عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 10:23 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 33 إلى آخر السورة]


{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) وَلَقَدْ جَاءَ آَلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)}

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {نّجّيناهم بسحرٍ...}.
سحر ههنا يجري؛ لأنه نكرة، كقولك: نجيناهم بليلٍ، فإذا ألقت منه العرب الباء لم يجروه، فقالوا: فعلت هذا سحر يا هذا، وكأنهم في تركهم إجراءه أنّ كلامهم كان فيه بالألف واللام، فجرى على ذلك، فلما حذفت الألف واللام، وفيه نيتهما لم يصرف.
كلام العرب أن يقولوا: ما زال عندنا مذ السحر، لا يكادون يقولون غيره). [معاني القرآن: 3/109]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أرّسلنا عليهم حاصباً} حجارة والحاصب أيضاً يكون من الجليد قال الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام تضربنا = بحاصب كنديفٍ القطن منثور
على عمائمنا يلقى وأرحلنا = على زواحف تزجى مخّهارير). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {إلّا آل لوط نجّيناهم بسحر}
(سحر) إذا كان نكرة يراد به سحرا من الأسحار انصرف، تقول: أتيت زيدا سحرا من الأسحار، فإذا أردت سحر يومك قلت أتيته لسحر يا هذا وأتيته سحر يا هذا). [معاني القرآن: 5/90]

تفسير قوله تعالى: {نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر}
منصوب مفعول له، المعنى: نجيناهم للإنعام عليهم.
ولو قرئت " نعمة من عندنا " كان وجها، ويكون المعنى تلك نعمة من عندنا، وإنجاؤنا إياهم نعمة من عندنا.
قال أبو إسحاق: ولكني لا أعلم أحدا قرأ بها، فلا تقرأنّ بها إلّا أن تثبت رواية صحيحة.
قال مشايخنا من أهل العلم: القراءة سنّة متّبعة، ولا يرون أن يقرأ أحد بما يجوز في العربية إذا لم تثبت رواية صحيحة). [معاني القرآن: 5/90-91]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فتماروا بالنّذر...}. كذّبوا بما قال لهم). [معاني القرآن: 3/109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فتماروا بالنّذر} أي شكوا في الإنذار). [تفسير غريب القرآن: 434]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فتَمَارَوْا} أي شكوا في الإنذار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 251]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فطمسنا أعينهم} لا يرى شق العين والريح تطمس الأعلام). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر}
راود قوم لوط لوطا عن ضيفه، وهم الملائكة، فأمر اللّه - عزّ وجلّ جبريل فسفق أعينهم بجناحيه سفقة، فأذهبها وطمسها، فبقوا في البيت عميا حيارى). [معاني القرآن: 5/91]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مّستقرٌّ...}:
العرب تجري: غدوة، وبكرة، ولا تجريمها، وأكثر الكلام في غدوة ترك الإجراء وأكثره في بكرة أن تجري.
قال: سمعت بعضهم يقول: أتيته بكرة باكرا، فمن لم يجرها جعلها معرفة؛ لأنها اسم تكون أبداً في وقت واحد بمنزلة أمس وغدٍ، وأكثر ما تجري العرب غدوة إذا قرنت بعشية، فيقولون: إني لآتيك غدوةً وعشيةً، وبعضهم غدوةً وعشية، ومنهم من لا يجري عشية لكثرة ما صحبت غدوة.
وقوله: {عذابٌ مّستقرٌّ...} يقول: عذابٌ حق). [معاني القرآن: 3/109]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد صبّحهم بكرة عذاب مستقرّ}
بكرة وغدوة إذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا، وإذا أردت بهما بكرة يومك وغداة يومك لم تصرفهما، فـ (بكرة) ههنا نكرة، ولو كانت قرئت بكرة عذاب مستقر، وقرئت " نجيناهم بسحر نعمة من عندنا " كانتا جائزتين في العربية.
يكون المعنى بكرة يومهم، وسحر يومهم، ولكن النكرة والصرف أجود في هذه الآية، ولم تثبت رواية في أنه كان في يوم كذا من شهر كذا). [معاني القرآن: 5/91]

تفسير قوله تعالى: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أكفّاركم خيرٌ مّن أولئكم...}
يقول: أكفاركم يأهل مكة خير من هؤلاء الذين أصابهم العذاب أم لكم براءة في الزبر؟ يقول: أم عندكم براءة من العذاب). [معاني القرآن: 3/109-110](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أكفّاركم خيرٌ من أولئكم}؟! أي يا أهل مكة! أنتم خير من أولئك الذين أصابهم العذاب؟! {أم لكم براءةٌ} من العذاب {في الزّبر}؟! يعني: الكتب المتقدمة. واحدها: «زبور»). [تفسير غريب القرآن: 434]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أكفّاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزّبر }
أي أكفاركم يا معشر العرب، ومن أرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - (خير من أولائكم)
أي الكفار الذين ذكرنا أقاصيصهم وإهلاكهم.
(أم لكم براءة في الزّبر) أي أم أتاكم في الكتب أنكم مبرّأون ممّا يوجب عداءكم). [معاني القرآن: 5/91]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أكفّاركم خيرٌ مّن أولئكم...}
يقول: أكفاركم يأهل مكة خير من هؤلاء الذين أصابهم العذاب أم لكم براءة في الزبر؟ يقول: أم عندكم براءة من العذاب، ثم قال: أم يقولون: أي أيقولون: نحن جميع كثير منتصر، فقال الله: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر...} وهذا يوم بدر). [معاني القرآن: 3/109-110](م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({أم يقولون نحن جميعٌ مّنتصرٌ}
وقال: {أم يقولون نحن جميعٌ مّنتصرٌ} {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} فجعل للجماعة دبرا واحدا في اللفظ. وقال: {وإنّا لجميعٌ حاذرون} وقال: {لا يرتدّ إليهم طرفهم}). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({أم يقولون نحن جميع منتصر}
والمعنى بل أيقولون نحن جميع منتصر، فيدلون بقوة واجتماع عليك). [معاني القرآن: 5/91]

تفسير قوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أكفّاركم خيرٌ مّن أولئكم...}
يقول: أكفاركم يأهل مكة خير من هؤلاء الذين أصابهم العذاب أم لكم براءة في الزبر؟ يقول: أم عندكم براءة من العذاب، ثم قال: أم يقولون: أي أيقولون: نحن جميع كثير منتصر، فقال الله: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر...} وهذا يوم بدر.
وقال: الدبر فوحّد، ولم يقل: الأدبار، وكلّ جائز، صواب أن تقول: ضربنا منهم الرءوس والأعين، وضربنا منهم الرأس واليد، وهو كما تقول: إنه لكثير الدينار والدرهم، تريد الدنانير والدراهم). [معاني القرآن: 3/109-110]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({أم يقولون نحن جميعٌ مّنتصرٌ}
وقال: {أم يقولون نحن جميعٌ مّنتصرٌ} {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} فجعل للجماعة دبرا واحدا في اللفظ. وقال: {وإنّا لجميعٌ حاذرون} وقال: {لا يرتدّ إليهم طرفهم}). [معاني القرآن: 4/22](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({سيهزم الجمع}: يوم بدر، {ويولّون الدّبر}). [تفسير غريب القرآن: 434]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم اللّه -عزّ وجلّ- أنه يهلكهم في الجهة التي يقدرون الغلبة منها فقال: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} فأعلم الله عزّ وجلّ نبيّه عليه السلام أنه يظهره عليهم ويجعل كلمته العليا، فقال: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} فكانت هذه الهزيمة يوم بدر). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والسّاعة أدهى وأمرّ...} يقول: أشد عليهم من عذاب يوم بدر، وأمرّ من المرارة). [معاني القرآن: 3/110]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قال عزّ وجلّ: {بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ}
أي ليس ما نزل بهم من القتل في يوم بدر والأسر بمخفف عنهم من عذاب الآخرة شيئا، فقال: (والسّاعة أدهى وأمرّ).
أي أشدّ، وكل داهية فمعناها الأمر الشديد الذي لا يهتدى لدوائه.
ومعنى (وأمرّ) أشد مرارة من القتل والأسر). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({في ظلال وسعر}: يقال ناقة مسعورة كأنها مجنونة من نشاطها). [غريب القرآن وتفسيره: 359]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ المجرمين في ضلال وسعر}

في التفسير إن هذه الآية نزلت في القدريّة). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم يسحبون في النّار على وجوههم...}.
وفي قراءة عبد الله "يوم يسحبون إلى النار على وجوههم".
وقوله: {ذوقوا مسّ سقر...}. (سقر): اسم من أسماء جهنم لا يجري، وكل اسم كان لمؤنث فيه الهاء أو ليس فيه الهاء فهو يجري إلا أسماء مخصوصة خفت فأجريت، وترك بعضهم إجراءها، وهي: هند، ودعد، وجمل، ورئم، تجري ولا تجري. فمن لم يجرها قال: كل مؤنث فحظه ألا يجري، لأن فيه معنى الهاء، وإن لم تظهر ألا ترى أنك إذا حقّرتها وصغرتها قلت: هنيدة، ودعيدة، ومن أجراها قال: خفت لسكون الأوسط منها، وأسقطت الهاء، فلم تظهر فخفّفت فجرت). [معاني القرآن: 3/110]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر * إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ}
وقال: {ذوقوا مسّ سقر} {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} فجعل المس يذاق في جواز الكلام ويقال: "كيف وجدت طعم الضرب"؟ وهذا مجاز. وأما نصب {كلّ} ففي لغة من قال "عبد الله ضربته" وهو في كلام العرب كثير.
وقد رفعت "كلّ" في لغة من رفع ورفعت على وجه آخر). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر}
المعنى يقال لهم: {ذوقوا مسّ سقر}). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): (قال: {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه} فجعل {خلقناه} من صفة الشيء). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الواحد بلفظ الجميع:
كقوله سبحانه: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}، وأكثر من يخاطب بهذا الملوك، لأنّ من مذاهبهم أن يقولوا: نحن فعلنا. بقوله الواحد منهم يعني نفسه، فخوطبوا بمثل ألفاظهم. يقول الله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}، و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
ومن هذا قوله عز وجل: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ}، وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}، وقوله: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا}). [تأويل مشكل القرآن: 293-294](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر}
أي كل ما خلقنا فمقدور مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه.
ونصب " كلّ شيء " بفعل مضمر، المعنى إنا خلقنا كل شيء خلقناه بقدر.
ويدل على هذا). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما أمرنا إلاّ واحدةٌ...} أي: مرة واحدة هذا للساعة كلمح خطفة). [معاني القرآن: 3/110]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقد روي "وما أمرنا إلاّ وحدةً" بالنصب وكأنه أضمر فعلا ينصب به الواحدة، كما تقول للرجل: ما أنت إلا ثيابك مرة، ودابتك مرة، ورأسك مرة، أي: تتعاهد ذاك.
وقال الكسائي: سمعت العرب تقول: إنما العامري عمّته، أي: ليس يعاهد من لباسه إلا العمة، قال الفراء: ولا أشتهي نصبها في القراءة). [معاني القرآن: 3/111]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فعلوه في الزّبر} جماعة زبور ويقال: زبرت الكتاب وذبرته). [مجاز القرآن: 2/241]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مّستطرٌ...}. يريد: كل صغير من الذنوب أو كبير فهو مكتوب). [معاني القرآن: 3/111]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({مستطرٌ} أي مفتعل مكتوب، مجازها مجاز مسطور). [مجاز القرآن: 2/241]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مّستطرٌ}
وقال: {وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مّستطرٌ} فجعل الخبر واحدا على الكل). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مستطر}: مكتوب). [غريب القرآن وتفسيره: 359]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مستطرٌ} أي مكتوب: «مفتعل» من «سطرت»: إذا كتبت. وهو مثل «مسطور»). [تفسير غريب القرآن: 434]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وكلّ شيء فعلوه في الزّبر * وكلّ صغير وكبير مستطر}
(مستطر) مفعول من السطر، المعنى كل صغير من الذنوب وكبير مستطر مكتوب على فاعليه قبل أن يفعلوه، ومكتوب لهم وعليهم إذا فعلوه ليجازوا على أفعالهم.
وقوله: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} المعنى: ويولّون الأدبار، كما قال: {وإن يقاتلوكم يولّوكم الأدبار ثمّ لا ينصرون}.
وكذا المعنى في قوله: {إنّ المتّقين في جنّات ونهر}). [معاني القرآن: 5/92-93]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُسْتَطَرٌ}: أي مكتوب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 251]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُسْتَطَرٌ}: مكتوب). [العمدة في غريب القرآن: 290]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ...} معناه: أنهار، وهو في مذهبه كقوله: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} . وزعم الكسائي أنه سمع العرب يقولون: أتينا فلاناً فكنّا في لحمةٍ ونبيذة فوحد ومعناه الكثير.
ويقال: {إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ} في ضياء وسعة، وسمعت بعض العرب ينشد:
إن تك ليليا فإني نهر = متى أرى الصبح فلا أنتظر
ومعنى نهر: صاحب نهار وقد روي). [معاني القرآن: 3/111]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({في جنّاتٍ ونهرٍ} مجازها: أنهار). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ}.
قال الفراء: «وحّد: لأنه رأس آية، فقابل بالتوحيد رؤوس الآي».
قال: ويقال: «النهر: الضياء والسعة، من قولك: أنهرت الطعنة، إذا وسعتها. قال قيس بن الخطيم يصف طعنة:
ملكت بها كفى، فانهرت فتقها = يرى قائم من دونها ما وراءها
أي وسعت فتقها). [تفسير غريب القرآن: 434-435]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إنّ المتّقين في جنّات ونهر}
المعنى في جنات وأنهار والاسم الواحد يدل على الجميع فيجتزأ به من الجميع.
وأنشد سيبويه والخليل:
بها جيف الحسرى فأمّا عظامها = فبيض وأمّا جلدها فصليب
يريدون وأما جلودها.
وأنشد:
في حلقكم عظم وقد شجينا
المعنى في حلوقكم عظام، وكما قال:
كلوا في بعض بطنكم تعفّوا = فإنّ زمانكم زمن خميص
المعنى كلوا في بعض بطونكم). [معاني القرآن: 5/93]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَنَهَرٍ}: قيل ضياء وقيل أنهار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 251]


رد مع اقتباس