عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:15 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) )

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :({سرمدًا} [القصص: 71] : «دائمًا» ). [صحيح البخاري: 6/55] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سرمدًا دائمًا كذا وقع هنا وليس هذا في الأنعام وإنّما هو في سورة القصص قال أبو عبيدة في قوله تعالى قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدا إلى يوم القيامة سرمدا أي دائما قال وكل شيء لا ينقطع فهو سرمد وقال الكرماني كأنّه ذكرها هنا لمناسبة قوله تعالى في هذه السّورة وجاعل اللّيل سكنًا). [فتح الباري: 8/288]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي عن ابن عبّاس قوله 71 القصص {سرمدا} وقال دائما). [تغليق التعليق: 4/211]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (سرمدا دائما
لا مناسبة لذكر هذا هاهنا لأنّه لم يقع هذا إلاّ في سورة القصص في قوله تعالى: {قل أرأيتم أن جعل الله عليكم اللّيل سرمدا إلى يوم القيامة} (القصص: 71) سرمدا أي: دائما. وقال الكرماني: ذكره هنا لمناسبة فالق الإصباح وجاعل اللّيل سكنا. قلت: لم يذكر وجه أكثر هذه الألفاظ المذكورة ولا تعرض إلى تفسيرها وإنّما ذكر هذا مع بيان مناسبة بعيدة على ما لا يخفى). [عمدة القاري: 18/221]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وفي قوله في سورة القصص (سرمدًا) إلى يوم القيامة أي (دائمًا) قيل وذكره هنا لمناسبة قوله في هذه السورة وجاعل الليل سكنًا). [إرشاد الساري: 7/116]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدًا إلى يوم القيامة من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بضياءٍ أفلا تسمعون}.
يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين باللّه: أيّها القوم أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل دائمًا لا نهار إلى يوم القيامة يعقبه. والعرب تقول لكلّ ما كان متّصلاً لا ينقطع من رخاءٍ أو بلاءٍ أو نعمةٍ هو سرمدٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {سرمدًا}: دائمًا لا ينقطع.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن أبي جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدًا} يقول: دائمًا.
وقوله: {من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بضياءٍ} يقول: من معبودٌ غير المعبود الّذي له عبادة كلّ شيءٍ يأتيكم بضياء النّهار، فتستضيئون به {أفلا تسمعون} يقول: أفلا ترعون ذلك سمعكم، وتفكّرون فيه فتتّعظون، وتعلمون أنّ ربّكم هو الّذي يأتي باللّيل ويذهب بالنّهار إذا شاء، وإذا شاء أتى بالنّهار وذهب باللّيل، فينعم باختلافهما كذلك عليكم). [جامع البيان: 18/304-305]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدًا إلى يوم القيامة من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بضياءٍ أفلا تسمعون (71)
قوله تعالى: قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدًا
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: سرمدًا يقول: دائمًا.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ سرمدًا دائمًا لا ينقطع.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدًا إلى يوم القيامة أي دائمًا إلى يوم القيامة.
قوله تعالى: من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بضياء الآية.
- وبه، عن قتادة قوله: من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بضياءٍ أي بنهارٍ أفلا تسمعون). [تفسير القرآن العظيم: 9/3003]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون * قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون * ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون * ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إن جعل الله عليكم الليل سرمدا} قال: دائما). [الدر المنثور: 11/500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {سرمدا} قال: دائما لا ينقطع). [الدر المنثور: 11/500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {سرمدا إلى يوم القيامة} قال: دائما {من إله غير الله يأتيكم بضياء} قال: بنهار). [الدر المنثور: 11/500]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم النّهار سرمدًا إلى يوم القيامة من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه أفلا تبصرون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} يا محمّد لمشركي قومك {أرأيتم} أيّها القوم {إن جعل اللّه عليكم النّهار سرمدًا} دائمًا لا ليل معه أبدًا {إلى يوم القيامة من إلهٌ غير اللّه} من معبودٍ غير المعبود الّذي له عبادة كلّ شيءٍ {يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه} فتستقرّون وتهدءون فيه. {أفلا تبصرون} يقول: أفلا ترون بأبصاركم اختلاف اللّيل والنّهار عليكم، رحمةً من اللّه لكم، وحجّةً منه عليكم، فتعلموا بذلك أنّ العبادة لا تصلح إلاّ لمن أنعم عليكم بذلك دون غيره، ولمن له القدرة الّتي خالف بها بين ذلك). [جامع البيان: 18/305]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم النهار الآية.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليّ بن مهران، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ تسكنون تقرّون فيها). [تفسير القرآن العظيم: 9/3003]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا يعني دائما لا ينقطع). [تفسير مجاهد: 489]

تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن رحمته جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون}.
يقول تعالى ذكره: {ومن رحمته} بكم أيّها النّاس {جعل لكم اللّيل والنّهار} فخالف بينهما، فجعل هذا اللّيل ظلامًا {لتسكنوا فيه} وتهدءوا وتستقرّوا لراحة أبدانكم فيه من تعب التّصرّف الّذي تتصرّفون نهارًا لمعايشكم. وفي الهاء الّتي في قوله: {لتسكنوا فيه} وجهان: أحدهما: أن تكون من ذكر اللّيل خاصّةً، ويضمّ للنّهار مع الابتغاء هاءٌ أخرى. والثّاني: أن تكون من ذكر اللّيل والنّهار، فيكون وجه توحيدها وهي لهما وجه توحيد العرب في قولهم: إقبالك وإدبارك يؤذيني، لأنّ الإقبال والإدبار فعلٌ، والفعل يوحّد كثيره وقليله. وجعل هذا النّهار ضياءً تبصرون فيه، فتتصرّفون بأبصاركم فيه لمعايشكم، وابتغاء رزقه الّذي قسّمه بينكم بفضله الّذي تفضّل عليكم.
وقوله: {ولعلّكم تشكرون} يقول تعالى ذكره: ولتشكروه على إنعامه عليكم بذلك، فعل ذلك بكم لتفردوه بالشّكر، وتخلصوا له الحمد، لأنّه لم يشركه في إنعامه عليكم بذلك شريكٌ، فلذلك ينبغي أن لا يكون له شريكٌ في الحمد عليه). [جامع البيان: 18/305-306]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ومن رحمته إلى قوله: ولتبتغوا من فضله
- به، عن السّدّيّ ولتبتغوا من فضله يعني: التّجارة.
قوله تعالى: ولعلّكم تشكرون
- أخبرنا محمّد بن حبالٍ من أهل مرو، وكتب إليّ، ثنا عمر بن عبد الغفّار القهندزيّ، قال: قال سفيان بن عيينة: على كلّ مسلمٍ أن يشكر اللّه، لأنّ اللّه قال: ولعلّكم تشكرون
وقد تقدّم قول الحبليّ: الصّلاة شكرٌ غير مرّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 9/3003-3004]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه} قال: في الليل {ولتبتغوا من فضله} قال: في النهار). [الدر المنثور: 11/500]

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الّذين كنتم تزعمون (74) ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيدًا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أنّ الحقّ للّه وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}.
يعني تعالى ذكره: ويوم ينادي ربّك يا محمّد هؤلاء المشركين فيقول لهم: {أين شركائي الّذين كنتم تزعمون} أيّها القوم في الدّنيا أنّهم شركائي). [جامع البيان: 18/306]

تفسير قوله تعالى: (وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيدًا} وأحضرنا من كلّ جماعةٍ شهيدها وهو نبيّها الّذي يشهد عليها بما إجابته أمّته فيما أتاهم به عن اللّه من الرّسالة. وقيل: ونزعنا من قوله: نزع فلانٌ بحجّة كذا، بمعنى: أحضرها وأخرجها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيدًا} وشهيدها نبيّها، يشهد عليها أنّه قد بلّغ رسالة ربّه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا؛ عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيدًا} قال: رسولاً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
وقوله: {فقلنا هاتوا برهانكم} يقول: فقلنا لأمّة كلّ نبيٍّ منهم الّتي ردّت نصيحته، وكذّبت بما جاءها به من عند ربّهم، إذا شهد نبيّها عليها بإبلاغه إيّاها رسالة اللّه: {هاتوا برهانكم} يقول: فقال لهم: هاتوا حجّتكم على إشراككم باللّه ما كنتم تشركون مع إعذار اللّه إليكم بالرّسل وإقامته عليكم بالحجج.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فقلنا هاتوا برهانكم} أي بيّنتكم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فقلنا هاتوا برهانكم} قال: حجّتكم لما كنتم تعبدون وتقولون.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {فقلنا هاتوا برهانكم} قال: حجّتكم بما كنتم تعبدون.
وقوله: {فعلموا أنّ الحقّ للّه} يقول: فعلموا حينئذٍ أنّ الحجّة البالغة للّه عليهم، وأنّ الحقّ للّه والصّدق خبره، فأيقنوا بعذابٍ من اللّه لهم دائمٌ. {وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} يقول: واضمحلّ فذهب الّذي كانوا يشركون باللّه في الدّنيا، وما كانوا يتخرّصون، ويكذّبون على ربّهم، فلم ينفعهم هنالك بل ضرّهم وأصلاهم نار جهنّم). [جامع البيان: 18/306-308]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيدًا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أنّ الحقّ للّه وضلّ عنهم ما كانوا يفترون (75)
قوله تعالى: ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيدًا
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: شهيدًا: رسولا.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيدًا وشهيدها نبيّها يشهد عليها أنّه قد بلّغ رسالات ربّه.
قوله تعالى: فقلنا هاتوا برهانكم
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية قوله: قل هاتوا برهانكم أي حجّتكم- وروي، عن مجاهدٍ والسّدّيّ والرّبيع بن أنسٍ مثل ذلك
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة فقلنا هاتوا برهانكم أي بيّنتكم.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، ثنا عبد الصّمد بن معقلٍ أنّه سمع وهب بن منبّهٍ يقول: قال اللّه عزّ وجلّ: يا معشر الجنّ والإنس، اسمعوا منّي اليوم وأنصتوا إليّ، فوعزّتي لا يجوز اليوم ظالم بظلم، ولا متقوّلٌ عليّ، ولا مبتدعٌ في عظمتي فهاتوا برهانكم أيّها المتقوّلون عليّ المبتدعون في عظمتي والمستخفّون بحقّ جلالي ما الّذي غرّكم، عنّي؟ وأنا الّذي لا شيء مثلي لو تجلّيت والأرض والجبال لزلزلن من هيبتي، ولو لحظت البحار ليبست مياهها وبدت قعورها من خشيتي، ولو أنّ جميع الخلائق سمعوا كلمةً من كلامي لصعقوا من خوفي، فهاتوا برهانكم أيّها الجهلة بأن لهذا الخلق بديعا غيري وبأن لي شريكًا كما زعمتم في ملكي، أو ثانيًا وليًّا معي وبأيّ شيءٍ عبدتموها دوني ولأي شيء نفيتموها، عن عبادتي وملكي وربوبيّتي، فالويل الطّويل يومئذٍ لمن أباد كذبه صدقه فيّ، والويل الطّويل يومئذٍ لمن أزهق الضّلالة حقّي، والويل الطّويل يومئذٍ لمن دحضت حجّته قدّامي.
قوله تعالى: فعلموا أن الحق لله
يعني: العدل
قوله تعالى: وضلّ، عنهم
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا بشرٌ بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عباس قوله: وضلّ، عنهم في القيامة ما كانوا يفترون ما كانوا يكذبون في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 9/3004-3005]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد هاتوا برهانكم أي حجتكم بما تعبدون). [تفسير مجاهد: 489]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ونزعنا من كل أمة شهيدا يعني رسولا). [تفسير مجاهد: 489]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وضل عنهم ما كانوا يفترون ما كانوا يعبدون ويقولون). [تفسير مجاهد: 489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ونزعنا من كل أمة شهيدا} قال: رسولا {فقلنا هاتوا برهانكم} قال: هاتوا حجتكم بما كنتم تعبدون وتقولون). [الدر المنثور: 11/501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {ونزعنا من كل أمة شهيدا} قال: شهيدها: نبيها، ليشهد عليها انه قد بلغ رسالات ربه {فقلنا هاتوا برهانكم} قال: بينتكم). [الدر المنثور: 11/501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وضل عنهم} في القيامة {ما كانوا يفترون} يكذبون في الدنيا). [الدر المنثور: 11/501]


رد مع اقتباس