عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 1 محرم 1435هـ/4-11-2013م, 06:29 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

القراءة المفسّرة هي التي يحسن القارئ وقوفها

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (حدثني الإمام أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي رحمه الله، حدثني أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم، حدثني أبو عامر الأزدي وأبو نصر الترياقي وأبو بكر الفورجي، قالوا: حدثنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، ثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي عن أبي عيسى الترمذي، حدثنا علي بن حجر، ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته، يقرأ: {الحمد لله رب العالمين} ثم يقف {الرحمن الرحيم} ثم يقف).
- وحدثني أبو المظفر الجوهري، حدثني أبو الفضل بن ناصر، حدثني أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، حدثني علي بن الحسين بن ميمون بن محمد بن عبد الغفار، حدثني أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي، أخبرنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك أنه "سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته فقالت: ما لكم وصلاته، ثم نعتت قراءة مفسرة حرفا حرفا").
ومعنى قوله: (مفسرة حرفا حرفا) ما سبق في الحديث الأول من الوقف على رأس الآية.
- وحدثني الغزنوي رحمه الله بالإسناد المتقدم، قال أبو عيسى: ثنا أحمد بن منيع، ثنا الحسن بن موسى، قال: ثنا شيبان عن عاصم عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: (لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال: ((يا جبريل، إني بعثت إلى أمة أميين، منهم العجوز، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط. قال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)).
قال أبو عيسى: وفي الباب عن عمر، وحذيفة بن اليمان، وأبي هريرة، وأم أيوب – وهي امرأة أبي أيوب الأنصاري-، وسمرة، وابن عباس، وأبي جهم بن الحارث ابن الصمة. ثم قال: هذا حديث حسن صحيح، قد روي عن أبي بن كعب من غير وجه.
وإنما ذكرت هذا الحديث في هذا الموضع لأني رويته عن شيخي أبي القاسم رحمه الله بزيادة تليق بهذا المكان، حدثني شيخنا أبو القاسم الشاطبي رحمه الله، ثنا أبو الحسن بن هذيل، ثنا أبو داود سليمان بن نجاح، ثنا أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني رحمه الله، ثنا فارس بن أحمد المقرئ، ثنا أحمد بن محمد وعبد الله بن محمد قالا: ثنا علي بن الحسين قال: ثنا يوسف بن موسى، ثنا هشام بن عبد الملك، حدثنا همام، ثنا قتادة عن يحيى بن يعمر عن سليمان بن صرد الخزاعي عن أبي بن كعب قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن الملك كان معي فقال: اقرأ القرآن، فعد حتى بلغ سبعة أحرف. فقال: ليس منها إلا شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة وتختم رحمة بعذاب)).
وقال أبو عمرو: حدثنا فارس بن أحمد بن موسى المقرئ، ثنا أحمد بن محمد وعبيد الله بن محمد قالا، ثنا علي بن الحسين القاضي قال: ثنا يوسف بن موسى القطان، ثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة، وسمعته منه قال: أخبرنا علي بن زيد بن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده، فقال: اقرأ على حرفين. قال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف كل كاف شاف ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة أو آية رحمة بآية عذاب.
وقال أبو عمرو أيضا: حدثنا خلف بن أحمد القاضي، ثنا زياد بن عبد الرحمن، ثنا محمد بن يحيى بن حميد، ثنا محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، إلا أنه قال: (( ما لم تختم آية رحمة بعذاب، أو آية عذاب بمغفرة)).
قال أبو عمرو الداني رحمه الله عقيب هذا الحديث: فهذا تعليم التمام من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام، إذ ظاهره دال على أنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذكر النار والعقاب وتفصل مما بعدها إذا كان بعدها ذكر الجنة والثواب، وكذلك يلزم أن يقطع على الآية التي فيها ذكر الجنة والثواب وتفصل مما بعدها أيضا إن كان بعدها ذكر النار والعقاب.
وليس الأمر كما ذكر أبو عمرو، بل الحديث يدل على أن القارئ يقف حيث شاء لقوله " كل كاف شاف" ولم يرد بالفصل وترك الوصل أن الكلام قد تم، وإنما أراد أن القارئ إذا وصل غير المعنى وقلبه، لأنه إذا قال: {تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين} الآية [الرعد: 35] غير المعنى، وصير الجنة عقبى الكافرين، ألا ترى أنه لو قرأ {يغفر لمن يشاء ويعذب} الآية [الفتح: 14] لم يكن في ذلك شيء وإن كان قد وصل المغفرة بالعذاب، وإنما الممنوع تغيير المعنى بسبب الوصل، ويدخل في هذا نحو قوله عز وجل: {ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا} الآية [يونس: 65] إذ في وصله ما يوهم أنهم قالوا: إن العزة لله جميعا، وأن قولهم ذلك قد أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس كل أحد يعلم المراد، فيقع اللبس على من لا علم له، لا سيما غير العرب، فيوقف على قوله عز وجل: {ولا يحزنك قولهم} ويبتدأ {إن العزة لله جميعا}.
وليس كل التمام على هذه الصفة فيكون هذا تعليم للتمام، إنما هذا تعليم للمعنى، ولهذا الحديث أجاز حمزة رحمه الله الوقف حيث ينقطع النفس إلا نحو قوله عز وجل: {وقالوا اتخذ الله ولدا} الآية [البقرة: 116] لا يقف على {قالوا}، وكذلك لا يقف على {اليهود} في قوله عز وجل: {وقالت اليهود عزير ابن الله} الآية [التوبة: 30] ولا على {اليهود} في قوله عز وجل: {وقالت اليهود يد الله...} الآية [المائدة: 64] ولا على {النصارى} في قوله عز وجل: {وقالت النصارى المسيح ابن الله}الآية [التوبة: 3]). [جمال القراء: 2/548-550]


رد مع اقتباس