عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 06:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 58 إلى 76]

{وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69) فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75) فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)}

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {خير المنزلين} أي خير المضيفين). [تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولمّا جهّزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أنّي أوفي الكيل وأنا خير المنزلين}
وهذا - واللّه أعلم - قد كان قبله كلام جرّ إليه ما يوجب طلب أخيهم منهم، - لأنه لا يقول ائتوني بأخ لكم من أبيكم من غير أن يجري ما يوجب هذا القول.
فكأنّه - واللّه أعلم - سألهم عن أخبارهم وأمرهم وعددهم، فاجترأ لقول هذه المسألة.
{ألا ترون أنّي أوفي الكيل وأنا خير المنزلين} لأنه حين أنزلهم أحسن ضيافتهم). [معاني القرآن: 3/117-116]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم}
قيل في الكلام حذف والمعنى سألهم عن أمورهم فلما خبروه وجرى الكلام إلى هذا قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين
قيل لأنه أحسن ضيافتهم). [معاني القرآن: 3/439]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تقربون...}
في موضع جزم، والنون في موضع نصب حذفت ياؤها. ولو جعلتها رفعاً فنصبت النون كان صوابا على معنى قوله ولستم تقربون بعد هذه كقوله:
{فبم تبشّرون} و{الّذين كنتم تشاقّون فيهم} ). [معاني القرآن: 2/48]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون}
القراءة بكسر النون، ويجوز الفتح بفتح النون لأنها نون جماعة كما قال: (فبم تبشرون) بفتح النون، وتكون (ولا تقربون) لفظه لفظ الخبر ومعناه معنى الأمر). [معاني القرآن: 3/117]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون}
(وإنّا لفاعلون) توكيد). [معاني القرآن: 3/117]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقال لفتيانه...}
و (لفتيته) قراءتان مستفيضتان.
وقوله: {لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا} قيل فيها قولان: أحدهما أن يوسف خاف ألاّ يكون عند أبيه دراهم، فجعل البضاعة في رحالهم ليرجعوا.
وقيل إنهم إن عرفوا أنّها بضاعتهم وقد اكتالوا ردّوها على يوسف ولم يستحلّوا إمساكها). [معاني القرآن: 2/48]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون}
{وقال لفتيانه}.
ولفتييه، قرئتا جميعا، والفتيان والفتية المماليك في هذا الموضع.
{اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون}
وفي هذا وجهان، أي إذا رأوا بضاعتهم مردودة عليهم، علموا أن ما كيل لهم من الطعام لم يؤخذ منهم ثمنه، وأن وضع البضاعة في الرحال لم يكن إلا عن أمر يوسف،
ويجوز أن يكون {لعلهم يرجعون} يرّدون البضاعة.
لأنها ثمن ما اكتالوه. ولأنهم لا يأخذون شيئا ألا بثمنه). [معاني القرآن: 3/117]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال لفتيته}
قيل يراد بالفتية والفتيان ههنا المماليك
ثم قال: {اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون}
قال أبو جعفر في هذا قولان:
أحدهما أن المعنى إذا رأوا البضاعة في رحالهم وهي ثمن الطعام رجعوا لأنهم أنبياء لا يأخذون شيئا بغير ثمن
وقيل إذا رأوا البضاعة في الرحال علموا أن هذا لا يكون من أمر يوسف فرجعوا). [معاني القرآن: 3/440-439]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وقال لفتيانه} أي: لغلمانه ومماليكه، ومن قرأ (لفتيانه) أي: لحشمه الأحرار من حوارييه،
ومنه قوله: (إنهم فتية آمنوا بربهم) لأنهم كانوا أحرارا). [ياقوتة الصراط: 276-275]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأرسل معنا أخانا نكتل...}
قرأ أصحاب عبد الله (يكتل) وسائر الناس (نكتل) كلاهما صواب من قال (نكتل) جعله معهم في الكيل. ومن قال (يكتل) يصيبه كيل لنفسه فجعل الفعل له خاصّة لأنهم يزادون به كيل بعير). [معاني القرآن: 2/49]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فلمّا رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منّا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنّا له لحافظون }
{فأرسل معنا أخانا نكتل وإنّا له لحافظون} أي إن أرسلته معنا اكتلنا، وإلا فقد منعنا الكيل). [معاني القرآن: 3/117]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {فاللّه خيرٌ حافظاً...}
وحفظاً وهي في قراءة عبد الله {والله خير الحافظين} وهذا شاهد للوجهين جميعاً. وذلك أنك إذا أضفت أفضل إلى شيء فهو بعضه، وحذف المخفوض يجوز وأنت تنويه. فإن شئت جعله خيرهم حفظاً فحذفت الهاء والميم وهي تنوي في المعنى وإن شئت جعلت (حافظا) تفسيراً لأفضل. وهو كقولك: لك أفضلهم رجلاً ثم تلغي الهاء والميم فتقول لك أفضل رجلاً وخير رجلاً. والعرب: تقول لك أفضلها كبشا، وإنما هو تفسير الأفضل...
- حدّثنا أبو ليلى السجستانيّ عن أبي حريز قاضي سجستان أن ابن مسعود قرأ (فالله خير حافظا) وقد أعلمتك أنها مكتوبة في مصحف عبد الله (خير الحافظين)
وكان هذا - يعني أبا ليلى - معروفا بالخير. وحدّثنا بهذا الإسناد عن عبد الله أنه قرأ {فلا أقسم بموقع النّجوم} {وإنّا لجميعٌ حاذرون} يقولون: مؤدون في السلاح آدى يؤدي). [معاني القرآن: 2/49]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {قال هل آمنكم عليه إلّا كما أمنتكم على أخيه من قبل فاللّه خير حافظا وهو أرحم الرّاحمين}
أي كذلك قلتم لي في يوسف: {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنّا له لحافظون}.
فقد ضمنتم لي حفظ يوسف وكذلكم ضمانكم هذا عندي.
(فاللّه خير حفظا)
وتقرأ (حافظا). وحفظا منصوب على التمييز، و (حافظا) منصوب على الحال، ويجوز أن يكون حافظا على التمييز أيضا). [معاني القرآن: 3/118-117]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل}
لأنهم قالوا في أخيه أرسله معنا غدا نرتع ونلعب وإنا له لحافظون
وقالوا في هذا فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون
فضمنوا له حفظهما). [معاني القرآن: 3/440]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا أبانا ما نبغي...}
كقولك في الكلام ماذا تبغي؟ ثم قال {هذه بضاعتنا} كأنهم طيّبوا بنفسه. و(ما) استفهام في موضع نصب. ويكون معناها جحداً كأنهم قالوا: لسنا نريد منك دراهم.
والله أعلم بصواب ذلك). [معاني القرآن: 2/49]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (ونمير أهلنا) من مرت تمير ميراً وهي الميرة، أي نأتيهم ونشترى لهم طعومهم، قال أبو ذؤيب:

أتى قريةً كانت كثيراً طعامها= كرفع التراب كلّ شئ يميرها
(كيل بعيرٍ) أي حمل بعير يكال له ما حمل بعير). [مجاز القرآن: 1/314]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({نمير أهلنا}: من الميرة ومن كلامهم " ما عنده خير ولا مير"). [غريب القرآن وتفسيره: 184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ونمير أهلنا} من الميرة. يقال: مار أهله ويميرهم ميرا وهو مائر أهله، إذا حمل إليهم أقواتهم من غير بلدة.
{ونزداد كيل بعيرٍ} أي حمل بعير). [تفسير غريب القرآن: 219]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير}
{وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم} وتقرأ ردّت بكسر الراء، والأصل رددت، فأدغمت الدال الأولى في الثانية وبقيت الراء مضمومة.
ومن كسر الراء جعل كسرتها منقوله من الدال.
كما فعل ذلك في قيل وبيع لتدل أن أصل - الدال الكسر.
وقد حكى قطرب أنه يقال في ضرب زيد؛ ضرب زيد وضرب زيد - بكسر الضاد. أسكن الراء، ونقل كسرتها إلى الضاد.
وعلى هذه اللغة يجوز في كبد كبد.
{قالوا يا أبانا ما نبغي} أي ما نريد، وما في موضع نصب، المعنى أي شيء نريد وقد ردّت علينا بضاعتنا، ويجوز أن يكون (ما) نفيا، كأنّهم قالوا ما نبغي شيئا.
{هذه بضاعتنا ردّت إلينا}.
{ونمير أهلنا} يقال: مرتهم أميرهم ميرا إذا أتيتهم بالمير.
{ونزداد كيل بعير} لأنه كان يكال لكل رجل وقر بعير.
{ذلك كيل يسير} أي ذلك كيل سهل، أي سهل على الذي يمضي إليه). [معاني القرآن: 3/119-118]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا يا أبانا ما نبغي}
يجوز أن يكون المعنى أي شيء نبغي وقد ردت إلينا بضاعتنا
ويجوز أن يكون المعنى ما نبغي شيئا ويكون ما نافية
ثم قال: {ونمير أهلنا ونحفظ أخانا}
يقال مار أهله يميرهم ميرا وميرة إذا جاء بأقواتهم من بلد إلى بلد
ثم قال جل وعز: {ونزداد كيل بعير}
قال ابن جريج لأنه كان يعطي كل رجل منهم كيل بعير
قال مجاهد يعني وقر حمار
وقال بعضهم يسمى الحمار بعيرا يعني أنها لغة
فأما أهل اللغة فلا يعرفون أنه يقال للحمار بعير والله أعلم بما أراد
ثم قال: {ذلك كيل يسير} أي سهل عليه). [معاني القرآن: 3/441-440]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ذلك كيل يسير} أي على الملك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نَمِيرُ}: من الميرة). [العمدة في غريب القرآن: 162]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ أن يحاط بكم...}
يقول: ألاّ أن يأتيكم من الله ما يعذركم). [معاني القرآن: 2/50]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إلّا أن يحاط بكم} أي تشرفوا على الهلكة وتغلبوا.
{واللّه على ما نقول وكيلٌ} أي كفيل). [تفسير غريب القرآن: 219]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال لن أرسله معكم حتّى تؤتون موثقا من اللّه لتأتنّني به إلّا أن يحاط بكم فلمّا آتوه موثقهم قال اللّه على ما نقول وكيل}
{إلا أن يحاط بكم}.
فموضع أن نصب، والمعنى لتأتنّني به إلّا لإحاطة بكم، أي لا لتمتنعوا من الإتيان به إلا لهذا، وهذا يسمى مفعولا له، وإلا ههنا تأتي بمعنى تحقيق الجزاء،
تقول: ما تأتي - إلا لأخذ - الدراهم وإلا أن نأخذ الدراهم، ومعنى الإحاطة بهم، أنه يحال بينهم وبينه فلا يقدروا على الإتيان به). [معاني القرآن: 3/119]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إلا أن يحاط بكم} أي إلا أن تهلكوا وتغلبوا [معاني القرآن: 3/441]
ثم قال جل وعز: {فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل} أي كفيل). [معاني القرآن: 3/442]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إلا أن يحاط بكم} أي تشرفوا على الهلكة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 115]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ...}
يقول: لا تدخلوا مصر من طريق واحد. كانوا صباحا تأخذهم العين). [معاني القرآن: 2/50]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ}، يريد: إذا دخلتم مصر، فادخلوا من أبواب متفرقة. يقال: خاف عليهم العين إذا دخلوا جملة). [تفسير غريب القرآن: 219]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقال يا بنيّ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرّقة وما أغني عنكم من اللّه من شيء إن الحكم إلّا للّه عليه توكّلت وعليه فليتوكّل المتوكّلون}
قد خاف عليهم العين، وأمر العين صحيح - واللّه أعلم - وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه عوّذ الحسن والحسين فقال في دعوته: وأعيذكما من كل عين لامّة).
[معاني القرآن: 3/119]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله جل وعز: {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة}
قال الضحاك خاف عليهم العين
وقال غيره العين حق لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما فيقول أعيذكما بكلمات الله التامة من كل لامة
وقيل كره أن يلحقهم شيء فيتوهم أنه من العين فيؤثم في ذلك
والدليل على صحة هذا القول حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تقدموا عليه وجواب آخر أن يكون كره أن يدخلوا فيستراب بهم والله عز وجل أعلم). [معاني القرآن: 3/443-442]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّه لذو علمٍ لّما علّمناه...}
يقول: إنه لذو علم لتعليمنا إيّاه ويقال: إنه لذو حفظ لما علمناه). [معاني القرآن: 2/50]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من اللّه من شيء إلّا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنّه لذو علم لما علّمناه ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}
أي إلا خوف العين، وتأويل {ما كان يغني عنهم من اللّه من شيء}
قدّر أن تصيبهم لأصابتهم وهم متفرقون كما تصيبهم مجتمعين.
وجائز أن يكون: لا يغني مع قضاء الله شيء.
{وإنّه لذو علم لما علّمناه} أي لذو علم لتعليمنا إياه، ونصب حاجة استثناء ليس من الأول، المعنى لكن حاجة في نفس يعقوب قضاها). [معاني القرآن: 3/119]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يعني عنهم من الله من شيء إلا حاجة}
قيل المعنى أنه لو قضي عليهم شيء لأصابهم دخلوا مجتمعين أو متفرقين
وقيل المعنى لو قضي أن تصيبهم العين لأصابتهم متفرقين كما تصيبهم مجتمعين
ثم قال جل وعز: {إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها} قال مجاهد يعني خوفه عليهم العين). [معاني القرآن: 3/443]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها} ، قال: الحاجة: خاف عليهم العين). [ياقوتة الصراط: 276]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا تبتئس...}
معناه: لا تستكن من الحزن والبؤس. يقول: لا تحزن). [معاني القرآن: 2/50]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {آوى إليه أخاه} وهو يؤوى إليه إيواءً، أي ضمّه إليه). [مجاز القرآن: 1/314]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {آوى إليه أخاه}: ضمه إليه.
{فلا تبتئس بما كانوا يعملون}: لا تستكن لذلك ولا تبال به). [غريب القرآن وتفسيره: 185]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {آوى إليه أخاه} أي ضمّه إليه. يقال: آويت فلانا إليّ بمد الألف -: إذا ضممته إليك.
وأويت إلى بني فلان - بقصر الألف -: إذا لجأت إليهم.
{فلا تبتئس} من البؤس). [تفسير غريب القرآن: 219]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إنّي أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون}
{آوى إليه أخاه} أي ضمّ إليه أخاه.
{فلا تبتئس}: أي لا تحزن ولا تستكن). [معاني القرآن: 3/119]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه}
يقال آويت فلانا بالمد إذا ضممته إليك وأويت إليه أي لجأت إليه
ومعنى {فلا تبتئس} فلا تحزن من البؤس). [معاني القرآن: 3/444-443]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آوَى إِلَيْهِ}: ضم إليه
{فَلاَ تَبْتَئِسْ}: لا تحزن). [العمدة في غريب القرآن: 162]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلمّا جهّزهم بجهازهم جعل السّقاية...}
جواب وربّما أدخلت العرب في مثلها الواو وهي جواب على حالها؛ كقوله في أول السورة {فلمّا ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجبّ وأوحينا إليه} والمعنى - والله أعلم -:
أوحينا إليه. وهي في قراءة عبد الله {فلما جهّزهم بجهازهم وجعل السّقاية} ومثله في الكلام: لمّا أتاني وأثب عليه كأنه قال: وثبت عليه. وربما أدخلت العرب في جواب لمّا لكن.
فيقول الرجل: لمّا شتمني لكن أثب عليه، فكأنه استأنف الكلام استئنافا، وتوهّم أنّ ما قبله فيه جوابه. وقد جاء (الشعر في كل ذلك) قال امرؤ القيس:
فلمّا أجزنا ساحة الحيّ وانتحى =بنا بطن خبت ذي قفافٍ عقنقل
وقال الآخر:

حتّى إذا قملت بطونكم =ورأيتم أبناءكم شبّوا
وقلبتم ظهر المجنّ لنا =إنّ اللّئيم العاجز الخبّ
قملت: سمنت وكبرت). [معاني القرآن: 2/51-50]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {السّقاية} مكيال يكال به ويشرب فيه). [مجاز القرآن: 1/314]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {السقاية}: مكيال). [غريب القرآن وتفسيره: 185]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {السّقاية}: المكيال. وقال قتادة: مشربة الملك.
{ثمّ أذّن مؤذّنٌ} أي قال قائل، أو نادى مناد.
{أيّتها العير}: القوم على الإبل). [تفسير غريب القرآن: 219]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلمّا جهّزهم بجهازهم جعل السّقاية في رحل أخيه ثمّ أذّن مؤذّن أيّتها العير إنّكم لسارقون }
أي أعلم معلم، يقال آذنته بالشيء فهو مؤذن به أي أعلمته وأذنت أكثرت الإعلام بالشيء.
{أيّتها العير إنّكم لسارقون}.
المعنى: يا أيها الأصحاب للعير، ولكن قال: أيتها العير، وهو يريد أهل العير، كما قال: {واسأل القرية} يريد أهل القرية وأنّث " أيّا " لأنه جعلها للعير). [معاني القرآن: 3/120]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه}
قال قتادة هي مشربة الملك
وقال الضحاك هو الإناء الذي يشرب فيه الملك
وروى شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال صواع الملك شيء من فضة يشبه المكوك من ذهب وفضة مرصع بالجواهر يجعل على الرأس وكان للعباس واحد في الجاهلية
وقوله جل وعز: {ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون} أي أعلم ونادى يقال آذنت أي أعلمت وأذنت أي أعلمت مرة بعد مرة والمعنى يا أصحاب العير
وقال إنكم لسارقون ولم يسرقوا الصواع
قيل لأنهم أخذوا يوسف فباعوه فاستجاز أن يقول لهم إنكم لسارقون
وقيل يجوز أن يكون الصواع جعل في رحالهم ولم يعلم الذي ناداهم بذلك فيكون كاذبا
وقال أحمد بن يحيى أي حالكم حال السراق وهكذا كلام العرب وكان المنادي حسب أن القوم سرقوه ولم يعلم بصنيع يوسف
وقيل يجوز أن يكون أذان المؤذن عن أمر يوسف واستجاز ذلك بهم أنهم قد كانوا سرقوا سرقة في بعض الأحوال يعني بذلك تلك السرقة لا سرقتهم الصواع
وقال بعض أهل التأويل كان ذلك خطأ من فعل يوسف فعاقبه الله عز وجل إذ قالوا له إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل). [معاني القرآن: 3/446-444]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {السِّقَايَةَ}: المكيال). [العمدة في غريب القرآن: 162]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قالوا نفقد صواع الملك...}
وقوله: الصّواع ذكر. وهو الإناء الذي كان الملك يشرب فيه. والصاع يؤنّث ويذكّر. فمن أنّثه قال: ثلاث أصوع مثل ثلاث أدؤر. ومن ذكّره قال: ثلاثة أصواع مثل أبواب.
وقوله: {وأنا به زعيمٌ} يقول: كفيل. وزعيم القوم سيّدهم). [معاني القرآن: 2/51]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {صواع الملك} والجميع صيعان خرج مخرج الغراب والجمع غربان، وبعضهم يقول: هي صاع الملك والجميع أصواع خرج مخرج باب والجميع أبواب.
{وأنا به زعيمٌ} أي كفيل وقبيل، قال المؤسّىّ الأزديّ:

فلست بآمرٍ فيها بسلم= ولكنّي على نفسي زعيم
بغزوٍ مثل ولغ الذئب حتى= ينوء بصاحبي ثأرٌ منيم).
[مجاز القرآن: 1/315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (الصواع): وهو الصاع وجماعه صياع وجماعه الصاع أصوع والصواع ذكر. والصاع يؤنث ويذكر وهما واحد.
{وأنا به زعيم}: أي كفيل). [غريب القرآن وتفسيره: 186-185]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {صواع الملك} وصاعه واحد.
{وأنا به زعيمٌ} أي ضمين). [تفسير غريب القرآن: 220-219]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم}
وقرئت " صواع الملك "، وقرئت " صاع الملك "، قرأ أبو هريرة صاغ الملك، وقرئت صوغ الملك - بالغين معجمة.
{ولمن جاء به حمل بعير} أي حمل بعير من الطعام
{وأنا به زعيم} أي كفيل.
الضواع هو الصاع بعينه، وهو يذكر ويؤنث، وكذلك الصاع يذكر ويؤنث، وجاء في التفسير أنه إناء مستطيل يشبه المكوك، كان يشرب به الملك، وهو السقاية.
وقيل إنه كان مصنوعا من فضة مموّها بذهب.
وقيل إنه كان من مسّ، وقيل إنه كان يشبه الطاس). [معاني القرآن: 3/120]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقول جل وعز: {وأنا به زعيم}
قال الضحاك أي كفيل
وقال قتادة أي حميل
قال الفراء زعيم القوم رئيسهم ومتكلمهم
قال أبو جعفر وهذا قريب من الأول لأن حميلهم هو رئيسهم
وروى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والزعيم غارم مختصر
يعني بالزعيم الضامن). [معاني القرآن: 3/447-446]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زعيم} أي ضامن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الصُوَاعَ): الصاع الذي يكال به
{زَعِيمٌ}: كفيل). [العمدة في غريب القرآن: 162]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {تاللّه...}
العرب لا تقول تالرحمن ولا يجعلون مكان الواو تاء إلاّ في الله عزّ وجلّ. وذلك أنها أكثر الأيمان مجرى في الكلام؛ فتوهّموا أنّ الواو منها لكثرتها في الكلام، وأبدلوها تاء كما
قالوا: التّراث، وهو من ورث، وكما قال: {رسلنا تترى} وهي من المواترة، وكما قالوا: التخمة وهي من الوخامة، والتّجاه وهي من واجهك.
وقوله: {لقد علمتم مّا جئنا لنفسد} يقول القائل: وكيف علموا أنهم لم يأتوا للفساد ولا للسرقة؟ فذكر أنهم كانوا في طريقهم لا ينزلون بأحد ظلما، ولا ينزلون في بساتين الناس فيفسدوها فذلك قوله: {مّا جئنا لنفسد في الأرض وما كنّا سارقين} يقول: لو كنّا سارقين ما رددنا عليكم البضاعة التي وجدناها في رحالنا). [معاني القرآن: 2/51]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {تالله} التاء بمنزلة واو القسم لأن الواو تحّول تاءً، قالوا: تراث وإنما هي من ورثت،
وقالوا: تقوى، وأصلها وقوى لأنها من وقيت). [مجاز القرآن: 1/315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تالله}: في معنى والله). [غريب القرآن وتفسيره: 186]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا تاللّه لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنّا سارقين}
معنى تاللّه: واللّه، إلا أن التاء لا يقسم بها إلا في (اللّه) لا يجوز تالرحمن ولا تربّي لأفعلنّ، والتاء بدل من الواو كما قالوا في وراث تراث،
وكما قالوا - يتزن، وأصله يوتزن من الوزن وإنّما قالوا: {لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض}، لأنهم كانوا لا ينزلون على قوم ظلما.
ولا يرعون زرع أحد وجعلوا على أفواه إبلهم الأكفة لئلا تعبث في زرع، وقالوا: {وما كنّا سارقين}.
لأنهم قد كانوا فيما روي ردوا البضاعة التي وجدوها في رحالهم، أي فمن ردّ ما وجده كيف يكون سارقا). [معاني القرآن: 3/121-120]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض}
يروى أنهم كانوا لا ينزلون على أحد ظلما ولا يرهبون زرع أحد وأنهم جعلوا على أفواه إبلهم الأكمه لئلا تعيث في زروع الناس
ثم قال جل وعز: {وما كنا سارقين}
يروى أنهم ردوا البضاعة التي جعلت في رحالهم أي فمن رد ما وجده كيف يكون سارقا). [معاني القرآن: 3/447]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَاللّهِ}: والله). [العمدة في غريب القرآن: 162]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين}
يقال إن هذه هي الحيلة التي ذكرها الله في قوله: {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك}
قال الضحاك أي في سلطان الملك وذلك أنه كان حكم الملك إذا سرق إنسان شيئا غرم مثله وكان حكم يعقوب إذا سرق إنسان استعبد فرد الحكم إليهم لهذا). [معاني القرآن: 3/448]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قالوا جزاؤه من وجد في رحله...}
(من) في معنى جزاء وموضعها رفع بالهاء التي عادت. وجواب الجزاء الفاء في قوله: (فهو جزاؤه) ويكون قوله (جزاؤه) الثانية مرتفعة بالمعنى المحمّل في الجزاء وجوابه.
ومثله في الكلام أن تقول: ماذا لي عندك؟ فيقول: لك عندي إن بشّرتني فلك ألف درهم، كأنه قال: لك عندي هذا. وإن شئت جعلت (من) في مذهب (الذي) وتدخل الفاء في خبر (من) إذا كانت على معنى (الذي) كما تقول: الذي يقوم فإنّا نقوم معه. وإن شئت جعلت الجزاء مرفوعاً بمن خاصّة وصلتها، كأنك قلت: جزاؤه الموجود في رحله.
كأنك قلت: ثوابه أن يسترقّ، ثم تستأنف أيضاً فتقول: هو جزاؤه. وكانت سنّتهم أن يترقّوا من سرق). [معاني القرآن: 2/52-51]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه} أي يستعبد بذلك. وكانت سنة آل يعقوب في السارق)[تفسير غريب القرآن: 220]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين* قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظّالمين}
أي مثل هذا الجزاء نجزي الظالمين، وكان جزاء السارق عندهم أن يستعبد بسرقته، يصير عبدا لأنه سرق.
فأمّا رفع {قالوا جزاؤه من وجد في رحله} فمن جهتين: أحدهما أن هو جزاؤه ابتداء، ويكون من وجد في رحله الخبر، ويكون المعنى جزاء السّرق الإنسان الموجود في رحله السّرق.
ويكون قوله (فهو جزاؤه) زيادة في الإبانة.
كما تقول: جزاء السارق القطع فهو جزاؤه. فهذا جزاؤه، زيادة في الإبانة.
ويجوز أن يكون يرتفع بالابتداء، ويكون {من وجد في رحله فهو جزاؤه}.
هذه الجملة خبر الجزاء، والعائد عليه من الجملة " جزاؤه " الذي بعد قوله " فهو "، كأنّه قيل: قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو هو، أي فهو الجزاء، ولكن الإظهار كان أحسن ههنا لئلا يقع في الكلام لبس، ولئلا يتوهم أن (هو) إذا عادت ثانية فليست براجعة على الجزاء، والعرب إذا أقحمت أمر الشيء جعلت العائد عليه إعادة لفظه بعينه.
أنشد جميع النحويين:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء= نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
ولم يقل: لا أرى الموت يسبقه شيء). [معاني القرآن: 3/122-121]

تفسير قوله تعالى: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عليم}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال: {ثمّ استخرجها...}
ذهب إلى تأنيث السّرقة. وإن يكن الصّواع في معنى الصّاع فلعلّ هذا التأنيث من ذلك. وأن شئت جعلته لتأنيث السّقاية.
وقوله: {نرفع درجاتٍ مّن نّشاء} (من) في موضع نصب، أي نرفع من نشاء درجاتٍ. يقول: نفضّل من نشاء بالدرجات.
ومن قال (نرفع درجات من نشاء) فيكون (من) في موضع خفض.
وقوله: {وفوق كلّ ذي علمٍ عليمٌ} يقول: ليس من عالم إلاّ وفوقه أعلم منه). [معاني القرآن: 2/52]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثمّ استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلاّ أن يشاء اللّه نرفع درجاتٍ مّن نّشاء وفوق كلّ ذي علمٍ عليمٌ}
وقال: {ثمّ استخرجها من وعاء أخيه} فأنث وقال: {ولمن جاء به حمل بعيرٍ} لأنه عنى ثمّ "الصّواع" و"الصّواع" مذكّر، ومنهم من يؤنثّ "الصّواع" و"عنى" ههنا "السّقاية" وهي مؤنثة. وهما اسمان لواحد مثل "الثّوب" و"الملحفة" مذكّر ومؤنّث لشيء واحد). [معاني القرآن: 2/53]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كدنا ليوسف} أي احتلنا له. ولكيد: الحيلة. ومنه قوله: إن كيدهن عظيم.
{في دين الملك} أي في سلطانه). [تفسير غريب القرآن: 220]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثمّ استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلّا أن يشاء اللّه نرفع درجات من نشاء وفوق كلّ ذي علم عليم}
(ثمّ استخرجها من وعاء أخيه) رجع بالتأنيث على السقاية، ويجوز أن يكون أنث الصواع.
{كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} أي في سيرة الملك، وما يدين به الملك، لأن السارق في دين الملك
كان يغرم مثلي ما سرق، وكان عند آل يعقوب وفي مذهبهم أن يصير السارق عبدا يسترقه صاحب الشيء المسروق.
{إلّا أن يشاء اللّه} موضع (أن) نصب، لما سقطت الباء أفضى الفعل فنصب، المعنى ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا بمشيئة اللّه.
{نرفع درجات من نشاء} على إضافة الدرجات إلى " من " ويجوز (درجات) بالتنوين، على أن يكون (من) في موضع نصب، المعنى نرفع من نشاء درجات. ويجوز رفع درجات من نشاء، وهي حسنة، ولا أعلمها رويت فلا تقرأن بها إن لم تصح فيها رواية.
(وفوق كلّ ذي علم عليم) قيل في التفسير: فوق كل ذي علم عليم حتى ينتهي العلم إلى اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 3/122]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله} أي إلا بمشيئته تعالى
ثم قال تعالى: {نرفع درجات من نشاء} ويقرأ درجات من نشاء بمعنى من نشاء درجات
ثم قال تعالى: {وفوق كل ذي علم عليم} قيل حتى ينتهي العلم إلى الله جل جلاله
وروى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال يكون ذا أعلم من ذا والله فوق كل عالم
وروى سفيان عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير قال كنا عند ابن عباس رحمه الله فتحدث بحديث فتعجب منه رجل فقال سبحان الله وفوق كل ذي علم عليم فقال ابن عباس بئس ما قلت الله العليم وهو فوق كل عالم). [معاني القرآن: 3/449-448]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وكذلك كدنا ليوسف} أي: دبرنا له ؛ قال وذلك أن السنة كانت أيام العزيز - من سرق أخذ بسرقته وملك). [ياقوتة الصراط: 276]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كدنا ليوسف} أي احتلنا له.
{في دين الملك} أي في سلطانه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 115]


رد مع اقتباس