الموضوع: [إلى]
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي هل تأتي [إلى] بمعنى [مع]؟

هل تأتي [إلى] بمعنى [مع]؟

1- {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [3: 52، 61: 14].
في [الخصائص:3/263]: «ومنه قول المفسرين في قول الله تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} أي مع الله، ليس أن [إلى] في اللغة بمعنى [مع]، ألا تراك لا تقول: سرت إلى زيد، وأنت تريد: سرت مع زيد، هذا لا يعرف في كلامهم.
وإنما جاز هذا التفسير في هذا الموضع، لأن النبي إذا كان له أنصار فقد انضموا في نصرته إلى الله، فكأنه قال: من أنصاري منضمين إلى الله؛ كما تقول: زيد إلى خير وإلى دعة وستر، أي آو إلى هذه الأشياء ومنضم إليها. فإذا انضم إلى الله فهو معه لا محالة. فعلى هذا فسر المفسرون هذا الموضع».
وفي [آمالي الشجري:2/268]: «قد استعملوا [إلى] مكان [مع]، كقوله تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} أي مع الله. ومثله: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ} [2: 14] أي مع شياطينهم" وانظر [ابن يعيش:8/15]، [المغني:1/70]، [تأويل مشكل القرآن:428]، [المخصص:14/67].
وفي [العكبري:1/77]: «[إلى] في موضع الحال متعلقة بمحذوف، وتقديره: من أنصاري مضافا إلى الله، أو إلى أنصار الله. وقيل: هي بمعنى [مع] وليس بشيء، فإن [إلى] لا تصلح أن تكون بمعنى [مع] ولا قياس يعضده».
2- {وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا} [2: 76].
[إلى] بمعنى [مع] والأولى أن يضمن [خلا] معنى فعل يعتدى بإلى، أي انضوى، أو استكان لأن تضمين الأفعال أولى من تضمين الحروف.
[البحر:1/273].
3- {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ} [4: 2].
قيل: المعنى: مع أموالكم. وقيل: [إلى] في موضع الحال، أي مضمومة إلى أموالكم.
وقيل: يتعلق بتأكلوا على التضمين. [البحر:3/160].
وقال [ابن يعيش:8/14–15]: «كونها بمعنى المصاحبة راجع إلى الانتهاء». [تأويل المشكل:428].
وقال [الرضي:2/301]: «والتحقيق أنها بمعنى الانتهاء، أي تضيفونها إلى أموالكم».
4- {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} [5: 6].
قيل: [إلى] بمعنى [مع] ؛ كقوله تعالى: {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ}.
وليس هذا هو المختار، والصحيح أنها على بابها لانتهاء الغاية، وإنما وجب غسل المرافق بالسنة، وليس بينهما تناقض. [العكبري:1/117].
وهي للانتهاء عند [الرضي:2/301]، أي مضافة إلى المرافق. انظر [البحر:3/435]، [ابن يعيش:8/15].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص380]


رد مع اقتباس