عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 9 جمادى الآخرة 1434هـ/19-04-2013م, 06:59 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن كانت هذه المصادر معارف فالوجه الرفع، ومعناه كمعنى المنصوب، ولكن يختار الرفع؛ لأنه كالمعرفة، وحق المعرفة الابتداء. وذلك قولك: الحمد لله رب العالمين ولعنة الله على الظالمين. والنصب يجوز. وإنما تنظر في هذه المصادر إلى معانيها؛ فإن كان الموضع بعدها أمراً أو دعاءً لم يكن إلا نصباً). [المقتضب: 3/ 221]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وسئل أبو العباس عن {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ما معناه؛ وقد يقال للرجل الحمد؟ فقال: «كل الحمد لله، وكل حمد ذكر للأدميين فهو جزء منه، أي كل ذلك لله»). [مجالس ثعلب: 86]

تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)}

تفسير قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (يقال: يوم وأيام؛ والأصل: أيوام؛ ولكن العرب إذا جمعت بين الياء والواو في كلمة واحدة، وسبق أحدهما بالسكون، قلبوا الواو ياء وأدغموا وشددوا؛ من ذلك قولهم: كويته كيا، ولويته ليَّا. قال الله عز وجل: {وراعنا ليًّا بألسنتهم}. ولكن العرب أدغمت الواو في الياء لأن أحدهما سبق بالسكون). [الأيام والليالي: 31] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الدين: الحساب، ومنه: {مالك يوم الدين}). [الغريب المصنف: 3/ 1008]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

فمر على نحره والذراع.......ولم يك ذاك له الفعل دِينَا
والدين: العادة، والدين: الطاعة، والدين: الجزاء، والدين: الحساب، والدين: الملة، والدين: الخلق). [شرح ديوان كعب بن زهير: 110]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
ودناهم مثل ما يقرضونا
يقول: جزيناهم. وقال المفسرون في قوله عز وجل: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. قالوا: يوم الجزاء والحساب، ومن أمثال العرب: "كما تدين تدان"، وأنشد أبو عبيدة:

واعلم وأيقن أن ملكك زائلٌ.......واعلم بأن كما تدين تدان
وللدين مواضع منها ما ذكرنا، ومنها: الطاعة، ودين الإسلام من ذلك يقال: فلان في دين فلانٍ، أي: لم يكونوا في دين ملك، وقال زهيرٌ:

لئن حللت بجو في بني أسدٍ.......في دين عمرو وحالت بيننا فدك
فهذا يريد: في طاعة عمرو بن هند، والدين: العادة، يقال: ما زال هذا ديني ودأبي وعادتي وديدني وإجرياي، قال المثقب العبدي:

تقول إذا درأت لها وضيني.......أهذا دينه أبدًا وديني
أكل الدهر حل وارتحالٌ.......أما تبقي علي وما تقيني
وقال المكيت بن زيدٍ:

على ذاك إجرياي وهي ضريبتي.......وإن أجلبوا طرًا علي وأحلبوا
).[الكامل: 1/ 425-427]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (قال: و{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أي: يوم الجزاء). [مجالس ثعلب: 276]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (تفسير قوله تعالى: {غير مدينين} [الواقعة: 86] ومعنى الدين.
وحدّثنا أبو بكر بن الأنباري، رحمه الله، في قوله تعالى: {فلولا إن كنتم غير مدينين} [الواقعة: 86] معناه غير مجزّيين، قال: وأنشدنا:

ولم يبق سوى العدوا.......ن دناهم كما دانوا
أي: جازيناهم كما جازوا، ومن ذلك قوله جل وعز: {مالك يوم الدّين}، قال قتادة: «معناه: مالك يومٍ يدان فيه العباد أي: يجازون بأعمالهم»،
ويكون الدين أيضًا الحساب قال ابن عباس: «معنى قوله {مالك يوم الدّين} أي: يوم الحساب»،
ويكون الدّين أيضًا السّلطان، قال زهير:

لئن حللت بجوٍّ في بني أسدٍ.......في دين عمروٍ وحالت بيننا فدك
معناه في سلطان،
ويكون الدّين أيضًا الطاعة، من ذلك قوله جل وعز: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} [يوسف: 76] معناه في طاعة الملك.
ويكون الدّين أيضًا العبودية والذّل، وجاء في الحديث: «الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت» فمعناه: استعبد نفسه وأذلّها لله عز وجل، قال الأعشى:

هو دان الرّباب إذ كرهوا.......الدين دراكًا بغزوةٍ وصيال
ثم دانت بعد الرّباب وكانت
.......كعذابٍ عقوبة الأقوال
يعني أنه أذلهمّ فذلّوا، وقال القطامي:

رمت المقاتل من فؤادك بعدما.......كانت نوار تدينك الأديانا
معناه تستعبدك بحبها،
ويكون الدين أيضًا الملة، كقولك: نحن على دين إبراهيم، ويكون العادة، قال المثقب العبدي:

تقول إذا درأت لها وضينا.......أهذا دينه أبدًا وديني
أكلّ الدهر حلٌّ وارتحالٌ
.......أما يبقى على وما يقيني
ويكون الدين أيضًا الحال، قال النضر بن شميل: سألت أعرابيًا عن شيء، فقال: لو لقيتني دينٍ غير هذه لأخبرتك، وروى أبو عبيدة قول امرئ القيس:

كدينك من أم الحويرث قبلها.......وجارتها أمّ الرباب بمأسل
أي: كعادتك.
والعرب تقول: ما زال هذا دينه ودأبه وديدنه وديدانه وديدبونه أي: عادته). [الأمالي: 2/ 295] (م)


رد مع اقتباس