عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين * وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ * قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير}
قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر: "ولقد صدق" بتخفيف الدال "إبليس" رفعا "ظنه" بالنصب على المصدر، وقيل: على الظرفية، أي: في ظنه، وقيل: على المفعول، على معنى أنه لما ظن عمل عملا يصدق به ذلك الظن، فكأنه إنما أراد أن يصدق ظنه، وهذا نحو قولك: "أخطأت ظني وأصبت ظني". وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: "صدق" بتشديد الدال، و"الظن" - على هذا - مفعول بـ"صدق"، وهي قراءة ابن عباس، وقتادة، وطلحة، [وعاصم] والأعمش. وقرأ الزهري، وأبو الهجهاج، وبلال بن أبي بردة: "صدق" بتخفيف الدال "إبليس" نصبا "ظنه" رفعا. وقرأت فرقة: "صدق" بتخفيف الدال "إبليس" بالرفع "ظنه" بالرفع على البدل، وهو بدل الاشتمال.
ومعنى الآية أن ما قال إبليس من أنه سيفتن بني آدم ويغويهم، وما قال من أن الله لا يجد أكثرهم شاكرين، وغير ذلك كان ظنا منه وصدق فيهم، وأخبر الله تعالى عنهم أنهم اتبعوه وهو اتباع في كفر; لأنه في قصة قوم كفار، وقوله تعالى: {ممن هو منها في شك} يدل على ذلك، و"من" في قوله: "من المؤمنين" لبيان الجنس لا للتبعيض; لأن التبعيض يقتضي أن فريقا من المؤمنين اتبع إبليس).[المحرر الوجيز: 7/ 180-181]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"السلطان": الحجة، وقد يكون الاستعلاء والاستقدار; إذ اللفظ من التسلط، وقال الحسن بن أبي الحسن: والله ما كان له سوط ولا سيف ولكنه استمالهم فمالوا بتزيينه. وقوله تعالى: {إلا لنعلم} أي: لنعلمه موجودا; لأن العلم به متقدم أولا. وقرأت فرقة: "إلا ليعلم" بالياء على المجهول). [المحرر الوجيز: 7/ 181]

رد مع اقتباس