عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 04:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه فاتّبعوه إلّا فريقًا من المؤمنين (20) وما كان له عليهم من سلطانٍ إلّا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممّن هو منها في شكٍّ وربّك على كلّ شيءٍ حفيظٌ (21)}
لـمّا ذكر [اللّه] تعالى قصّة سبأٍ وما كان من أمرهم في اتّباعهم الهوى والشّيطان، أخبر عنهم وعن أمثالهم ممّن اتّبع إبليس والهوى، وخالف الرّشاد والهدى، فقال: {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه}.
قال ابن عبّاسٍ وغيره: هذه الآية كقوله تعالى إخبارًا عن إبليسٍ حين امتنع من السّجود لآدم، ثمّ قال: {أرأيتك هذا الّذي كرّمت عليّ لئن أخّرتن إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلا قليلا} [الإسراء: 62]، ثمّ قال: {ثمّ لآتينّهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} [الأعراف: 17] والآيات في هذا كثيرةٌ.
وقال الحسن البصريّ: لـمّا أهبط اللّه آدم من الجنّة ومعه حوّاء، هبط إبليس فرحا بما أصاب منهما، وقال: إذا أصبت من الأبوين ما أصبت، فالذّرّيّة أضعف وأضعف. وكان ذلك ظنًّا من إبليس، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه فاتّبعوه إلا فريقًا من المؤمنين} فقال عند ذلك إبليس: "لا أفارق ابن آدم ما دام فيه الرّوح، أعده وأمنّيه وأخدعه". فقال اللّه: "وعزّتي لا أحجب عنه التّوبة ما لم يغرغر بالموت، ولا يدعوني إلّا أجبته، ولا يسألني إلّا أعطيته، ولا يستغفرني إلّا غفرت له". رواه ابن أبي حاتمٍ). [تفسير ابن كثير: 6/ 512-513]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وما كان له عليهم من سلطانٍ} قال ابن عبّاسٍ: أي من حجّةٍ.
وقال الحسن البصريّ: واللّه ما ضربهم بعصا، ولا أكرههم على شيءٍ، وما كان إلّا غرورًا وأمانيّ دعاهم إليها فأجابوه.
وقوله: {إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممّن هو منها في شكٍّ} أي: إنّما سلّطناه عليهم ليظهر أمر من هو مؤمنٌ بالآخرة وقيامها والحساب فيها والجزاء، فيحسن عبادة ربّه عزّ وجلّ في الدّنيا، ممّن هو منها في شكٍّ.
وقوله: {وربّك على كلّ شيءٍ حفيظٌ} أي: ومع حفظه ضلّ من ضلّ من اتّباع إبليس، وبحفظه وكلاءته سلم من سلم من المؤمنين أتباع الرّسل). [تفسير ابن كثير: 6/ 513]

رد مع اقتباس