عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 ربيع الثاني 1434هـ/4-03-2013م, 11:26 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {يأتيكم به...}
كناية عن ذهاب السمع والبصر والختم على الأفئدة. وإذا كنيت عن الأفاعيل وإن كثرت وحّدت الكناية؛ كقولك للرجل: إقبالك وإدبارك يؤذيني. وقد يقال: إن الهاء التي في (به) كناية عن الهدى، وهو كالوجه الأوّل). [معاني القرآن: 1/ 335]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصركم}
مجازه: إن أصم الله أسماعكم وأعمى أبصاركم، تقول العرب: قد أخذ الله سمع فلانٍ، وأخذ بصر فلانٍ.
{ثمّ هم يصدفون} مجازه: يعرضون، يقال: صدف عني بوجهه، أي أعرض). [مجاز القرآن: 1/ 192]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قل أرأيتم إن أخذ اللّه سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم مّن إله غير اللّه يأتيكم به انظر كيف نصرّف الآيات ثمّ هم يصدفون}
وقال: {أرأيتم إن أخذ اللّه سمعكم وأبصاركم}
ثم قال: {يأتيكم به} حمله على السمع أو على ما أخذ منهم). [معاني القرآن: 1/ 239]

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والأعمش {أرأيتكم} {أرأيتم} بالهمز كل ما في القرآن.
أبو جعفر ونافع {أرآيتكم} يثبتان الألف، ولا يهمزان كل ما في القرآن.
عيسى بن عمر {أريتم} بحذف الهمزة من كل ما في القرآن.
وعلى قراءة عيسى قول الراجز:
أريت إن جئت به أملودا = مرجلا ويلبس البرودا
فحذف.
[معاني القرآن لقطرب: 512]
وقالوا في الكلام: را زيد عمرا، وقد ري الهلال، وريت زيدًا، بغير همز.
وقال الشاعر:
من را مثل معدان بن ليلى = إذا ما النسع طال على المطيه
ومن را مثل معدان بن ليلى = إذا هبت شآمية عرية). [معاني القرآن لقطرب: 513] (م)
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {يصدفون} فالفعل صدف يصدف؛ أي عدل عنه.
وقال ابن الرقاع:
إذا ذكرن حديثًا قلن أحسنه = وهن عن كل سوء يتقى صدف
وقال لبيد:
تروي قوامح قبل الليل صادفة = أشباه جن عليها الريط والأزر). [معاني القرآن لقطرب: 542]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يصدفون}: يعرضون، يقال صدف عني أعرض عني). [غريب القرآن وتفسيره: 137]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يصدفون} يعرضون، يقال: صدف عني وصد، أي أعرض). [تفسير غريب القرآن: 154]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قل أرأيتم إن أخذ اللّه سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير اللّه يأتيكم به انظر كيف نصرّف الآيات ثمّ هم يصدفون}أي: بسمعكم، ويكون ما عطف على السمع داخلا في القصة إذ كان معطوفا على السمع.
وقوله: {انظر كيف نصرّف الآيات ثمّ هم يصدفون} أي "يعرضون".
أعلم الله جلّ وعزّ أنّه يصرف لهم الآيات، وهي العلامات التي تدل على توحيده، وصحة نبوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ثم هم يعرضون عما وضح لهم وظهر عندهم). [معاني القرآن: 2/ 249]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به}
المعنى: من إله غير الله يأتيكم بما أخذ منكم والهاء كناية عن المصدر فلذلك وحدت ويجوز أن يكون تعود على السمع مثل {والله ورسوله أحق أن يرضوه}). [معاني القرآن: 2/ 426]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون}
قال قتادة: أي يصدفون عنها). [معاني القرآن:2/ 426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَصْدِفُونَ}: يعرضون). [العمدة في غريب القرآن: 127]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)}:
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إن أتاكم عذاب الله بغتةً أو جهرةً}
مجاز بغتة: فجأة وهم لا يشعرون.
{أو جهرة} أي: أو علانية وهم ينظرون). [مجاز القرآن: 1/ 193]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب اللّه بغتة أو جهرة هل يهلك إلّا القوم الظّالمون}
البغتة المفاجأة، والجهر أو يأتيهم وهم يرونه.
{هل يهلك إلّا القوم الظّالمون}أي: هل يهلك إلا أنتم ومن أشبهكم، لأنكم كفرتم معاندين، فقد علمتم أنكم ظالمون). [معاني القرآن: 2/ 249-250]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة}
قال مجاهد: البغتة أن يأتيهم فجاءة آمنين والجهرة أن يأتيهم وهم ينظرون). [معاني القرآن: 2/ 426]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {هل يهلك إلا القوم الظالمون} أي: هل يهلك إلا أنتم لأنهم كفروا وعاندوا). [معاني القرآن: 2/ 427]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وما نرسل المرسلين إلّا مبشّرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
أي: ليس إرسالهم بأن يأتوا الناس بما يقترحون عليهم من الآيات وإنّما يأتون من الآيات بما يبين الله به براهينهم، وإنما قصدهم التبشير والإنذار). [معاني القرآن: 2/ 250]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل ثناؤه: {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين} أي: لم نرسلهم ليأتوا بالآيات المقترحات وإنما يأتون من الآيات بما تظهر معه براهينهم وإنما مذهبهم التبشير والإنذار). [معاني القرآن: 2/ 427]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}


رد مع اقتباس