عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 12:01 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف



تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون} عن آياتنا قال يعرضون عنها). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 206-207]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(قال ابن عبّاسٍ: {ثمّ لم تكن فتنتهم} [الأنعام: 23] : «معذرتهم»، {معروشاتٍ} [الأنعام: 141] : «ما يعرش من الكرم وغير ذلك» ، {حمولةً} [الأنعام: 142] : «ما يحمل عليها»، {وللبسنا} [الأنعام: 9] : «لشبّهنا» ، {لأنذركم به} [الأنعام: 19] : «أهل مكّة» {ينأون} [الأنعام: 26] : «يتباعدون» . {تبسل} [الأنعام: 70] : «تفضح» . {أبسلوا} [الأنعام: 70] : «أفضحوا» ، {باسطو أيديهم} : «البسط الضّرب» ، وقوله: {استكثرتم من الإنس} [الأنعام: 128] : «أضللتم كثيرًا»، {ممّا ذرأ من الحرث} [الأنعام: 136] : «جعلوا للّه من ثمراتهم ومالهم نصيبًا، وللشّيطان والأوثان نصيبًا» ، {أكنّةً} [الأنعام: 25] : «واحدها كنانٌ» ، {أمّا اشتملت} [الأنعام: 143] : «يعني هل تشتمل إلّا على ذكرٍ أو أنثى، فلم تحرّمون بعضًا وتحلّون بعضًا؟» {مسفوحًا} [الأنعام: 145] : مهراقًا، {صدف} [الأنعام: 157] : " أعرض). [صحيح البخاري: 6/ 55-56] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (صدف أعرض
أشار به إلى قوله: {فمن أظلم ممّن كذب بآيات الله وصدف عنها}[الأنعام: 157] الآية. وفسّر: صدف. بقوله أعرض، وعن ابن عبّاس ومجاهد وقتادة، صدف عنها أعرض عنها. أي: عن آيات الله تعالى، وقال السّديّ: أي صدف عن اتّباع آيات الله أي: صرف النّاس وصدهم عن ذلك، وقال بعضهم: قوله: (صدف) أعرض قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {ثمّ هم يصدقون} أي يعرضون قلت البخاريّ لم يذكر إلاّ لفظ صدف وإن كان معنى يصدقون كذلك فلا بلاد من رعاية المناسبة). [عمدة القاري: 18/ 221] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتم إن أخذ اللّه سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إلهٌ غير اللّه يأتيكم به انظر كيف نصرّف الآيات ثمّ هم يصدفون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء العادلين بي الأوثان والأصنام المكذّبين بك: أرأيتم أيّها المشركون باللّه غيره إن أصمّكم اللّه فذهب بأسماعكم وأعماكم فذهب بأبصاركم، {وختم على قلوبكم} فطبع عليها حتّى لا تفقهوا قولاً ولا تبصروا حجّةً ولا تفهموا مفهومًا، أيّ إلهٍ غير اللّه الّذي له عبادة كلّ عابدٍ يأتيكم به، يقول: يردّ عليكم ما ذهب اللّه به منكم من الأسماع والأبصار والأفهام فتعبدوه أو تشركوه في عبادة ربّكم الّذي يقدر على ذهابه بذلك منكم وعلى ردّه عليكم إذا شاء.
وهذا من اللّه تعالى تعليمٌ نبيّه الحجّة على المشركين به، يقول له: قل لهم: إنّ الّذين تعبدونهم من دون اللّه لا يملكون لكم ضرًّا ولا نفعًا، وإنّما يستحقّ العبادة عليكم من كان بيده الضّرّ والنّفع والقبض والبسط، القادر على كلّ ما أراد لا العاجز الّذي لا يقدر على شيءٍ.
ثمّ قال تعالى لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {انظر كيف نصرّف الآيات} يقول: انظر كيف نتابع عليهم الحجج ونضرب لهم الأمثال والعبر ليعتبروا ويذّكّروا فينيبوا. {ثمّ هم يصدفون} يقول: ثمّ هم مع متابعتنا عليهم الحجج وتنبيهنا إيّاهم بالعبر عن الادّكار والاعتبار يعرضون.
يقال منه: صدف فلانٌ عنّي بوجهه فهو يصدف صدوفًا وصدفًا: أي عدل وأعرض، ومنه قول ابن الرّقاع:
إذا ذكرن حديثًا قلن أحسنه ....... وهنّ عن كلّ سوءٍ يتّقى صدف
وقال لبيدٌ:
يروي قوامح قبل اللّيل صادفةً ....... أشباه جنٍّ عليها الرّيط والأزر
فإن قال قائلٌ: وكيف قيل: {من إلهٌ غير اللّه يأتيكم به} فوحّد الهاء، وقد مضى الذّكر قبل بالجمع فقال: {أرأيتم إن أخذ اللّه سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم}؟
قيل: جائزٌ أن تكون الهاء عائدةً على السّمع، فتكون موحّدةً لتوحيد السّمع، وجائزٌ أن تكون معنيًّا بها: من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بما أخذ منكم من السّمع والأبصار والأفئدة، فتكون موحّدةً لتوحيد (ما)، والعرب تفعل ذلك إذا كنّت عن الأفعال وحدت الكناية وإن كثر ما يكنّى بها عنه من الأفاعيل، كقولهم: إقبالك وإدبارك يعجبني.
وقد قيل: إنّ الهاء الّتي في (به) كنايةٌ عن الهدى.
وبنحو ما قلنا في تأويل قوله: {يصدفون}، قال: أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {يصدفون} قال: يعرضون.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يصدفون} قال: يعدلون.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {نصرّف الآيات ثمّ هم يصدفون} قال: يعرضون عنها.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {ثمّ هم يصدفون} قال: يصدّون). [جامع البيان: 9/ 251-253]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({قل أرأيتم إن أخذ اللّه سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إلهٌ غير اللّه يأتيكم به انظر كيف نصرّف الآيات ثمّ هم يصدفون (46)}
قوله: {قل أرأيتم إن أخذ اللّه سمعكم وأبصاركم}
- حدّثنا موسى بن أبي موسى الأنصاريّ، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ،، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، قوله: {وختم} يعني: طبع.
قوله:{ ثم هم يصدفون}.
الوجه الأول:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: يصدفون يعدلون.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ثمّ هم يصدفون قال: يعرضون. وروي، عن أبي مالكٍ، وقتادة نحو ذلك.
الوجه الثّالث:
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: ثمّ هم يصدفون، قال: يصدّون). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1294]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ):
(ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:{ ثم هم يصدفون} أي يعرضون). [تفسير مجاهد: 214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {يصدفون}، قال: يعدلون.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {يصدفون}، قال: يعرضون عن الحق، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت سفيان بن الحارث وهو يقول: عجبت لحكم الله فينا وقد بدا * له صدفنا عن كل حق منزل.
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {يصدفون}، قال: يعرضون، وفي قوله: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة} قال: فجأة آمنين {أو جهرة} قال: وهم ينظرون وفي قوله: {قل هل يستوي الأعمى والبصير}). [الدر المنثور: 6/ 52-53]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)}

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(قال ابن عبّاسٍ: {ثمّ لم تكن فتنتهم} [الأنعام: 23] : «معذرتهم»، {معروشاتٍ} [الأنعام: 141] : «ما يعرش من الكرم وغير ذلك» ، {حمولةً} [الأنعام: 142] : «ما يحمل عليها»، {وللبسنا} [الأنعام: 9] : «لشبّهنا» ، {لأنذركم به} [الأنعام: 19] : «أهل مكّة» {ينأون} [الأنعام: 26] : «يتباعدون» . {تبسل} [الأنعام: 70] : «تفضح» . {أبسلوا} [الأنعام: 70] : «أفضحوا» ، {باسطو أيديهم} : «البسط الضّرب» ، وقوله: {استكثرتم من الإنس} [الأنعام: 128] : «أضللتم كثيرًا»، {ممّا ذرأ من الحرث} [الأنعام: 136] : «جعلوا للّه من ثمراتهم ومالهم نصيبًا، وللشّيطان والأوثان نصيبًا» ، {أكنّةً} [الأنعام: 25] : «واحدها كنانٌ» ، {أمّا اشتملت} [الأنعام: 143] : «يعني هل تشتمل إلّا على ذكرٍ أو أنثى، فلم تحرّمون بعضًا وتحلّون بعضًا؟» {مسفوحًا} [الأنعام: 145] : مهراقًا، {صدف} [الأنعام: 157] : " أعرض، أبلسوا: أويسوا "، و {أبسلوا} [الأنعام: 70] : «أسلموا» ، {سرمدًا} [القصص: 71] : «دائمًا» ، {استهوته} [الأنعام: 71] : «أضلّته» ، {تمترون} [الأنعام: 2] : «تشكّون» ، {وقرٌ} [فصلت: 5] : " صممٌ، وأمّا الوقر: فإنّه الحمل "، {أساطير} [الأنعام: 25] : «واحدها أسطورةٌ وإسطارةٌ، وهي التّرّهات» ، {البأساء} [البقرة: 177] : «من البأس، ويكون من البؤس» . {جهرةً} [البقرة: 55] : «معاينةً»). [صحيح البخاري: 6/ 55-56] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله جهرةً: معاينةٌ قال أبو عبيدة في قوله: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة} أي فجأةً وهم لا يشعرون أو جهرةً أي علانيةً وهم ينظرون).[فتح الباري: 8/ 288]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (جهرةً معاينةً
أشار به إلى قوله تعالى: {قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة وهم يشعرون هل يهلك إلاّ القوم الظّالمون} البغتة الفجأة، والجهرة المعاينة وكذا فسره أبو عبيدة). [عمدة القاري: 18/ 222]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: {أو} ({جهرة}) أي (معاينة) ).[إرشاد الساري: 7/ 116]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب اللّه بغتةً أو جهرةً هل يهلك إلاّ القوم الظّالمون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء العادلين بربّهم الأوثان، المكذّبين بأنّك لي رسولي إليهم: أخبروني إن أتاكم عذاب اللّه وعقابه على ما تشركون به من الأوثان والأنداد، وتكذيبكم إيّاي بعد الّذي قد عاينتم من البرهان على حقيقة قولي. {بغتةً} يقول: فجأةً على غرّةٍ لا تشعرون. {أو جهرةً} يقول: أو أتاكم عذاب اللّه وأنتم تعاينونه وتنظرون إليه. {هل يهلك إلاّ القوم الظّالمون} يقول: هل يهلك اللّه منّا ومنكم إلاّ من كان يعبد غير من يستحقّ علينا العبادة وترك عبادة من يستحقّ علينا العبادة.
وقد بيّنّا معنى الجهرة في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته، وأنّها من الإجهار، وهو إظهار الشّيء للعين.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {جهرةً} قال: وهم ينظرون.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب اللّه بغتةً} فجأةً آمنين، {أو جهرةً} وهم ينظرون).[جامع البيان: 9/ 253-254]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب اللّه بغتةً أو جهرةً هل يهلك إلّا القوم الظّالمون (47)}
قوله: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة}
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتةً} قال: فجأةً آمنين.
قوله: {أو جهرةً}.
- وبه، عن مجاهدٍ قوله: بغتةً أو جهرةً قال: جهرة: وهم ينظرون). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1294]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ):
(ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة يعني فجأة آمنين أو جهرة يعني وهم ينظرون). [تفسير مجاهد: 214-215]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {يصدفون} قال: يعرضون، وفي قوله: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة} قال: فجأة آمنين {أو جهرة} قال: وهم ينظرون).[الدر المنثور: 6/ 53] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما نرسل المرسلين إلاّ مبشّرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}.
يقول تعالى ذكره: وما نرسل رسلنا إلاّ ببشارة أهل الطّاعة لنا بالجنّة والفوز المبين يوم القيامة، جزاءً منّا لهم على طاعتنا، وبإنذار من عصانا وخالف أمرنا، عقوبتنا إيّاه على معصيتنا يوم القيامة، جزاءً منّا على معصيتنا، لنعذر إليه، فيهلك إن هلك عن بيّنةٍ. {فمن آمن وأصلح} يقول: فمن صدّق من أرسلنا إليه من رسلنا إنذارهم إيّاه، وقبل منهم ما جاءوه به من عند اللّه وعمل صالحًا في الدّنيا، {فلا خوفٌ عليهم} عند قدومهم على ربّهم من عقابه وعذابه الّذي أعدّه اللّه لأعدائه وأهل معاصيه: {ولا هم يحزنون} عند ذلك على ما خلّفوا وراءهم في الدّنيا). [جامع البيان: 9/ 254]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وما نرسل المرسلين إلّا مبشّرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (48)}
قوله: {وما نرسل المرسلين}
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ أنّه كان يقرؤها: كان النّاس أمّةً واحدةً فاختلفوا فبعث اللّه النّبيّين مبشّرين ومنذرين. إنّ اللّه إنّما بعث الرّسل وأنزل الكتاب عند الاختلاف.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمرٌ، عن قتادة فبعث اللّه النّبيّين مبشّرين ومنذرين، فكان أوّل نبيٍّ بعث نوحًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله: {إلا مبشّرين}.
- حدّثنا أبي، ثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ، ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد الله المسفزاري، عن شيبان النّحويّ، أخبرني قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {مبشّرين} قال: مبشّرًا بالجنّة.
قوله: {ومنذرين}.
- وبه، عن ابن عبّاسٍ قال: نذيرًا من النّار.
قوله: {فمن آمن وأصلح}.
- أخبرنا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي فيما كتب إليّ، ثنا يونس بن محمّدٍ المؤدّب، ثنا شيبان النّحويّ، عن قتادة وأصلح قال: أصلح ما بينه وبين اللّه.
قوله: {فلا خوفٌ عليهم}.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: فلا خوفٌ عليهم يعني في الآخرة. وروي، عن مقاتل بن حيّان مثل ذلك.
قوله: {ولا هم يحزنون}.
- وبه، عن سعيد بن جبيرٍ قوله: ولا هم يحزنون يعني: لا يحزنون للموت).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 1295]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين كذّبوا بآياتنا يمسّهم العذاب بما كانوا يفسقون}.
يقول تعالى ذكره: وأمّا الّذين كذّبوا بمن أرسلنا إليه من رسلنا وخالفوا أمرنا ونهينا ودافعوا حجّتنا، فإنّهم يباشرهم عذابنا وعقابنا على تكذيبهم ما كذّبوا به من حججنا {بما كانوا يفسقون} يقول: بما كانوا يكذبون.
وكان ابن زيدٍ يقول: كلّ فسقٍ في القرآن فمعناه الكذب
- حدّثني بذلك يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ، عنه). [جامع البيان: 9/ 255]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({والّذين كذّبوا بآياتنا يمسّهم العذاب بما كانوا يفسقون (49)}
قوله: {والّذين كذّبوا بآياتنا يمسهم العذاب}.
قد تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1295]


رد مع اقتباس