عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 22 محرم 1439هـ/12-10-2017م, 12:46 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

معنى تلاوة القرآن

قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (معنى تلاوة القرآن

وتلاوة القرآن يُرادُ بها معنيان متلازمان:
المعنى الأول: قراءته.
والمعنى الثاني: اتّباعه.
قال عبد اللّه بن مسعودٍ رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {يتلونه حقّ تلاوته}: (والّذي نفسي بيده إنّ حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه، ويقرأه كما أنزله اللّه، ولا يحرّف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوّل منه شيئًا على غير تأويله). رواه ابن جرير.
وقال عبد الله بن عباس: «يتبعونه حق اتباعه». رواه أبو عبيد القاسم بن سلام وأبو داوود في الزهد وزاد: (ألا ترى إلى قوله: {والقمر إذا تلاها}).
وقال مجاهد: (يعملون به حقّ عمله). رواه سعيد بن منصور وابن جرير.
وقال الحسن البصري: (يعملون بمُحْكَمِه، ويؤمنون بمتشابهه، ويكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
وقال قتادة: (يتّبعونه حقّ اتّباعه يحلّون حلاله، ويحرّمون حرامه، ويقرؤونه كما أُنزل). رواه ابن جرير.

فتلاوة القرآن جامعة بين معنيَي قراءته واتّباعه.
قال الله تعالى: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك}
وقال تعالى: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة...}
وقال تعالى في مواضع أخرى: {اتّبع ما أوحي إليك من ربك}.
وقال تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}
وقال تعالى: { المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)}
وقال تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}
فورد الأمر بالقراءة، وورد الأمر بالاتباع، وورد الأمر بالتلاوة الجامعة بين المعنيين.
والتلاوة المعتبرة هي التلاوة التي يحبّها الله ويقبلها، وهي التلاوة التي تكون بإيمان واتّباع؛ أما القراءة من غير اتّباع فإنها لا تنفع صاحبها، بل هي حجّة عليه). [بيان فضل القرآن:85 - 87]

رد مع اقتباس