخولها على الجملة الاسمية الصريحة؛ نحو: أزورك فتقول: إذن أنا أكرمك، وجاز توسطها، نحو: أنا إذن أكرمك».
يرى بعض النحويين أن (إذن) في نحو قوله تعالى: {إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [23: 34].
هي (إذا) الظرفية التي للاستقبال حذفت الجملة بعدها، وعوض منها التنوين انظر [حاشية الخضري:2/12].
وقد رد على ذلك أبو حيان. قال في [البحر:4/345]: «(إذن) هنا معناها التوكيد، وهي الحرف الذي هو جواب ويكون معه الجزاء وقد لا يكون. وزعم بعض النحويين أن (إذن) في هذا الموضع ظرف العامل فيه {لَخَاسِرُونَ} والنون عوض من المحذوف. والتقدير: إنكم إذا اتبعتموهم لخاسرون، فلما حذف ما أضيف إليه عوض من ذلك النون، فصادفت الألف، فالتقى ساكنان، فحذفت الألف لالتقائهما والتعويض فيه مثل التعويض في (يومئذ) و (حينئذ) ونحوه.
وما ذهب إليه هذا الزاعم ليس بشيء، لأنه لم يثبت التعويض والحذف في (إذ) التي للاستقبال في موضع، فيحمل هذا عليه».
وفي [البرهان للزركشي:4/188]: «ولم يذكر النحاة حذف الجملة من (إذا) وتعويض التنوين عنها وقال الشيخ أبو حيان في التذكرة: ذكر لي علم الدين القمني أن القاضي تقي الدين بن رزين كان يذهب إلى أن (إذن) عوض من الجملة المحذوفة، وليس هذا بقول نحوي.
وقال القاضي ابن الجويني: وأنا أظن أنه يجوز أن تقول لمن قال لك: أنا آتيك: إذن أكرمك؛ بالرفع على معنى: إذا أتيتني أكرمك، فحذف (أتيتني) وعوض التنوين عن الجملة، فسقطت الألف لالتقاء الساكنين». وانظر [الاتقان:1/150]، [الهمع:2/6-7]. وقال الرضى في [شرح الكفاية:2/219-220]: «وكذا يتوسط (إذن) بين جزئي ما هو جزاؤه معنى. تقول: أنا إذن خارج وإن كان نحو ذلك لا يجوز في كلمة الشرط إلا ضرورة قال:
والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب
وذلك لضعف معنى الشرط في (إذن)».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص156]


رد مع اقتباس