عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 09:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله:
{يكن لّه كفلٌ مّنها...} الكفل: الحظّ، ومنه قوله: {يؤتكم كفلين من رحمته} معناه: نصيبين.
وقوله: {وكان اللّه على كلّ شيءٍ مقيتاً} المقيت: المقدّر والمقتدر، كالذي يعطى كل رجل قوته، وجاء في الحديث: ((كفى بالمرء (إثما) أن يضيع من يقيت))، ويقوت). [معاني القرآن: 1/280]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (
{يكن له كفلٌ منها} أي: نصيب، ويقال: جاءنا فلان متكفلا حماراً، أي: متخذا عليه كساءً يديره يشبّهه بالسّرج يقعد عليه.
{على كلّ شيءٍ مقيتاً} أي: حافظاً محيطاً، قال اليهوديّ في غير هذا المعنى:
ليت شعري وأشعرنّ إذا ما... قرّبوها مطويةً ودعيت
أليّ الفضل أم عليّ إذا حوسب... ت إني على الحساب مقيت
أي: هو موقوف عليه).
[مجاز القرآن: 1/135]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({يكن له كفل منها}: نصيب.
{مقيتا}: مقتدرا، وقالوا حفيظا.

وفي التفسي:ر شهيدا وقال كثير:
وما ذاك منها عن نوال أناله = ولا إنني منها مقيت على ود). [غريب القرآن وتفسيره:122-123]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({شفاعةً حسنةً يكن له نصيبٌ منها} من الثواب.
{ومن يشفع شفاعةً سيّئةً يكن له كفلٌ منها} أي: نصيب، ومنه قوله تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته}
{وكان اللّه على كلّ شيءٍ مقيتاً} أي: مقتدرا، أقات على الشيء:
اقتدر عليه. قال الشاعر:
وذي ضغن كففت النفس عنه وكنت على إساءته مقيتا
والمقيت أيضا: الشاهد للشيء الحافظ له.
قال الشاعر:
ألي الفضل أم علي إذا حو سبت إنّي على الحساب مقيت). [تفسير غريب القرآن:132-133]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيّئة يكن له كفل منها وكان اللّه على كلّ شيء مقيتا} الكفل في اللغة: النصيب، أخذ من قولهم أكفلت البعير إذا أدرت على سنامه أو على موضع من ظهره كساء، وركبت عليه وإنما قيل له كفل، واكتفل البعير؛ لأنه لم يستعمل الظهر كله، إنما استعمل نصيب من الظهر، ولم يستعمل كله.
وقوله:
{وكان اللّه على كلّ شيء مقيتا}
قال بعضهم: "المقيت" القدير.

وقال بعضهم: "المقيت" الحفيظ، وهو عندي - واللّه أعلم - بالحفيظ أشبه، لأنه من القوت مشتق، يقال: قت الرجل أقوته قوتا إذا حفظت عليه نفسه بما يقوته.
والقوت: اسم ذلك الشيء الذي يحفظ نفسه، ولا فضل فيه على قدرة الحفظ، فمعنى المقيت - واللّه أعلم -: الحفيظ الذي يعطي الشيء قدر الحاجة من الحفظ قال الشاعر:
ألي الفضل أم عليّ إذا... حوسبت إني على الحساب مقيت). [معاني القرآن: 2/85-86]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} قال الحسن: من شفع أثيب وإن لم يشفع لأنه قال جل وعز: {من يشفع} ولم يقل من يشفع.
وقال أبو موسى الأشعري رحمه الله: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء سائل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء)).) [معاني القرآن: 2/145]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز:
{ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها} روي عن أبي موسى أنه قال: الكفل النصيب أو قل الحظ، كذا في الحديث. وقال قتادة: الكفل الإثم والمعروف.

عند أهل اللغة: أن الكفل النصيب، ويقال اكتفلت البعير إذا جعلت على موضع منه كساء أو غيره لتركبه وهذا مأخوذ من ذاك لأنك إنما تجعله على نصيب مثله). [معاني القرآن: 2/146]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {وكان الله على كل شيء مقيتا} في معناه قولان:

1- روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مقيتا} يقول: حفيظا، وبإسناده {مقيتا} يقول: قديرا، وحكى الكسائي أنه قال: أقات يقيت إذا قدر، وقال الشاعر:
وذي ضغن كففت النفس عنه وكنت على مساءته مقيتا
والقول أن المقيت الحفيظ: قال أبو إسحاق، وهذا القول عندي أصح من ذاك، لأنه مأخوذ من: القوت مقدار ما يحفظ الإنسان،
وقال الشاعر:
ألي الفضل أم علي إذا حو سبت إني على الحساب مقيت
وفي الحديث: ((كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقيت)) أي: يحفظ، ويروى يقوت). [معاني القرآن: 2/146-148]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({مُّقِيتًا} أي: مقتدراً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 63]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله:
{وإذا حيّيتم بتحيّةٍ فحيّوا بأحسن منها...} أي: زيدوا عليها؛ كقول القائل: السلام عليكم، فيقول: وعليكم ورحمة الله، فهذه الزيادة {أو ردّوها} قيل هذا للمسلمين، وأمّا أهل الكتاب فلا يزادون على: وعليكم). [معاني القرآن: 1/280]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (
{على كلّ شيءٍ حسيباً} أي: كافياً مقتدراً، يقال: أحسبني هذا، أي: كفاني). [مجاز القرآن: 1/135]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ:
{وإذا حيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها إنّ اللّه كان على كلّ شيء حسيبا}
قال النحويون: " أحسن " ههنا: صفة لا تنصرف لأنه على وزن أفعل وهو، والمعنى: فحيوا بتحية أحسن منها.

وقيل في التفسير: التحية هنا السلام، وهي تفعله - من حييت.
ومعنى {حيّوا بأحسن منها}: إذا قيل لكم " السلام عليكم " فقولوا: وعليكم السلام ورحمة اللّه "، فالتحية التي هي أحسن منها هي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ".
ويقال لكل شيء منتهى، ومنتهى السلام كلمة وبركاته.
ويروى أنّ داخلا دخل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((وعليك))، ودخل آخر فقال: السلام عليكم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((وعليكم السلام ورحمة اللّه))، ودخل رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة اللّه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((وعليكم السلام ورحمة اللّه وبركاته)) فقام الداخل الأول فقال: يا رسول الله سلمت فلم تزد على " وعليك " وقام هذا فقال السلام عليكم فزدته، وقام هذا فقال: السلام عليكم ورحمة اللّه فزدته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((إنك لم تترك من السلام شيئا، فرددت عليك، وهذان تركا منه شيئا فزدتهما))، وهذا دليل أنّ: آخر ما في السنة من السلام كلمة وبركاته.
وقوله جلّ وعزّ: {إنّ اللّه كان على كلّ شيء حسيبا}
أي: يعطي كل شي من العلم والحفظ والجزاء مقدار ما يحسبه، أي: يكفيه، تقول حسبك بهذا، أي: اكتف بهذا.
وقوله تعالى: {عطاء حسابا
} أي: كافيا، وإنما سمّي الحساب في المعاملات حسابا لأنه يعلم ما فيه كفاية ليس فيها زيادة على المقدار ولا نقصان). [معاني القرآن: 2/86-87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز:
{وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} قيل هذا في السلام إذا قال: سلام عليكم رد عليه وعليك السلام ورحمة الله، وإذا قال: السلام عليك ورحمة الله، قيل: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

قال الشيخ أبو بكر: وجدت في غير نسختي وإذا قال: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته رد عليه وعليك، يروى هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم وروي عن الحسن أنه قال: السلام سنة ورده فريضة). [معاني القرآن: 2/148-149]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز:
{إن الله كان على كل شيء حسيبا} قال مجاهد: أي حفيظا.
والحسيب عند بعض أهل اللغة البصريين: الكافي يقال أحسبه إذا كفاه ومنه عطاء حسابا ومنه حسبك.
وهذا عندي غلط لأنه لا يقال في هذا أحسب على الشيء فهو حسيب عليه إنما يقال بغير على والقول أنه من الحساب يقال حاسب فلانا على كذا وهو محاسبه عليه وحسيبه أي صاحب حسابه). [معاني القرآن: 2/150-151]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ:
{اللّه لا إله إلّا هو ليجمعنّكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من اللّه حديثا}
{ليجمعنّكم إلى يوم القيامة
}هذه لام القسم، كقولك: واللّه ليجمعنكم، ومعنى القيامة في اللغة – والله أعلم - على ضربين:
جائز أن تكون: سميت القيامة لأن الناس يقومون من قبورهم، قال الله جلّ وعزّ: {يخرجون من الأجداث كأنّهم جراد منتشر}
وجائز أن تكون: سمّيت القيامة لأن الناس يقومون للحساب.

قال الله عزّ وجلّ:
{يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}
ومعنى {ليجمعنّكم} - واللّه أعلم - أي: يجمعكم في الموت وفي قبوركم). [معاني القرآن: 2/87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز:
{الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه} قيل إنما سميت القيامة: لأن الناس يقومون لرب العالمين، أي: يوم القيام ثم زيدت الهاء للمبالغة.

وقيل إنما ذلك لأن الناس يقومون من قبورهم كما قال جل وعز: {يخرجون من الأجداث سراعا}
و{الأجداث}: القبور). [معاني القرآن: 2/151]


رد مع اقتباس