عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:36 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين (57) فجعلهم جذاذًا إلاّ كبيًرا لهم لعلّهم إليه يرجعون}.
ذكر أنّ إبراهيم صلوات اللّه عليه حلف بهذه اليمين في سرٍّ من قومه وخفاءٍ، وأنّه لم يسمع ذلك منه إلاّ الّذي أفشاه عليه حين قالوا {من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين} فـ {قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم}.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم} قال: قول إبراهيم حين استتبعه قومه إلى وعيدٍ لهم، فأبى وقال: إنّي سقيمٌ، فسمع منه وعيد أصنامهم رجلٌ منهم استأخر، وهو الّذي يقول: {سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم}.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم} قال: نرى أنّه قال ذلك حيث لم يسمعوه بعد أن تولّوا مدبرين). [جامع البيان: 16/293]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وتالله لأكيدن أصنامكم قال هذا قول إبراهيم حين استتبعه قومه إلى عيدهم فقال لهم إني سقيم فسمع وعيده لأصنامهم رجل منهم استأخر وهو الذي قال سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم). [تفسير مجاهد: 411-412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 57 - 67.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: لما خرج قوم إبراهيم إلى عيدهم مروا عليه فقالوا: يا إبراهيم ألا تخرج معنا قال: إني سقيم وقد كان بالأمس قال: {وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين} فسمعه ناس منهم فلما خرجوا انطلق إلى أهله فأخذ طعاما ثم انطلق إلى آلهتهم فقربه إليهم فقال: ألا تأكلون فكسرها إلا كبيرهم ثم ربط في يده الذي كسر به آلهتهم فلما رجع القوم من عيدهم دخلوا فإذا هم بآلهتهم قد كسرت وإذا كبيرهم في يده الذي كسر به الأصنام قالوا: من فعل هذا بآلهتنا فقال الذين سمعوا إبراهيم قال: {وتالله لأكيدن أصنامكم} سمعنا فتى يذكرهم، فجادلهم عند ذاك إبراهيم). [الدر المنثور: 10/303]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وتالله لأكيدن أصنامكم} قال: قول إبراهيم حين استتبعه قومه إلى عيدهم فأبى وقال: إني سقيم فسمع منه وعيده أصنامهم رجل منهم استأخر وهو الذي قال: {سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} وجعل إبراهيم الفأس التي أهلك بها أصنامهم مسندة إلى صدر كبيرهم الذي ترك). [الدر المنثور: 10/303]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وتالله لأكيدن أصنامكم} قال: ترى أنه قال ذلك من حيث لا يسمعون {فجعلهم جذاذا} قال: قطعا {إلا كبيرا لهم} يقول: إلا كبير آلهتهم وأنفسها وأعظمها في أنفسهم، {لعلهم إليه يرجعون} قال: كايدهم بذلك لعلهم يتذكرون أو يبصرون، وفي قوله: {قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون} قال: كرهوا أن يأخذوه بغير بينة، وفي قوله: {أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم} إلى قوله: {أنتم الظالمون} قال: وهذه هي الخصلة التي كايدهم بها {ثم نكسوا على رؤوسهم} قال: أدركت القوم غيرة سوء فقالوا: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} ). [الدر المنثور: 10/304]

تفسير قوله تعالى: (فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال قتادة: {جذاذًا} [الأنبياء: 58] : «قطّعهنّ»). [صحيح البخاري: 6/96]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال قتادة جذاذًا قطّعهنّ وصله الطّبريّ من طريق سعيدٍ عن قتادة في قوله فجعلهم جذاذا أي قطعا
تنبيه قرأ الجمهور جذاذا بضم أوله وهواسم للشّيء المكسّر كالحطام في المحطّم وقيل جمع جذاذة كزجاج وزجاجة وقرأ الكسائي وبن محيصنٍ بكسر أوّله فقيل هو جمع جذيذٍ ككرام وكريم وفيها قراءاتٌ أخرى في الشّواذّ). [فتح الباري: 8/435-436]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال قتادة جذاذاً قطّعهنّ
أي: قال قتادة في تفسير: (جذاذاً) في قوله عز وجل: {فجعلهم جذاذاً إلاّ كبيرا} (الأنبياء: 58) قطعهن، رواه الحنظلي عن محمّد بن يحيى عن العبّاس بن الوليد عن يزيد بن زريع عن قتادة، وقال الثّعلبيّ: جذاذاً أي: كسروا قطعا، جمع جذيذ كخفاف جمع خفيف، وقرأ الكسائي بكسر الجيم والباقون بالضّمّ، وبالضم يقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث). [عمدة القاري: 19/62-63]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال قتادة): فيما وصله الطبري من طريق سعيد عنه في تفسير قوله تعالى: {فجعلهم} ({جذاذًا}) بضم الجيم (قطعهن) وعبّر بقوله جعلهم وهو ضمير العقلاء معاملة للأصنام معاملة العقلاء حيث أعتقدوا فيها ذلك وقرأ الكسائي بكسر الجيم لغتان بمعنى). [إرشاد الساري: 7/240]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فجعلهم جذاذًا إلاّ كبيرًا لّهم} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار سوى يحيى بن وثّابٍ، والأعمش والكسائيّ: ( فجعلهم جذاذًا ) بمعنى فجعلهم جذاذا بمعنى جمع جذيذٍ، كأنّهم أرادوا به جمع جذيذٍ، وجذاذٍ، كما يجمع الخفيف خفافٌ، والكريم كرامٌ.
وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصّواب قراءة من قرأه: {جذاذًا} بضمّ الجيم، لإجماع قرّاء الأمصار عليه، وأنّ ما أجمعت عليه فهو الصّواب، وهو إذا قرئ كذلك مصدرٌ مثل الرّفات، والفتات، والدّقاق، لا واحد له، وأمّا من كسر الجيم فإنّه جمعٌ للجذيذ، والجذيذ: هو فعيلٌ، صرف من مجذوذٍ إليه، مثل كسيرٍ وهشيمٍ، والمجذوذة: المكسورة قطعًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فجعلهم جذاذًا} يقول: حطامًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {جذاذًا} كالصّريم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فجعلهم جذاذًا} أي قطعًا.
وكان سبب فعل إبراهيم صلوات اللّه عليه بآلهة قومه ذلك كما؛
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: أنّ إبراهيم، قال له أبوه: يا إبراهيم، إنّ لنا عيدًا، لو قد خرجت معنا إليه، قد أعجبك ديننا فلمّا كان يوم العيد، فخرجوا إليه، خرج معهم إبراهيم، فلمّا كان ببعض الطّريق ألقى نفسه وقال: إنّي سقيمٌ، يقول: أشتكي رجلي. فتواطئوا رجليه وهو صريعٌ، فلمّا مضوا نادى في آخرهم، وقد بقي ضعفى النّاس: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين} فسمعوها منه. ثمّ رجع إبراهيم إلى بيت الآلهة، فإذا هنّ في بهو عظيمٍ، مستقبلٌ باب البهو صنمٌ عظيمٌ إلى جنبه أصغر منه بعضها إلى بعضٍ، كلّ صنمٍ يليه أصغر منه، حتّى بلغوا باب البهو، وإذا هم قد جعلوا طعامًا، فوضعوه بين أيدي الآلهة، قالوا: إذا كان حين نرجع رجعنا وقد باركت الآلهة في طعامنا فأكلنا. فلمّا نظر إليهم إبراهيم وإلى ما بين أيديهم من الطّعام {قال ألا تأكلون} فلمّا لم تجبه قال: {ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربًا باليمين} فأخذ حديدٍ، فنقر كلّ صنمٍ في حافتيه، ثمّ علّق الفأس في عنق الصّنم الأكبر، ثمّ خرج. فلمّا جاء القوم إلى طعامهم نظروا إلى آلهتهم {قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم}.
وقوله: {إلاّ كبيرًا لهم} يقول: إلاّ عظيمًا للآلهة، فإنّ إبراهيم لم يكسره، ولكنّه فيما ذكر علّق الفأس في عنقه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {إلاّ كبيرًا لهم} قال: قال ابن عبّاسٍ: إلاّ عظيمًا لهم، عظيم آلهتهم.
- قال ابن جريجٍ، وقال مجاهدٌ: وجعل إبراهيم الفأس الّتي أهلك بها أصنامهم مسندةً إلى صدر كبيرهم الّذي ترك.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: جعل إبراهيم الفأس الّتي أهلك بها أصنامهم مسندةً إلى صدر كبيرهم الّذي ترك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: أقبل عليهنّ كما قال اللّه تبارك وتعالى {ضربًا باليمين} ثمّ جعل يكسرهنّ بفأسٍ في يده، حتّى إذا بقي أعظم صنمٍ منها ربط الفأس بيده، ثمّ تركهنّ. فلمّا رجع قومه، رأوا ما صنع بأصنامهم، فراعهم ذلك، وأعظموه، وقالوا: من فعل هذا بآلهتنا؟ إنّه لمن الظّالمين.
وقوله {لعلّهم إليه يرجعون} يقول: فعل ذلك إبراهيم بآلهتهم ليعتبروا، ويعلموا أنّها إذا لم تدفع عن نفسها ما فعل بها إبراهيم، فهي من أن تدفع عن غيرها من أرادها بسوءٍ أبعد، فيرجعوا عمّا هم عليه مقيمون من عبادتها إلى ما هو عليه من دينه وتوحيد اللّه والبراءة من الأوثان.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {لعلّهم إليه يرجعون} قال: كادهم بذلك لعلّهم يتذكّرون أو يبصرون). [جامع البيان: 16/293-297]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فجعلهم جذاذا يعني كالصريم). [تفسير مجاهد: 412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وتالله لأكيدن أصنامكم} قال: ترى أنه قال ذلك من حيث لا يسمعون {فجعلهم جذاذا} قال: قطعا {إلا كبيرا لهم} يقول: إلا كبير آلهتهم وأنفسها وأعظمها في أنفسهم، {لعلهم إليه يرجعون} قال: كايدهم بذلك لعلهم يتذكرون أو يبصرون، وفي قوله: {قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون} قال: كرهوا أن يأخذوه بغير بينة، وفي قوله: {أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم} إلى قوله: {أنتم الظالمون} قال: وهذه هي الخصلة التي كايدهم بها {ثم نكسوا على رؤوسهم} قال: أدركت القوم غيرة سوء فقالوا: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} ). [الدر المنثور: 10/304] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {جذاذا} قال: حطاما). [الدر المنثور: 10/304]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {جذاذا} قال: فتاتا). [الدر المنثور: 10/305]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين (59) قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم (60) قالوا فأتوا به على أعين النّاس لعلّهم يشهدون}.
يقول تعالى ذكره: قال قوم إبراهيم لمّا رأوا آلهتهم قد جذّت، إلاّ الّذي ربط به الفأس إبراهيم: من فعل هذا بآلهتنا؟ إنّ الّذي فعل هذا بآلهتنا لمن الظّالمين، أي لمن الفاعلين بها ما لم يكن له فعله). [جامع البيان: 16/297]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قالوا سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم} يقول: قال الّذين سمعوه يقول {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين} سمعنا فتًى يذكرهم بعيبٍ يقال له إبراهيم كما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {قالوا سمعنا فتًى، يذكرهم} قال ابن جريجٍ: يذكرهم: يعيبهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قوله: {سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم} سمعناه يسبّها، ويعيبها، ويستهزئ، بها، لم نسمع أحدًا يقول ذلك غيره، وهو الّذي نظنّ صنع هذا بها). [جامع البيان: 16/297-298]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وتالله لأكيدن أصنامكم} قال: قول إبراهيم حين استتبعه قومه إلى عيدهم فأبى وقال: إني سقيم فسمع منه وعيده أصنامهم رجل منهم استأخر وهو الذي قال: {سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} وجعل إبراهيم الفأس التي أهلك بها أصنامهم مسندة إلى صدر كبيرهم الذي ترك). [الدر المنثور: 10/303] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة أن أبا إبراهيم خليل الرحمن كان يعمل هذه الأصنام ثم يشكها في حبل ويحمل إبراهيم على عنقه ويدفع إليه المشكوك يدرو يبيعها فجاء رجل يشتري فقال له إبراهيم: ما تصنع بهذا حين تشتريه قال: اسجد له، قال له إبراهيم: أنت شيخ تسجد لهذا الصغير إنما ينبغي للصغير أن يسجد للكبير فعندها {قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} ). [الدر المنثور: 10/303-304]


رد مع اقتباس