عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:37 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


الرقية من العقرب


حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ المِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّي، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الأَرْضِ فَلَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ، فَتَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَعْلِهِ فَقَتَلَهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: ((لَعَنَ اللهُ العَقْرَبَ، لا تَدَعُ مُصَلِّيًا، وَلا غَيْرَهُ )) أَوْ نَبِيًّا، وَلا غَيْرَهُ، ثُمَّ دَعَا بِمِلْحٍ وَمَاءٍ فَجَعَلَهُ فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبُّهُ عَلَى إِصْبَعِهِ حَيْثُ لَدَغَتْهُ، وَيَمْسَحُهَا وَيُعَوِّذُهَا بِالمُعَوِّذَتَيْنِ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/398]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (مَا جَاءَ فِي تَعويذِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهما نفْسَه في لَدْغَةِ العَقْرَبِ.
(ش): عن محمَّدِ بنِ علِيٍّ قَالَ: بينَما رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذاتَ لَيلةٍ يُصَلِّي، فوضَعَ يَدَه على الأرضِ فلدَغَتْهُ عَقربٌ فتنَاوَلَها رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنَعْلِه فقَتَلَها، فلَمَّا انصرَفَ قَالَخخ: ((لَعَنَ اللهُ العَقْرَبَ، مَا تَدَعُ مُصَلِّيًا وَلا غَيْرَهُ، أَوْ نَبِيًّا وَلا غَيْرَهُ)). ثم دعا بماءٍ ومِلْحٍ فجَعَلَه في إناءٍ، ثم جعَلَ يَصُبُّه حيثُ لدَغَتْهُ، ويَمْسَحُها ويُعَوِّذُها بالمُعَوِّذَتَيْنِ). [لمحات الأنوار: 3/1177-1178]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ فِي (شُعَبِ الإيمان) عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّي فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الأَرْضِ، لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ فَتَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَعْلِهِ فَقَتَلَهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: ((لَعَنَ اللهُ العَقْرَبَ؛ مَا تَدَعُ مُصَلِّيًا وَلا غَيْرَهُ أَوْ نَبِيًّا وغَيْرَهُ)). ثُمَّ دَعَا بِمِلْحٍ وَمَاءٍ فَجَعَلَهُ فِي إناءٍ، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبُّهُ عَلَى إِصْبَعِهِ حَيْثُ لَدَغَتْهُ وَيَمْسَحُهَا وَيُعَوِّذُهَا بالمُعَوِّذَتَيْنِ. وَفِي لَفْظٍ: فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَلَيْهَا وَيَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} [الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] ). [الدر المنثور: 15/771]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وَأَخْرَجَ الطبرانيُّ في الصغيرِ عَنْ عَلِيِّ بنِ أبي طالبٍ قَالَ: لَدَغَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غببعَقْرَبٌ وَهوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: (( لَعَنَ اللهُ العَقْرَبَ لا تَدَعُ مُصَلِّيًا وَلا غَيْرَهُ)). ثمَّ دَعَا بماءٍ وَمِلْحٍ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ عليها وَيَقْرَأُ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] و{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}[الفلق: 1] وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]). [فتح القدير: 5/757]

رقية آل الأسود بن يزيد من العقرب
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ):(حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ لآلِ الأَسْوَدِ رُقْيَةٌ يَرْقُونَ بِهَا فِي الجَاهِلِيَّةِ مِنَ الحُمَةِ، قَالَ: فَعَرَضَهَا الأَسْوَدُ عَلَى عَائِشَةَ، قَالَ: فَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يَرْقُوا بِهَا، قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: لا رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/392]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ القَعْقَاعِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رُقْيَةُ العَقْرَبِ: شجة قرنية ملحة بحر قفطا.
- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ القَعْقَاعِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ: عَرَضْتُهَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: هَذِهِ مَوَاثِيقُ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حدَّثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ البَراء قالَ: حدَّثنا المُعَافَى بنُ سُليمانَ قالَ: حدَّثنا مُوسَى بنُ أَعينَ عَنْ زيدِ بنِ بكرِ بنِ خُنَيسٍ عَنْ إسماعيلَ بنِ مسلمٍ عَنْ أبي مَعْشَرٍ عن إبراهيمَ عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ قال: ذُكِرَ عندَ النَّبي صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ رُقْيَةً مِنَ الحُمَةِ؛ فقال: ((اعرِضُوهَا عَلَيَّ))؛ فَعَرَضُوهَا عَلَيهِ: (باسمِ اللهِ شَجة قرنية ملحة بحر قفطا؛ فقال: ((هَذهِ مَواثيقُ أَخَذَهَا سُليمَانُ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ عَلَى الهَوَامِّ لا أَرَى بهَا بَأَسًا))
قال: فَلُدِغَ رجلٌ وهو مع علقمة فرقاه بها فكأنما نشط من عقال.
لم يرو هذا الحديث عن أبي معشر إلا إسماعيل بن مسلم ولا عن إسماعيل إلا زيد بن بكر تفرد به موسى بن أعين). [المعجم الأوسط: 5/266]
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ): (حدثنا مطلب بن شعيب نا عبد الله بن صالح نا الليث عن الحسن بن أبي الحسن البصري عن زيد بن عبد الله قال عرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية من الحمة فأذن لنا بها وقال إنما هي مواثيق والرقية باسم الله شجة قرنية ملحة بحر قفطا لا يروى هذا الحديث عن زيد بن عبد الله إلا بهذا الإسناد تفرد به الليث). [المعجم الأوسط: 8/297]
قالَ أَبُو نُعَيمٍ أَحْمَدُ بنُ عَبدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ(ت:430هـ):(حدثنا سليمان بن أحمد في الأوسط، ثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث بن سعد، حدثني إسحاق بن رافع، عن سعد بن معاذ الأنصاري، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن زيد بن عبد الله ح، قال: وحدثناه عن عبد الله بن جعفر البغدادي، بمصر، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث بن سعد، عن إسحاق بن رافع، عن سعد بن معاذ الأنصاري، عن الحسن بن أبي الحسن، عن زيد بن عبد الله، قال: عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم رقية من الحية، فأذن لنا بها وقال: « إنما هي مواثيق »، والرقية: « باسم الله شجة ملحة بحر قرنية قطفاء »، لفظهما سواء ورواه فراس بن يحيى، عن الشعبي، عن زيد بن عبد الله الأنصاري). [معرفة الصحابة: ]
قالَ ابنُ السُّنِّيِّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:364 هـ): (حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا عبد السلام بن عبد الحميد، ثنا موسى بن أعين، عن زيد بن بكر، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رقية الحمة، فقال: « اعرضها »، فعرضتها عليه: باسم الله شجة قرنية ملحة بحر قفطا. فقال: « هذه مواثيق أخذها سليمان بن داود عليهما السلام، ولا أرى بها بأسا ». فلدغ رجل وهو مع علقمة، فرقاه بها، فكأنما نشط من عقال). [عمل اليوم والليلة: ]
قالَ ابنُ السُّنِّيِّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:364 هـ): (أخبرنا علي بن محمد بن عامر، حدثنا عمرو بن أحمد بن شريح، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث بن سعد، عن إسحاق بن رافع، عن سعد بن معاذ الأنصاري، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن زيد بن عبد الله، أنه قال: عرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية الحمة، فأذن لنا فيها، وقال: « إنما هي مواثيق » والرقية: باسم الله شجة ملحة قرنيه بحري قفطى). [عمل اليوم والليلة: ]

حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ أَبِي مُخَاشِنٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يُلْدَغْ، أَوْ لَمْ يَضُرَّهُ» ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج لدغة العقرب
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (فصل في هَدْيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في علاج لدغة العقرب بالرُّقْيَة.
روى ابن أبي شَيْبَةَ في مسنده من حديث عبد الله بن مسعود قال: بينا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصلِّى، إذ سجد فَلَدَغَتْه عقربٌ في أُصبعه، فانصرفَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: (( لَعَنَ اللهُ العَقْرَبَ ما تَدَعُ نبيًّا ولا غَيْرَه ))، قال: ثُمَّ دعا بإناءٍ فيه ماء ومِلح، فَجَعَلَ يَضَعُ موضِعَ اللَّدغة في الماء والمِلحِ، ويقرأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] والمُعَوِّذَتَيْنِ حتى سكنتْ.
ففي هذا الحديث العلاجُ بالدواء المركَّب مِنَ الأمرين: الطبيعىِّ والإلهيِّ، فإنَّ في سورة الإخلاص مِن كمال التوحيد العِلمى الاعتقادى، وإثبات الأحَدِيَّة للهِ، المستلزِمة نفيَ كُلِّ شركة عنه، وإثباتِ الصَّمديَّةِ المستلزمةِ لإثبات كُلِّ كمال له مع كونِ الخلائق تَصمُدُ إليه في حوائجها، أى: تقصِدُه الخليقةُ، وتتوجه إليه، عُلويُّها وسُفليُّها، ونفيَ الوالد والولد، والكُفْءِ عنه المتضمن لنفي الأصل، والفرع والنظير، والمماثل مما اختصَّت به وصارت تعدِلُ ثُلُثَ القرآن، ففي اسمه (الصمد) إثباتُ كل الكمال، وفي نفي الكُفْءِ التنزيهُ عن الشبيه والمثال.
وفي (الأحد) نفيُ كُلِّ شريك لذى الجلال، وهذه الأُصول الثلاثة هي مجامعُ التوحيد.
وفي المعوِّذتين الاستعاذةُ مِن كل مكروه جملةً وتفصيلاً، فإنَّ الاستعاذَة مِن شَرِّ ما خلق تَعُمُّ كُلَّ شَرٍّ يُستعاذ منه، سواء أكان في الأجسام أو الأرواح، والاستعاذَةَ مِن شَرِّ الغاسق وهو اللَّيل، وآيتِهِ وهو القمر إذا غاب، تتضمن الاستعاذةَ مِن شَرِّ ما ينتشِرُ فيه من الأرواح الخبيثة التى كان نورُ النهار يحولُ بينها وبين الانتشار، فلما أظلم الليل عليها وغاب القمرُ، انتشرت وعاثت.
والاستعاذة مِن شَرِّ النفاثات في العُقد تتضمن الاستعاذة من شَرِّ السواحر وسِحرهن.
والاستعاذة مِن شَرِّ الحاسد تتضمن الاستعاذَة مِن النفوس الخبيثة المؤذية بحسدها ونظرها.
والسورةُ الثانية: تتضمن الاستعاذة مِن شَرِّ شياطين الإنس والجن، فقد جمعت السورتان الاستعاذة من كُلِّ شَرٍّ، ولهما شأنٌ عظيم في الاحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها، ولهذا أوصى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُقبةَ بن عامر بقراءتهما عَقِبَ كُلِّ صلاةٍ، ذكره الترمذىُّ في "جامعه" وفي هذا سِرٌّ عظيم في استدفاع الشرورِ من الصلاة إلى الصلاة.
وقال:
(( ما تَعَوَّذ المتعوِّذون بمثلهما )).
وقد ذُكر أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ في إحدى عشرةَ عُقدة، وأنَّ جبريلَ نزل عليه بهما، فجعَلَ كُلَّما قرأ آية منهما انحلَّتْ عُقدة، حتى انحلَّتِ العُقَد كُلُّها، وكأنما أُنْشِطَ من عِقَال.
وأما العلاج الطبيعى فيه، فإنَّ في المِلح نفعًا لكثير من السُّموم، ولا سِيَّما لدغة العقرب، قال صاحب "القانون": يُضمَّد به مع بذر الكتان للسع العقرب، وذكره غيرُه أيضًا. وفي المِلح من القوة الجاذبة المحلِّلة ما يَجذِبُ السُّموم ويُحللها، ولَمَّا كان في لسعها قوةٌ نارية تحتاج إلى تبريد وجذب وإخراج جمع بين الماءِ المبرد لنار اللَّسعة، والمِلح الذي فيه جذبٌ وإخراج، وهذا أتم ما يكون من العلاج وأيسره وأسهله، وفيه تنبيه على أنَّ علاج هذا الداء بالتبريد والجذب والإخراج. والله أعلم.
وقد روى مسلم في "صحيحه" عن أبي هُريرة قال: جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله؛ ما لقيتُ مِنْ عقربٍ لَدَغَتْني البارحةَ فقال: (( أما لو قُلْتَ حِينَ أمْسَيْتَ: أعُوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ،لم تَضُرَّك )).
واعلم أنَّ الأدوية الطبيعية الإلهية تنفعُ مِن الداء بعد حصوله، وتمنَعُ من وقوعه، وإن وقع لم يقع وقوعًا مضرًّا، وإن كان مؤذيًا، والأدوية الطبيعية إنما تنفعُ، بعد حصول الداء، فالتعوُّذاتُ والأذكار، إما أن تمنعَ وقوعَ هذه الأسباب، وإما أن تحولَ بينها وبين كمالِ تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه، فالرُّقَى والعُوَذ تُسْتَعمل لحفظ الصحة، ولإزالة المرض، أما الأول: فكما في "الصحيحين" من حديث عائشة كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أوى إلى فراشِهِ نَفَثَ في كَفَّيْهِ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] والمُعَوِّذَتَيْن. ثم يمسحُ بهما وجهه، وما بلغت يدُه من جسده".
وكما في حديث عُوذة أبي الدرداء المرفوع: (( اللهُمَّ أنت رَبِّي لا إله إلا أنت عليكَ تَوَكَّلْتُ وأنتَ رَبُّ العَرْشِ العظيم ))، وقد تقدَّم وفيه: (( مَن قالها أوَّل نهارِهِ لم تُصِبْهُ مُصيبة حتى يُمسِيَ، ومَن قالها آخر نهارِهِ لم تُصِبْه مُصيبةٌ حتى يُصْبِح )).
وكما في الصحيحين: (( مَن قَرَأَ الآيَتَيْن مِن آخرِ سُورةِ البقرةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ )).
وكما في صحيح مسلم عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَن نَزَلَ مَنْزِلاً فقال: أَعُوذُ بكلمات ِاللهِ التَّامَّاتِ مِن شرَِّ ما خَلَقَ، لم يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِن مَنْزِلهِ ذلِكَ )).
وكما في سنن أبي داود أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان في السفر يقول باللَّيل: (( يا أرضُ؛ رَبِّي ورَبُّكِ اللهُ، أَعُوذُ باللهِ مِن شَرِّكِ وشَرِّ ما فِيكِ، وشَرِّ ما يَدُبُّ عليكِ، أعوذُ باللهِ مِن أسَدٍ وأسْوَدٍ، ومِن الحَيَّةِ والعقربِ، ومِن ساكنِ البَلَدِ، ومن والدٍ وما وَلَدَ )).
وأما الثاني: فكما تقدَّم من الرُّقية بالفاتحة، والرُّقية للعقرب وغيرها مما يأتى).
[زاد المعاد:4/182-184]


رد مع اقتباس