عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 08:44 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أرسلنا في قريةٍ من نذيرٍ إلاّ قال مترفوها إنّا بما أرسلتم به كافرون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وما بعثنا إلى أهل قريةٍ نذيرًا ينذرهم بأسنا أن ينزل بهم على معصيتهم إيّانا، إلاّ قال مترفوها؛ كبراؤها ورؤساؤها في الضّلالة كما قال قوم محمّدٍ من المشركين له: إنّا بما أرسلتم به من النّذارة، وبعثتم به من توحيد اللّه، والبراءة من الآلهة والأنداد كافرون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما أرسلنا في قريةٍ من نذيرٍ إلاّ قال مترفوها إنّا بما أرسلتم به كافرون} قال: هم رءوسهم وقادتهم في الشّرّ). [جامع البيان: 19/293]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون * وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين * قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أخرج ابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الساحل وبقي الآخر فلما بعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم كتب إلى صاحبه يسأله، ما فعل فكتب اليه أنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم فترك تجارته واتى صاحبه فقال له: دلني عليه وكان يقرأ الكتب فاتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إلام تدعو قال إلى كذا وكذا، قال: أشهد أنك رسول الله قال: ما علمك بذلك قال: انه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم، فنزلت هذه الآية {وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها} الآيات، فارسل اليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم ان الله قد أنزل تصديق ما قلت). [الدر المنثور: 12/221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إلا قال مترفوها} قال: هم جبابرتهم ورؤوسهم وأشرافهم وقادتهم في الشر). [الدر المنثور: 12/221-222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {إلا قال مترفوها} قال: جبابرتها). [الدر المنثور: 12/222]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولادًا وما نحن بمعذّبين (35) قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وقال أهل الاستكبار على اللّه من كلّ قريةٍ أرسلنا فيها نذيرًا لأنبيائها ورسلها: نحن أكثر منكم أموالاً وأولادًا وما نحن في الآخرة {بمعذّبين} لأنّ اللّه لو لم يكن راضيًا ما نحن عليه من الملّة والعمل لم يخوّلنا الأموال والأولاد، ولم يبسط لنا في الرّزق، وإنّما أعطانا ما أعطانا من ذلك لرضاه أعمالنا، وآثرنا بما آثرنا على غيرنا لفضلنا، وزلفةٍ لنا عنده). [جامع البيان: 19/294]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن، في قوله: {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}، قال: يخير له). [الزهد لابن المبارك: 2/371]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقول اللّه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهم يا محمّد: {إنّ ربّي يبسط الرّزق} من المعاش والرّياش في الدّنيا {لمن يشاء} من خلقه {ويقدر} فيضيّق على من يشاء لا لمحبّةٍ فيمن يبسط له ذلك ولا خيرٍ فيه ولا زلفةٍ له، استحقّ بها منه، ولا لبغضٍ منه لمن قدر عليه ذلك، ولا مقتٍ، ولكنّه يفعل ذلك محنةً لعباده وابتلاءً، وأكثر النّاس لا يعلمون أنّ اللّه يفعل ذلك اختبارًا لعباده، ولكنّهم يظنّون أنّ ذلك منه محبّةٌ لمن بسط له ومقتٌ لمن قدر عليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى} الآية، قال: قالوا: نحن أكثر أموالاً وأولادًا، فأخبرهم اللّه أنّه ليست أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى، {إلاّ من آمن وعمل صالحًا}، قال: هذا قول المشركين لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه، قالوا: لو لم يكن اللّه عنّا راضيًّا لم يعطنا هذا، كما قال قارون: لولا أنّ اللّه رضي بي وبحالي ما أعطاني هذا قال: {أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا} ). [جامع البيان: 19/294-295]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى إلاّ من آمن وعمل صالحًا فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول جلّ ثناؤه: وما أموالكم الّتي تفتخرون بها أيّها القوم على النّاس، ولا أولادكم الّذين تتكبّرون بهم بالّتي تقرّبكم منّا قربةً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {عندنا زلفى} قال: قربى.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى} لا يعتبر النّاس بكثرة المال أو الولد، فإنّ الكافر قد يعطى المال، وربّما حبس عن المؤمن.
وقال جلّ ثناؤه: {وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى} ولم يقل باللّتين، وقد ذكر الأموال والأولاد، وهما نوعان مختلفان لأنّه ذكر من كلّ نوعٍ منهما جمعًا يصلح فيه الّتي؛ ولو قال قائلٌ: أريد بذلك أحد النّوعين لم يبعد قوله، وكان ذلك كقول الشّاعر:

نحن بما عندنا، وأنت بما = عندك راضٍ والرّأي مختلف
ولم يقل: راضيان.
وقوله: {إلاّ من آمن وعمل صالحًا} اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك؛ فقال بعضهم: معنى ذلك: وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى، إلاّ من آمن وعمل صالحًا، فإنّه تقربهم أموالهم وأولادهم بطاعتهم اللّه في ذلك وأدائهم فيه حقّه إلى اللّه زلفى دون أهل الكفر باللّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {إلاّ من آمن وعمل صالحًا} قال: لم تضرّهم أموالهم ولا أولادهم في الدّنيا للمؤمنين، وقرأ: {للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ} فالحسنى: الجنّة، والزّيادة: ما أعطاهم اللّه في الدّنيا لم يحاسبهم به، كما حاسب الآخرين، فـ{من} على هذا التّأويل نصب بوقوع تقرّب عليه.
وقد يحتمل أن يكون من في موضع رفعٍ، فيكون كأنّه قيل: وما هو إلاّ من آمن وعمل صالحًا.
وقوله: {فأولئك لهم جزاء الضّعف} يقول: فهؤلاء لهم من اللّه على أعمالهم الصّالحة الضّعف من الثّواب، بالواحدة عشر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا} قال: بأعمالهم قال: بالواحدة عشرٌ، وفي سبيل اللّه بالواحدة سبعمائةٍ.
وقوله: {في الغرفات آمنون} يقول: وهم في غرفات الجنّات آمنون من عذاب اللّه). [جامع البيان: 19/295-297]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله زلفى قال قربى). [تفسير مجاهد: 528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون * والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {عندنا زلفى} قال: قربى). [الدر المنثور: 12/222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: لا تعتبروا الناس بكثرة المال والولد وان الكافر يعطى المال وربما حبسه عن المؤمن). [الدر المنثور: 12/222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، عن طاووس أنه كان يقول: اللهم ارزقني الايمان والعمل وجنبني المال والولد فاني سمعت فيما أوحيت {وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى} ). [الدر المنثور: 12/222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم، وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم). [الدر المنثور: 12/222-223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا} قال: بالواحد عشرا وفي سبيل الله بالواحد سبعمائة). [الدر المنثور: 12/223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب رضي الله عنه قال: اذا كان المؤمن غنيا تقيا آتاه الله أجره مرتين، وتلا هذه الآية {وما أموالكم} إلى قوله {فأولئك لهم جزاء الضعف} قال: تضعيف الحسنة، أما قوله تعالى: {وهم في الغرفات آمنون} ). [الدر المنثور: 12/223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي شيبه والترمذي، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان في الجنة لغرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، قالوا: لمن هي قال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام). [الدر المنثور: 12/223-224]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله والذين يسعون في آياتنا معجزين قال يظنون أنهم يعجزون الله ولن يعجزوه). [تفسير عبد الرزاق: 2/126]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون (38) قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه وهو خير الرّازقين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: والّذين يعملون في آياتنا، يعني: في حججنا وآي كتابنا، يبتغون إبطاله، ويريدون إطفاء نوره مفاوتين، يحسبون أنّهم يفوتوننا بأنفسهم، ويعجزوننا {أولئك في العذاب محضرون} يعني في عذاب جهنّم محضرون يوم القيامة). [جامع البيان: 19/298]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ عن المنهال بن عمرٍو عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} قال: في غير إسرافٍ ولا تقتير [الآية: 39]). [تفسير الثوري: 244]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي يونس عن مجاهدٍ قال: لا يتأوّل أحدكم هذه الآية {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} يعني أن يسرف في ماله فينفقه فإن الرزق مقسوم). [تفسير الثوري: 244]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده} يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء من خلقه، فيوسّعه عليه تكرمةً له وغير تكرمةٍ، ويقدر على من يشاء منهم فيضيّقه ويقتره إهانةً له وغير إهانةٍ، بل محنةً واختبارًا {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه} يقول: وما أنفقتم أيّها النّاس من نفقةٍ في طاعة اللّه، فإنّ اللّه يخلفها عليكم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن قيسٍ، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه} قال: ما كان في غير إسرافٍ ولا تقتيرٍ.
وقوله: {وهو خير الرّازقين} يقول: وهو خير من قيل إنّه يرزق ووصف به، وذلك أنّه قد يوصف بذلك من دونه، فيقال: فلانٌ يرزق أهله وعياله). [جامع البيان: 19/298-299]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين.
أخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه أنه سأل عن قوله {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} النفقة في سبيل الله قال: لا، ولكن نفقة الرجل على نفسه وأهله فالله بخلفه). [الدر المنثور: 12/224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الادب المفرد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} قال: في غير اسراف ولا تقتير). [الدر المنثور: 12/224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنفقتم على أهليكم في غير اسراف ولا تقتير فهو في سبيل الله). [الدر المنثور: 12/224-225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} قال: من غير اسراف ولا تقتير). [الدر المنثور: 12/225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: اذا كان لاحدكم شيء فليقتصد ولا يتاول هذه الآية {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} فان الرزق مقسوم يقول: لعل رزقه قليل وهو ينفق نفقة الموسع عليه). [الدر المنثور: 12/225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} قال: ما كان من خلف فهو منه وربما أنفق الانسان ماله كله في الخير ولم يخلف حتى يموت، ومثلها {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} هود الآية 6 يقول: ما آتاهم من رزق فمنه وربما لم يرزقها حتى تموت). [الدر المنثور: 12/225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الايمان، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ما أنفق العبد نفقة فعلى الله خلفها ضامنا إلا نفقة في بنيان أو معصية). [الدر المنثور: 12/225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي في الكامل والبيهقي من وجه آخر عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل معروف صدقة وما أنفق المرء على نفسه وأهله كتب له به صدقة وما وقي به عرضه كتب له به صدقة وكل نفقة انفقها مؤمن فعلى الله خلفها ضامن إلا نفقة في معصية أو بنيان، قيل لابن المنكدر: وما أراد بما وقي به المرء عرضه كتب له به صدقة قال: ما اعطى الشاعر وذا اللسان المتقى). [الدر المنثور: 12/225-226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن أبي حاتم، وابن مردويه بسند ضعيف عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا ان بعد زمانكم هذا زمانا عضوضا يعض الموسر على ما في يده حذر الانفاق قال الله {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} ). [الدر المنثور: 12/226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك). [الدر المنثور: 12/226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان لكل يوم نحسا فادفعوا نحس ذلك اليوم بالصدقة ثم قال: اقرؤا مواضع الخلف فاني سمعت الله يقول {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} اذا لم تنفقوا كيف يخلف). [الدر المنثور: 12/226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان المعونة تنزل من السماء على قدر المؤونة). [الدر المنثور: 12/226-227]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم والترمذي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: جئت حتى جلست بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بطرف عمامتي من ورائي، ثم قال: يا زبير إني رسول الله إليك خاصة وإلى الناس عامة أتدرون ماذا قال ربكم قلت: الله ورسوله أعلم قال: ربكم حين استوى على عرشه فنظر خلقه: عبادي أنتم خلقي وأنا ربكم أرزاقكم بيدي فلا تتبعوا فيما تكفلت لكم فاطلبوا مني أرزاقكم أتدرون ماذا قال ربكم قال الله تبارك وتعالى: أنفق أنفق عليك وأوسع أوسع عليك ولا تضيق أضيق عليك ولا تصر فأصر عليك ولا تحزن فأحزن عليك إن باب الرزق مفتوح من فوق سبع سموات متواصل إلى العرش لا يغلق ليلا ولا نهارا ينزل الله منه الرزق على كل امرئ بقدر نيته وعطيته وصدقته ونفقته فمن أكثر أكثر له ومن أقل أقل له ومن أمسك أمسك عليه يا زبير فكل وأطعم ولا توك فيوكى عليك ولا تحص فيحصى عليك ولا تقتر فيقتر عليك ولا تعسر فيعسر عليك يا زبير إن الله يحب الإنفاق ويبغض الإقتار وإن السخاء من اليقين والبخل من الشك فلا يدخل النارمن أيقن ولا يدخل الجنة من شك، يا زبير إن الله يحب السخاوة ولو بفلقة تمرة والشجاعة ولو بقتل عقرب أو حيه، يا زبير إن الله يحب الصبر عند زلزلة الزلازل واليقين النافذ عند مجيء الشهوات والعقل الكامل عند نزول الشبهات والورع الصادق عند الحرام والخبيثات، يا زبير عظم الإخوان وجلل الأبرار ووقر الأخيار وصل الجار ولا تماشي الفجار، من فعل ذلك دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب هذه وصية الله إلي ووصيتي إليك). [الدر المنثور: 12/227-228]


رد مع اقتباس