عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَ آَلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"آل فرعون" قومه وأتباعه، ومنه قول الشاعر:
فلا تبك ميتا بعد ميت أجنه علي وعباس وآل أبي بكر
يريد المسلمين في مواراة النبي عليه الصلاة والسلام، ويحتمل أن يريد بـ "آل فرعون" قرابته على عرف الآل، وخصهم بالذكر لأنهم عمدة القوم وكبراؤهم.
وقوله تعالى: "كذبوا بآياتنا" يحتمل أن يريد آل فرعون المذكورين أخذناهم كذلك، يريدهم بالضمير لأن ذلك الإغراق الذي كان في البحر كان بالعزة والقدرة، ويكون قوله: "بآياتنا" يريد بها التسع، ثم أكد بقوله: "كلها"، ويحتمل أن يكون قوله تبارك وتعالى: {ولقد جاء آل فرعون النذر} كلاما تاما ثم يكون قوله تعالى: {كذبوا بآياتنا كلها} يعود الضمير في "كذبوا" على جميع من ذكر من الأمم، ويجيء جميع الآيات مستقيما، ويجيء قوله تعالى: "فأخذناهم" كذلك يعود على جميع الأمم المذكورة). [المحرر الوجيز: 8/ 152-153]

تفسير قوله تعالى: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أكفاركم خير من أولئكم} الآية ... خطاب لقريش، وقفهم على جهة التوبيخ، أثم خصلة من مال أو قوة أبدان وبسطة أو عقل أو غير ذلك مما يقتضي أنكم خير من هؤلاء المعذبين لما كذبوا، فيرجى لكم -بذلك الفضل- النجاة من العذاب حين كذبتم رسولكم؟ أم لكم في كتب الله تعالى المنزلة براءة من العذاب؟ قاله الضحاك، وابن زيد، وعكرمة). [المحرر الوجيز: 8/ 153]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {أم يقولون} جميع واثقون بأنا منتصرون بقوتنا على جهة الإعجاب والتعاطي، سيهزمون فلا ينفع جمعهم، وقرأ أبو حيوة: "أم تقولون" بالتاء من فوق). [المحرر الوجيز: 8/ 153]

تفسير قوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {سيهزم الجمع ويولون الدبر * بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر * إن المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * إنا كل شيء خلقناه بقدر * وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر * ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر * وكل شيء فعلوه في الزبر * وكل صغير وكبير مستطر * إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر}
هذه عدة من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن جمع قريش سيهزم نصرة له، والجمهور على أن الآية مكية، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال: كنت أقول في نفسي: أي جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدرع وهو يقول: سيهزم الجمع ويولون الدبر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فإنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر مستشهدا بالآية.
وقال قوم: إن الآية نزلت يوم بدر، وذلك ضعيف، والصواب أن الوعد أنجز يوم بدر قال أبو حاتم: قرأ بعض القراء: "سيهزم" بفتح الياء وكسر الزاي "الجمع" نصبا، قال أبو عمرو الداني قرأ أبو حيوة: "سنهزم" بالنون وكسر الزاي "الجمع" بالنصب "وتولون" بالتاء من فوق.
ثم تركت هذه الأقوال وأضرب عنها تهمما بأمر الساعة التي عذابها أشد عليهم من كل هزيمة وقتل، فقال تعالى: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}، "أدهى" أفعل من الداهية وهي الرزية العظمى تنزل بالمرء، و"أمر" من المرارة، واللفظة هاهنا مستعارة لأنها ليست فيما يذاق). [المحرر الوجيز: 8/ 153-154]

رد مع اقتباس