عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 محرم 1435هـ/4-11-2013م, 01:05 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

فضل علم الوقف والابتداء

قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (باب في الحض على تعليم التام
من ذلك ما حدثناه أبو الفتح فارس بن أحمد بن موسى المقرئ، قال: حدثنا أحمد بن محمد وعبيد الله بن محمد قالا: حدثنا علي بن الحسين القاضي قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة وسمعته منه قال: أخبرنا علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن

أبيه أن جبريل عليه السلام، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اقرأ القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده، فقال: اقرأ القرآن على حرفين. فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كلها كاف شاف ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة أو آية رحمة بآية عذاب).
وحدثنا خلف بن أحمد القاضي قال: حدثنا زياد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن يحيى بن حميد قال: حدثنا محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال: (ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب بمغفرة).
وحدثنا فارس بن أحمد المقرئ قال: حدثنا أحمد بن محمد وعبيد الله بن محمد قالا: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا هشام بن عبد الملك الطيالسي قال: حدثنا همام قال: حدثنا قتادة عن يحيى بن يعمر عن سليمان بن صرد الخزاعي عن أبي بن كعب قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن الملك كان معي فقاللي: اقرأ القرآن، فعد حتى بلغ سبعة أحرف. فقال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ ما لم تختم آية عذاب برحمة أو تختم رحمة بعذاب)).
قال الحافظ أبو عمرو: فهذا تعليم التام من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام، إذ ظاهره دال على أنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذكر النار والعقاب، وتفصل مما بعدها إذا كان بعدها ذكر الجنة والثواب، وكذلك يلزم أن يقطع على الآية التي فيها ذكر الجنة والثواب، وتفصل مما بعدها أيضًا إن كان بعدها ذكر النار والعقاب وذلك نحو قوله: {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} هنا الوقف، ولا يجوز أن يوصل ذلك بقوله: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات}، ويقطع على ذلك، وتختم به الآية.
ومثله: {يدخل من يشاء في رحمته} هنا الوقف. ولا يجوز أن يوصل بقوله: {والظالمين}، ويقطع على ذلك.
{وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار} ههنا التمام، ولا يجوز أن يوصل ذلك بقوله: {الذين يحملون العرش ومن حوله}، ويقطع عليه، ويجعل خاتمًا للآية وكذلك ما أشبهه.
ومما يبين ذلك ويوضحه ما رواه تميم الطائي عن عدي بن حاتم قال: جاء رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهد أحدهما فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قم -أو اذهب-، بئس الخطيب أنت)).
وحدثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد الفارسي في الإجازة قال: حدثنا محمد بن عبد الرزاق قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث
قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن سفيان بن سعيد الثوري قال: حدثنا عبد العزيز بن رفيع عن تميم الطائي عن عدي بن حاتم، فذكره.
قال الحافظ أبو عمرو رحمه الله: ففي هذا الخبر إيذان بكراهة القطع على المستبشع من اللفظ، المتعلق بما يبين حقيقته، ويدل على المراد منه، لأنه عليه السلام، إنما أقام الخطيب لما قطع على ما يقبح إذ جمع بقطعه بين حال من أطاع ومن عصى، ولم يفصل بين ذلك، وإنما كان ينبغي له أن يقطع على قوله: (فقد رشد) ثم يستأنف ما بعد ذلك، ويصل كلامه إلى آخره، فيقول: (ومن يعصهما فقد غوى). وإذا كان مثل هذا مكروهًا مستبشعًا في الكلام الجاري بين المخلوقين فهو في كتاب الله، عز وجل، الذي هو كلام رب العالمين، أشد كراهة واستبشاعًا، وأحق وأولى أن يتجنب.
وقد جاء عن عبد الله بن عمر أنه قال: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم، فيتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها.
ففي قول ابن عمر دليل على أن تعليم ذلك توقيفٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه إجماع من الصحابة، رضوان الله عليهم.
ومما يؤكد ذلك ويحققه ما حدثناه شيخنا أبو الفتح قال: حدثنا بشر بن عبد الله البغدادي قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا علي بن عبد الرحمن الرازي قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي قال: حدثنا صالح الهاشمي قال: حدثنا أبو المليح، يعني الرقي، واسمه الحسن بن عمر عن ميمون بن مهران قال: إني لأقشعر من قراءة أقوام يرى أحدهم حتمًا عليه أن لا يقصر عن العشر. إنما كانت القراء تقرأ القصص إن طالت أو قصرت، يقرأ أحدهم اليوم {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} قال: ويقوم في الركعة الثانية فيقرأ: {ألا إنهم هم المفسدون} قال أبو عمرو: فهذا يبين أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتجنبون في قراءتهم القطع على الكلام الذي يتصل بعضه ببعض، ويتعلق آخره بأوله، لأن ميمون بن مهران إنما حكى ذلك عنهم، إذ هو من كبار التابعين. وقد لقي جماعة منهم، فدل جميع ما ذكرناه على وجوب استعمال القطع على التمام، وتجنب القطع على القبيح، وحض على تعليم ذلك ومعرفته.
فأما القطع على الكافي الذي هو دون التمام فمستعمل جائز. وقد وردت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به، وثبت التوقيف عنه باستعماله. كما حدثنا محمد بن خليفة الإمام قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا الفريابي قال: حدثنا محمد بن الحسين البلخي قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا سفيان عن سليمان، يعني الأعمش، عن إبراهيم عن عبيدة عن ابن مسعود قال: قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ علي)) فقلت: له: أأقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال: ((إني أحب أن أسمعه من غيري)). قال: فافتتحت سورة النساء فلما بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} قال: فرأيته وعيناه تذرفان دموعًا. فقال لي: ((حسبك)). ألا ترى أن القطع على قوله: (شهيدًا) كاف وليس بتام، لأن المعنى: فكيف يكون حالهم إذا كان هذا {يومئذ يود الذين كفروا} فما بعده متعلق بما قبله، والتمام: {ولا يكتمون الله حديثًا} لأنه انقضاء القصة، وهو في الآية الثانية. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله أن يقطع عليه دونه مع تقارب ما بينهما، فدل ذلك دلالة واضحة على جواز القطع على الكافي ووجوب استعماله، وبالله التوفيق). [المكتفي :1/130-137]
قال أبو الأصبغِ عبدُ العزيزِ بنُ عليٍّ ابنُ الطحَّان الإشبيليّ (ت:560هـ): (مقدمة في الوقف والابتداء
القارئ مأمور عند العلماء بإحسان الوقف والابتداء، حفظًا على النظم الذي أعجز البلغاء تسويره وتفصيله:
{بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله}،
فبإحسان الوقف تتبدى للسامع فوائده الوافرة، ومعانيه الفائقة، وتتجلى للمنتجع مقاصده الباهرة ومناحيه الرائقة، التي لم تستعن العرب على فهمها بمادة خارجة عنها، بل لهمته بفضل طباعها التي بها نزل، وعليها فصل. وأما غيرهم فإنما فهموه بالقوانين التي وضعت لفهم عربيتهم، ولقن لغتهم التي لا يسع القراء جهلها، ولا تكمل تلاوتهم إلا بها، فماذا تنفع القارئ الرواية، إذا قصرت به الدراية فهو لقصوره يواقع اللحن في كل حين، ولا عذر له في جهالته عند أنصار الدين.
وقد قال أبو مزاحم الخاقاني:
فأول علم الذكر إتقان حفظه = ومعرفة باللحن فيه إذا يجري
فكن عارفًا باللحن كيما تزيله = وما للذي لا يعرف اللحن من عذر

وإذا استقبح من القارئ اللحن في شعر ينشده، أو كلام يورده، فاستقباحه منه، واستفحاشه عليه في كتاب الله تعالى أولى، وهو بالتوبيخ فيه، والمقت عليه أحق وأحرى.
أليس من الخطأ العظيم أن يقرأ كتاب الله تعالى، فيقطع القطع يفسد به المعنى، فيتولى تغيير الذكر الحكيم، وبئس ما تولى.
فيتعين فرضًا على القارئ تحصيل ما يسدده إلى القطع السليم، ويهديه إلى الابتداء القويم، فيستظهره حفظًا وعلمًا، ويستنبطه فطنة وفهمًا، ويدارس به الأئمة النبلاء، والمشيخة الفهماء، حتى إذا قرأ وصل ما يجب وصله، وفصل ما يجب فصله، ويتعمد القطع لقارئ في موضع تعمد الوصل فيه لغيره، ويتحرى فيصل المنعوت بنعته، والفعل بفاعله، والفاعل بمفعوله، والمؤكد بمؤكده، والبدل بالمبدل منه، والمستثنى بالمستثنى منه، والمعطوف بالمعطوف عليه، والمضاف بالمضاف إليه، والمبتدآت بأخبارها، والأحوال بأصحابها، والأجوبة بطالبها، والمميزات بمميزاتها، وجميع المعمولات بعواملها، ولا يفصل شيئًا من هذه الجمل إلا في بعض أجزائها، إن كان رأس آية، فإن السنة أحكمت الفصل فيها، ويستذكر لازمه من ذلك حين دراسته، ويستثبته وقت إيراده ومباحثته، حتى يميز المقاطع التامة من المقاطع الكافية، من المقاطع الحسنة، من المقاطع القبيحة، وما لا يجوز الوقف عليه جملة). [نظام الأداء: 1/20-22]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقد اختار العلماء وأئمة القراء تبيين معاني كلام الله عز وجل وتكميل معانيه، وجعلوا الوقف منبها على المعنى، ومفصلا بعضه عن بعض، وبذلك تلذ التلاوة، ويحصل الفهم والدراية، ويتضح منهاج الهداية). [جمال القراء: 2 / 554]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):
(النوع الرابع والعشرون: معرفة الوقف والابتداء

وهو فن جليل وبه يعرف كيف أداء القرآن ويترتب على ذلك فوائد كثيرة واستنباطات غزيرة وبه تتبين معاني الآيات ويؤمن الاحتراز عن الوقوع في المشكلات.
وقد صنف فيه الزجاج قديماً كتاب القطع والاستئناف وابن الأنباري وابن عباد والداني والعماني وغيرهم.
وقد جاء عن ابن عمر أنهم كانوا يعلمون ما ينبغي أن يوقف عنده كما يتعلمون القرآن.
وروي عن ابن عباس: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ} قال: فانقطع الكلام. واستأنس له ابن النحاس بقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للخطيب: (( بئس الخطيب أنت )) حين قال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما ووقف.
قال: (قد كان ينبغي أن يصل كلامه فيقول ومن يعصمها فقد غوى أو يقف على ورسوله فقد رشد؛ فإذا كان مثل هذا مكروها في الخطب ففي كلام الله أشد).

وفيما ذكره نزاع ليس هذا موضعه وقد سبق حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف كل كاف شاف ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة أو آية رحمة بآية عذاب.
وهذا تعليم للتمام فإنه ينبغي أن يوقف على الآية التي فيها ذكر العذاب والنار وتفصل عما بعدها، نحو: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ولا توصل بقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} وكذا قوله: {حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} ولا توصل بقوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} وكذا: {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} ولا يجوز أن يوصل بقوله: {وَالظَّالِمُونَ} وقس على هذا نظائره). [البرهان في علوم القرآن: 1/342 -344]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (قال ابن الأنباري: من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء فيه.
وقال النكزاوي: باب الوقف عظيم القدر جليل الخطر؛ لأنه لايتأتى لأحد معرفة معاني القرآن ولا استنباط الأدلة الشرعية منه إلا بمعرفة الفواصل.
وفي "النشر" لابن الجزري: لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أو القصة في نفس واحد ولم يجز التنفس بين كلمتين حالة الوصل بل ذلك كالتنفس في أثناء الكلمة وجب حينئذ اختيار وقف للتنفس والاستراحة وتعين ارتضاء ابتداء بعده وتحتم ألا يكون ذلك مما يحيل المعنى ولا يخل بالفهم إذ بذلك يظهر الإعجاز ويحصل القصد ولذلك حض الأئمة على تعلمه ومعرفته.
وفي كلام علي دليل على وجوب ذلك وفي كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة.
وصح بل تواتر عندنا تعلمه والاعتناء به من السلف الصالح كأبي جعفر يزيد بن القعقاع أحد أعيان التابعين وصاحبه الإمام نافع وأبي عمرو ويعقوب وعاصم وغيرهم من الأئمة وكلامهم في ذلك معروف ونصوصهم عليه مشهورة في الكتب.
ومن ثم اشترط كثير من الخلف على المجيز ألا يجيز أحدا إلا بعد معرفته الوقف والابتداء.
وصح عن الشعبي أنه قال: إذا قرأت {كل من عليها فان} [الرحمن: 26]، فلا تسكت حتى تقرأ {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} [الرحمن: 27].
قلت: أخرجه ابن أبي حاتم). [الإتقان في علوم القرآن: 2/؟؟]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (الأولى في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفن، وهو فن جليل. (قال) عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما : (لقد عشنا برهة من دهرنا؛ وإن أحدنا ليؤتي الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن، ولقد رأينا اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان؛ فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجرة ولا ما ينبغي أن يوقف عنده، وكل حرف منه ينادي: أنا رسول الله إليك لتعمل بي وتتعظ بمواعظي). قال النحاس: فهذا يدل على أنهم كانوا يتعلمون الوقوف كما يتعلمون القرآن، حتى قال بعضهم إن معرفته تظهر مذهب أهل السنة من مذهب المعتزلة؛ كما لو وقف على قوله {وربك يخلق ما يشاء ويختار} فالوقف على يختار هو مذهب أهل السنة لنفي اختيار الخلق لاختيار الحق، فليس لأحد أن يختار بل الخيرة لله تعالى). أخرج هذا الأثر البيهقي في سننه
وقال علي كرم الله وجهه في قوله تعالى :{ورتل القرآن ترتيلاً} الترتيل: تجويد الحروف ومعرفة الوقوف،
وقال ابن الأنباري: من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء؛ إذ لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن إلاَّ بمعرفة الفواصل فهذا أدل دليل على وجوب تعلمه وتعليمه، وحكي أن عبد الله بن عمر قد قام على حفظ سورة البقرة ثمان سنين وعند تمامها نحر بدنة. أخرجه مالك في الموطأ. وقول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي: ولم يخالفه غيره ولم يكن للرأي فيه مجال، وهذا لا دخل للرأي فيه فلو خالفه غيره أو كان للرأي فيه مجال لا يكون قوله حجة
). [منار الهدى: 5-6]


رد مع اقتباس