عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:43 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً وذكرًا للمتّقين (48) الّذين يخشون ربّهم بالغيب وهم من السّاعة مشفقون (49) وهذا ذكرٌ مباركٌ أنزلناه أفأنتم له منكرون (50)}.
قد تقدّم التّنبيه على أنّ اللّه تعالى كثيرًا ما يقرن بين ذكر موسى ومحمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه عليهما، وبين كتابيهما؛ ولهذا قال: {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان}. قال مجاهدٌ: يعني: الكتاب. وقال أبو صالحٍ: التّوراة، وقال قتادة: التّوراة، حلالها وحرامها، وما فرّق اللّه بين الحقّ والباطل. وقال ابن زيدٍ: يعني: النّصر.
وجامع القول في ذلك: أنّ الكتب السّماويّة تشتمل على التّفرقة بين الحقّ والباطل، والهدى والضّلال، والغيّ والرّشاد، والحلال والحرام، وعلى ما يحصّل نورًا في القلوب، وهدايةً وخوفًا وإنابةً وخشيةً؛ ولهذا قال: {الفرقان وضياءً وذكرًا للمتّقين} أي: [تذكيرًا] لهم وعظةً.
ثمّ وصفهم فقال: {الّذين يخشون ربّهم بالغيب} كقوله {من خشي الرّحمن بالغيب وجاء بقلبٍ منيبٍ} [ق:33]، وقوله: {إنّ الّذين يخشون ربّهم بالغيب لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ} [الملك:12]، {وهم من السّاعة مشفقون} أي: خائفون وجلون). [تفسير ابن كثير: 5/ 347]

تفسير قوله تعالى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {وهذا ذكرٌ مباركٌ أنزلناه} يعني: القرآن العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ، {أفأنتم له منكرون} أي: أفتنكرونه وهو في غاية [الجلاء] والظّهور؟). [تفسير ابن كثير: 5/ 347]

رد مع اقتباس