عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:09 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا أرسلنا نوحًا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليمٌ (1) قال يا قوم إنّي لكم نذيرٌ مبينٌ (2) أن اعبدوا اللّه واتّقوه وأطيعون (3) يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخّركم إلى أجلٍ مسمًّى إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون (4)}
يقول تعالى مخبرًا عن نوحٍ، عليه السّلام، أنّه أرسله إلى قومه آمرًا له أن ينذرهم بأس اللّه قبل حلوله بهم، فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم؛ ولهذا قال: {أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليمٌ}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 231]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال يا قوم إنّي لكم نذيرٌ مبينٌ} أي: بيّن النّذارة، ظاهر الأمر واضحه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 231]

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أن اعبدوا اللّه واتّقوه} أي: اتركوا محارمه واجتنبوا مآثمه {وأطيعون} فيما آمركم به وأنهاكم عنه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 231]

تفسير قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يغفر لكم من ذنوبكم} أي: إذا فعلتم ما أمرتكم به وصدّقتم ما أرسلت به إليكم، غفر اللّه لكم ذنوبكم.
و " من " هاهنا قيل: إنّها زائدةٌ. ولكنّ القول بزيادتها في الإثبات قليلٌ. ومنه قول بعض العرب: "قد كان من مطرٍ". وقيل: إنّها بمعنى "عن" تقديره: يصفح لكم عن ذنوبكم واختاره ابن جريرٍ وقيل: إنّها للتّبعيض، أي يغفر لكم الذّنوب العظام الّتي وعدكم على ارتكابكم إيّاها الانتقام.
{ويؤخّركم إلى أجلٍ مسمًّى} أي: يمدّ في أعماركم ويدرأ عنكم العذاب الّذي إن لم تنزجروا عمّا نهاكم عنه، أوقعه بكم.
وقد يستدلّ بهذه الآية من يقول: إنّ الطّاعة والبرّ وصلة الرّحم، يزاد بها في العمر حقيقةً؛ كما ورد به الحديث: "صلة الرّحم تزيد في العمر".
وقوله: {إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون} أي: بادروا بالطّاعة قبل حلول النّقمة، فإنّه إذا أمر [اللّه] تعالى بكون ذلك لا يردّ ولا يمانع، فإنّه العظيم الّذي قهر كلّ شيءٍ، العزيز الّذي دانت لعزّته جميع المخلوقات). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 231]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال ربّ إنّي دعوت قومي ليلًا ونهارًا (5) فلم يزدهم دعائي إلّا فرارًا (6) وإنّي كلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارًا (7) ثمّ إنّي دعوتهم جهارًا (8) ثمّ إنّي أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارًا (9) فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارًا (10) يرسل السّماء عليكم مدرارًا (11) ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جنّاتٍ ويجعل لكم أنهارًا (12) ما لكم لا ترجون للّه وقارًا (13) وقد خلقكم أطوارًا (14) ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سمواتٍ طباقًا (15) وجعل القمر فيهنّ نورًا وجعل الشّمس سراجًا (16) واللّه أنبتكم من الأرض نباتًا (17) ثمّ يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجًا (18) واللّه جعل لكم الأرض بساطًا (19) لتسلكوا منها سبلًا فجاجًا (20)}
يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوحٍ، عليه السّلام، أنّه اشتكى إلى ربّه، عزّ وجلّ، ما لقي من قومه، وما صبر عليهم في تلك المدّة الطّويلة الّتي هي ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا، وما بيّن لقومه ووضّح لهم ودعاهم إلى الرّشد والسّبيل الأقوم، فقال: {ربّ إنّي دعوت قومي ليلا ونهارًا} أي: لم أترك دعاءهم في ليلٍ ولا نهارٍ، امتثالًا لأمرك وابتغاءً لطاعتك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 231-232]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا} أي: كلّما دعوتهم ليقتربوا من الحقّ فروا منه وحادوا عنه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 232]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإنّي كلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم} أي: سدّوا آذانهم لئلّا يسمعوا ما أدعوهم إليه. كما أخبر تعالى عن كفّار قريشٍ: {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون} [فصلت:26].
{واستغشوا ثيابهم} قال ابن جريح، عن ابن عبّاسٍ: تنكّروا له لئلّا يعرفهم. وقال سعيد بن جبيرٍ، والسّدّيّ: غطّوا رءوسهم لئلّا يسمعوا ما يقول.
{وأصرّوا} أي: استمرّوا على ما هم فيه من الشّرك والكفر العظيم الفظيع، {واستكبروا استكبارًا} أي: واستنكفوا عن اتّباع الحقّ والانقياد له). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 232]


رد مع اقتباس