عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م, 09:20 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

نزول قوله تعالى: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَيلٌ لِّلمُطَفِّفينَ}.
أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين النقيب قال: أخبرنا جدي محمد بن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ حدثنا عبد الرحمن بن بشير قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال: حدثني أبي قال: حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً فأنزل الله تعالى: {وَيلٌ لِّلمُطَفِّفينَ * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون} فأحسنوا الكيل بعد ذلك.
قال القرظي: كان بالمدينة تجار يطففون وكانت بياعاتهم كشبه
[أسباب النزول: 482]
القمار المنابذة والملامسة والمخاطرة فأنزل الله تعالى هذه الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السوق وقرأها.
وقال السدي: قدم رسول الله المدينة وبها رجل يقال له أبو جهينة ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 483]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ):
(وهي مكية في قول جماعة من المفسرين، واحتجوا لذكر الأساطير، وهذا على أن هذا تطفيف الكيل والوزن كان بمكة حسبما هو في كل أمة لا سيما مع كفرهم، وقال ابن عباس والسدي والنقاش وغيره: (
السورة مدنية).

قال السدي: (كان بالمدينة رجل يكنى أبا جهينة له مكيالان يأخذ بالأوفى ويعطي بالأنقص، فنزلت السورة فيه، يقال: إنها أول سورة نزلت بالمدينة).
وقال ابن عباس أيضا فيما روي عنه: (نزل بعضها بمكة ونزل أمر التطفيف بالمدينة؛ لأنهم كانوا أشد الناس فسادا في هذا المعنى فأصلحهم الله تعالى بهذه السورة).
وقال آخرون: نزلت السورة بين مكة والمدينة، وذلك ليصلح الله تعالى أمرهم قبل ورود رسوله عليهم.
قال القاضي أبو محمد: وأمر الكيل والوزن وكيد جدا، وتصرفه في المدن ضروري في الأموال التي هي حرام بغير حق والفساد فيه كبير لا تنفع فيما وقع منه التوبة، ولا يخلص إلا رد المظلمة إلى صاحبها.
وقال مالك بن دينار: (احتضر جار لي فجعل يقول: جبلان من نار، فقلت له ما هذا؟ فقال لي: يا أخي، كان لي مكيالان، آخذ بالوافي وأعطي بالناقص).
وقال عكرمة: (أشهد على كل كيال أو وزان أنه في النار).
وقال بعض العرب: لا تلتمسوا المروءة ممن مروءته في رؤوس المكاييل وألسنة الموازين). [المحرر الوجيز: 30/556]م
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (قال ابن عباس: (لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله تعالى: {ويل للمطففين} [المطففين: 1] فأحسنوا الكيل بعد ذلك).
وقال السدي: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وبها رجل يقال له أبو جهينة ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر فأنزل الله هذه الآية)). [زاد المسير: 9/51-52]م

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (وسبب نزول السورة أنه كان بالمدينة رجل يقال له: أبو جهينة له مكيالان يأخذ بالأوفى ويعطى بالأنقص، فالسورة على هذا مدنية.
وقيل: مكية لذكر أساطير الأولين.
وقيل: نزل بعضها بمكة. ونزل أمر التطفيف بالمدينة إذ كانوا أشد الناس فسادا في هذا المعنى فأصلحهم الله بهذه السورة). [التسهيل: 2/460]م
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال النّسائيّ وابن ماجه: أخبرنا محمّد بن عقيلٍ -زاد ابن ماجه: وعبد الرّحمن بن بشرٍ-قالا: حدّثنا عليّ بن الحسين بن واقدٍ، حدّثني أبي، عن يزيد-هو ابن أبي سعيدٍ النّحويّ، مولى قريشٍ-عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: (لمّا قدم نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة كانوا من أخبث النّاس كيلًا فأنزل اللّه: {ويلٌ للمطفّفين} [المطففين: 1] فحسنّوا الكيل بعد ذلك)). [تفسير القرآن العظيم: 8/346]م
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج النسائي، وَابن ماجة، وَابن جَرِير والطبراني، وَابن مردويه والبيهقي في "شعب الإيمان" بسند صحيح عن ابن عباس قال: (لما قدم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله {ويل للمطففين} الآية [المطففين: 1] فأحسنوا الكيل بعد ذلك)). [الدر المنثور: 15/288]م
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}
(ك) أخرج النسائي وابن ماجه بسند صحيح عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أبخس الناس كيلا، فأنزل الله: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)} فأحسنوا الكيل بعد ذلك). [لباب النقول: 289]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ):
(والقول بأنّها نزلت بين مكّة والمدينة قولٌ حسنٌ.

فقد ذكر الواحديّ في "أسباب النّزول" عن ابن عبّاسٍ: (قال لمّا قدم النّبي صلّى الله عليه وسلّم المدينة كانوا من أخبث النّاس كيلًا، فأنزل اللّه تعالى: {ويلٌ للمطفّفين} فأحسنوا الكيل بعد ذلك).
وعن القرظيّ (كان بالمدينة تجّارٌ يطفّفون الكيل وكانت بياعاتهم كسبة القمار والملامسة والمنابذة والمخاصرة، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية فخرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم إلى السّوق وقرأها، وكانت عادةً فشت فيهم من زمن الشّرك فلم يتفطّن بعض الّذين أسلموا من أهل المدينة لما فيه من أكل مال النّاس، فرأى إيقاظهم لذلك، فكانت مقدّمةً لإصلاح أحوال المسلمين في المدينة مع تشنيع أحوال المشركين بمكّة ويثرب بأنّهم الّذين سنّوا التّطفيف).
وما أنسب هذا المقصد بأن تكون نزلت بين مكّة والمدينة لتطهير المدينة من فساد المعاملات التّجاريّة قبل أن يدخل إليها النّبي صلّى الله عليه وسلّم لئلّا يشهد فيها منكرًا عامًّا فإنّ الكيل والوزن لا يخلو وقتٌ عن التّعامل بهما في الأسواق وفي المبادلات). [التحرير والتنوير: 30/187-188]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وقد اختلف في كونها مكّيّةً أو مدنيّةً أو بعضها مكّيٌّ وبعضها مدنيٌّ.
فعن ابن مسعودٍ والضّحّاك ومقاتلٍ في روايةٍ عنه: (أنّها مكّيّةٌ).
وعن ابن عبّاسٍ في الأصحّ عنه وعكرمة والحسن والسّدّيّ ومقاتلٍ في روايةٍ أخرى عنه: (أنّها مدنيّةٌ)، قال: (وهي أوّل سورةٍ نزلت بالمدينة).
وعن ابن عبّاسٍ في روايةٍ عنه وقتادة: (هي مدنيّة إلّا ثمان آياتٍ من آخرها من قوله: {إنّ الّذين أجرموا} [المطففين: 29] إلى آخرها).
وقال الكلبيّ وجابر بن زيدٍ: (نزلت بين مكّة والمدينة فهي لذلك مكّيّةٌ؛ لأنّ العبرة في المدنيّ بما نزل بعد الهجرة على المختار من الأقوال لأهل علم القرآن).
قال ابن عطيّة: احتجّ جماعةٌ من المفسّرين على أنّها مكّيّةٌ بذكر الأساطير فيها أي قوله: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين} [القلم: 15]. والّذي نختاره: أنّها نزلت قبل الهجرة؛ لأنّ معظم ما اشتملت عليه التّعريض بمنكري البعث.
ومن اللّطائف أن تكون نزلت بين مكّة والمدينة لأنّ التّطفيف كان فاشيًا في البلدين.
وقد حصل من اختلافهم أنّها: إمّا آخر ما أنزل بمكّة، وإمّا أوّل ما أنزل بالمدينة، والقول بأنّها نزلت بين مكّة والمدينة قولٌ حسنٌ). [التحرير والتنوير: 30/187]م

قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (ابن ماجه رقم 2223 حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ومحمد بن عقيل بن خويلد قالا حدثنا علي بن الحسين بن واقد حدثني أبي حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله سبحانه وتعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فأحسنوا الكيل بعد ذلك.
الحديث أخرجه النسائي كما قال [الحافظ ابن كثير :4/483] من طريق محمد بن عقيل به.
وسنده رجاله ثقات إلا علي بن الحسين بن واقد ففيه كلام، وأما محمد بن عقيل فهو مقرون فلا يضر السند ما فيه من الكلام، وأخرجه [ابن حبان:438] من موارد الظمآن، و[ابن جرير: 29/91] وعنده متابعة لعلي بن حسين بن واقد فقد تابعه يحيى بن واضح وهو حافظ من رجال الجماعة لكن شيخ ابن جرير فيه كلام أعني محمد بن حميد الرازي الحافظ، و[الحاكم: 2/33] وقال: صحيح الإسناد وسكت عليه الذهبي. وعنده أيضا متابعة لعلي بن الحسن بن شقيق من رجال الجماعة كما في تهذيب التهذيب لكن في الطريق إليه محمد بن موسى بن حاتم القاشاني وقد قال تلميذه هنا القاسم بن القاسم السياري أنا بريء من عهدته، وقال ابن أبي سعدان كان محمد بن علي الحافظ سيء الرأي فيه كذا في لسان الميزان، لكن مجموع هذه المتابعات تدل على ثبوت الحديث. والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 266]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس