عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 10:04 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف



تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (كهيعص (1) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى كهيعص قال اسم من أسماء القرآن قال معمر وقال الكلبي كاف هاد عالم صادق). [تفسير عبد الرزاق: 2/3]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن عطاء بن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كهيعص قال كاف من كافي ويا من حكيم وعين من عليم وها من هاد وصاد من صادق). [تفسير عبد الرزاق: 2/3]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان الثوري عن حصينٍ عن إسماعيل بن راشدٍ عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عباس في قوله: {كهيعص} قال: كافٌ كبيرٌ هادٍ أمينٌ عزيز صادق [الآية: 1] ).
سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن ابن عبّاسٍ مثله إلّا أنّه جعل مكان كبير هاد كاف هاد).
[تفسير الثوري: 181]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كهيعص}. اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله تعالى ذكره: كاف من {كهيعص} فقال بعضهم: تأويل ذلك أنّها حرفٌ من اسمه الّذي هو كبيرٌ، دلّ به عليه، واستغني بذكره عن ذكر باقي الاسم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو حصينٍ عبد اللّه بن أحمد بن يونس، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في هذه الآية {كهيعص} قال: كبيرٌ، يعني بالكبير: الكاف من {كهيعص}.
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن حصينٍ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا حصينٌ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، كان يقول {كهيعص} قال: كاف: كبيرٌ.
- حدّثني أبو السّائب، قال: أخبرنا ابن إدريس، عن حصينٍ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبير في {كهيعص} قال: كاف: كبيرٌ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: حدّثنا سفيان، عن حصينٍ، عن إسماعيل، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، نحوه.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن العلاء بن المسيب بن رافعٍ، عن أبيه فى قوله: {كهيعص} قال: اسم من أسماء الله كاف: كبيرٌ.
وقال آخرون: بل الكاف من ذلك حرفٌ من حروف اسمه الّذي هو كاف.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: أخبرنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيدٍ، في قوله {كهيعص} قال: كاف: كافٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: أخبرنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، في قوله: {كهيعص} قال: كاف: كافٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن الكلبيّ، مثله.
وقال آخرون: بل هو حرفٌ من حروف اسمه الّذي هو كريمٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {كهيعص} قال: كاف من كريمٍ.
وقال الّذين فسّروا ذلك هذا التّفسير الهاء من كهيعص: حرفٌ من حروف اسمه الّذي هو هادٍ
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا حصينٍ، عن إسماعيل بن راشد، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان يقول في الهاء من {كهيعص} هادٍ.
- حدّثنا أبو حصينٍ، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن حصينٍ، عن إسماعيل، عن سعيدٍ، مثله.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن حصينٍ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ نحوه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن حصينٍ، عن إسماعيل، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثني يحيى بن طلحة، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: ها: هادٍ.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن العلاء بن المسيب بن رافعٍ، عن أبيه، في قوله {كهيعص} قال ها: هادٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: أخبرنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، في قوله {كهيعص} قال ها: هادٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، قال: حدّثنا عنبسة، عن الكلبيّ، مثله.
واختلفوا في تأويل الياء من ذلك، فقال بعضهم: هو حرفٌ من حروف اسمه الّذي هو يمينٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو حصينٍ، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " يا " من {كهيعص} ياء يمينٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا حصينٌ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن حصينٍ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ مثله.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن حصينٍ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ ياء: يمينٌ.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن العلاء بن المسيب بن رافعٍ، عن أبيه، في قوله {كهيعص} قال ياء: يمينٌ.
وقال آخرون: بل هو حرفٌ من حروف اسمه الّذي هو حكيمٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {كهيعص} قال: يا: من حكيمٍ.
وقال آخرون: بل هي حرفٌ من قول القائل: يا من يجير.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا إبراهيم بن الضّريس، قال: سمعت الرّبيع بن أنسٍ، في قوله {كهيعص} قال: يا من يجير ولا يجار عليه.
واختلف متأوّلو ذلك كذلك في معنى العين، فقال بعضهم: هي حرفٌ من حروف اسمه الّذي هو عالمٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن سعيدٍ، {كهيعص} قال: عينٌ من عالمٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن الكلبيّ، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا حصينٌ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن العلاء بن المسيّب بن رافعٍ، عن أبيه، في قوله {كهيعص} قال: عينٌ: من عالمٍ.
وقال آخرون: بل هي حرفٌ من حروف اسمه الّذي هو عزيزٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو حصينٍ، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {كهيعص} عينٌ: عزيزٌ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن حصينٍ، عن إسماعيل، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن حصينٍ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، مثله.
- حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن حصينٍ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، مثله.
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله {كهيعص} قال: عينٌ: عزيزٌ.
وقال آخرون: بل هي حرفٌ من حروف اسمه الّذي هو عدلٌ.
وقال الّذين تأوّلوا ذلك هذا التّأويل: الصّاد من قوله {كهيعص} حرفٌ من حروف اسمه الّذي هو صادقٌ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: أخبرنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، في قوله {كهيعص} قال: عينٌ: عدلٌ (1).
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا حصينٌ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان يقول في {كهيعص} صاد: صادقٌ.
- حدّثني أبو حصينٍ، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن حصينٍ، عن إسماعيل، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ مثله.
- حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن حصينٍ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ مثله.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن حصينٍ، عن إسماعيل بن راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: أخبرنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، قال: صاد: صادقٌ.
- حدّثني يحيى بن طلحة، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيدٍ، قال: صادقٌ، يعني الصّاد من {كهيعص}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن سعيدٍ {كهيعص} قال: صاد: صادقٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، قال: حدّثنا عنبسة، عن الكلبيّ، قال: صادقٌ.
- حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن العلاء بن المسيّب بن أبى رافعٍ، عن أبيه، في قوله {كهيعص} قال: صاد: صادقٌ.
وقال آخرون: بل هذه الكلمة كلّها اسمٌ من أسماء اللّه تعالى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن خالد بن خداشٍ، قال: حدّثني سلم بن قتيبة، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن عاتكة، عن فاطمة ابنة عليٍّ، قالت: كان عليٌّ يقول: يا {كهيعص} اغفر لي.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {كهيعص} قال: فإنّه قسمٌ أقسم اللّه به، وهو من أسماء اللّه.
وقال آخرون: كلّ حرفٍ من ذلك اسمٌ من أسماء اللّه عزّ وجلّ
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني مطر بن محمّدٍ الضّبّيّ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن عبد العزيز بن مسلمٍ القسمليّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، قال: {كهيعص} ليس منها حرفٌ إلاّ وهو اسمٌ.
وقال آخرون: هذه الكلمة اسمٌ من أسماء القرآن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله {كهيعص} قال: اسمٌ من أسماء القرآن.
قال أبو جعفرٍ: والقول في ذلك عندنا نظير القول في {الم} وسائر فواتح سور القرآن الّتي افتتحت أوائلها بحروف المعجم، وقد ذكرنا ذلك فيما مضى قبل، فأغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 15/443-452]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (أن إبراهيم قال أن آدم قال أن ورقاء عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله كهيعص قال كاف من كريم وهاء من هاد وعين من عليم وياء من حكيم وصاد من صادق). [تفسير مجاهد: 383]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا الشّيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ يعقوب بن يوسف القزوينيّ، ثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه الدّشتكيّ، ثنا عمرو بن أبي قيسٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قوله عزّ وجلّ: {كهيعص} [مريم: 1] قال: كافٌّ من كريمٍ، وها من هادٍ، ويا من حكيمٍ، وعينٌ من عليمٍ، وصادٌ من صادقٍ «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/403]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني محمّد بن إسحاق الصّفّار، ثنا أحمد بن نصرٍ، ثنا عمرو بن طلحة القنّاد، أنبأ شريكٌ، عن سالمٍ الأفطس، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قوله عزّ وجلّ: {كهيعص} [مريم: 1] قال: «كافٌّ هادٍ أمينٌ عزيزٌ صادقٌ» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/403]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وروى الحاكم من طريق عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبيرٍ عن بن عبّاسٍ قال الكاف من كريمٍ والهاء من هادي والياء من حكيمٍ والعين من عليمٍ والصّاد من صادقٍ ومن وجهٍ آخر عن سعيدٍ نحوه لكن قال يمين بدل حكيمٍ وعزيز بدل عليمٍ وللطّبريّ من وجهٍ آخر عن سعيد نحوه لكن قال الكاف من كبير وروى الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ قال كهيعص قسمٌ أقسم اللّه به وهو من أسمائه ومن طريق فاطمة بنت عليٍّ قالت كان عليٌّ يقول يا كهيعص اغفر لي وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة هي اسمٌ من أسماء القرآن). [فتح الباري: 8/427]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (واختلفوا في معناها: فعن ابن عبّاس اسم من أسماء الله تعالى، وقيل: اسم الله الأعظم، وعن قتادة هو اسم من أسماء القرآن، وقيل: اسم السّورة، وعن ابن عبّاس أيضا: هو قسم أقسم الله تعالى به، وعن الكلبيّ: هو ثناء أثنى الله به على نفسه، وعن ابن عبّاس أيضا: الكاف من كريم، والهاء من هاد، والياء من رحيم، والعين من عليم وعظيم، والصّاد من صادق، رواه الحاكم من طريق عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس). [عمدة القاري: 19/50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1 - 11.
أخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {كهيعص} قال: كبير هاد أمين عزيز صادق، وفي لفظ: كاف بدل كبير). [الدر المنثور: 10/7]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وعثمان بن سعيد الدارمي في التوحيد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس {كهيعص} قال: كاف من كريم وهاء من هاد وياء من حكيم وعين من عليم وصاد من صادق). [الدر المنثور: 10/7]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود وناس من الصحابة {كهيعص} هو الهجاء المقطع الكاف من الملك والهاء من الله والياء والعين من العزيز والصاد من المصور). [الدر المنثور: 10/7-8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن الكلبي أنه سئل عن {كهيعص} فحدث عن أبي صالح عن أم هانئ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كاف هاد عالم صادق). [الدر المنثور: 10/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي، وابن ماجة، وابن جرير عن فاطمة بنت علي قالت: كان ابن عباس يقول في {كهيعص} و(حم) و(يس) وأشباه هذا هو اسم الله الأعظم). [الدر المنثور: 10/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كهيعص} قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله). [الدر المنثور: 10/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {كهيعص} قال: يقول: أنا الكبير الهادي علي أمين صادق). [الدر المنثور: 10/9]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله: {كهيعص} قال: الكاف من الملك والهاء من الله والعين من العزيز والصاد من الصمد). [الدر المنثور: 10/9]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله: {كهيعص} قال: الكاف مفتاح اسمه كافي والهاء مفتاح اسمه هادي والعين مفتاح اسمه عالم والصاد مفتاح اسمه صادق). [الدر المنثور: 10/9]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله: {كهيعص} قال: يا من يجير ولا يجار عليه). [الدر المنثور: 10/9]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {كهيعص} قال: اسم من أسماء القرآن، والله أعلم). [الدر المنثور: 10/9]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (واختلف في معناها، فقيل الكاف من كريم والهاء من هادي والياء من حكيم والعين من عليم والصاد من صادق قاله
ابن عباس فيما رواه الحاكم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه، وروى الطبري عنه أن كهيعص من أسماء الله وعن علي أنه كان يقول يا كهيعص اغفر لي، وعن قتادة اسم من أسماء القرآن رواه عبد الرزاق، وسأل رجل محمد بن علي المرتضى عن تفسيرها فقال لو أخبرتك بتفسيرها لمشيت على الماء لا يواري قدميك، ولأبي ذر سورة كهيعص، وفي نسخة بفرع اليونينية كأصلها باب سورة مريم.
(بسم الله الرحمن الرحيم) ثبتت هذه البسملة لأبي ذر بعد الترجمة وسقطت لغيره). [إرشاد الساري: 7/231]

تفسير قوله تعالى: (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال قتادة إن النبي قال يرحم الله زكريا وما كان عليه من ورثه ويرحم الله لوطا إن كان ليأوي إلى ركن شديد). [تفسير عبد الرزاق: 2/3]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذكر رحمة ربّك عبده زكريّا (2) إذ نادى ربّه نداءً خفيًّا (3) قال ربّ إنّي وهن العظم منّي واشتعل الرّأس شيبًا ولم أكن بدعائك ربّ شقيًّا}.
اختلف أهل العربيّة في الرّافع للذّكر، والنّاصب للعبدٍ، فقال بعض نحويّي البصرة في معنى ذلك كأنّه قال: ممّا نقصّ عليك ذكر رحمة ربّك عبده، وانتصب العبد بالرّحمة كما تقول: ذكر ضرب زيدٍ عمرًا. وقال بعض نحويّي الكوفة: رفعت الذّكر بكهيعص، وإن شئت أضمرت هذا ذكر رحمة ربّك، قال: والمعنى ذكر ربّك عبده برحمته تقديمٌ وتأخيرٌ.
قال أبو جعفرٍ: والقول الّذي هو الصّواب عندي في ذلك أن يقال: الذّكر مرفوعٌ بمضمرٍ محذوفٍ وهو هذا، كما فعل ذلك في غيرها من السّور، وذلك كقول اللّه: {براءةٌ من اللّه ورسوله} وكقوله: {سورةٌ أنزلناها} ونحو ذلك. والعبد منصوبٌ بالرّحمة، وزكريّا في موضع نصبٍ، لأنّه بيانٌ عن العبد، فتأويل الكلام: هذا ذكر رحمة ربّك عبده زكريّا). [جامع البيان: 15/452-453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرأ {ذكر رحمة ربك عبده زكريا} بنقل يقول: لما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، فقال: {ذكر رحمة ربك} ). [الدر المنثور: 10/9]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: كان زكريا نجارا). [الدر المنثور: 10/10]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن بشر، وابن عساكر عن ابن عباس قال: إن زكريا بن دان أبا يحيى كان من أبناء الأنبياء الذين كانوا يكتبون الوحي ببيت المقدس). [الدر المنثور: 10/10]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن بشر، وابن عساكر عن ابن عباس في قوله: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا} قال: ذكره الله برحمته منه حيث دعاه {إذ نادى ربه نداء خفيا} يعني دعا ربه دعاء خفيا في الليل لا يسمع أحدا أو يسمع أذنيه، فقال: {رب إني وهن العظم مني} يعني ضعف العظم مني {واشتعل الرأس شيبا} يعني غلب البياض السواد {ولم أكن بدعائك رب شقيا} أي لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى فتخيبني فيما بقي فكما لم اشق بدعائي فيما مضى فكذلك لا أشقى فيما بقي عودتني الإجابة من نفسك، {وإني خفت الموالي من ورائي} فلم يبق لي وارث وخفت العصبة أن ترثني {فهب لي من لدنك وليا} يعني من عندك وليا {يرثني} يعني يرث محرابي وعصاي وبرنس العربان وقلمي الذي أكتب به الوحي {ويرث من آل يعقوب} النبوة {واجعله رب رضيا} يعني مرضيا عندك زاكيا بالعمل فاستجاب الله له فكان قد دخل في السن هو وامرأته، فبينا هو قائم يصلي في المحراب حيث يذبح القربان إذا هو برجل عليه البياض حياله وهو جبريل فقال: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} هو اسم من اسماء الله اشتق من حي سماه الله فوق عرشه {لم نجعل له من قبل سميا} لم يجعل لزكريا من قبل يحيى ولد له {هل تعلم له سميا} يعني هل تعلم له ولدا ولم يكن لزكريا قبله ولد ولم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى قال: وكان اسمه حيا فلما وهب الله لسارة إسحاق فكان اسمها يسارة ويسارة من النساء التي لا تلد وسارة من النساء: الطالقة الرحم التي تلد فسماها الله سارة وحول الياء من سارة إلى حي فسماه يحيى فقال: {رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا} خاف أنها لا تلد، قال: {كذلك قال ربك} يا زكريا {هو علي هين وقد خلقتك من قبل} أن أهب لك يحيى {ولم تك شيئا} وكذلك أقدر على أن أخلق من الكبير والعاقر، وذلك أن إبليس أتاه فقال: يا زكريا دعاؤك كان خفيا فأجبت بصوت رفيع وبشرت بصوت عال ذلك صوت من الشيطان ليس من جبريل ولا من ربك، {قال رب اجعل لي آية} حتى أعرف أن هذه البشرى منك، {قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال} يعني صحيحا من غير خرس، فحاضت زوجته فلما طهرت طاف عليها فاستحملت فأصبح لا يتكلم وكان إذا أراد التسبيح والصلاة أطلق الله لسانه فإذا أراد أن يكلم الناس أعتقل لسانه فلا يستطيع أن يتكلم وكانت عقوبة له لأنه بشر بالولد فقال: {أنى يكون لي غلام} فخاف أن يكون الصوت من غير الله {فخرج على قومه من المحراب} يعني من مصلاه الذي كان يصلي فيه، فأوحى إليهم بكتاب كتبه بيده {أن سبحوا بكرة وعشيا} يعني صلوا صلاة الغداة والعصر فولد له يحيى على ما بشره الله نبيا تقيا صالحا {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} يعني بجد وطاعة واجتهاد وشكر وبالعمل بما فيه {وآتيناه الحكم} يعني الفهم {صبيا} صغيرا وذلك أنه مر على صبية أتراب له يلعبون على شاطئ نهر بطين وبماء فقالوا: يا يحيى تعال حتى نلعب فقال: سبحان الله أو للعب خلقنا {وحنانا} يعني ورحمة {منا} وعطفا {وزكاة} يعني وصدقة على زكريا {وكان تقيا} يعني مطهرا مطيعا لله {وبرا بوالديه} كان لا يعصيهما {ولم يكن جبارا} يعني قتال النفس التي حرم الله قتلها {عصيا} يعني عاصيا لربه، {وسلام عليه} يعني حين سلم الله عليه {يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} ). [الدر المنثور: 10/25-28]


تفسير قوله تعالى: (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) )

قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: إن كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به جاره، وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزور وما يشعرون به، ولقد أدركنا أقوامًا ما كان على الأرض من عمل يقدرون على أن يعملوه في سر فيكون علانية أبدًا، ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت، إن كان إلا همسًا فيما بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله يقول: {ادعوا ربكم تضرعًا وخفيةً} [سورة الأعراف: 55]، وذلك أن الله ذكر عبدًا صالحًا ورضي قوله، فقال: {إذ نادى ربه نداءً خفيًا} [سورة مريم: 3] ). [الزهد لابن المبارك: 2/59]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(وقوله: {إذ نادى ربّه نداءً خفيًّا} يقول حين دعا ربّه، وسأله بنداءٍ خفيٍّ، يعني: وهو مستسرٌّ بدعائه ومسألته إيّاه ما سأل كراهته منه للرّياء، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إذ نادى ربّه نداءً خفيًّا} أي سرًّا، وإنّ اللّه يعلم القلب النّقيّ، ويسمع الصّوت الخفيّ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {إذ نادى ربّه نداءً خفيًّا} قال: لا يريد رياءً.
- حدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: رغب زكريّا في الولد، فقام فصلّى، ثمّ دعا ربّه سرًّا، فقال: {ربّ إنّي وهن العظم منّي}.. إلى {واجعله ربّ رضيًّا}). [جامع البيان: 15/453-454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {إذ نادى ربه نداء خفيا} قال: لا يريد رياء). [الدر المنثور: 10/10]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إذ نادى ربه نداء خفيا} أي بقلبه سرا، قال قتادة: إن الله يحب الصوت الخفي والقلب النقي). [الدر المنثور: 10/10]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن بشر، وابن عساكر عن ابن عباس في قوله: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا} قال: ذكره الله برحمته منه حيث دعاه {إذ نادى ربه نداء خفيا} يعني دعا ربه دعاء خفيا في الليل لا يسمع أحدا أو يسمع أذنيه، فقال: {رب إني وهن العظم مني} يعني ضعف العظم مني {واشتعل الرأس شيبا} يعني غلب البياض السواد {ولم أكن بدعائك رب شقيا} أي لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى فتخيبني فيما بقي فكما لم اشق بدعائي فيما مضى فكذلك لا أشقى فيما بقي عودتني الإجابة من نفسك، {وإني خفت الموالي من ورائي} فلم يبق لي وارث وخفت العصبة أن ترثني {فهب لي من لدنك وليا} يعني من عندك وليا {يرثني} يعني يرث محرابي وعصاي وبرنس العربان وقلمي الذي أكتب به الوحي {ويرث من آل يعقوب} النبوة {واجعله رب رضيا} يعني مرضيا عندك زاكيا بالعمل فاستجاب الله له فكان قد دخل في السن هو وامرأته، فبينا هو قائم يصلي في المحراب حيث يذبح القربان إذا هو برجل عليه البياض حياله وهو جبريل فقال: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} هو اسم من اسماء الله اشتق من حي سماه الله فوق عرشه {لم نجعل له من قبل سميا} لم يجعل لزكريا من قبل يحيى ولد له {هل تعلم له سميا} يعني هل تعلم له ولدا ولم يكن لزكريا قبله ولد ولم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى قال: وكان اسمه حيا فلما وهب الله لسارة إسحاق فكان اسمها يسارة ويسارة من النساء التي لا تلد وسارة من النساء: الطالقة الرحم التي تلد فسماها الله سارة وحول الياء من سارة إلى حي فسماه يحيى فقال: {رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا} خاف أنها لا تلد، قال: {كذلك قال ربك} يا زكريا {هو علي هين وقد خلقتك من قبل} أن أهب لك يحيى {ولم تك شيئا} وكذلك أقدر على أن أخلق من الكبير والعاقر، وذلك أن إبليس أتاه فقال: يا زكريا دعاؤك كان خفيا فأجبت بصوت رفيع وبشرت بصوت عال ذلك صوت من الشيطان ليس من جبريل ولا من ربك، {قال رب اجعل لي آية} حتى أعرف أن هذه البشرى منك، {قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال} يعني صحيحا من غير خرس، فحاضت زوجته فلما طهرت طاف عليها فاستحملت فأصبح لا يتكلم وكان إذا أراد التسبيح والصلاة أطلق الله لسانه فإذا أراد أن يكلم الناس أعتقل لسانه فلا يستطيع أن يتكلم وكانت عقوبة له لأنه بشر بالولد فقال: {أنى يكون لي غلام} فخاف أن يكون الصوت من غير الله {فخرج على قومه من المحراب} يعني من مصلاه الذي كان يصلي فيه، فأوحى إليهم بكتاب كتبه بيده {أن سبحوا بكرة وعشيا} يعني صلوا صلاة الغداة والعصر فولد له يحيى على ما بشره الله نبيا تقيا صالحا {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} يعني بجد وطاعة واجتهاد وشكر وبالعمل بما فيه {وآتيناه الحكم} يعني الفهم {صبيا} صغيرا وذلك أنه مر على صبية أتراب له يلعبون على شاطئ نهر بطين وبماء فقالوا: يا يحيى تعال حتى نلعب فقال: سبحان الله أو للعب خلقنا {وحنانا} يعني ورحمة {منا} وعطفا {وزكاة} يعني وصدقة على زكريا {وكان تقيا} يعني مطهرا مطيعا لله {وبرا بوالديه} كان لا يعصيهما {ولم يكن جبارا} يعني قتال النفس التي حرم الله قتلها {عصيا} يعني عاصيا لربه، {وسلام عليه} يعني حين سلم الله عليه {يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} ). [الدر المنثور: 10/25-28] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قال ربّ إنّي وهن العظم منّي} يقول تعالى ذكره، فكان نداؤه الخفيّ الّذي نادى به ربّه أن قال: {ربّ إنّي وهن العظم منّي} يعني بقوله {وهن} ضعف ورقّ من الكبر، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قال ربّ إنّي وهن العظم منّي} أي ضعف العظم منّي.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وهن العظم منّي} قال: نحل العظم.
- حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: الثّوريّ: وبلغني أنّ زكريّا كان ابن سبعين سنةً.
وقوله {واشتعل رأسي شيبًا} يقول: وانشر الشّيب في الرأس.
وقد اختلف أهل العربيّة في وجه النّصب في الشّيب، فقال بعض نحويّي البصرة: نصب على المصدر من معنى الكلام، كأنّه حين قال: اشتعل، قال: شاب، فقال: شيبًا على المصدر. قال: وليس هو في معنى: تفقّأت شحمًا وامتلأت ماءً، لأنّ ذلك ليس بمصدرٍ.
وقال غيره: نصب الشّيب على التّفسير، لأنّه يقال: اشتعل شيب رأسي، واشتعل رأسي شيبًا، كما يقال: تفقّأت شحمًا، وتفقّأ شحمي.
وقوله: {ولم أكن بدعائك ربّ شقيًّا} يقول: ولم أشق يا ربّ بدعائك، لأنّك لم تخيّب دعائي قبل إذ كنت أدعوك في حاجتي إليك، بل كنت تجيب وتقضي حاجتي قبلك. كما:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ عن ابن جريجٍ، قوله: {ولم أكن بدعائك ربّ شقيًّا} يقول: قد كنت تعرّفني الإجابة فيما مضى). [جامع البيان: 15/454-455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وهن العظم مني} يقول: ضعف). [الدر المنثور: 10/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وهن العظم مني} قال: نحول العظم). [الدر المنثور: 10/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ولم أكن بدعائك رب شقيا} قال: قد كنت تعودني الإجابة فيما مضى). [الدر المنثور: 10/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عيينة في قوله: {ولم أكن بدعائك رب شقيا} يقول: سعدت بدعائك وإن لم تعطني). [الدر المنثور: 10/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن بشر، وابن عساكر عن ابن عباس في قوله: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا} قال: ذكره الله برحمته منه حيث دعاه {إذ نادى ربه نداء خفيا} يعني دعا ربه دعاء خفيا في الليل لا يسمع أحدا أو يسمع أذنيه، فقال: {رب إني وهن العظم مني} يعني ضعف العظم مني {واشتعل الرأس شيبا} يعني غلب البياض السواد {ولم أكن بدعائك رب شقيا} أي لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى فتخيبني فيما بقي فكما لم اشق بدعائي فيما مضى فكذلك لا أشقى فيما بقي عودتني الإجابة من نفسك، {وإني خفت الموالي من ورائي} فلم يبق لي وارث وخفت العصبة أن ترثني {فهب لي من لدنك وليا} يعني من عندك وليا {يرثني} يعني يرث محرابي وعصاي وبرنس العربان وقلمي الذي أكتب به الوحي {ويرث من آل يعقوب} النبوة {واجعله رب رضيا} يعني مرضيا عندك زاكيا بالعمل فاستجاب الله له فكان قد دخل في السن هو وامرأته، فبينا هو قائم يصلي في المحراب حيث يذبح القربان إذا هو برجل عليه البياض حياله وهو جبريل فقال: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} هو اسم من اسماء الله اشتق من حي سماه الله فوق عرشه {لم نجعل له من قبل سميا} لم يجعل لزكريا من قبل يحيى ولد له {هل تعلم له سميا} يعني هل تعلم له ولدا ولم يكن لزكريا قبله ولد ولم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى قال: وكان اسمه حيا فلما وهب الله لسارة إسحاق فكان اسمها يسارة ويسارة من النساء التي لا تلد وسارة من النساء: الطالقة الرحم التي تلد فسماها الله سارة وحول الياء من سارة إلى حي فسماه يحيى فقال: {رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا} خاف أنها لا تلد، قال: {كذلك قال ربك} يا زكريا {هو علي هين وقد خلقتك من قبل} أن أهب لك يحيى {ولم تك شيئا} وكذلك أقدر على أن أخلق من الكبير والعاقر، وذلك أن إبليس أتاه فقال: يا زكريا دعاؤك كان خفيا فأجبت بصوت رفيع وبشرت بصوت عال ذلك صوت من الشيطان ليس من جبريل ولا من ربك، {قال رب اجعل لي آية} حتى أعرف أن هذه البشرى منك، {قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال} يعني صحيحا من غير خرس، فحاضت زوجته فلما طهرت طاف عليها فاستحملت فأصبح لا يتكلم وكان إذا أراد التسبيح والصلاة أطلق الله لسانه فإذا أراد أن يكلم الناس أعتقل لسانه فلا يستطيع أن يتكلم وكانت عقوبة له لأنه بشر بالولد فقال: {أنى يكون لي غلام} فخاف أن يكون الصوت من غير الله {فخرج على قومه من المحراب} يعني من مصلاه الذي كان يصلي فيه، فأوحى إليهم بكتاب كتبه بيده {أن سبحوا بكرة وعشيا} يعني صلوا صلاة الغداة والعصر فولد له يحيى على ما بشره الله نبيا تقيا صالحا {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} يعني بجد وطاعة واجتهاد وشكر وبالعمل بما فيه {وآتيناه الحكم} يعني الفهم {صبيا} صغيرا وذلك أنه مر على صبية أتراب له يلعبون على شاطئ نهر بطين وبماء فقالوا: يا يحيى تعال حتى نلعب فقال: سبحان الله أو للعب خلقنا {وحنانا} يعني ورحمة {منا} وعطفا {وزكاة} يعني وصدقة على زكريا {وكان تقيا} يعني مطهرا مطيعا لله {وبرا بوالديه} كان لا يعصيهما {ولم يكن جبارا} يعني قتال النفس التي حرم الله قتلها {عصيا} يعني عاصيا لربه، {وسلام عليه} يعني حين سلم الله عليه {يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} ). [الدر المنثور: 10/25-28] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني المسور بن عبد الملك عن نبيه بن وهب عن مولىً لسعيد بن العاص قال: سمعت سعيد بن العاص يقول: لكأنّي أسمع عثمان بن عفّان وهو يملي عليّ: {وإنّي} خفّت {الموالي من ورائي}.
خلف، قلّت في رأيي). [الجامع في علوم القرآن: 3/63]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولم أكن بدعائك رب شقيا قال كنت تعرفني الإجابة فيما مضى). [تفسير عبد الرزاق: 2/4]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى إني خفت الموالي قال العصبة). [تفسير عبد الرزاق: 2/3]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان الثوري عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ {وإنّي خفت الموالي من ورائي} قال: العصبة [الآية: 5]). [تفسير الثوري: 181]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّي خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرًا فهب لي من لدنك وليًّا (5) يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربّ رضيًّا}.
يقول: وإنّي خفت بني عمّي وعصبتي من ورائي. يقول: من بعدي أن يرثوني، وقيل: عنى بقوله {من ورائي} من قدّامي ومن بين يديّ، وقد بيّنت جواز ذلك فيما مضى قبل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإنّي خفت الموالي من ورائي} يعني بالموالي: الكلالة الأولياء أن يرثوه، فوهب اللّه له يحيى.
- حدّثنا يحيى بن داود الواسطيّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ، في قوله: {وإنّي خفت الموالي من ورائي} قال: العصبة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ في قوله {وإنّي خفت الموالي من ورائي} قال: خاف موالي الكلالة.
- حدّثنا مجاهد بن موسى، قال: حدّثنا يزيد، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ بنحوه.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ {وإنّي خفت الموالي من ورائي} قال: يعني الكلالة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {خفت الموالي من ورائي} قال: العصبة.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، قوله: {وإنّي خفت الموالي من ورائي} قال: العصبة.
- حدّثني موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {وإنّي خفت الموالي من ورائي} والموالي: هنّ العصبة.
والموالي: جمع مولًى والمولى والوليّ في كلام العرب واحدٌ.
وقرأت قرّاء الأمصار: {وإنّي خفت الموالي} بمعنى: الخوف الّذي هو خوف الأمن. وروي عن عثمان بن عفّان أنّه قرأه: " وإنّي خفّت الموالي " بتشديد الفاء وفتح الخاء من الخفّة، كأنّه وجه تأويل الكلام: وإنّي ذهبت عصبتي ومن يرثني من بني أعمامي.
وإذا قرئ ذلك كذلك كانت الياء من الموالي مسكّنةً غير متحرّكةٍ، لأنّها تكون في موضع رفعٍ بخفّت
وقوله: {وكانت امرأتي عاقرًا} يقول: وكانت زوجتي لا تلد، يقال منه: رجلٌ عاقرٌ، وامرأةٌ عاقرٌ بلفظٍ واحدٍ، كما قال الشّاعر:
لبئس الفتى أن كنت أعور عاقرًا = جبانًا فما عذري لدى كلّ محضر
وقوله: {فهب لي من لدنك وليًّا} يقول: فارزقني من عندك ولدًا وارثًا ومعينًا). [جامع البيان: 15/455-457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: كان آخر أنبياء بني إسرائيل زكريا بن إدريس من ذرية يعقوب دعا ربه سرا قال: {رب إني وهن العظم مني} إلى قوله: {خفت الموالي من ورائي} وهم العصبة {يرثني ويرث} نبوة (آل يعقوب {فنادته الملائكة} وهو جبريل {إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} فلما سمع النداء جاءه الشيطان فقال: يا زكريا إن الصوت الذي سمعت ليس من الله إنما هو من الشيطان يسخر بك فشك وقال: {أنى يكون لي غلام} يقول: من أين يكون {وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر} قال الله: {وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا}). [الدر المنثور: 10/10-11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن العاص قال: أملى علي عثمان بن عفان من فيه {وإني خفت الموالي} بنقلها يعني بنصب الخاء والفاء وكسر التاء يقول قلت: {الموالي} ). [الدر المنثور: 10/12]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وإني خفت الموالي من ورائي} قال: الورثة وهم عصبة الرجل). [الدر المنثور: 10/12]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وإني خفت الموالي من ورائي} قال: العصبة من آل يعقوب وكان من ورائه غلام وكان زكريا من ذرية يعقوب وفي لفظ: أيوب). [الدر المنثور: 10/12]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح في قوله: (إني خفت الموالي من وراءي) . قال: خاف موالي الكلالة وقوله: (يرثني ويرث من ءال يعقوب) . قال: يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوة). [الدر المنثور: 10/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد عن يحيى بن يعمر أنه قرأها: {وإني خفت الموالي من ورائي} مشددة بنصب الخاء وكسر التاء وقرأها: {يرثني ويرث من آل يعقوب} ). [الدر المنثور: 10/14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن بشر، وابن عساكر عن ابن عباس في قوله: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا} قال: ذكره الله برحمته منه حيث دعاه {إذ نادى ربه نداء خفيا} يعني دعا ربه دعاء خفيا في الليل لا يسمع أحدا أو يسمع أذنيه، فقال: {رب إني وهن العظم مني} يعني ضعف العظم مني {واشتعل الرأس شيبا} يعني غلب البياض السواد {ولم أكن بدعائك رب شقيا} أي لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى فتخيبني فيما بقي فكما لم اشق بدعائي فيما مضى فكذلك لا أشقى فيما بقي عودتني الإجابة من نفسك، {وإني خفت الموالي من ورائي} فلم يبق لي وارث وخفت العصبة أن ترثني {فهب لي من لدنك وليا} يعني من عندك وليا {يرثني} يعني يرث محرابي وعصاي وبرنس العربان وقلمي الذي أكتب به الوحي {ويرث من آل يعقوب} النبوة {واجعله رب رضيا} يعني مرضيا عندك زاكيا بالعمل فاستجاب الله له فكان قد دخل في السن هو وامرأته، فبينا هو قائم يصلي في المحراب حيث يذبح القربان إذا هو برجل عليه البياض حياله وهو جبريل فقال: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} هو اسم من اسماء الله اشتق من حي سماه الله فوق عرشه {لم نجعل له من قبل سميا} لم يجعل لزكريا من قبل يحيى ولد له {هل تعلم له سميا} يعني هل تعلم له ولدا ولم يكن لزكريا قبله ولد ولم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى قال: وكان اسمه حيا فلما وهب الله لسارة إسحاق فكان اسمها يسارة ويسارة من النساء التي لا تلد وسارة من النساء: الطالقة الرحم التي تلد فسماها الله سارة وحول الياء من سارة إلى حي فسماه يحيى فقال: {رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا} خاف أنها لا تلد، قال: {كذلك قال ربك} يا زكريا {هو علي هين وقد خلقتك من قبل} أن أهب لك يحيى {ولم تك شيئا} وكذلك أقدر على أن أخلق من الكبير والعاقر، وذلك أن إبليس أتاه فقال: يا زكريا دعاؤك كان خفيا فأجبت بصوت رفيع وبشرت بصوت عال ذلك صوت من الشيطان ليس من جبريل ولا من ربك، {قال رب اجعل لي آية} حتى أعرف أن هذه البشرى منك، {قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال} يعني صحيحا من غير خرس، فحاضت زوجته فلما طهرت طاف عليها فاستحملت فأصبح لا يتكلم وكان إذا أراد التسبيح والصلاة أطلق الله لسانه فإذا أراد أن يكلم الناس أعتقل لسانه فلا يستطيع أن يتكلم وكانت عقوبة له لأنه بشر بالولد فقال: {أنى يكون لي غلام} فخاف أن يكون الصوت من غير الله {فخرج على قومه من المحراب} يعني من مصلاه الذي كان يصلي فيه، فأوحى إليهم بكتاب كتبه بيده {أن سبحوا بكرة وعشيا} يعني صلوا صلاة الغداة والعصر فولد له يحيى على ما بشره الله نبيا تقيا صالحا {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} يعني بجد وطاعة واجتهاد وشكر وبالعمل بما فيه {وآتيناه الحكم} يعني الفهم {صبيا} صغيرا وذلك أنه مر على صبية أتراب له يلعبون على شاطئ نهر بطين وبماء فقالوا: يا يحيى تعال حتى نلعب فقال: سبحان الله أو للعب خلقنا {وحنانا} يعني ورحمة {منا} وعطفا {وزكاة} يعني وصدقة على زكريا {وكان تقيا} يعني مطهرا مطيعا لله {وبرا بوالديه} كان لا يعصيهما {ولم يكن جبارا} يعني قتال النفس التي حرم الله قتلها {عصيا} يعني عاصيا لربه، {وسلام عليه} يعني حين سلم الله عليه {يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} ). [الدر المنثور: 10/25-28] (م)

تفسير قوله تعالى: (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة عن الحسن في قوله يرثني ويرث من آل يعقوب قال نبوته وعلمه). [تفسير عبد الرزاق: 2/3]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال قتادة إن النبي قال يرحم الله زكريا وما كان عليه من ورثه ويرحم الله لوطا إن كان ليأوي إلى ركن شديد). [تفسير عبد الرزاق: 2/3]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر قال قتادة لم يبعث الله نبيا إلا في ثروة من قومه بعد لوط بعث الله محمدا في ثروة قومه وقال قوم شعيب {ولولا رهطك لرجمنك}). [تفسير عبد الرزاق: 2/3]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر قال قتادة لولا أن يوسف استعان على ربه ما لبث في السجن كل الذي لبث). [تفسير عبد الرزاق: 2/4]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان الثوري في قوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} يرثني المال ويرث من آل يعقوب النبوة [الآية: 6]).
[تفسير الثوري: 181]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} يقول: يرثني من بعد وفاتي مالي، ويرث من آل يعقوب النّبوّة، وذلك أنّ زكريّا كان من ولد يعقوب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ، قوله {يرثني ويرث من آل يعقوب} يقول: يرث مالي، ويرث من آل يعقوب النّبوّة.
- حدّثنا مجاهدٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: أخبرنا إسماعيل، عن أبي صالحٍ في قوله {يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: يرث مالي، ويرث من آل يعقوب النّبوّة.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، في قوله {يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: يرثني مالي، ويرث من آل يعقوب النّبوّة.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، في قوله {يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: يكون نبيًّا كما كانت آباؤه أنبياء.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: وكان وراثته علمًا، وكان زكريّا من ذرّيّة يعقوب.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: كان وراثته علمًا، وكان زكريّا من ذرّيّة يعقوب.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، عن الحسن، في قوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: نبوّته وعلمه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن مباركٍ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " رحم اللّه أخي زكريّا، ما كان عليه من ورثة ماله حين يقول {فهب لي من لدنك وليًّا، يرثني ويرث من آل يعقوب} ".
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: كان الحسن يقول: يرث نبوّته وعلمه قال قتادة: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا قرأ هذه الآية، وأتى على {يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: " رحم اللّه زكريّا ما كان عليه من ورثته ".
- حدّثنا الحسن، قال أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: " ويرحم اللّه زكريّا وما كان عليه من ورثته، ويرحم اللّه لوطًا إن كان ليأوي إلى ركنٍ شديدٍ ".
- حدّثني موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {فهب لي من لدنك وليًّا يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: يرث نبوّتي ونبوّة آل يعقوب.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} فقرأت ذلك عامّة قرّاء المدينة ومكّة وجماعةٌ من أهل الكوفة: {يرثني ويرث} برفع الحرفين كليهما، بمعنى فهب الّذي يرثني ويرث من آل يعقوب، على أن يرثني ويرث من آل يعقوب، من صلة الوليّ. وقرأ ذلك جماعةٌ من قرّاء أهل الكوفة والبصرة: ( يرثني ويرث ) بجزم الحرفين على الجزاء والشّرط، بمعنى: فهب لي من لدنك وليًّا فإنّه يرثني إذا وهبته لي. وقال الّذين قرءوا ذلك كذلك: إنّما حسن ذلك في هذا الموضع، لأنّ يرثني من آيةٍ غير الّتي قبلها. قالوا وإنّما يحسن أن يكون مثل هذا صلةً، إذا كان غير منقطعٍ عمّا هو له صلةٌ، كقوله: {ردءًا يصدّقني}.
قال أبو جعفرٍ: وأولى القراءتين عندي بالصّواب قراءة من قرأه برفع الحرفين على الصّلة للوليّ، لأنّ الوليّ نكرةٌ، وأنّ زكريّا إنّما سأل ربّه أن يهب له وليًّا يكون بهذه الصّفّة، كما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، لا أنّه سأله وليًّا، ثمّ أخبر أنّه إذا وهب له ذلك كانت هذه صفته، لأنّ ذلك لو كان كذلك، كان ذلك من زكريّا دخولاً في علم الغيب الّذي قد حجبه اللّه عن خلقه.
وقوله: {واجعله ربّ رضيًّا} يقول: واجعل يا ربّ الوليّ الّذي تهبه لي مرضيًّا ترضاه أنت ويرضاه عبادك دينًا وخلقًا وخلقًا.
والرّضيّ: فعيلٌ صرف من مفعولٍ إليه). [جامع البيان: 15/457-461]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (أن إبراهيم قال أن آدم قال أن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يرثني ويرث من آل يعقوب قال كان وارثه غلاما وكان زكريا من ذرية يعقوب).
[تفسير مجاهد: 383]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: كان آخر أنبياء بني إسرائيل زكريا بن إدريس من ذرية يعقوب دعا ربه سرا قال: {رب إني وهن العظم مني} إلى قوله: {خفت الموالي من ورائي} وهم العصبة {يرثني ويرث} نبوة (آل يعقوب {فنادته الملائكة} وهو جبريل {إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} فلما سمع النداء جاءه الشيطان فقال: يا زكريا إن الصوت الذي سمعت ليس من الله إنما هو من الشيطان يسخر بك فشك وقال: {أنى يكون لي غلام} يقول: من أين يكون {وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر} قال الله: {وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا}). [الدر المنثور: 10/10-11] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي عن ابن عباس قال: كان زكريا لا يولد له فسأل ربه فقال: {فهب لي من لدنك وليا (5) يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: يرثني مالي ويرث من ءال يعقوب النبوة). [الدر المنثور: 10/12]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن مجاهد وعكرمة في قوله: (يرثني ويرث من ءال يعقوب) . قال: يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوة). [الدر المنثور: 10/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح في قوله: (إني خفت الموالي من وراءي) . قال: خاف موالي الكلالة وقوله: (يرثني ويرث من ءال يعقوب) . قال: يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوة). [الدر المنثور: 10/13] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: نبوته وعلمه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أخي زكريا ما كان عليه من ورثة ويرحم الله لوطا إن كان ليأوي إلى ركن شديد). [الدر المنثور: 10/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} فيقول: يرث نبوتي ونبوة آل يعقوب). [الدر المنثور: 10/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن صالح في قوله: {ويرث من آل يعقوب} قال: السنة والعلم). [الدر المنثور: 10/14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أنه كان يقرأ {يرثني ويرث من آل يعقوب} ). [الدر المنثور: 10/14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {يرثني} مثقل مرفوع). [الدر المنثور: 10/14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال: قال داود عليه السلام: يا رب هب لي ابنا فولد له ابن خرج عليه فبعث إليه داود جيشا فقال: إن أخذتموه سليما فابعثوا إلي رجلا أعرف السرور في وجهه وإن قتلتموه فابعثوا إلي رجلا أعرف الشر في وجهه فقتلوه فبعثوا إليه رجلا أسود فلما رآه علم أنه قتل فقال: رب سألت أن تهب لي ابنا فخرج علي فقال: إنك لم تستثن، قال محمد بن كعب: لم يقل كما قال زكريا: {واجعله رب رضيا} ). [الدر المنثور: 10/14-15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن بشر، وابن عساكر عن ابن عباس في قوله: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا} قال: ذكره الله برحمته منه حيث دعاه {إذ نادى ربه نداء خفيا} يعني دعا ربه دعاء خفيا في الليل لا يسمع أحدا أو يسمع أذنيه، فقال: {رب إني وهن العظم مني} يعني ضعف العظم مني {واشتعل الرأس شيبا} يعني غلب البياض السواد {ولم أكن بدعائك رب شقيا} أي لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى فتخيبني فيما بقي فكما لم اشق بدعائي فيما مضى فكذلك لا أشقى فيما بقي عودتني الإجابة من نفسك، {وإني خفت الموالي من ورائي} فلم يبق لي وارث وخفت العصبة أن ترثني {فهب لي من لدنك وليا} يعني من عندك وليا {يرثني} يعني يرث محرابي وعصاي وبرنس العربان وقلمي الذي أكتب به الوحي {ويرث من آل يعقوب} النبوة {واجعله رب رضيا} يعني مرضيا عندك زاكيا بالعمل فاستجاب الله له فكان قد دخل في السن هو وامرأته، فبينا هو قائم يصلي في المحراب حيث يذبح القربان إذا هو برجل عليه البياض حياله وهو جبريل فقال: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} هو اسم من اسماء الله اشتق من حي سماه الله فوق عرشه {لم نجعل له من قبل سميا} لم يجعل لزكريا من قبل يحيى ولد له {هل تعلم له سميا} يعني هل تعلم له ولدا ولم يكن لزكريا قبله ولد ولم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى قال: وكان اسمه حيا فلما وهب الله لسارة إسحاق فكان اسمها يسارة ويسارة من النساء التي لا تلد وسارة من النساء: الطالقة الرحم التي تلد فسماها الله سارة وحول الياء من سارة إلى حي فسماه يحيى فقال: {رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا} خاف أنها لا تلد، قال: {كذلك قال ربك} يا زكريا {هو علي هين وقد خلقتك من قبل} أن أهب لك يحيى {ولم تك شيئا} وكذلك أقدر على أن أخلق من الكبير والعاقر، وذلك أن إبليس أتاه فقال: يا زكريا دعاؤك كان خفيا فأجبت بصوت رفيع وبشرت بصوت عال ذلك صوت من الشيطان ليس من جبريل ولا من ربك، {قال رب اجعل لي آية} حتى أعرف أن هذه البشرى منك، {قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال} يعني صحيحا من غير خرس، فحاضت زوجته فلما طهرت طاف عليها فاستحملت فأصبح لا يتكلم وكان إذا أراد التسبيح والصلاة أطلق الله لسانه فإذا أراد أن يكلم الناس أعتقل لسانه فلا يستطيع أن يتكلم وكانت عقوبة له لأنه بشر بالولد فقال: {أنى يكون لي غلام} فخاف أن يكون الصوت من غير الله {فخرج على قومه من المحراب} يعني من مصلاه الذي كان يصلي فيه، فأوحى إليهم بكتاب كتبه بيده {أن سبحوا بكرة وعشيا} يعني صلوا صلاة الغداة والعصر فولد له يحيى على ما بشره الله نبيا تقيا صالحا {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} يعني بجد وطاعة واجتهاد وشكر وبالعمل بما فيه {وآتيناه الحكم} يعني الفهم {صبيا} صغيرا وذلك أنه مر على صبية أتراب له يلعبون على شاطئ نهر بطين وبماء فقالوا: يا يحيى تعال حتى نلعب فقال: سبحان الله أو للعب خلقنا {وحنانا} يعني ورحمة {منا} وعطفا {وزكاة} يعني وصدقة على زكريا {وكان تقيا} يعني مطهرا مطيعا لله {وبرا بوالديه} كان لا يعصيهما {ولم يكن جبارا} يعني قتال النفس التي حرم الله قتلها {عصيا} يعني عاصيا لربه، {وسلام عليه} يعني حين سلم الله عليه {يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} ). [الدر المنثور: 10/25-28] (م)


رد مع اقتباس