عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 8 جمادى الآخرة 1434هـ/18-04-2013م, 07:09 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله - جلّ وعزّ -: {الّذين استجابوا للّه والرّسول من بعد ما أصابهم القرح للّذين أحسنوا منهم واتّقوا أجر عظيم} أي من بعد ما أصابهم الجرح، ومن قرأ القرح، فمعناه: ألم الجرح.
{الذين}جائز أن يكون: في موضع خفض على النعت للمؤمنين، والأحسن أن يكون: في موضع رفع بالابتداء ويكون خبر الابتداء {للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم}). [معاني القرآن: 1/489]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {الذين استجابوا لله ورسوله من بعد ما أصابهم القرح}
روى عكرمة عن ابن عباس أن المشركين يوم أحد لما انصرفوا فبلغوا إلى الروحاء حرض بعضهم بعضا على الرجوع لمقاتلة المسلمين فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فندب أصحابه للخروج فانتدبوا حتى وفوا يعني حمراء الأسد وهي على ثمانية أميال من المدينة فأنزل الله عز وجل: {الذين استجابوا لله ورسوله من بعد ما أصابهم القرح}). [معاني القرآن: 1/509-510]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {الّذين قال لهم النّاس...}
و{الناس} في هذا الموضع واحد، وهو نعيم بن مسعود الأشجعيّ. بعثه أبو سفيان وأصحابه فقالوا: ثبّط محمدا - صلى الله عليه وسلم - أو خوّفه حتى لا يلقانا ببدر الصغرى، وكانت ميعادا بينهم يوم أحد. فأتاهم نعيم فقال: قد أتوكم في بلدتكم فصنعوا بكم ما صنعوا، فكيف بكم إذا وردتم عليهم في بلدتهم وهم أكثر وأنتم أقلّ؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: {إنّما ذالكم الشّيطان يخوّف أولياءه}). [معاني القرآن: 1/247-248]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {الّذين قال لهم النّاس إنّ النّاس قد جمعوا لكم}: وقع المعنى على رجل واحد، والعرب تفعل ذلك، فيقول الرجل: فعلنا كذا وفعلنا، وإنما يعنى نفسه، وفي القرآن: {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} والله هو الخالق). [مجاز القرآن: 1/108]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({الّذين قال لهم النّاس إنّ النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا اللّه ونعم الوكيل}
قال تعالى: {فزادهم إيماناً} يقول: "فزادهم قولهم إيمانا"). [معاني القرآن: 1/188]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (ومنه عام يراد به خاص:
كقوله سبحانه حكاية عن النبي، صلّى الله عليه وسلم: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، وحكاية عن موسى: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} ولم يرد كل المسلمين والمؤمنين، لأن الأنبياء قبلهما كانوا مؤمنين ومسلمين، وإنما أراد مؤمني زمانه ومسلميه.
وكقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}، ولم يصطفهم على محمد صلّى الله عليه وسلم ولا أممهم على أمّته، ألا تراه يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، وإنما أراد عالمي أزمنتهم.
وكقوله سبحانه: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا}، وإنما قاله فريق من الأعراب.
وقوله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} ولم يرد كل الشعراء.
ومنه قوله سبحانه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}، وإنما قاله نعيم بن مسعود لأصحاب محمد، صلّى الله عليه وسلم إنّ النّاس قد جمعوا لكم، يعني: أبا سفيان، وعيينة بن حصن، ومالك بن عوف). [تأويل مشكل القرآن:281-282] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {الّذين قال لهم النّاس إنّ النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا اللّه ونعم الوكيل}
يقال في التفسير: إن قائل هذا نعيم بن مسعود الأشجعي بعثه أبو سفيان وأصحابه يثبطون النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه عن لقيّهم، وكان بين المسلمين وبين المشركين في يوم أحد موعد للقاء ببدر الصغرى، فلم يلتفت المسلمون إلى تخويف نعيم وعزموا على لقاء القوم وأجابوه بأن قالوا: {حسبنا اللّه ونعم الوكيل}
وتأويل {حسبنا اللّه} أي: الذي يكفينا أمرهم اللّه.
وقوله جلّ وعزّ: {فزادهم إيمانا} أي: زادهم ذلك التخويف ثبوتا في دينهم وإقامة على نصرة نبيهم.
وصاروا إلى بدر الصغرى، وألقى اللّه في قلوب المشركين الرعب فلم تغفلوهم). [معاني القرآن: 1/489-490]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم}
قيل إنه يعني بالناس نعيم بن مسعود وجهه أبو سفيان يثبط أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومجازة في اللغة أن يراد به نعيم وأصحابه.
وقال ابن إسحاق: الذين قال لهم الناس هم نفر من عبد القيس قالوا أبا سفيان ومن معه راجعون إليكم.
ثم قال تعالى: {فزادهم إيمانا} أي: فزادهم التخويف إيمانا {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} أي: كافينا الله يقال أحسبه إذا كفاه). [معاني القرآن: 1/510-511]

تفسير قوله تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {فانقلبوا بنعمة من اللّه وفضل لم يمسسهم سوء واتّبعوا رضوان اللّه واللّه ذو فضل عظيم} المعنى: فلم يخافوا ما خافوا، وصاروا إلى الموعد الذي وعدوا فيه.
{فانقلبوا بنعمة} أي: انقلبوا مؤمنين قد هرب منهم عدوهم.
وقيل في التفسير: إنهم أقاموا ثلاثا واشتروا أدما وزبيبا ربحوا فيه.
وكل ذلك جائز، إلا أن انقلابهم بالنعمة هي نعمة الإيمان والنصر على عدوهم). [معاني القرآن: 1/490]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء}
قال عكرمة عن ابن عباس لما وافدوا بدرا وكان أبو سفيان قد قال لهم موعدكم بدرا موضع قتلتم أصحابنا فوافى النبي وأصحابه بدرا واشترى المسلمون بها أشياء ربحوا فيها
فالمعنى على هذا: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل من انصراف عدوهم وفضل في تجارتهم). [معاني القرآن: 1/511-512]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (أما قوله: {إنّما ذالكم الشّيطان يخوّف أولياءه...}
يقول: يخوّفكم بأوليائه "فلا تخافوهم" ومثل ذلك قوله: {لينذر يوم التلاق} معناه: لينذركم يوم التلاق.
وقوله: {لينذر بأسا شديدا} المعنى: لينذركم بأسا شديدا؛ البأس لا ينذر، وإنما ينذر به). [معاني القرآن: 1/248]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({إنّما ذالكم الشّيطان يخوّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مّؤمنين}
قال: {إنّما ذالكم الشّيطان يخوّف أولياءه} يقول: "يرهب النّاس أولياءه" أي: بأوّليائه"). [معاني القرآن: 1/188]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({إنّما ذلكم الشّيطان يخوّف أولياءه} أي: يخوفكم بأوليائه كما قال: {لينذر بأساً شديداً} أي: لينذركم ببأس [شديد] ). [تفسير غريب القرآن: 116]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (ومنه قوله: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أي: يخوّفكم بأوليائه، كما قال سبحانه: {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ}أي: لينذركم ببأس شديد). [تأويل مشكل القرآن: 222]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {إنّما ذلكم الشّيطان يخوّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} أي: ذلك التخويف الذي كان فعل الشيطان ،أي: هو قوله للمخوفين، يخوف أولياءه.
قال أهل العربية، معناه: يخوفكم أولياءه، أي من أوليائه.
والدليل على ذلك قوله جلّ وعزّ: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} أي: كنتم مصدقين فقد أعلمتكم أني أنصركم عليهم فقد سقط عنكم الخوف، وقال بعضهم يخوف أولياءه، أي: إنما يخاف المنافقون، ومن لا حقيقة لإيمانه.
{فلا تخافوهم} أي: لا تخافوا المشركين). [معاني القرآن: 1/490]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه}
يقال كيف يخوف من تولاه؟ فروي عن إبراهيم النخعي يخوفكم أولياءه قيل: هذا حسن في العربية كما تقول فلان يعطي الدنانير، أي: يعطي الناس الدنانير، والتقدير على هذا يخوف المؤمنون بأوليائه ثم حذفت الباء وأحد المفعولين ونظيره قوله عز وجل: {لينذر بأسا شديدا} وأنشد سيبويه فيما حذفت منه الباء:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به = فقد تركتك ذا مال وذا نشب
وأولياؤه ههنا الشياطين وقد قيل إن معنى {يخوف أولياءه} يخوف المنافقين الفقر حتى لا ينفقوا لأنهم أشد خوفا). [معاني القرآن: 1/512-513]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( {يخوف أولياءه} أي: يخوفكم بأوليائه). [ياقوتة الصراط: 194]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ} أي: يخوفكم بأوليائه، مثل {لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً}، أي: ببأس شديد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 54]

رد مع اقتباس