عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 20]

{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6) وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10) بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13) لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14) قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15) لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (16) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18) فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (19) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)}


تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {تبارك} [الفرقان: 1] وهو من باب البركة كقوله: تعالى، ارتفع.
قوله: {الّذي نزّل الفرقان} [الفرقان: 1] قال قتادة: وهو القرآن.
وفرقانه حلاله وحرامه.
{على عبده} [الفرقان: 1] محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
{ليكون للعالمين} [الفرقان: 1] يعني الإنس والجنّ.
تفسير السّدّيّ.
{نذيرًا} [الفرقان: 1] ينذرهم النّار وعذاب الدّنيا قبل عذاب النّار في الآخرة إن لم يؤمنوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/468]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {تبارك...}:

هو من البركة. وهو في العربيّة كقولك تقدّس ربّنا. البركة والتقدّس العظمة وهما بعد سواء). [معاني القرآن: 2/262]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تبارك} من البركة). [تفسير غريب القرآن: 310]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا}
(تبارك) معناه تفاعل من البركة، كذلك يقول أهل اللغة، وكذلك روي عن ابن عباس، ومعنى البركة الكثرة في كل ذي خير.
والفرقان القرآن، يسمى فرقانا لأنه فرّق به بين الحق والباطل.
وقوله: {ليكون للعالمين نذيرا}.
" النذير " المخوف من عذاب الله، وكل من خوّف فقد أنذر.
قال الله - عز وجل - (فأنذرتكم نارا تلظّى). [معاني القرآن: 4/57]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز تبارك: {الذي نزل الفرقان على عبده}
وقرأ عبد الله بن الزبير (على عباده) تبارك تفاعل من البركة وهي حلول الخير
ومنه فلان مبارك أي الخير يحل بحلوله مشتق من البرك والبركة وهما المصدر
و الفرقان القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر
و النذير المخوف عذاب الله تبارك وتعالى وكل مخوف نذير ومنذر). [معاني القرآن: 5/7-8]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {تبارك} أي: تعالى). [ياقوتة الصراط: 381]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَبَارَكَ}: من البركة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 171]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَبَارَكَ}: من البركة). [العمدة في غريب القرآن: 222]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {الّذي له ملك السّموات والأرض ولم يتّخذ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك وخلق كلّ شيءٍ فقدّره تقديرًا} [الفرقان: 2] حدّثني عبد القدّوس بن مسلمٍ، عن أبي الصّهباء، عن سعيد بن جبيرٍ، عن عليٍّ قال: كلّ شيءٍ بقدرٍ حتّى هذه، ووضع طرف إصبعه السّبّابة على طرف لسانه، ثمّ وضعها على ظفر إبهامه اليسرى). [تفسير القرآن العظيم: 1/468]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {الّذي له ملك السّماوات والأرض ولم يتّخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كلّ شيء فقدّره تقديرا}

{وخلق كلّ شيء فقدّره تقديرا}
خلق الله الحيوان وقدر له ما يصلحه ويقيمه، وقدّر جميع ذلك لخلقه بحكمة وتقدير). [معاني القرآن: 4/57]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا}
أي قدره لكل شيء ما يصلحه ويقوم به). [معاني القرآن: 5/8]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واتّخذوا من دونه} [الفرقان: 3] من دون اللّه.
{آلهةً} [الفرقان: 3] يعني الأوثان.
{لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون} [الفرقان: 3] يصنعونها بأيديهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/468]
وقال سعيدٌ عن قتادة في قوله: {أتعبدون ما تنحتون} [الصافات: 95] يعني أصنامهم الّتي عملوا بأيديهم {واللّه خلقكم وما تعملون} [الصافات: 96] بأيديكم.
وقال السّدّيّ: {وهم يخلقون} [الفرقان: 3] يعني: وهم يصوّرون.
قوله: {ولا يملكون لأنفسهم} [الفرقان: 3] يعني الأوثان.
{ضرًّا ولا نفعًا ولا يملكون موتًا} [الفرقان: 3] أي: لا يميتون أحدًا.
{ولا حياةً} [الفرقان: 3] أي: ولا يحيون أحدًا.
{ولا نشورًا} [الفرقان: 3] قال قتادة: أي: ولا بعثًا.
لا يملكون شيئًا من ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/469]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" ولا حياةً ولا نشوراً " مصدر نشر الميت نشوراً وهو أن يبعث ويحيا بعد الموت، قال الأعشى:

حتى يقول الناس مما رأوا=يا عجبا للميّت الناشر).
[مجاز القرآن: 2/70]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و(النّشور): الحياة بعد الموت.
{افتراه}: تخرّضه). [تفسير غريب القرآن: 310]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا}
يقال أنشر الله الموتى فنشروا). [معاني القرآن: 5/8]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (النُشُور): البعث). [العمدة في غريب القرآن: 222]


تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقال الّذين كفروا إن هذا} [الفرقان: 4] يعنون القرآن.
قوله: {إلا إفكٌ} [الفرقان: 4] قال قتادة: إلا كذبٌ.
{افتراه} [الفرقان: 4] يعنون محمّدًا.
{وأعانه عليه} [الفرقان: 4] على القرآن.
{قومٌ آخرون} [الفرقان: 4] يهود، في تفسير مجاهدٍ.
وقال الحسن: يعنون عبد ابن الحضرميّ.
وقال الكلبيّ: عبد ابن الحضرميّ، وعدّاسٌ غلام عتبة.
قال اللّه: {فقد جاءوا} [الفرقان: 4] قال قتادة: فقد أتوا.
{ظلمًا} [الفرقان: 4] إثمًا وشركًا.
{وزورًا} [الفرقان: 4] كذبًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/469]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" إن هذا إلاّ إفكٌ افتراه " الإفك البهتان وأسوأ الكذب، افتراه أي اختلقه واخترعه من عنده).
[مجاز القرآن: 2/70]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {وقال الّذين كفروا إن هذا إلّا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا}
" الإفك " الكذب.
{وأعانه عليه قوم آخرون} يعنون اليهود.
{فقد جاءوا ظلما وزورا} والزّور: الكذب، ونصب (فظلما وزورا) على: فقد جاءوا بظلم وزور، فلما سقطت الباء أفضى الفعل فنصب). [معاني القرآن: 4/57-58]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه}
قال مجاهد وقتادة إفك أي كذب
ثم قال تعالى: {وأعانه عليه قوم آخرون}
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال اليهود
ثم قال جل وعز: {فقد جاءوا ظلما وزورا}
قال مجاهد أي كذبا
قال أبو جعفر والتقدير فقد جاءوا بظلم وزور). [معاني القرآن: 5/9]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقالوا أساطير الأوّلين} [الفرقان: 5] قال قتادة: أحاديث الأوّلين، أي: كذب الأوّلين وباطلهم.
{اكتتبها} [الفرقان: 5] يقول: اكتتبها محمّدٌ.
كتب الأساطير من عبد ابن الحضرميّ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/469]
وقال الكلبيّ: وعدّاسٍ غلام عتبة.
{فهي تملى عليه} [الفرقان: 5] على محمّدٍ.
{بكرةً وأصيلا} [الفرقان: 5] والأصيل: العشيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/470]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فهي تملي عليه} أي تقرأ عليه وهي من أمليته عليه، وهي في موضع أخر أمللت عليه).
[مجاز القرآن: 2/70]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تملى عليه}: أي تقرأ عليه. يقال أمليت وأمللت). [غريب القرآن وتفسيره: 276]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقالوا أساطير الأوّلين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا}
خبر ابتداء محذوف، المعنى وقالوا: الذي كتابه أساطير الأولين.
معناه مما سطره الأولون، وواحد الأساطير أسطورة، كما تقول أحدوثة وأحاديث.
وقوله عزّ وجلّ: (فهي تملى عليه بكرة وأصيلا).
الأصيل العشيّ). [معاني القرآن: 4/58]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا}
قال مجاهد أي أحاديث الأولين
قال قتادة وأصيلا أي عشيا). [معاني القرآن: 5/9]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تُمْلَى عَلَيْهِ}: تقرأ عليه). [العمدة في غريب القرآن: 222]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {قل أنزله} [الفرقان: 6] أنزل القرآن.
{الّذي يعلم السّرّ في السّموات والأرض إنّه كان غفورًا رحيمًا} [الفرقان: 6] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/470]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقالوا مال هذا الرّسول} [الفرقان: 7] فيما يدّعي أنّه رسولٌ.
{يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق لولا} [الفرقان: 7] هلا.
{أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا} [الفرقان: 7] فيصدّقه بمقالته). [تفسير القرآن العظيم: 1/470]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه...}

جواب بالفاء لأن (لولا) بمنزلة هلاّ). [معاني القرآن: 2/262]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقالوا مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا}
(ما) منفصلة من اللام، المعنى أي شيء لهذا الرسول في حال أكله الطعام ومشيه في الأسواق.
التمسوا أن يكون الرسول على غير بنية الآدميين.
والواجب أن يكون الرسول إلى الآدميين آدميّا ليكون أقرب إلى الفهم عنه.
وقوله: {لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا}.
طلبوا أن يكون في النبوة شركة، وأن يكون الشريك ملكا، واللّه عز وجل يقول: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا} أي لم يكن ليفهمهم حتى يكون رجلا،
ومعنى لولا: هلّا وتأويل هلّا الاستفهام، وانتصب فيكون على الجواب بالفاء للاستفهام). [معاني القرآن: 4/58]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق}
أي أي شيء له آكلا وماشيا
ثم طلبوا أن يكون معه ملك شريكا فقالوا لولا أنزل إليه ملك وقد قال عز وجل: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون}
أي لو أنزلنا ملكا لم يكونوا يفهمون عنه حتى يكون رجلا وإذا كان رجلا لم يؤمنوا أيضا إلا بتأويل). [معاني القرآن: 5/10-9]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أو يلقى إليه كنزٌ} [الفرقان: 8] فإنّه فقيرٌ.
{أو تكون له جنّةٌ يأكل منها} [الفرقان: 8] وبعض الكوفيّين يقرأها: نأكل منها.
{وقال الظّالمون} [الفرقان: 8] المشركون، يعنيهم.
{إن تتّبعون إلا رجلا مسحورًا} [الفرقان: 8] قال الكلبيّ: بلغني أنّ أبا سفيان بن حربٍ، وأبا جهل بن هشامٍ، وعتبة بن ربيعة في رهطٍ من قريشٍ، قاموا من المسجد إلى دارٍ في أصل الصّفا فيها نبيّ اللّه يصلّي فاستمعوا.
فلمّا فرغ نبيّ اللّه من صلاته، قال أبو سفيان: يا أبا الوليد، لعتبة أنشدك باللّه، أتعرف شيئًا ممّا يقول؟ فقال عتبة: اللّهمّ أعرف بعضًا وأنكر بعضًا.
فقال أبو جهلٍ: فأنت يا أبا سفيان، هل تعرف شيئًا ممّا يقول؟ فقال: اللّهمّ نعم.
فقال أبو سفيان لأبي جهلٍ: يا أبا الحكم، هل تعرف ممّا يقول شيئًا؟ فقال أبو جهلٍ: لا، والّذي جعلها بنيةً، يعني الكعبة، ما أعرف ممّا يقول قليلًا ولا كثيرًا و {إن تتّبعون إلا رجلا مسحورًا} [الفرقان: 8] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/470]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون...}

له مرفوعان على الرّدّ على (لولا) كقولك في الكلام أو هلاّ يلقى إليه وقد قرئت (نأكل منها) و(يأكل بالياء والنون) ). [معاني القرآن: 2/263]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنّة يأكل منها وقال الظّالمون إن تتّبعون إلّا رجلا مسحورا}
{أو تكون له جنّة} وإن شئت أو " يكون له جنّة "، ولا يجوز النّصب في (يكون له)، لأن يكون عطف على الاستفهام، المعنى: لولا أنزل إليه ملك أو يلقى إليه كنز، أو تكون له جنّة، والجنة البستان فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنه لو شاء ذلك وخيرا منه لفعله، فقال:
{تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا}. [معاني القرآن: 4/59]

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال} [الفرقان: 9] يعني قوله: {إن هذا إلا إفكٌ افتراه وأعانه عليه قومٌ آخرون} [الفرقان: 4]، وقولهم: {أساطير الأوّلين اكتتبها} [الفرقان: 5]، {مال هذا الرّسول
يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق} [الفرقان: 7] وقولهم: ساحرٌ، {شاعرٌ} [الأنبياء: 5] ومجنونٌ
[تفسير القرآن العظيم: 1/470]
وكاهنٌ {لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا {7} أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنّةٌ يأكل منها} [الفرقان: 7-8] قال اللّه: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلا} [الفرقان: 9] يعني مخرجًا من الأمثال الّتي ضربوا لك، في تفسير مجاهدٍ.
وقال بعضهم: إلى الخير). [تفسير القرآن العظيم: 1/471]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فلا يستطيعون سبيلاً...}

يقول: لا يستطيعون في أمرك حيلةً). [معاني القرآن: 2/263]

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك} [الفرقان: 10] ممّا قالوا، يعني المشركين، وتمنّوا له: {أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنّةٌ يأكل منها} [الفرقان: 8] أي يجعل لهم مكان ذلك خيرًا من ذلك.
{جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} [الفرقان: 10] فإنّما قالوا هم جنّةٌ واحدةٌ.
{ويجعل لك قصورًا} [الفرقان: 10] مشيّدةً في الدّنيا إن شاء.
كلّ هذا قالته قريشٌ في تفسير مجاهدٍ.
وهذا على مقرأ من لم يرفعها.
ومن قرأها بالرّفع: ويجعل لك قصورًا في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/471]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {تبارك الّذي إن شاء جعل لك...}

جزاء {ويجعل لّك قصوراً} مجزومةٌ مردودةٌ على (جعل) و(جعل) في معنى جزم، وقد تكون رفعاً وهي في ذلك مجزومةٌ لأنها لام لقيت لام فسكنت. وإن رفعتها رفعاً بيّناً فجائز (ونصبها جائز على الصّرف) ). [معاني القرآن: 2/263]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا}
أي لو شاء لفعل أكثر ممّا قالوا، وقد عرض اللّه - عزّ وجلّ - على النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الدنيا فزهد وآثر أمر الآخرة.
فأما " يجعل " فبالجزم، المعنى إن يشأ يجعل لك جنّات، ويجعل لك قصورا ومن رفع فعلى الاستئناف، المعنى وسيجعل
لك قصورا، أي سيعطيك اللّه في الآخرة أكثر ممّا قالوا.
وقوله: (أو تكون له جنّة يأكل منها) و (يأكل منها) ). [معاني القرآن: 4/59]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار}
روى سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن خيثمة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن شئت أن نعطيك خزائن الدنيا ومفاتحها ولم يعط ذلك من قبلك ولا يعطاه أحد بعدك وليس ذلك بناقصك في الآخرة شيئا وإن شئت جمعنا ذلك لك في الآخرة فقال يجمع لي ذلك في الآخرة
فأنزل الله عز وجل تبارك: {الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} ). [معاني القرآن: 5/11-10]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {بل كذّبوا بالسّاعة} [الفرقان: 11] بالقيامة.
{وأعتدنا لمن كذّب بالسّاعة سعيرًا} [الفرقان: 11] اسمٌ من أسماء جهنّم). [تفسير القرآن العظيم: 1/471]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وأعتدنا لمن كذّب بالسّاعة سعيراً} ثم جاء بعده " إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ سمعوا لها تغيّظاً وزفيراً " والسعير مذكر وهو ما تسعر من سعار النار، ثم جاء بعده فعل مؤنثه مجازها أنها النار، والعرب تفعل ذلك تظهر مذكراً من سبب مؤنثةٍ ثم يؤنثون ما بعد المذكر على معنى مؤنثة.

قال المخيس:
إن تميما خلقت ملموما
فتميم رجل ثم ذهب بفعله إلى القبيلة فأنثه فقال: خلقت، ثم رجع إلى تميم فذكر فعله فقال " ملموماً " ثم عاد إلى الجماعة فقال: قوماً ترى واحدهم صهميماً ثم عاد إليه
فقال: لا راحم الناس ولا مرحوما). [مجاز القرآن: 2/71-70]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ} [الفرقان: 12] مسيرة مائة سنةٍ.
{سمعوا لها تغيّظًا} [الفرقان: 12] عليهم.
{وزفيرًا} [الفرقان: 12] صوتًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/471]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {تغيّظاً وزفيراً...}

هو كتغيظ الآدميّ إذا غضب فغلى صدره وظهر في كلامه). [معاني القرآن: 2/263]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سمعوا لها تغيّظاً وزفيراً} أي: تغيظا عليهم. كذلك قال المفسرون.
وقال قوم: «بل يسمعون فيها تغيظ المعذبين وزفيرهم». واعتبروا ذلك بقول اللّه جل ثناؤه: {لهم فيها زفيرٌ وشهيقٌ}.
واعتبر الأولون قولهم، بقوله تعالى في سورة الملك: تكاد تميّز من الغيظ. وهذا أشبه التفسيرين - إن شاء اللّه - بما أريد، لأنه قال سبحانه:
سمعوا لها، ولم يقل: سمعوا فيها، ولا منها). [تفسير غريب القرآن: 310]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال في جهنم: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} أي تنقطع غيظا عليهم كما تقول: فلان يكاد ينقدّ غيظا عليك، أي ينشق.
وقال: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا}.
وروي في الحديث أنها تقول: (قَطْ قَطْ) أي حسبي). [تأويل مشكل القرآن: 113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيّظا وزفيرا} أي: سمعوا لها غليان تغيظ). [معاني القرآن: 4/59]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا}
قيل في معنى هذا قولان:
أحدهما سمعوا لمن فيها من المعذبين تغيظا وزفيرا
واستشهد صاحب هذا القول بقوله عز وجل: {لهم فيها زفير وشهيق}
والقول الآخر أن المعنى سمعوا لها تغيظا عليهم كما قال تعالى: {تكاد تميز من الغيظ}
والقول الثاني أولى لأنه قال سمعوا لها ولم يقل سمعوا فيها ولا منها
والتقدير سمعوا لها صوت تغيظ). [معاني القرآن: 5/12-11]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا}: قيل: تغيظاً عليهم. قال الله تعالى: {تكاد تميز من الغيظ}. وقيل: تغيظ المعذبين وزفيرهم،
كما قال تبارك وتعالى: {لهم فيها زفير وشهيق}، والأول أشبه بالخطاب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 171]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا ألقوا منها مكانًا ضيّقًا} [الفرقان: 13] سعيدٌ عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ عبد اللّه بن عمرٍو كان يقول: إنّ جهنّم
[تفسير القرآن العظيم: 1/471]
لتضيق على الكافر كمضيق الزّجّ على الرّمح.
قوله: {مقرّنين} [الفرقان: 13] يقرن هو وشيطانه الّذي كان يدعوه إلى الضّلالة في سلسلةٍ واحدةٍ، يلعن كلّ واحدٍ منهما صاحبه، يتبرّأ كلّ واحدٍ منهما من صاحبه.
قوله: {دعوا هنالك ثبورًا} [الفرقان: 13] قال قتادة: ويلًا وهلاكًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/472]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثبوراً...}

الثبور مصدر، فلذلك قال {ثبوراً كثيراً} لأن المصادر لا تجمع: ألا ترى أنك تقول: قعدت قعوداً طويلاً، وضربته ضرباً كثيراً فلا تجمع. والعرب تقول: ما ثبرك عن ذا؟
أي ما صرفك عنه. وكأنهم دعوا بما فعلوا، كما يقول الرجل: واندامتاه). [معاني القرآن: 2/263]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {دعوا هنالك ثبوراً} أي هلكة وهومصدر ثبر الرجل أي هلك، قال:
إذ أجاري الشيطان في سنن الغ... يّ ومن مال ميله مثبور). [مجاز القرآن: 2/71]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {دعوا هنالك ثبوراً} أي: بالهلكة. كما يقول القائل: وا هلاكاه!). [تفسير غريب القرآن: 310]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيّقا مقرّنين دعوا هنالك ثبورا}
{دعوا هنالك ثبورا} في معنى " هلاكا " ونصبه على المصدر كأنهم قالوا ثبرنا ثبورا). [معاني القرآن: 4/59]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {دعوا هنالك ثبورا}
قال مجاهد والضحاك أي هلاكا
قال أبو جعفر يقال ما ثبرك عن كذا أي ما صرفك عنه
فالمثبور هو المصروف عن الخير
والمعنى يقولون واثبوراه
وروى علي بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أول من يكسى حلة من جهنم إبليس فيضعها على
جبينه ويسحبها يقول واثبوراه وتتبعه ذريته يقولون واثبوراه فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا). [معاني القرآن: 5/12-13]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مقرنين}: أي مشددين في السلال والأغلال). [ياقوتة الصراط: 381]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {لا تدعوا اليوم ثبورًا واحدًا} [الفرقان: 14] ويلًا وهلاكًا واحدًا.
{وادعوا ثبورًا كثيرًا} [الفرقان: 14] ويلًا كثيرًا وهلاكًا طويلًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/472]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا}

أي هلاككم أكثر من أن تدعوا مرة واحدة.
وقيل، ثبورا كثيرا، لأن ثبورا مصدر فهو للقليل والكثير على لفظ الواحد، كما تقول: ضربته ضربا
كثيرا، وضربته واحدا، تريد ضربته ضربا واحدا). [معاني القرآن: 4/60-59]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ثبورا} أي: هلاكا). [ياقوتة الصراط: 381]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال على الاستفهام: {قل أذلك خيرٌ أم جنّة الخلد} [الفرقان: 15] أي أنّ جنّة الخلد خيرٌ من ذلك.
{الّتي وعد المتّقون كانت لهم جزاءً ومصيرًا} [الفرقان: 15] قال قتادة: جزاءً بأعمالهم، {ومصيرًا} [الفرقان: 15] أي منزلًا ومثوًى). [تفسير القرآن العظيم: 1/472]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {قل أذلك خير أم جنّة الخلد الّتي وعد المتّقون كانت لهم جزاء ومصيرا}

إن قال قائل: كيف يقال: الجنّة خير من النّار، وليس في النّار خير ألبتّة، وإنما يقع التفضيل فيما دخل في صنف واحد؟ فالجنة والنار قد دخلا في باب المنازل في صنف واحد،
فلذلك قيل {أذلك خير أم جنّة الخلد}، كما قال اللّه عزّ وجلّ: (خير مستقرّا وأحسن مقيلا) ). [معاني القرآن: 4/60]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون}
وليس في ذلك خير فإنما هو على عملكم وعلى ما تفعلون). [معاني القرآن: 5/13]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لهم فيها ما يشاءون خالدين} [الفرقان: 16] لا يموتون ولا يخرجون منها.
{كان على ربّك وعدًا مسئولا} [الفرقان: 16] سأل المؤمنون اللّه الجنّة فأعطاهم إيّاها.
وقال بعضهم: سألت الملائكة اللّه للمؤمنين الجنّة، وهي في سورة حم المؤمن: {ربّنا وأدخلهم جنّات عدنٍ الّتي وعدتهم} [غافر: 8] إلى آخر الآية). [تفسير القرآن العظيم: 1/472]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كان على ربّك وعداً مّسئولاً...}

يقول: وعدهم الله الجنّة فسألوها إيّاه في الدنيا إذ قالوا {ربّنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك} يريد على ألسنة رسلك، وهو يوم القيامة غير مسئول. وقد يكون في الكلام أن تقول: لأعطينّك ألفاً وعداً مسئولاً أي هو واجبٌ لك فتسأله لأن المسئول واجب، وإن لم يسأل كالدّين). [معاني القرآن: 2/263]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربّك وعدا مسئولا}
مسؤول ذلك قول الملائكة (ربّنا وأدخلهم جنّات عدن الّتي وعدتهم ومن صلح من آبائهم) ). [معاني القرآن: 4/60]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {كان على ربك وعدا مسئولا}
قال محمد بن كعب أي يسأله وهو قول الملائكة صلى الله عليهم {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم} [معاني القرآن: 5/13]
وقيل إن ذلك يراد به قولهم: {لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها} ). [معاني القرآن: 5/14]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويوم نحشرهم} نجمعهم.
{وما يعبدون من دون اللّه فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء} [الفرقان: 17] على الاستفهام.
وقد علم أنّهم لم يضلّوهم.
يقوله للملائكة في تفسير الحسن.
وقال مجاهدٌ: يقوله لعيسى وعزيرٍ والملائكة.
قال يحيى: ونظير قول الحسن في هذه الآية: {ويوم يحشرهم جميعًا ثمّ يقول للملائكة أهؤلاء إيّاكم كانوا يعبدون {40} قالوا سبحانك أنت وليّنا من دونهم بل كانوا يعبدون الجنّ} [سبأ: 40-41] أي: الشّياطين من الجنّ.
{أم هم ضلّوا السّبيل} [الفرقان: 17] قالت الملائكة في تفسير الحسن.
[تفسير القرآن العظيم: 1/472]
وقال مجاهدٌ: الملائكة وعيسى وعزيرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/473]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(وقوله جل وعز: {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله}

قال مجاهد المسيح وعزيرا والملائكة). [معاني القرآن: 5/14]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قالوا سبحانك} [الفرقان: 18] ينزّهون اللّه عن ذلك.
{ما كان ينبغي لنا أن نتّخذ من دونك من أولياء} [الفرقان: 18] أي: لم نكن نواليهم على عبادتهم إيّانا.
وبعضهم يقرأها: {أن نتّخذ من دونك من أولياء} [الفرقان: 18] يعبدوننا من دونك.
{ولكن متّعتهم وآباءهم} [الفرقان: 18] في عيشهم في الدّنيا بغير عذابٍ.
{حتّى نسوا الذّكر} [الفرقان: 18] حتّى تركوا الذّكر لمّا جاءهم في الدّنيا.
{وكانوا قومًا بورًا} [الفرقان: 18] وقال قتادة: والبور الفاسد، يعني فساد الشّرك.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: {بورًا}: هالكين). [تفسير القرآن العظيم: 1/473]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نّتّخذ من دونك من أولياء...}

قالت الأصنام: ما كان لنا أن نعبد غيرك فكيف ندعو إلى عبادتنا! ثم قالت: ولكنك يا ربّ متّتعهم بالأموال والأولاد حتّى نسوا ذكرك. فقال الله للآدميين {فقد كذّبوكم}
يقول: {كذّبتكم الآلهة بما تقولون} وتقرأ (بما يقولون) بالياء (والتّاء) فمن قرأ بالتّاء فهو كقولك كذّبك يكذّبك. ومن قرأ بالياء قال: كذّبوكم بقولهم. والقراء مجتمعة على نصب النون في (نتّخذ) إلا أبا جعفر المدنيّ فإنه قرأ (أن نتّخذ) بضم النون {من دونك} فلو لم تكن في الأولياء (من) كان وجهاً جيّداً، وهو على (شذوذه و) قلّة من قرأ به قد يجوز على أن يجعل الاسم في {من أولياء} وإن كانت قد وقعت في موقع الفعل وإنما آثرت قول الجماعة لأن العرب إنما تدخل (من) في الأسماء لا في الأخبار؛ ألا ترى أنهم يقولون: ما أخذت من شيء وما عندي من شيء، ولا يقولون ما رأيت عبد الله من رجل. ولو أرادوا ما رأيت من رجل عبد الله فجعلوا عبد الله هو الفعل جاز ذلك. وهو مذهب أبي جعفر المدنيّ.
وقوله: {قوماً بوراً} والبور مصدر واحد وجمع؛ والبائر الذي لا شيء فيه. تقول: أصبحت منازلهم بوراً أي لا شيء فيها. فكذلك أعمال الكفار باطل. ويقال: رجل بور وقوم بور). [معاني القرآن: 2/264-263]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ما كان ينبغي لنا " مجازه ما يكون لنا و " كان " من حروف الزوائد هاهنا قال ابن أحمر:

ما أمّ غفر على دعجاء ذي علق=ينفي القراميد عنها الأعصم الوقل
في رأس خلقاء من عنقاء مشرفة= لا ينبغي دونها سهلٌ ولا جبل
وقلٌ ووقل وندس وندس وحدث وحدث وفرد وفرد، والغفر ولد الوعل الصغير، والدعجاء: اسم هضبة وذو علق جبلٌ، والقراميد أولاد الوعول واحدها قرمود، والقراهيد الصغار أيضاً: الأعصم الذي بإحدى يديه بياض. والوقل المتوقل في الجبال والخلقاء الملساء والعنقاء الطويلة قال أبو عبيدة: أي لا يكون سهل ولا جبل مثلها). [مجاز القرآن: 2/72-71]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولكن متّعّتهم وآباءهم} أي أنسأتهم وأخرتهم ومددت لهم). [مجاز القرآن: 2/72]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وكانوا قوماً بوراً} واحدهم بائر أي هالك ومنه قولهم: نعوذ بالله من بوار الأيم، وبار الطعام وبارت السوق أي هلكت وقال عبد الله ابن الزبعري:
يا رسول المليك إنّ لساني=راتقٌ ما فتقت إذ أنا بور
وقال بعضهم: رجل بور ورجلان بور ورجال بور وقوم بور، وكذلك الواحدة والثنتان والجميع من المؤنثة). [مجاز القرآن: 2/73-72]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نّتّخذ من دونك من أولياء ولكن مّتّعتهم وآباءهم حتّى نسوا الذّكر وكانوا قوماً بوراً}
قال: {قوماً بوراً} جماعة "البائر" مثل "اليهود" وواحدهم "الهائد" وقال بعضهم: "هي لغة على غير واحد كما يقال "أنت بشرٌ" و"أنتم بشر"). [معاني القرآن: 3/15]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {قوما بورا}: يقال بار السعر والطعام أي هلك، والبوار الهلاك). [غريب القرآن وتفسيره: 276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {نسوا الذّكر} يعني: القرآن.
{وكانوا قوماً بوراً} أي هلكي، وهو من «بار يبور»: إذا هلك وبطل. يقال: بار الطعام، إذا كسد. وبارت الأيّم: إذا لم يرغب فيها.
وكان رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يتعوّذ باللّه من بوار الأيّم.
قال أبو عبيدة: «يقال: رجل بور، [ورجلان بور]، وقوم بور. ولا يجمع ولا يثني». واحتج بقول الشاعر:
يا رسول المليك! إنّ لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور
وقد سمعنا [هم يقولون]: رجل بائر. ورأيناهم ربما جمعوا «فاعلا» على «فعل»، نحو عائذ وعوذ، وشارف وشرف). [تفسير غريب القرآن: 311]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتّخذ من دونك من أولياء ولكن متّعتهم وآباءهم حتّى نسوا الذّكر وكانوا قوما بورا}
لما سئلت الملائكة فقيل: {أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلّوا السّبيل}.
وجائز أن يكون الخطاب لعيسى والعزير.
وقرأ أبو جعفر المدني وحده: ((قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن [نتّخذ] من دونك من أولياء)، بضم النّون على ما لم يسمّ فاعله وهذه القراءة عند أكثر النحويين خطأ، وإنما كانت خطأ لأن " من " إنّما يدخل في هذا الباب في الأسماء إذا كانت مفعولة أولا، ولا تدخل على مفعول الحال، تقول ما اتخذت من أحد وليّا، ولا يجوز ما اتخذت أحدا من وليّ، لأن " من " إنّما دخلت لأنها تنفي واحدا في معنى جميع، تقول: - ما من أحد قائما، وما من رجل محبّا لما يضره.
ولا يجوز " ما رجل من محبّ ما يضره ".
ولا وجه لهذه القراءة، إلا أن الفرّاء أجازها على ضعف، وزعم أنه يجعل من أولياء هو الاسم، ويجعل الخبر ما في تتخذ كأنه يجعل على القلب، ولا وجه عندنا لهذا ألبتّة، لو جاز هذا لجاز في (فما منكم من أحد عنه حاجزين)
ما أحد عنه من حاجزين. وهذا خطأ لا وجه له فاعرفه، فإن معرفة الخطأ فيه أمثل من القراءة، والقراء كلهم يخالفون هذا منه.
ومن الغلط في قراءة الحسن: (وما تنزلت به الشياطون).
وقوله تعالى: {وكانوا قوما بورا} قيل في التفسير " هلكى "
والبائر في اللغة الفاسد، والذي لا خير فيه.
وكذلك أرض بائرة متروكة من أن يزرع فيها). [معاني القرآن: 4/61-60]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا}
قال مجاهد أي هالكين
قال أبو جعفر يقال لما هلك أو فسد أو كسد بائر ومنه بارت السوق وبارت الأيم وبور يقع للواحد والجماعة على قول أكثر النحويين
وقال بعضهم الواحد بائر والجمع بور كما يقال عائد وعود وهائد وهود). [معاني القرآن: 5/14]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (بورا) أي: هلكى). [ياقوتة الصراط: 382]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بُورًا}: أي هلكى، لا يجمع ولا يثنى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 171]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بُورًا}: فاسد). [العمدة في غريب القرآن: 222]

تفسير قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه لهم في الآخرة: {فقد كذّبوكم بما تقولون} [الفرقان: 19] حدّثني إسماعيل بن مسلمٍ قال: سألت الحسن عن قوله: {فقد كذّبوكم بما تقولون} [الفرقان: 19] فقال: {بما تقولون} [الفرقان: 19] قال: يقول للمشركين: {فقد كذّبوكم بما تقولون} [الفرقان: 19] أي إنّهم آلهةٌ.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: {فقد كذّبوكم بما تقولون} [الفرقان: 19] عيسى، وعزيرٌ، والملائكة.
قال: يكذّبون المشركين بقولهم.
أي إذ جعلوهم آلهةً، فانتفوا من ذلك ونزّهوا اللّه عنهم.
وبعضهم يقرأها بالياء: بما يقولون يعني قول الملائكة في قول الحسن.
وفي قول مجاهدٍ: عيسى وعزيرٌ والملائكة.
قال: {فما تستطيعون صرفًا ولا نصرًا} [الفرقان: 19] حدّثني إسماعيل بن مسلمٍ قال: سألت الحسن: {فما تستطيعون صرفًا ولا نصرًا} [الفرقان: 19] قال: لا تستطيع لهم آلهتهم صرفًا، أي من العذاب، ولا نصرًا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/473]
قوله: {ومن يظلم منكم} [الفرقان: 19] من يشرك منكم.
{نذقه} [الفرقان: 19] نعذّبه.
{عذابًا كبيرًا} [الفرقان: 19] قال يحيى: كقوله: {إلا من تولّى وكفر {23} فيعذّبه اللّه العذاب الأكبر {24}} [الغاشية: 23-24] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/474]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {فقد كذّبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفاً ولا نصراً ومن يظلم مّنكم نذقه عذاباً كبيراً}

وقال: {فما تستطيعون صرفاً ولا نصراً} فحذف "عن الكفّار" وقد يكون ذلك عن الملائكة والدليل على وجه مخاطبة الكفار أنه قال: {ومن يظلم مّنكم} وقال بعضهم "يعني الملائكة"). [معاني القرآن: 3/15]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فما تستطيعون صرفاً ولا نصراً}. قال يونس: الصّرف:
الحيلة من قولهم: إنه ليتصرف [أي يحتال].
فأما قولهم: «ما يقبل منه صرف ولا عدل»، فيقال: إن العدل الفريضة، والصرف النافلة. سميت صرفا: لأنها زيادة على الواجب.
وقال أبو إدريس الخولانيّ : «من طلب صرف الحديث - يبتغي به إقبال وجوه الناس إليه - لم يرح رائحة الجنة». أي طلب تحسينه بالزيادة فيه.
وفي رواية أبي صالح: «الصّرف: الدّية. والعدل: رجل مثله» كأنه يراد: لا يقبل منه أن يفتدي برجل مثله وعدله، ولا أن يصرف عن نفسه بدية.
ومنه قيل: صيرفيّ، وصرفت الدراهم بدنانير. لأنك تصرف هذا إلى هذا.
{ومن يظلم منكم} أي يكفر). [تفسير غريب القرآن: 312-311]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {فقد كذّبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا}
(بما تقولون) وتقرأ (بما يقولون - بالياء والتاء - فمن قرأ بما تقولون - بالتاء - فالمعنى فقد كذبوكم بقولهم إنهم آلهة، ومن قرأ بالياء فالمعنى فقد كذّبوكم بقولهم: (سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء).
وقوله عزّ وجلّ: {فما تستطيعون صرفا ولا نصرا}.
أي ما تستطيعون أن تصرفوا عن أنفسهم ما يحل بهم من العذاب.
ولا أن ينصروا أنفسهم). [معاني القرآن: 4/61]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فقد كذبوكم بما تقولون}
أي بقولكم إنهم آلهة
وحكى الفراء أنه يقرأ فقد كذبوكم بما يقولون
قال أبو جعفر والمعنى على هذا فقد كذبوكم بقولهم: {ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء}
ثم قال تعالى: {فما يستطيعون صرفا ولا نصرا}
قال يونس الصرف الحيلة من قولهم فلان يتصرف في الأشياء أي فما يستطيعون أن يصرفوا عن أنفسهم العذاب ولا ينصروها
وقوله جل وعز: {ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا}
قال الحسن الشرك). [معاني القرآن: 5/15-14]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {صَرْفًا وَلَا نَصْرًا}: قيل: الصرف: الحيلة، وقيل الدية والعدل، أي يفدي نفسه برجل مثله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 171]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنّهم ليأكلون الطّعام} [الفرقان: 20] إلا أنّهم كانوا يأكلون الطّعام.
كقوله: {وما جعلناهم جسدًا لا يأكلون الطّعام} [الأنبياء: 8] ولكن جعلناهم جسدًا يأكلون الطّعام.
قال: {ويمشون في الأسواق} [الفرقان: 20] وهذا جوابٌ للمشركين حيث قالوا: {مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق} [الفرقان: 7] قوله: {وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنةً أتصبرون وكان ربّك بصيرًا} [الفرقان: 20]
- أبو الأشهب عن الحسن، والمبارك عن الحسن قال: قال رسول اللّه: «ويلٌ للمالك من المملوك، ويلٌ للمملوك من المالك، ويلٌ للعالم من الجاهل، ويلٌ للجاهل من العالم، ويلٌ للغنيّ من الفقير، ويلٌ للفقير من الغنيّ، ويلٌ للشّديد من الضّعيف، ويلٌ للضّعيف من الشّديد».
قال المبارك: قال الحسن: ويلٌ لهذا المالك إذ رزقه اللّه هذا المملوك كيف لم يحسن إليه ويصبر.
ويلٌ لهذا المملوك الّذي ابتلاه اللّه فجعله لهذا المالك كيف لم يصبر ويحسن.
ويلٌ لهذا الغنيّ إذ رزقه اللّه ما لم يرزق هذا الفقير كيف لم يحسن ويصبر.
ويلٌ لهذا الفقير الّذي ابتلاه بالفقر ولم يعطه ما أعطى هذا الغنيّ كيف لم يصبر.
وبقيّة الحديث على هذا النّحو.
- وحدّثني جعفر بن برقان الجزريّ، عن ميمون بن مهران، عن أبي الدّرداء قال: ويلٌ لمن لا يعلم، مرّةً، ويلٌ لمن يعلم ثمّ لا يعمل، سبع مرّاتٍ.
قال يحيى: وبعضهم يقول: {وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنةً} [الفرقان: 20] الأنبياء وقومهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/474]
{أتصبرون} [الفرقان: 20] يعني الرّسل على ما يقول لهم قومهم.
وأخبرني صاحبٌ لي، عن الصّلت بن دينارٍ، عن الحسن، وأظنّني قد سمعته من الصّلت مثل حديث أبي الأشهب والمبارك عن الحسن، وقال: هو قوله: {وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنةً أتصبرون} [الفرقان: 20] وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن قال: لمّا عرض على آدم ذرّيّته فرأى فضل بعضهم على بعضٍ قال: يا ربّ ألا سوّيت بينهم؟ : قال: يا آدم إنّي أحبّ أن أشكر ليرى ذو الفضل فضله فيحمدني
ويشكرني). [تفسير القرآن العظيم: 1/475]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إلاّ إنّهم ليأكلون الطّعام...}

(ليأكلون) صلة لاسم متروك اكتفى بمن المرسلين منه؛ كقيلك في الكلام: ما بعثت إليك من الناس إلا من إنه ليطيعك، ألا ترى أن (إنه ليطيعك) صلة لمن. وجاز ضميرها كما قال {وما منّا إلا له مقام معلومٌ} معناه - والله أعلم - إلا من له مقام وكذلك قوله: {وإن منكم إلاّ واردها} ما منكم إلا من يردها، ولو لم تكن اللام جواباً لإنّ كانت إنّ مكسورةً أيضاً، لأنها مبتدأة، إذ كانت صلةً.
وقوله: {وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنةً أتصبرون} كان الشريف من قريشٍ يقول: قد أسلم هذا من قبلي - لمن هو دونه - أفأسلم بعده فتكون له السّابقة؛ فذلك افتتان بعضهم ببعضٍ. قال الله{أتصبرون} قال الفرّاء يقول: هو هذا الذي ترون). [معاني القرآن: 2/265-264]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنةً} يعني: الشريف للوضيع، والوضيع للشريف). [تفسير غريب القرآن: 312]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلّا إنّهم ليأكلون الطّعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربّك بصيرا}
هذا احتجاج عليهم في قولهم: {مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق}.
فقيل لهم: كذلك كان من خلا من الرسل يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، فكيف يكون محمد - صلى الله عليه وسلم - بدعا من الرسل. فأمّا دخول " إنّهم " بعد " إلا " فهو على تأويل ما أرسلنا رسلا إلا هم يأكلون الطعام، وإلا أنهم ليأكلون الطعام، وحذفت رسلا لأن " من " في قوله تعالى (من المرسلين) دليل على ما حذف منه، فأمّا مثل اللام بعد " إلّا " فقول الشاعر:
ما أنطياني ولا سالتهما=إلا وإني لحاجز كرمي

يريد أعطياني، وزعم بعض النحويين أن " من " بعد إلا محذوفة، كان المعنى عنده إلا " من " ليأكلون الطعام.
وهذا خطأ بيّن، لأنّ " من " صلتها " أنّهم ليأكون "، فلا يجوز حذف الموصول وتبقية الصلة.
وقوله: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة}.
فيه قولان: قيل كان الرجل الشريف ربما أراد الإسلام فعلم أن من دونه في الشرف قد أسلم قبله فيمتنع من الإسلام لئلا يقال أسلم قبله من هو دونه،
وقيل كان الفقير يقول: لم لم أجعل بمنزلة الغنيّ، ويقول ذو البلاء: لم لم أجعل بمنزلة المعافى، نحو الأعمى والزّمن ومن أشبه هؤلاء.
وقوله تعالى: (أتصبرون وكان ربّك بصيرا) أي: أتصبرون على البلاء فقد عرفتم ما وعد الصابرون). [معاني القرآن: 4/62-63]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا}
قال قتادة فتنة أي بلاء
قال أبو جعفر الفتنة في اللغة الاختبار
والمعنى جعلنا الشريف للوضيع والوضيع للشريف فتنة
يروى أن الشريف كان يريد أن يسلم فيمنعه من ذلك أن من هو دونه قد أسلم قبله فيقول أعير بسبقه إياي
وإن بعض الزمنى والفقراء كان يقول لم لم أكن غنيا وصحيحا فأسلم
ثم قال جل وعز: {أتصبرون} أي إن صبرتم فقد عرفتم أجر الصابرين). [معاني القرآن: 5/16-15]


رد مع اقتباس