عرض مشاركة واحدة
  #60  
قديم 15 محرم 1439هـ/5-10-2017م, 05:34 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

هل كتب أحد من الصحابة مصحفاً على ترتيب النزول؟

قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (هل كتب أحد من الصحابة مصحفاً على ترتيب النزول؟
قال ابن عبد البرّ: حدثنا خلف بن القاسم رحمه الله قال: حدثنا أبو جعفر عبد الله بن عمر بن إسحاق الجوهري بمصر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، قال: حدثنا إسماعيل ابن علية، قال: حدثنا أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، قال: (لما بويع أبو بكر أبطأ علي عن بيعته فجلس في بيته؛ فبعث إليه أبو بكر ما بطأك عني أكرهت إمرتي؟!).

فقال علي: (ما كرهت إمارتك، ولكني آليت أن لا أرتدي ردائي إلا إلى صلاة حتى أجمع المصحف)
قال ابن سيرين: (وبلغني أنه كتبه على تنزيله، ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير).
قال ابن عبد البر: (أجمع أهل العلم بالحديث أن ابن سيرين أصح التابعين مراسل، وأنه كان لا يروي ولا يأخذ إلا عن ثقة وأن مراسله صحاح كلها ليس كالحسن وعطاء في ذلك والله أعلم)ا.هـ.

وهذا الأثر سبق ذكره من غير زيادة قوله: (وبلغني أنه كتبه على تنزيله..) فهذه الزيادة منكرة، لا تصحّ عن ابن سيرين، وفي إسنادها ابن رشدين، كذَّبه الحافظ أحمد بن صالح المصري، وقال ابن عديّ: له مناكير.
وقد روى هذا الأثرَ ابنُ الضريس في فضائل القرآن من طريق هوذة بن خليفة والنضر بن شميل عن عوف عن ابن سيرين أنه قال: فقلت لعكرمة: ألَّفوه كما أُنزل، الأوَّلَ فالأوَّلَ؟
قال: (لو اجتمعت الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا !!).
قال محمد: (أراه صادقاً).
وفي طريق هوذة شكّ في شيخ ابن سيرين هل هو عكرمة أو غيره.
فدعوى أنّ أحداً من الصحابة رتّب المصحف على ترتيب النزول دعوى باطلة.
وكذلك لفظة (حتى أجمع المصحف) منكرة لما تقدّم بيانه، وهي مبدلة من قوله: (حتى أجمع القرآن)، وكانت هذه الزيادة مما أُنكر على أشعث بن سَوَّار الكندي؛ فإنّه قد روى هذا الخبر عن ابن سيرين وفيه أنه قال:
(لما توفي النبيُّ صلى الله عليه وسلم أقسم علي أن لا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف؛ ففعل؛ فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام: « أكرهت إمارتي يا أبا الحسن؟»
قال: «لا والله إلا أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعة
» فبايعَه ثم رجع»). رواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف وتعقَّبَه بقوله: (لم يذكر المصحفَ أحدٌ إلا أشعث، وهو ليّن الحديث، وإنما رووا «حتى أجمع القرآن» يعني: أُتمّ حفظه؛ فإنه يقالُ للذي يحفظ القرآن قد جَمَعَ القرآن)). [جمع القرآن:211 - 212]


رد مع اقتباس