الموضوع: تدبر القرآن
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 5 شعبان 1435هـ/3-06-2014م, 03:05 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

الأمر بتدبر القرآن

قوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}
تفسير سورة النساء [ من الآية (80) إلى الآية (82) ]

قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الأَوَّلِينَ}
تفسير سورة المؤمنون [من الآية (62) إلى الآية (70) ]

قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}

تفسير سورة ص [ من الآية (27) إلى الآية (29) ]

قوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
تفسير سورة محمد [ من الآية (20) إلى الآية (24) ]

حديث عبيدة المكي مرفوعا وموقوفا: (يا أهل القرآن لا تتوسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار..)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(أخرج من حديث عبيدة المكي مرفوعا وموقوفا: ((يا أهل القرآن لا تتوسدوا القرآن وأتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار وأفشوه وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون)).) [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)

أقوال العلماء:
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ حثّ خلقه على أن يتدبّروا القرآن، فقال عزّ وجلّ «أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها» [محمّد 47/24].
وقال عزّ وجلّ " أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيراً» [النّساء 5/82].
ألا ترون رحمكم الله إلى مولاكم الكريم؛ كيف يحثّ خلقه على أن يتدبّروا كلامه، ومن تدبّر كلامه عرف الرّبّ عزّ وجلّ، وعرف عظيم سلطانه وقدرته، وعرف عظيم تفضّله على المؤمنين، وعرف ما عليه من فرض عبادته، فألزم نفسه الواجب، فحذر ممّا حذّره مولاه الكريم، ورغب فيما رغّبه فيه، ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن، وعند استماعه من غيره، كان القرآن له شفاءً، فاستغنى بلا مالٍ، وعزّ بلا عشيرةٍ، وأنس بما يستوحش منه غيره، وكان همّه عند تلاوة السّورة إذا افتتحها: متّى أتّعظ بما أتلوه؟، ولم يكن مراده متّى أختم السّورة؟، وإنّما مراده: متّى أعقل عن الله الخطاب؟، متّى أزدجر؟، متّى أعتبر؟، لأنّ تلاوته للقرآن عبادةٌ، والعبادة لا تكون بغفلةٍ، والله الموفّق.). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( إذا درس القرآن فبحضور فهمٍ وعقلٍ، همّته إيقاع الفهم لما ألزمه الله عزّ وجلّ من اتّباع ما أمر، والانتهاء عمّا نهى، ليس همّته متّى أختم السّورة، همّته متّى استغني بالله عن غيره، متّى أكون من المتقين، متّى أكون من المحسنين، متّى أكون من المتوكّلين، متّى أكون من الخاشعين، متّى أكون من الصّابرين، متّى أكون من الصّادقين، متّى أكون من الخائفين، متّى أكون من الرّاجين؟.
متّى أزهد في الدّنيا، متّى أرغب في الآخرة، متّى أتوب من الذّنوب، متّى أعرف النّعم المتواترة، متّى أشكر عليها، متّى أعقل عن الله جلّت عظمته الخطاب، متّى أفقه ما أتلو، متّى أغلب نفسي على هواها، متّى أجاهد في الله عزّ وجلّ حقّ الجهاد، متّى أحفظ لساني، متّى أغضّ طرفي، متّى أحفظ فرجي، متّى استحيى من الله عزّ وجلّ حقّ الحياء، متّى اشتغل بعيبي، متّى أصلح ما فسد من أمري، متّى أحاسب نفسي؟.
متّى أتزوّد ليوم معادي، متّى أكون عن الله راضياً، متّى أكون بالله واثقاً، متّى أكون بزجر القرآن متّعظاً، متّى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلاً، متّى أحبّ ما أحبّ، متّى أبغض ما أبغض، متّى أنصح لله، متّى أخلص له عملي؟.
متّى أقصّر أملي، متّى أتأهّب ليوم موتي، وقد غيّب عني أجلي، متّى أعمّر قبري، متّى أفكّر في الموقف وشدّته، متّى أفكّر في خلوتي مع ربّي، متّى أفكّر في المنقلب؟.
متّى أحذر ما حذّرني منه ربّي، من نارٍ حرّها شديدٌ، وقعرها بعيدٌ، وغمّها طويلٌ، لا يموت أهلها فيستريحوا، ولا تقال عثرتهم، ولا ترحم عبرتهم، طعامهم الزّقوم، وشرابهم الحميم، كلّما نضجت جلودهم بدلوا غيرها ليذوقوا العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم النّدم، وعضّوا على الأيدي أسفاً على تقصيرهم في طاعة الله عزّ وجلّ، وركوبهم لمعاصي الله تعالى، فقال منهم قائلٌ «يقول يا ليتني قدّمت لحياتي» (الفجر 79/24)، وقال قائلٌ «ربّ ارجعون. لعلّي أعمل صالحاً فيما تركت» (المؤمنون 23/100،99)، وقال قائلٌ «يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها» (الكهف 18/49)، وقال قائلٌ «يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلاً» (الفرقان 25/28)، وقالت فرقةٌ منهم، ووجوههم تتقلّب في أنواعٍ من العذاب، فقالوا «يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرّسولا» (الأحزاب 33/66).
فهذه النّار؛ يا معشر المسلمين؛ يا حملة القرآن، حذّرها الله المؤمنين في غير موضعٍ من كتابه، فقال عزّ وجلّ «يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها النّاس والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون» (التّحريم 66/6)، وقال عزّ وجلّ «اتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين» (آل عمران 3/131)، وقال عزّ وجلّ «يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله ولتنظر نفسٌ مّا قدّمت لغدٍ واتّقوا الله إنّ الله خبيرٌ بما تعملون» (الحشر 59/18).
ثمّ حذّر المؤمنين أن يغفلوا عمّا فرض عليهم، وما عهده إليهم، أن لا يضيّعوه، وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده، ولا يكونوا كغيرهم ممّن فسق عن أمره، فعذّبه بأنواع العذاب.
وقال عزّ وجلّ «ولا تكونوا كالّذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون» (الحشر 59/19)، ثمّ أعلم المؤمنين أنّه لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة، فقال عزّ وجلّ «لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون» (الحشر 59/20).
فالمؤمن العاقل إذا تلا القرأن استعرض، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله، وما قبح فيه، فما حذّره مولاه حذره، وما خوّفه به من عقابه خافه، وما رغّبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه.
فمن كانت هذه صفته، أو ما قارب هذه الصّفة، فقد تلاه حقّ تلاوته، ورعاه حقّ رعايته، وكان له القرآن شاهداً، وشفيعاً، وأنيساً، وحرزاً، ومن كان هذا وصفه نفع نفسه، ونفع أهله، وعاد على والديه، وعلى ولده كلّ خيرٍ في الدّنيا والآخرة.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)


قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (إن درس القرآن فبحضور فهم وعقل، همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله عز وجل من اتباع ما أمر، والانتهاء عما نهى، ليس همته متى أختم السورة، همته متى أستغني بالله عن غيره، متى أكون من المتقين، متى أكون من المحسنين، متى أكون من المتوكلين، متى أكون من الخاشعين، متى أكون من الصابرين، متى أكون من الصادقين، متى أكون من الخائفين، متى أكون من الراجين، متى أزهد في الدنيا، متى أرغب في الآخرة، متى أتوب من الذنوب، متى أعرف النعم المتواترة، متى أشكره عليها، متى أعقل عن الله عز وجل الخطاب، متى أفقه ما أتلو، متى أغلب نفسي على ما تهوى، متى أجاهد في الله حق جهاده، متى أحفظ لساني، متى أغض طرفي، متى أحفظ فرجي، متى أستحي من الله حق الحياء، متى أشتغل بعيبي، متى أصلح ما فسد من أمري، متى أتزود ليوم معادي، متى أكون عن الله راضيا، متى أكون بالله واثقا، متى أكون بزجر القرآن متعظا، متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا، متى أحب ما أحب، متى أبغض ما أبغض، متى أنصح لله، متى أخلص له عملي، متى أقصر أملي، متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي، متى أعمر قبري، متى أفكر في الموقف وشدته، متى أفكر في خلوتي مع ربي، متى أحذر ما حذرني ربي عز وجل من نار، حرها شديد، وقعرها بعيد، وعمقها طويل، لا يموت أهلها فيستريحوا، ولا تقال عثرتهم، ولا ترحم عبرتهم، طعامهم الزقوم، وشرابهم الحميم، كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم الندم، وعضوا على الأيدي أسفا على تقصيرهم في طاعته، وركوبهم لمعاصي الله عز وجل، فقال منهم قائل: {يا ليتني قدمت لحياتي}.
وقال قائل: {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} وقال قائل: {يا وليتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} وقال قائل: {يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} وقالت فرقة منهم – ووجوههم تتقلب في أنواع من العذاب: {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا}.
فهذه النار يا معشر المسلمين، يا حملة القرآن حذرها الله عز وجل المؤمنين في غير موضع من كتابه، رحمة منه لهم، فقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}. وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون* ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}.
فحذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم وعهد إليهم ألا يضيعوه وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده، ولا يكونوا كغيرهم ممن فسق عن أمره، فعذبه بأنواع العذاب، ثم أعلم المؤمنين أنه: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون}.
قال محمد بن الحسين: فالمؤمن العاقل إذا تلا القرآن، استعرض القرآن، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله، وما قبح منه، فما حذره مولاه حذره، وما خوفه به من عقابه خافه، وما رغبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه. فمن كانت هذه صفته أو ما قارب هذه الصفة، فقد تلاه حق تلاوته، ورعاه حق رعايته، فكان له القرآن شاهدا وشفيعا وأنيسا وحرزا.
أسأل الله عز وجل بكرمه، أن يجعل لي من هذه الأوصاف حظا، أتخلص به من تبعة القرآن. وقد كان شيخنا أبو القاسم الشاطبي رحمه الله، صاحب هذه الأوصاف جميعها، وربما زاد عليها.) [جمال القراء :1/115-123](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال محمد بن الحسين: ينبغي لأهل القرآن أن يتأدبوا به، ولا يغفلوا عنه، فإذا انصرفوا عن تلاوة القرآن، اعتبروا نفوسهم بالمحاسبة لها، فإن تبينوا منها قبول ما ندبهم إليه مولاهم الكريم مما هو واجب عليهم من أداء فرائضه واجتناب محارمه؛ فحمدوه في ذلك، وشكروا الله عز وجل على ما وفقهم له، وإن علموا أن النفوس معرضة عما ندبهم إليه مولاهم الكريم، قليلة الاكتراث به؛ استغفروا الله عز وجل من تقصيرهم، وسألوه النقلة من هذه الحالة التي لا تحسن بأهل القرآن، ولا يرضاها لهم مولاهم، إلى حال يرضاها، فإنه لا يقطع من لجأ إليه. ومن كانت هذه حاله؛ وجد منفعة تلاوة القرآن في جميع أموره، وعاد عليه من بركة القرآن كما يحب في الدنيا والآخرة.).[جمال القراء :1/115-123](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (تكره قراء القرآن بلا تدبر وعليه محل حديث عبد الله بن عمرو: لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث.
وقول ابن مسعود لمن أخبره أنه يقوم بالقرآن في ليلة: "أهَذًّا كهذِّ الشعر".
وكذلك قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صفة الخوارج: ((يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولا حناجرهم))، ذمهم بإحكام ألفاظه وترك التفهم لمعانيه). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480] (م)

رد مع اقتباس