عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:51 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وللّذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم وبئس المصير (6) إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقًا وهي تفور (7) تكاد تميّز من الغيظ كلّما ألقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ (8) قالوا بلى قد جاءنا نذيرٌ فكذّبنا وقلنا ما نزّل اللّه من شيءٍ إن أنتم إلّا في ضلالٍ كبيرٍ (9) وقالوا لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير (10) فاعترفوا بذنبهم فسحقًا لأصحاب السّعير (11) }
يقول تعالى: {و} أعتدنا {للّذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم وبئس المصير} أي: بئس المآل والمنقلب). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 178]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): ({إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقًا} قال ابن جريرٍ: «يعني الصّياح».
{وهي تفور} قال الثّوريّ: «تغلي بهم كما يغلي الحبّ القليل في الماء الكثير»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 178]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقوله: {تكاد تميّز من الغيظ} أي: يكاد ينفصل بعضها من بعضٍ، من شدّة غيظها عليهم وحنقها بهم، {كلّما ألقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ قالوا بلى قد جاءنا نذيرٌ فكذّبنا وقلنا ما نزل اللّه من شيءٍ إن أنتم إلا في ضلالٍ كبيرٍ} يذكر تعالى عدله في خلقه، وأنّه لا يعذّب أحدًا إلّا بعد قيام الحجّة عليه وإرسال الرّسول إليه، كما قال: {وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا} [الإسراء: 15] وقال تعالى: {حتّى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسلٌ منكم يتلون عليكم آيات ربّكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقّت كلمة العذاب على الكافرين} [الزّمر: 71]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 178]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهكذا عادوا على أنفسهم بالملامة، وندموا حيث لا تنفعهم النّدامة، فقالوا: {لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير} أي: لو كانت لنا عقولٌ ننتفع بها أو نسمع ما أنزله اللّه من الحقّ، لما كنّا على ما كنّا عليه من الكفر باللّه والاغترار به، ولكن لم يكن لنا فهمٌ نعي به ما جاءت به الرّسل، ولا كان لنا عقلٌ يرشدنا إلى اتّباعهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 178]

تفسير قوله تعالى: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فاعترفوا بذنبهم فسحقًا لأصحاب السّعير}
قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختريّ الطّائيّ قال: أخبرني من سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «لن يهلك النّاس حتّى يعذروا من أنفسهم» وفي حديثٍ آخر:«لا يدخل أحدٌ النّار، إلّا وهو يعلم أنّ النّار أولى به من الجنّة»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 178]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين يخشون ربّهم بالغيب لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ (12) وأسرّوا قولكم أو اجهروا به إنّه عليمٌ بذات الصّدور (13) ألا يعلم من خلق وهو اللّطيف الخبير (14) هو الّذي جعل لكم الأرض ذلولًا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النّشور (15)}
يقول تعالى مخبرًا عمّن يخاف مقام ربّه فيما بينه وبينه إذا كان غائبًا عن النّاس، فينكفّ عن المعاصي ويقوم بالطّاعات، حيث لا يراه أحدٌ إلّا اللّه، بأنّه له مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ، أي: يكفّر عنه ذنوبه، ويجازى بالثّواب الجزيل، كما ثبت في الصّحيحين: «سبعةٌ يظلّهم اللّه تعالى في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه»، فذكر منهم: «رجلًا دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمالٍ فقال: إنّي أخاف اللّه، ورجلًا تصدّق بصدقةٍ فأخفاها، حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه».
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار في مسنده: حدّثنا طالوت بن عبّادٍ، حدّثنا الحارث بن عبيدٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: قالوا: يا رسول اللّه، إنّا نكون عندك على حالٍ، فإذا فارقناك كنّا على غيره؟ قال: «كيف أنتم وربّكم؟ » قالوا: اللّه ربّنا في السّرّ والعلانية. قال: «ليس ذلكم النّفاق».
لم يروه عن ثابتٍ إلّا الحارث بن عبيد فيما نعلمه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 178-179]


رد مع اقتباس