عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:35 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


الاسترقاء من العين

حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ:أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَمَرَ أَنْ يُسْتَرْقَى مِنَ العَيْنِ).[صحيح البخاري: كتاب الطب/باب رقية العين]
قالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الجَصَّاصُ (ت: 370هـ): (وَقَالَتْ عَائِشَةُ: "أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَسَتَرْقِيَ مِنَ العَيْنِ"). [أحكام القرآن: 3/648]

حديث أم سلمة رضي الله عنها
قالَ مُحمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ البُخَاريُّ (ت: 256هـ):(حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: ((اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ)).
تَابَعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ وَقَالَ عُقَيْلٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
[صحيح البخاري: كتاب الطب/باب رقية العين]

أقوال العلماء في الرقية من العين
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (ومن الرُّقَى التى تردُّ العَيْن ما ذُكر عن أبي عبد الله السَّاجى، أنه كان في بعض أسفاره للحج أو الغزو على ناقة فارِهَةٍ، وكان في الرفقة رجل عائن، قلَّما نظر إلى شَيْءٍ إلا أتلفه، قيل لأبي عبد الله: احفَظْ ناقَتكَ مِنَ العائِن، فقال: ليس له إلى ناقتى سبيل، فأُخْبِرَ العائِنُ بقوله، فتَحيَّنَ غَيبة أبي عبد الله، فجاء إلى رَحْله، فنَظر إلى الناقةَ، فاضطربتْ وسقطت، فجاء أبو عبد الله، فأُخْبِرَ أنَّ العائِنَ قد عانها، وهي كما ترى، فقال: دُلُّونى عليه. فدُلَّ، فوقف عليه، وقال: باسمِ اللهِ، حَبْسٌ حابسٌ، وحَجَرٌ يابِسٌ، وشِهابٌ قابِسٌ، ردَّت عين العائن عليه، وعلى أحبِّ الناس إليه، {فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) } [الملك: 3، 4] فخرجتْ حَدَقَتا العائنِ، وقامت الناقةُ لا بأسَ بها.
فصل: في هَدْيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العلاج العام لكل شكوى بالرُّقية الإلهية
روى أبو داود في "سننه": من حديث أبي الدرداء، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: (( مَن اشتكى منكم شَيْئًا، أو اشتكاهُ أخٌ له فلْيقُلْ: رَبَّنا اللهَ الذي في السَّماء، تقدَّسَ اسْمُكَ، أَمْرُكَ في السَّماء والأرضِ كما رَحْمَتُك في السَّماءِ، فاجعل رحمتكَ في الأرض، واغفر لنا حُوبَنَا وخطايانا أنتَ ربُّ الطَّيِّبِين، أنْزِلْ رحمةً من رحمتك، وشفاءً من شفائك على هذا الوَجَع، فيَبْرأ بإذْنِ اللهِ )).
وفي "صحيح مسلم" عن أبي سعيد الخُدْرِى، أنَّ جبريلَ عليه السلام أتى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا محمدُ؛ اشتكيْتَ؟ فقال: (( نعم )).
فقال جبريلُ عليه السلام: (( بِاسْمِ اللهِ أَرقيكَ مِن كُلِّ شَيْءٍ يُؤذيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نفْسٍ أو عَيْن حاسدٍ اللهُ يَشفيكَ، بِاسْمِ اللهِ أرقيكَ )).
فإن قيل: فما تقولون في الحديث الذي رواه أبو داود: (( لا رُقيةَ إلا من عَيْنٍ، أو حُمَةٍ ))، والحُمَةُ: ذوات السُّموم كلها؟
فالجواب: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يُرِدْ به نفيَ جواز الرُّقية في غيرها، بل المرادُ به: لا رُقية أولى وأنفعُ منها في العَيْن والحُمَة، ويدل عليه سياقُ الحديث، فإنَّ سهل بن حُنيف قال له لما أصابته العَيْن: أوَفِي الرُّقَى خير؟
فقال:(( لا رُقيةَ إلا في نَفْسٍ أو حُمَةٍ )).
ويدل عليه سائرُ أحاديث الرُّقَى العامة والخاصة، وقد روى أبو داود من حديث أنس قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( لا رُقْيَةَ إلا مِن عَيْنٍ، أو حُمَةٍ، أو دَمٍ يَرْقأُ )).
وفي صحيح مسلم عنه أيضًا: رخَّص رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرُّقية من العَيْن والحُمَةِ والنَّمْلَةِ). [زاد المعاد:4/172-174]


رد مع اقتباس