عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23 جمادى الأولى 1434هـ/3-04-2013م, 10:38 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {والّذين هاجروا في اللّه} إلى المدينة.
{من بعد ما ظلموا} من بعد ما ظلمهم المشركون وأخرجوهم من ديارهم من مكّة في تفسير الحسن قال: وهو قوله: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا}.
وقال السّدّيّ: {من بعد ما ظلموا} ، يعني: من بعد ما عذّبوا على الإيمان.
قال: {لنبوّئنّهم في الدّنيا حسنةً} المدينة منزلا في تفسير قتادة.
وتفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: {لنبوّئنّهم} لنرزقهم {في الدّنيا حسنةً}.
وتفسير الحسن: لنعطينّهم في الدّنيا النّصر.
{ولأجر الآخرة} الجنّة.
{أكبر} من الدّنيا.
{لو كانوا يعلمون} لعلموا أنّ الجنّة خيرٌ من الدّنيا، أي: إنّ اللّه يعطي المؤمنين في الآخرة أفضل ممّا يعطي في الدّنيا.
سعيدٌ عن قتادة قال: هؤلاء أصحاب نبيّ اللّه، ظلمهم أهل مكّة فأخرجوهم من ديارهم، حتّى لحق طوائف منهم بالحبشة، ثمّ بوّأهم اللّه المدينة بعد ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/65]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والّذين هاجروا في اللّه من بعد ما ظلموا...}
ذكر أنها نزلت في عمّار وصهيب وبلال ونظرائهم الذين عذّبوا بمكّة {لنبوّئنّهم في الدّنيا حسنةً}: نزول المدينة، ولنحلّلنّ لهم الغنيمة. و{الذين} موضعها رفع). [معاني القرآن: 2/100]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والّذين هاجروا في اللّه من بعد ما ظلموا لنبوّئنّهم في الدّنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون}
هؤلاء قوم كان المشركون يعذبونهم على اعتقادهم الإيمان منهم صهيب وبلال، وذلك أن صهيبا قال لأهل مكة: أنا رجل كبير، إن كنت معكم لم أنفعكم، وإن كنت عليكم لم أضركم، خذوا مالي ودعوني فأعطاهم ماله وهاجر إلى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فقال له أبو بكر الصديق: ربح البيع يا صهيب، وقال عمر: نعم الرجل صهيب لو لم يخف الله لم يعصه، تأويله لو أنه أمن عذابه وعقابه لما ترك الطاعة ولا جنح إلى المعصية لأمنه العذاب.
ومعنى {لنبوّئنّهم في الدّنيا حسنة}.
أي: لأنهم صاروا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ودخلوا في الإسلام وسمعوا ثناء اللّه عليهم). [معاني القرآن: 3/200-199]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا}
يقال إنه يراد به بلال وصهيب والذي يوجب جملة الكلام أن يكون عاما ويروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا دفع إلى المهاجرين أعطياتهم قال لهم هذا ما وعدكم الله في الدنيا وما ذخر لكم في الآخرة أكثر ثم يتلو والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر وروى هشيم عن داود ابن أبي هند عن الشعبي في قوله: {لنبوئنهم في الدنيا حسنة} قال المدينة وكذا قال الحسن وقال الضحاك يعني بالحسنة النصر والفتح ولأجر الآخرة أكبر الجنة وروى ابن جريج عن مجاهد لنبوئنهم في الدنيا حسنة قال لسان صدق). [معاني القرآن: 4/67-66]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذين صبروا وعلى ربّهم يتوكّلون} قال الحسن: وهم الّذين {هاجروا في اللّه من بعد ما ظلموا} .
وتفسير الكلبيّ: أنّ هؤلاء صهيبٌ، وخبّاب بن الأرتّ، وبلالٌ، وعمّار بن ياسرٍ، وفلانٌ مولى ابن خلفٍ الجمحيّ، أخذوا بعدما خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من مكّة، فعذّبهم المشركون على أن يكفروا بنبيّ اللّه،
فعذّبوا حتّى بلغوا مجهودهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/65]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون}
يقول للمشركين.
قال الحسن: يعني أهل الكتابين.
وقال قتادة: يعني أهل التّوراة، هي مثل قوله: {فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون}.
وقال السّدّيّ: {فاسألوا أهل الذّكر} ، يعني: التّوراة، عبد اللّه بن سلامٍ وأصحابه الّذين أسلموا.
{وما جعلناهم جسدًا لا يأكلون الطّعام}، يقول: ولكن كانوا يأكلون الطّعام، {وما كانوا خالدين} ما كانوا لا يموتون). [تفسير القرآن العظيم: 1/66-65]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً...}
ثم قال {بالبيّنات والزّبر...}
بعد إلاّ وصلة ما قبل إلاّ لا تتأخّر بعد إلاّ. وذلك جائز على كلامين. فمن ذلك أن تقول: ما ضرب زيداً إلاّ أخوك، وما مرّ بزيد إلاّ أخوك. (فإن قلت ما ضرب [سقط في ا] إلاّ أخوك زيداً أو ما مرّ إلا أخوك بزيد) فإنه على كلامين تريد ما مرّ إلا أخوك ثم تقول: مرّ بزيد.
مثله قول الأعشى:
وليس مجيراً إن أتى الحيّ خائف = ولا قائلاً إلا هو المتعيّبا
فلو كان على كلمة واحدة كان خطأ؛ لأن المتعيّب من صلة القائل فأخّره ونوى كلامين فجاز ذلك.
وقال الآخر:
نبّئتهم عذّبوا بالنار جارتهم = وهل يعّذب إلاّ الله بالنار
ورأيت الكسائيّ يجعل (إلاّ) مع الجحد والاستفهام بمنزلة غير فينصب ما أشبه هذا على كلمة واحدة،
واحتجّ بقول الشاعر:
فلم يدر إلاّ الله ما هيّجت لنا = أهلّة أناء الديار وشامها
ولا حجّة له في ذلك لأنّ (ما) في موضع أي فلها فعل مضمر على كلامين. ولكنه حسن قوله، يقول الله عزّ وجل: {لو كان فيهما آلهةٌ إلاّ الله لفسدتا}
فقال: لا أجد المعنى إلاّ لو كان فيهما آلهة غير الله لفسدتا،
واحتجّ بقول الشاعر:
أبني لبيني لستم بيدٍ = إلاّ يدٍ ليست لها عضد
فقال لو كان المعنى إلاّ كان الكلام فاسداً في هذا؛ لأني لا أقدر في هذا البيت على إعادة خافض بضمير وقد ذهب ها هنا مذهباً). [معاني القرآن: 2/101-100]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما أرسلنا من قبلك إلّا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون}
و {نوحي إليهم}، ويوحي إليهم. أما القراءتان الأوليان فجيدتان والثالثة ضعيفة لذكره أرسلنا. فأن يكون اللفظ على نوحي ويوحي أحسن، لأن نوحي يوافق اللفظ والمعنى، ويوحي إنما هو محمول على المعنى، لأن المعنى:
وما أرسل اللّه إلا رجالا يوحى إليهم.
وإنما تجيل لهم لأنهم قالوا لولا أنزل عليه ملك أو جاء مع نذير، فأعلم اللّه - جل وعز - أن الرسل بشر إلا أنهم يوحى إليهم). [معاني القرآن: 3/200]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم} قيل لهم هذا لأنهم قالوا: {أبعث الله بشرا رسولا} ).[معاني القرآن: 4/68]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قيل يعني به أهل الكتاب لأنهم مقرون أن الرسل من بني آدم
وقال وكيع سألت سفيان عن قوله: {فاسألوا أهل الذكر} فقال سمعنا أنهم من أسلم من أهل التوراة والإنجيل ثم قال تعالى: {بالبينات والزبر} أي بالبراهين والكتب). [معاني القرآن: 4/68]

تفسير قوله تعالى: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {بالبيّنات والزّبر} قال السّدّيّ: {بالبيّنات}، يعني: بالآيات الّتي كانت تجيء بها الأنبياء إلى قومهم.
قال: {والزّبر} ، يعني: وحديث الكتاب وما كان قبلهم من المواعظ.
قال يحيى: وفيها تقديمٌ: وما أرسلنا من قبلك بالبيّنات والزّبر، الكتب، إلا رجالا يوحى إليهم.
قال: {وأنزلنا إليك الذّكر} القرآن.
{لتبيّن للنّاس ما نزّل إليهم ولعلّهم يتفكّرون} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/66]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {والزّبر} وهي الكتب واحدها: زبور، ويقال: زبرت وذبرت أي كتبت،
وقال أبو ذؤيب:
عرفت الدّيار كرقم الدّوا= ة كما زبر الكاتب الحميريّ
وكما ذبر في رواية). [مجاز القرآن: 1/359]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الزبر}: الكتب، يقال زبرت أي كتبت). [غريب القرآن وتفسيره: 206]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : {بالبيّنات والزّبر}: الكتب. جمع زبور). [تفسير غريب القرآن: 243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أعلم كيف يستدل على صحة نبوتهم فقال:
{بالبيّنات والزّبر وأنزلنا إليك الذّكر لتبيّن للنّاس ما نزّل إليهم ولعلّهم يتفكّرون} أي بالآيات والحجج، والزبر الكتب، واحدها زبور، يقال زبرت الكتاب وذبرته بمعنى واحد،
قال أبو ذؤيب:
عرفت الدّيار كرقم الدّوا= ة يذبرها الكاتب الحميري
وقوله: {فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون}.
فيها قولان:
قيل فاسألوا أهل الكتب أهل التوراة والإنجيل وأهل جميع الكتب يعترفون أن الأنبياء كلهم بشر.
وقيل {فاسألوا أهل الذّكر} أي فاسألوا من آمن من أهل الكتاب.
ويجوز واللّه أعلم - أن يكون قيل لهم اسألوا كل من يذكر بعلم وافق أهل هذه الملة أو خالفهم.
والدليل على أن أهل الذكر أهل الكتب قوله تعالى: {وأنزلنا إليك الذّكر لتبيّن للنّاس ما نزّل إليهم}، وقوله: {وهذا ذكر مبارك أنزلناه} ). [معاني القرآن: 3/201-200]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الزُّبُر}: الكتب). [العمدة في غريب القرآن: 177]

رد مع اقتباس