عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 03:35 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {للّذين أحسنوا الحسنى...}
في موضع رفع. يقال إن الحسنى الحسنة.{وزيادة} ... حدثني أبو الأحوص سلاّم بن سليم عن أبي إسحاق السبيعيّ عن رجل عن أبي بكر الصدّيق رحمه الله قال: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة: النظر إلى وجه الرب تبارك وتعالى. ويقال {للذين أحسنوا الحسنى} يريد حسنة مثل حسناتهم {وزيادة} زيادة التضعيف كقوله: {فله عشر أمثالها} ). [معاني القرآن: 1/461]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا يرهق وجوههم قترٌ ولا ذلّةٌ} يرهق: أي يغشى، والقتر جميع قترة، وفي القرآن: {ترهقها قترةٌ} [80: 41]، وهو الغبار قال الأخطل:

يعلو القناطر يبنيها ويهدمها.=.. مسوّماً فوقه الرايات والقتر
وقال الفرزدق:
متوّجٌ برداء الملك يتبعه.=.. موجٌ ترى فوقه الرايات والفترا
). [مجاز القرآن: 1/277]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {لّلّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ ولا يرهق وجوههم قترٌ ولا ذلّةٌ أولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون}
وقال: {ولا يرهق وجوههم قترٌ ولا ذلّةٌ} لأنه من "رهق" "يرهق" "رهقاً"). [معاني القرآن: 2/33]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة}.
الحسن "قتر ولا ذلة" يسكن التاء.
والقترة الظلمة مع الغبار؛ ويقال: قد أقتر في الشواء إقتارًا؛ كأنه دخن فيه، جعله كالسواد والظلمة.
وقال أبو ذؤيب:
وكأن سفودين لما يقترا = عجلا له بشواء شرب ينزع
[معاني القرآن لقطرب: 656]
وقد روي "يقترا" بفتح الياء). [معاني القرآن لقطرب: 657]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يرهق وجوههم قتر}: يغشى و{القتر} الغبار). [غريب القرآن وتفسيره: 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {للّذين أحسنوا الحسنى} أي المثل.
{وزيادةٌ}: التّضعيف حتى تكون عشرا، أو سبعمائة، وما شاء اللّه. يدل على ذلك قوله: {والّذين كسبوا السّيّئات جزاء سيّئةٍ بمثلها}.
{ولا يرهق وجوههم قترٌ} أي لا يغشاها غبار. وكذلك القترة). [تفسير غريب القرآن:195- 196]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {للّذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلّة أولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون}
الحسنى الجنة، و{زيادة} في التفسير النظر إلى وجه اللّه - جلّ وعزّ.
ويجوز أن تكون الزيادة تضعيف الحسنات لأنه قال - جلّ وعزّ:
{من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.
والقول في النظر إلى وجه الله كثير في التفسير وهو مرويّ بالأسانيد الصحاح)، لا يشك في ذلك.
{ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلّة}.
{القتر}: الغبرة التي فيها سواد، {ولا يرهق} لا يغشى). [معاني القرآن: 3/15]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}
قال أبو جعفر الذي عليه أهل الحديث أن الحسنى
الجنة والزيادة النظر إلى الله جل اسمه حدثنا الحسين بن عمر قال نا هناد قال نا وكيع عن أبي بكر الهذلي عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي موسى في قول الله تعالى:
{للذين أحسنوا الحسنى} قال الجنة {وزيادة} قال النظر إلى الله جل وعز
حدثنا الحسين قال نا هناد قال نا قبيصة قال نا حماد بن سلمة وقرئ على ابن بنت منيع عن هدبة بن خالد قال نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة فقال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يثقل الله موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة وينجنا من النار فيكشف عن الحجاب ويتجلى فينظرون إليه جل وعز قال فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة
قال أبو جعفر وفي حديث ابن بنت منيع ويجرنا وفي
حديثه فينظرون إلى الله جل وعز
ثم قال جل وعز: {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة}
قال ابن عباس القتر سواد الوجوه
وقال غيره القتر جمع قترة وهي الغبرة
ومعنى يرهق يغشى والذلة الهوان
وفي حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة قال بعد نظرهم إلى ربهم
والعاصم المانع). [معاني القرآن: 3/288-290]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة} يرهق: يغشى، والقتر: الغبار، والذلة: الذل، فهذه من صفة الكفار، وقد عدلت هذه الصفة عن المؤمنين، فوجوههم نضرة). [ياقوتة الصراط: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلاَ يَرْهَقُ} أي يغشى.
{قَتَرٌ} أي غبار يعلوه سواد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 102]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَرْهَقُ}: يغش
{القَتَرٌ}: الغبار). [العمدة في غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والّذين كسبوا السّيّئات جزاء سيّئةٍ بمثلها...}
رفعت الجزاء بإضمار {لهم} كأنك قلت: فلهم جزاء السيئة بمثلها؛ كما قال {ففدية من صيامٍ} و{فصيام ثلاثة أيام في الحج} والمعنى: فعليه صيام ثلاثة أيام، وعليه فدية.
وإن شئت رفعت الجزاء بالباء في قوله: {جزاء سيّئةٍ بمثلها} والأوّل أعجب إليّ.
وقوله: {كأنّما أغشيت وجوههم قطعاً} و{قطعا}. والقطع قراءة العامّة. وهي في مصحف أبي {كأنما يغشى وجوههم قطع من الليل مظلم} فهذه حجة لمن قرأ بالتخفيف.
وإن شئت جعلت المظلم وأنت تقول قطع قطعا من الليل، وإن شئت جعلت المظلم نعتا للقطع، فإذا قلت قطعا كان قطعا من الليل خاصة.
والقطع ظلمة آخر الليل {فأسر بأهلك بقطع من الليل} ). [معاني القرآن: 1/461-462]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قطعاً من اللّيل مظلماً} إذا أسكنت الطاء فمعناه بعضاً من الليل، والجميع: أقطاع من الليل، أي ساعات من الليل،
يقال: أتيته بقطع من الليل؛ وهو في آية أخرى: {بقطعٍ من اللّيل}. ومن فتح الطاء فإنه يجعلها جميع قطعة والمعنيان واحد.
ويجعل مظلماً من صفة الليل وينصبها على الحال وعلى أنها نكرة وصفت به معرفة). [مجاز القرآن: 1/278]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {والّذين كسبوا السّيّئات جزاء سيّئةٍ بمثلها وترهقهم ذلّةٌ مّا لهم مّن اللّه من عاصمٍ كأنّما أغشيت وجوههم قطعاً مّن اللّيل مظلماً أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}
وقال: {جزاء سيّئةٍ بمثلها} وزيدت الباء كما زيدت في قولك {بحسبك قول السوء}.
وقال: {كأنّما أغشيت وجوههم قطعاً مّن اللّيل مظلماً} فالعين ساكنة لأنه ليس جماعة "القطعة" ولكنه "قطعٌ" اسمٌ على حياله. وقال عامّة الناس {قطعا} يريدون به جماعة "القطعة" ويقوي الأول قوله {مظلماً} لأن "القطع" واحد فيكون "المظلم" من صفته. والذين قالوا: "القطع" يعنون به الجمع وقالوا "نجعل مظلماً" حالا لـ"الليل". والأوّل أبين الوجهين).
[معاني القرآن: 2/33-34]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو وشيبة ونافع وأبو جعفر {كأنما أغشيت وجوههم قطعا}.
وقراءة أهل مكة وابن يعمر {قطعا} بسكون الطاء.
وفي قراءة أبي "كأنما يغشى وجوههم قطع من الليل".
قال أبو علي وأما قوله عز وجل {قطعا} فيجوز على وجهين:
على قوله {رحمت الله قريب}؛ وقول الشاعر:
لو أن مدحة حي منشر أحد = .................
والوجه الآخر: وهو حسن كأنه قال {قطعا من الليل مظلما}؛ جعل المظلم لليل لا للقطع؛ لأن القطع مؤنثة، مثل السرر والفلق؛ فلو كان مظلم للقطع لقال: مظلمة بالهاء، ولكنه يكون لليل حالاً، كأنه قال: قطعًا من الليل في حال ظلام الليل؛ فهذا وجه حسن.
ومن قرأ {قطعًا} فهو حسن؛ يصير المظلم وصفًا للقطع؛ لأن القطع ذكر؛ وهو الساعة من الليل؛ وكان ابن عباس يقول: بسواد من الليل؛ أي بغلس.
[معاني القرآن لقطرب: 657]
[وزاد محمد بن صالح في روايته]:
وقال ابن عباس أيضًا {بقطع من الليل} آخر السحر؛ وقد بقيت منه بقية.
وأنشد يونس:
سرت تحت أقطاع من الليل طلة = بخمان بيتي فهي لا شك ناشز). [معاني القرآن لقطرب: 658]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {قطعا من الليل}: جماعة قطعة ويقرأ قطعا وهو بعض الليل ومنه {فأسر بأهلك بقطع من الليل} ساعة من الليل وجمعه أقطاع). [غريب القرآن وتفسيره: 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما لهم من اللّه من عاصمٍ} أي مانع.
{كأنّما أغشيت وجوههم قطعاً من اللّيل} جمع قطعة. ومن قرأها: {قطعا من الليل} أراد اسم ما قطع تقول: قطعت الشيء قطعا. فتنصب
أول المصدر. واسم ما قطعت [منه] فسقط: «قطع»). [تفسير غريب القرآن: 196]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ، لأهل النار: {والّذين كسبوا السّيّئات جزاء سيّئة بمثلها وترهقهم ذلّة ما لهم من اللّه من عاصم كأنّما أغشيت وجوههم قطعا من اللّيل مظلما أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}
{كأنّما أغشيت وجوههم قطعا من اللّيل مظلما}.
ويقرأ قطعا من الليل مظلما من نعت القطع، ومن قرأ قطعا جعل مظلما حالا من الليل.
المعنى أغشيت وجوههم قطعا من الليل في حال ظلمته). [معاني القرآن: 3/16]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما}
القطع جمع قطعة ومن قرأ قطعا فهو اسم ما قطع يقال قطعة قطعا واسم ما قطعت قطع). [معاني القرآن: 3/290-291]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِنْ عَاصِمٍ} من مانع.
{قِطَعًا} جمع قطعة، ومن قرأ بإسكان الطاء فمعناه: بعض الليل وقطعة منه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 102]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قِطَعًا}: جمع قطعة). [العمدة في غريب القرآن: 152]


رد مع اقتباس