عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:06 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 84 إلى آخر السورة]

{قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92) قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94) وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95) ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111) قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}


تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فأمر اللّه نبيّه أن يقول لهم: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون {84} سيقولون للّه} [المؤمنون: 84-85] أي: فإذا قالوا ذلك فـ {قل أفلا تذكّرون} [المؤمنون: 85] فتؤمنوا وأنتم تقرّون أنّ الأرض ومن فيها للّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/413]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قل لّمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون...}

{سيقولون للّه...}
هذه لا مسألة فيها؛ لأنه قد استفهم بلام فرجعت في خبر المستفهم. وأمّا الأخريان فإنّ أهل المدينة وعامّة أهل الكوفة يقرءونها (لله)، (لله) وهما في قرءة أبيّ كذلك (لله) (لله) (لله) ثلاثهنّ. وأهل البصرة يقرءون الأخريين (الله)، (الله) وهو في العربيّة أبين؛ لأنه مردود مرفوع؛ ألا ترى [أن] قوله: {قل من ربّ السّموات} مرفوع لا خفض فيه، فجرى جوابه على مبتدأ به. وكذلك هي في قراءة عبد الله (لله) (الله). والعلّة في إدخال اللام في الأخريين في قول أبيّ وأصحابه أنك لو قلت لرجل: من مولاك؟ فقال: أنا لفلانٍ، كفاك من أن يقول: مولاي فلان. فلمّا كان المعنيان واحداً أجرى ذلك في كلامهم. أنشدني بعض بني عامر:

وأعلم أنني سأكون رمساً =إذا سار النواجع لا يسير
(يعني الرمس)
فقال السّائلون لمن حفرتم =فقال المخبرون لهم: وزير
فرفع أراد: الميت وزير). [معاني القرآن: 2/241-240]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله}
هذه الآية لا اختلاف فيها واللتان بعدها يقرؤهما أبو عمرو سيقولون الله
وأكثر القراء يقرءون سيقولون لله
فمن قرأ (سيقولون الله) جاء بالجواب على اللفظ
ومن قرأ {سيقولون لله} جاء به على المعنى كما يقال لمن هذه الدار فيقول لزيد على اللفظ وصاحبها زيد على المعنى
ومن صاحب هذه الدار فيقول زيد على اللفظ ولزيد فيجزئك عن ذلك
ويجوز في الأولى {سيقولون الله} في العربية). [معاني القرآن: 4/482-481]

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فأمر اللّه نبيّه أن يقول لهم: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون {84} سيقولون للّه} [المؤمنون: 84-85] أي: فإذا قالوا ذلك فـ {قل أفلا تذكّرون} [المؤمنون: 85] فتؤمنوا وأنتم تقرّون أنّ الأرض ومن فيها للّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/413] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون للّه قل أفلا تذكّرون}

هذه (للّه) لا اختلاف بين القرّاء فيها، ولو قرئت اللّه لكان جيدا.
فأما اللّتان بعدها فالقراءة فيهما سيقولون (اللّه) و (للّه).
فمن قرأ (سيقولون اللّه) فهو على جواب السؤال، إذا قال: (من رب السّماوات السبع)، فالجواب اللّه، وهي قراءة أهل البصرة، ومن قرأ (للّه) فجيد أيضا، لو قيل من صاحب هذه الدار فأجيب زيد لكان هذا جوابا على لفظ السؤال.
ولو قلت في جواب من صاحب هذه الدار: لزيد، جاز.
لأن معنى " من صاحب هذه الدار " - لمن هذه الدار). [معاني القرآن: 4/20]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)}

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قل من ربّ السّموات السّبع وربّ العرش العظيم {86} سيقولون للّه} [المؤمنون: 86-87] فإذا قالوا ذلك فـ {قل أفلا تتّقون} [المؤمنون: 87] وأنتم تقرّون أنّ اللّه خالق هذه الأشياء وربّها.
وقد كان مشركو العرب يقرّون بهذا). [تفسير القرآن العظيم: 1/413]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قل من بيده ملكوت كلّ شيءٍ} [المؤمنون: 88] أي ملك كلّ شيءٍ.
قال ابن مجاهدٍ عن أبيه: خزائن كلّ شيءٍ.
{وهو يجير} [المؤمنون: 88] من يشاء فيمنعه فلا يوصل إليه.
{ولا يجار عليه} [المؤمنون: 88] أي من أراد أن يعذّبه لم يستطع أحدٌ منعه). [تفسير القرآن العظيم: 1/413]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قل من بيده ملكوت كلّ شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون}

أي هو يجير من عذابه ولا يجير عليه أحد من عذابه.
وكذلك هو يجير من خلقه ولا يجير عليه أحد). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وهو يجير ولا يجار عليه} أي وهو يجير من عذابه ومن خلقه ولا يجير عليه أحد من خلقه).
[معاني القرآن: 4/482]

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إن كنتم تعلمون {88} سيقولون للّه} [المؤمنون: 88-89] فإذا قالوا ذلك فـ {قل فأنّى
[تفسير القرآن العظيم: 1/413]
تسحرون} [المؤمنون: 89] عقولكم.
فشبّههم بقومٍ مسحورين، ذاهبةً عقولهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فأنّى تسحرون...}:

تصرفون. ومثله تؤفكون. أفك وسحر وصرف سواء). [معاني القرآن: 2/241]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قل فأنّى تسحرون}أي فكيف تعمون عن هذا وتصدون عنه وتراه من قوله: سحرت أعيينا عنه فلم ينصره). [مجاز القرآن: 2/61]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأنّى تسحرون} أي تخدعون وتصرفون عن هذا). [تفسير غريب القرآن: 299]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {سيقولون للّه قل فأنّى تسحرون}
معنى تسحرون، وتؤفكون: تصرفون عن القصد والحق). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل فأنى تسحرون} معنى فأنى تسحرون فأنى تصرفون عن الحق). [معاني القرآن: 4/482]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}: أي تخدعون وتصرفون عن الحق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 165]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {بل أتيناهم بالحقّ} [المؤمنون: 90] : القرآن.
أنزله اللّه على النّبيّ.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: {بل أتيناهم} يا محمّد {بالحقّ}: بالقرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]

تفسير قوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وإنّهم لكاذبون {90} ما اتّخذ اللّه من ولدٍ} [المؤمنون: 90-91] وذلك لقول المشركين: إنّ الملائكة بنات اللّه.
{وما كان معه من إلهٍ} [المؤمنون: 91] وذلك لما عبدوا من الأوثان، اتّخذوا مع اللّه آلهةً.
قال: {إذًا لذهب كلّ إلهٍ بما خلق} [المؤمنون: 91] يقول: لو كان معه آلهةٌ: {إذًا لذهب كلّ إلهٍ بما خلق} [المؤمنون: 91] {ولعلا بعضهم على بعضٍ} [المؤمنون: 91] لطلب بعضهم ملك بعضٍ حتّى يعلو عليه، كما يفعل ملوك الدّنيا.
{سبحان اللّه عمّا يصفون} [المؤمنون: 91] ينزّه نفسه عمّا يكذبون). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما كان معه من إلهٍ إذاً لّذهب كلّ اله...}

إذاً جواب لكلام مضمر. أي لو كانت معه آلهة {إذاً لّذهب كلّ اله بما خلق} يقول: لاعتزل كلّ إله بخلقه، {ولعلا بعضهم} يقول: لبغي بعضهم على بعض ولغلب بعضهم بعضاً).
[معاني القرآن: 2/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :(وقوله تعالى:(ما اتّخذ اللّه من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كلّ إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان اللّه عمّا يصفون}
{إذا لذهب كلّ إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض} أي طلب بعضهم مغالبة بعض.
{سبحان اللّه} معناه تنزيه اللّه وتبرئته من السوء، ومن أن يكون إله غيره تعالى عن ذلك علوا كبيرا). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من أله إذا لذهب كل إله بما خلق}
في الكلام حذف أي لو كانت معه آلهة لانفرد كل إله بخلقه.
{ولعلا بعضهم على بعض} أي لغالب بعضهم بعضا). [معاني القرآن: 4/483-482]

تفسير قوله تعالى: {عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {عالم الغيب} [المؤمنون: 92] الغيب هاهنا في تفسير الحسن: ما لم يجئ من غيب الآخرة.
{والشّهادة} [المؤمنون: 92] : ما أعلم العباد.
{فتعالى} [المؤمنون: 92] ارتفع اللّه.
{عمّا يشركون} [المؤمنون: 92] يرفع نفسه عمّا قالوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {عالم الغيب والشّهادة...}

وجه الكلام الرفع على الاستئناف. الدليل على ذلك دخول الفاء في قوله: {فتعالى} ولو خفضت لكان وجه الكلام أن يكون (وتعالى) بالواو؛ لأنه إذا خفض إنما أراد: سبحان الله عالم الغيب والشهادة وتعالى. فدلّ دخول الفاء أنه أراد: هو عالم الغيب والشهادة فتعالى؛ ألا ترى أنك تقول: مررت بعبد الله المحسن وأحسنت إليه. ولو رفعت (المحسن) لم يكن بالواو؛ لانك تريد: هو المحسن فأحسنت إليه. وقد يكون الخفض في (عالم) تتبعه ما قبله وإن كان بالفاء؛ لأنّ العرب قد تستأنف بالفاء كما يستأنفون بالواو). [معاني القرآن: 2/241]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل} [المؤمنون: 93] يا محمّد.
{ربّ إمّا ترينّي ما يوعدون} [المؤمنون: 93] من العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
( وقوله جل وعز: {قل ربي إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين}

النداء معترض والمعنى إما تريني ما يوعدون فلا تجعلني في القوم الظالمين). [معاني القرآن: 4/483]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ربّ فلا تجعلني في القوم الظّالمين} [المؤمنون: 94] لا تهلكني معهم إن أريتني ما يوعدون). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ربّ فلا تجعلني...}

هذه الفاء جوابٌ للجزاء لقوله: {إمّا ترينّي} اعترض النداء بينهما كما: تقول إن تأتني يا زيد فعجّل. ولو لم يكن قبله جزاء لم يجزأن تقول: يا زيد فقم، ولا أن تقول يا ربّ فاغفر لي؛ لأنّ النداء مستأنف، وكذلك الأمر بعده مستأنف لا تدخله الفاء ولا الواو. لا تقول: يا قوم فقوموا، إلا أن يكون جواباً لكلام قبله، كقول قائل: قد أقيمت الصّلاة،
فتقول: ياهؤلاء فقوموا. فهذا جوازه). [معاني القرآن: 2/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل ربّ إمّا ترينّي ما يوعدون * ربّ فلا تجعلني في القوم الظّالمين}[معاني القرآن: 4/20]
الفاء جواب الشرط شرط الجزاء، وهو اعتراض بين الشرط والجزاء، المعنى إمّا تريني ما يوعدون فلا تجعلني يا ربّ في القوم الظالمين، أي إن نزلت بهم النقمة يا ربّ فاجعلني خارجا عنهم.
ويجوز " فلا تجعلنّي " ولم يقرأ بها). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل ربي إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين}
النداء معترض والمعنى إما تريني ما يوعدون فلا تجعلني في القوم الظالمين). [معاني القرآن: 4/483] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإنّا على أن نريك ما نعدهم} [المؤمنون: 95] من العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]

تفسير قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لقادرون {95} ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة} [المؤمنون: 95-96] يقول: ادفع بالعفو والصّفح القول القبيح والأذى.
تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/414]
قال يحيى: وذلك قبل أن يؤمر بقتالهم.
{نحن أعلم بما يصفون} [المؤمنون: 96] بما يكذبون). [تفسير القرآن العظيم: 1/415]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {ادفع بالّتي هي أحسن} [أي] الحسنى من القول. قال قتادة: سلّم عليه إذا لقيته).
[تفسير غريب القرآن: 299]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة}
قال مجاهد وعطاء وقتادة يعني السلام إذا لقيته فسلم عليه). [معاني القرآن: 4/483]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين} [المؤمنون: 97] وهو الجنون). [تفسير القرآن العظيم: 1/415]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {من همزات الشّياطين} وهمز الشيطان غمزه الإنسان وقمعه فيه).
[مجاز القرآن: 2/61]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {همزات الشياطين}:واحدها همزة. والهمز واللمز والغمز والطعن على الرجل.
وقال المفسرون الهمز: الموتة التي تأخذ الإنسان). [غريب القرآن وتفسيره: 267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{همزات الشّياطين} نخسها وطعنها. ومنه قيل [للغائب: همزة] كأنه يطعن وينخس إذا عاب). [تفسير غريب القرآن: 300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين}
واحد الهمزات همزة، وهو مسّ الشيطان، ويجوز أن يكون نزغات الشيطان، ونزغ الشيطان وسوسته حتى يشغل عن أمر اللّه تعالى). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين}
أصل الهمز النخس والدفع وقيل فلان همزة كأنه ينخس من عابه فهمز الشيطان مسه ووسوسته). [معاني القرآن: 4/484]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (همزات الشياطين) أي: غمزات الشياطين ووساوسها). [ياقوتة الصراط: 374]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {هَمَزَاتِ}: وسوسة). [العمدة في غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 98] فأطيع الشّيطان، فأهلك، أمره اللّه أن يدعو بهذا). [تفسير القرآن العظيم: 1/415]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}

ويجوز " وأعوذ بك ربّ أن يحضرون " ولم يقرأ بها فلا تقرأنّ بها.
ويجوز وأعوذ بك ربّي أن يحضرون، ويجوز ربّي.
فهذه أربعة أوجه.
ولا ينبغي أن يقرأ إلا بواحد، وهو الذي عليه الناس.. ربّ بكسر الباء وحذف الياء، والياء حذفت للبداء والمعنى وأعوذ بك يا ربّ.
من قال ربّ بالضم فعلى معنى يا أيها الربّ ومن قال ربّي فعلى الأصل. كما قال يا عبادي فاتّقون). [معاني القرآن: 4/21]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون} [المؤمنون: 99] قال الحسن: ليس أحدٌ من خلق اللّه ليس للّه بوليٍّ إلا وهو يسأل اللّه الرّجعة إلى الدّنيا عند الموت بكلامٍ يتكلّم به، وإن كان أخرس لم يتكلّم في الدّنيا بحرفٍ قطّ، وذلك إذا استبان له أنّه من أهل النّار سأل اللّه الرّجعة ولا يسمعه من يليه). [تفسير القرآن العظيم: 1/415]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال يحيى: وأخبرني رجلٌ من أهل الكوفة عن السّدّيّ قال: إنّ الكافر إذا نزل به الموت وعاين حسناته قليلةً وسيّئاته كثيرةً، نظر إلى ملك الموت من قبل أن يخرج من الدّنيا، فتمنّى الرّجعة وصدّق بما كذّب به، فعند ذلك يقول: {ربّ ارجعون} [المؤمنون: 99] يعني إلى الدّنيا {لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} [المؤمنون: 100] يقول اللّه: {كلّا} [المؤمنون: 100] يعني لا يرجع إلى الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 1/416] (م)

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قال ربّ ارجعون...}

فجعل الفعل كأنه لجميع وإنما دعا ربه. فهذا ممّا جرى على ما وصف الله به نفسه من قوله: {وقد خلقناك من قبل} في غير مكان من القرآن. فجرى هذا على ذلك).
[معاني القرآن: 2/241-242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الواحد بلفظ الجميع:
كقوله سبحانه: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}، وأكثر من يخاطب بهذا الملوك، لأنّ من مذاهبهم أن يقولوا: نحن فعلنا. بقوله الواحد منهم يعني نفسه، فخوطبوا بمثل ألفاظهم.
يقول الله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3]، و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
ومن هذا قوله عز وجل: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ} [يونس: 83]، وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} [هود: 14]، وقوله: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا} [الدخان: 36]).
[تأويل مشكل القرآن: 294-293]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون}
يعني به الذين ذكروا قبل هذا الموضع. ودفعوا البعث فأعلم أنه إذا حضر أحدهم الموت {قال ربّ ارجعون * لعلّي أعمل صالحا فيما تركت}.
وقوله: (ارجعون) وهو يريد اللّه - عزّ وجلّ - وحده، فجاء الخطاب في المسألة على لفظ الإخبار لأن الله عزّ وجلّ قال: {إنّا نحن نحيي ونميت}.[معاني القرآن: 4/21]
وهو وحده يحيي ويميت. وهذا لفظ تعرفه العرب للجليل الشأن يخبر عن نفسه بما يخبر به الجماعة، فكذلك جاء الخطاب في (ارجعون).
وقوله: (كلّا) ردع وتنبيه). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون}
يعني المذكورين الذين لا يؤمنون بالبعث
قال رب ارجعون ولم يقل ارجعن فخاطب على ما يخبر الله جل وعز به عن نفسه كما قال: {إنا نحن نحي الموتى} وفيه معنى التوكيد والتكرير). [معاني القرآن: 4/484]

تفسير قوله تعالى: {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} [المؤمنون: 100] فيما صنعت.
قال اللّه: كلا لست براجعٍ إلى الدّنيا، وهي مثل قوله: {وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق وأكن من الصّالحين} [المنافقون: 10] ثمّ قال: {كلّا إنّها كلمةٌ هو قائلها} [المؤمنون: 100] هذه الكلمة: {قال ربّ ارجعون {99} لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} [المؤمنون: 99-100]
- خالدٌ وإبراهيم بن محمّدٍ، عن صفوان بن سليمٍ، عن سليمان بن عطاءٍ، عن رجلٍ من بني حارثة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا حضر الإنسان الموت جمع كلّ شيءٍ له كان يمنعه من الحقّ، فجعل بين عينيه».
في حديث خالدٍ، وفي حديث إبراهيم: كلّ شيءٍ كان يمنعه من حقّه فجعل بين يديه، فعند ذلك يقول: {قال ربّ ارجعون {99} لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} [المؤمنون: 99-100]). [تفسير القرآن العظيم: 1/415]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال يحيى: وأخبرني رجلٌ من أهل الكوفة عن السّدّيّ قال: إنّ الكافر إذا نزل به الموت وعاين حسناته قليلةً وسيّئاته كثيرةً، نظر إلى ملك الموت من قبل أن يخرج من الدّنيا، فتمنّى الرّجعة وصدّق بما كذّب به، فعند ذلك يقول: {ربّ ارجعون} [المؤمنون: 99] يعني إلى الدّنيا {لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} [المؤمنون: 100] يقول اللّه: {كلّا} [المؤمنون: 100] يعني لا يرجع إلى الدّنيا.
ثمّ استأنف فقال: {كلّا إنّها كلمةٌ هو قائلها} [المؤمنون: 100] ولا يسمع بها بنو آدم.
ونحو ذلك مثل قول فرعون في سورة يونس.
[تفسير القرآن العظيم: 1/415]
قوله: {ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون} [المؤمنون: 100] فطر بن خليفة قال: سألت مجاهدًا عن هذه الآية فقال: ما بين الموت إلى البعث.
سعيدٌ عن قتادة: قال: أهل القبور في البرزخ، وهو الحاجز بين الدّنيا والآخرة.
وقال السّدّيّ: البرزخ ما بين النّفختين). [تفسير القرآن العظيم: 1/416]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ومن ورائهم برزخٌ...}

البرزخ من يوم يموت إلى يوم يبعث. وقوله: {وجعل بينهما برزخاً} يقول حاجزاً. والحاجز والمهلة متقاربان في المعنى، وذلك أنك تقول: بينهما حاجز، أن يتزاورا، فتنوي بالحاجز المسافة البعيدة، وتنوي الأمر المانع، مثل اليمين والعداوة. فصار المانع في المسافة كالمانع في الحوادث، فوقع عليهما البرزخ). [معاني القرآن: 2/242]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ومن ورائهم برزخٌ} أي أمامهم وقدامهم، قال الشاعر:
أترجو بنو مروان سمي وطاعتي=وقومى تميم والغلاة ورائيا


وما بين كل شيئين برزخ وما بين الدنيا والاخرة برزخ، قال:
ومقدار ما بيني وبينك برزخ). [مجاز القرآن: 2/62]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (البرزخ): الحاجز ما بين الشيئين. البرزخ ما بين الدنيا والآخرة {فجعل بينهما برزخا}: يعني بين العذب والملح حاجز
حجز بينهما. ومنه {بينهما برزخ لا يبغيان}: أي حاجز لا يبغي هذا على هذا). [غريب القرآن وتفسيره: 268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و(البرزخ) ما بين الدنيا والآخرة [وكل شيء بين شيئين] فهو برزخ.
ومنه قوله في البحرين: {وجعل بينهما برزخاً} [ الفرقان: 53] أي حاجزا). [تفسير غريب القرآن: 300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}
{يوم} مضاف إلى {يبعثون} لأن أسماء الزمان تضاف إلى الأفعال والبرزخ في اللغة الحاجز، وهو ههنا ما بين موت الميت وبعثه). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {كلا إنها كلمة هو قائلها}كلا ردع وزجر وتنبيه
ثم قال جل وعز: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}
قال أبو عبيدة أي من أمامهم
قال مجاهد البرزخ حجاب بين الموت والرجوع إلى الدنيا
قال الضحاك هو ما بين الدنيا والآخرة
قال أبو جعفر والعرب تسمي كل حاجز بين شيئين برزخا كما قاله سبحانه: {بينهما برزخ لا يبغيان}
وقوله جل وعز: {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون}
قال أبو عبيدة هو جمع صورة
قال أبو جعفر يذهب إلى أن المعنى فإذا نفخ في صور الناس الأرواح وهذا غلط عند أهل التفسير واللغة
روى أبو الزعراء عن عبد الله بن مسعود فإذا نفخ في الصور قال في القرن
روى عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر، قال المسلمون: يا رسول الله فما نقول قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل عليه توكلنا))
لا يعرف أهل اللغة في جمع صورة إلا صورا ولو كان جمع صورة لكان ثم نفخ فيها إلا على بعد من الكلام
قال أبو جعفر وهذه الآية مشكلة لأنه قال جل وعز: {فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون} وقال في موضع آخر: {واقبل بعضهم على بعض يتساءلون}
والجواب عن هذا وهو معنى قول عبد الله بن عباس وان خالف بعض لفظه والمعنى واحد أنه إذا نفخ في الصور أول نفخة تقطعت الأرحام وصعق من في السموات ومن في الأرض وشغل بعض الناس عن بعض بأنفسهم فعند ذلك لا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون
قال أبو جعفر ومعنى يومئذ
في قوله: {فلا أنساب بينهم يومئذ} كما تقول أنا اليوم كذا أي في هذا الوقت لا تريد وقتا بعينه). [معاني القرآن: 4/487-484]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (والبرزخ): ما بين الدنيا والآخرة وكل شيء بين الشيئين فهو برزخ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 165]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (البَرْزَخُ): الحـاجز). [العمدة في غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فإذا نفخ في الصّور} [المؤمنون: 101] والصّور: قرنٌ.
وقد فسّرنا ذلك قبل هذا الموضع.
{فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]
- سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " ثلاثة مواطن لا يسأل فيها أحدٌ أحدًا: إذا وضعت الموازين حتّى يعلم أيثقل ميزانه أم يخفّ، وإذا تطايرت الكتب حتّى يعلم أيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله، وعند الصّراط حتّى يعلم أيجوز الصّراط أم لا يجوز ".
وفي تفسير عمرٍو عن الحسن أنّ أنسابهم يومئذٍ قائمةٌ معروفةٌ قال: {يوم يفرّ المرء من أخيه {34} وأمّه وأبيه {35}} [عبس: 34-35] قال يحيى: وسمعت بعض الكوفيّين يقول: {يبصّرونهم} [المعارج: 11] أي يرونهم.
يقول: يعرفونهم في مواطن، ولا يعرفونهم في مواطن.
وقال الحسن: {فلا أنساب بينهم} [المؤمنون: 101] يتعاطفون عليها كما كانوا يتعاطفون عليها في الدّنيا، {ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101] عليها أن يحمل بعضهم عن بعضٍ كما كانوا يتساءلون في الدّنيا بأنسابهم.
كقول الرّجل أسألك باللّه وبالرّحم). [تفسير القرآن العظيم: 1/416]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله تعالى: {فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون (101)}

قيل: هذا في النفخة الأولى ويجوز أن يكون بعد النفخة الثانية والصور، جاء في التفسير أنه قرن ينفخ فيه فيبعث الناس في النفخة الثانية،
قال عز وجلّ (ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون).
وقال أهل اللغة كثير منهم: الصور جمع صورة، والذي جاء في اللغة جمع صورة صور، وكذلك جاء في القرآن: {وصوّركم فأحسن صوركم}، ولم يقرأ أحد فأحسن صوركم،
ولو كان أيضا جمع صورة لقال أيضا: ثم نفخ فيها أخرى، لأنك تقول: هذه صور، ولا تقول هذا صور إلا على ضعف فهو على ما جاء في التفسير.
فأما قوله: {ولا يتساءلون}.
وقال في موضع - آخر: {وقفوهم إنّهم مسئولون}
وقال في موضع آخر {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون}
فيقول القائل: كيف جاء " ولا يتساءلون "
وجاء {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون}.
فإن يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة، ففيه أزمنة وأحوال.
وإنما قيل يومئذ كما تقول: نحن اليوم بفعل كذا وكذا، وليس تريد به في يومك إنما تريد نحن في هذا الزمان، " فيوم " تقع للقطعة من الزمان.
وأمّا {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جانّ} فلا يسأل عن ذنبه ليستفهم، قد علم اللّه عزّ وجلّ ما سلف منهم.
وأما قوله: {وقفوهم إنّهم مسئولون} فيسألون سؤال توبيخ لا سؤال استفهام كما قال: (وإذا الموءودة سئلت * بأيّ ذنب قتلت}.
وإنما تسأل لتوبيخ من قتلها.
وكذلك قوله: {أأنت قلت للنّاس اتّخذوني وأمّي إلهين من دون اللّه}.
فما يسأل عنه يوم القيامة تقرير وتوبيخ، واللّه - عزّ وجلّ - قد علم ما كان، وأحصى كبير ذلك وصغيره). [معاني القرآن: 4/23-22]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون} [المؤمنون: 102] : السّعداء، وهم أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/416]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ومن خفّت موازينه فأولئك الّذين خسروا أنفسهم} [المؤمنون: 103] أن يغنموها فصاروا
[تفسير القرآن العظيم: 1/416]
في النّار.
قال: {في جهنّم خالدون} [المؤمنون: 103] لا يخرجون منها ولا يموتون). [تفسير القرآن العظيم: 1/417]

تفسير قوله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({تلفح وجوههم النّار وهم فيها كالحون} [المؤمنون: 104] قال يحيى: وبلغني عن ابن مسعودٍ قال: مثل الرّأس المشيط.
- قال: وأخبرني صاحبٌ لي، عن يحيى بن عبد اللّه المدنيّ، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه: «شفته السّفلى ساقطةٌ على صدره، والعليا قالصةٌ قد غطّت وجهه».
- حاجب بن عمر، عن عمّه الحكم بن الأعرج، عن أبي هريرة قال: يعظّم الكافر في النّار مسيرة سبع ليالٍ، ضرسه مثل أحدٍ، شفاههم عند صدرهم، سودٌ، زرقٌ، حبنٌ، مفتوحون، يتهافتون في النّار، ويقول: هل امتلأت؟ وتقول: هل من مزيدٍ؟ حتّى يضع الرّحمن قدمه فيها فتقول: ربّ قط قط). [تفسير القرآن العظيم: 1/417]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {تلفح وجوههم النّار وهم فيها كالحون}

يلفح وينفح في معنى واحد، إلا أن اللفح أعظم تأثيرا.
{وهم فيها كالحون} والكالح الذي قد تشمّرت شفته عن أسنانه، نحو ما ترى من رؤوس الغنم إذا مسّتها النار فبرزت الأسنان وتشمرت الشفاه). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون}
روى أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال الكالح الذي قد بدت أسنانه وتقلصت شفته كالرأس المشيط بالنار). [معاني القرآن: 4/488-487]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وهم فيها كالحون} أي: قد كشروا عن الأسنان، حتى تبنت من الشدة). [ياقوتة الصراط: 375-374]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذّبون} [المؤمنون: 105] يقول لهم ذلك في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 1/417]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا ربّنا غلبت علينا شقوتنا} [المؤمنون: 106] تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: الّتي كتبت علينا.
{وكنّا قومًا ضالّين} [المؤمنون: 106]
- فطرٌ عن أبي الطّفيل قال: سمعت عبد اللّه بن مسعودٍ يقول: الشّقيّ من شقي في بطن أمّه، والسّعيد من وعظ بغيره.
قال يحيى: وقد ذكرنا الحديث عن النّبيّ عليه السّلام أنّه يكتب في بطن أمّه شقيًّا أو سعيدًا في غير هذه السّورة). [تفسير القرآن العظيم: 1/417]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قالوا ربّنا غلبت علينا شقوتنا...}

... حدثني شريك عن أبي إسحاق (وقيس) عن أبي إسحاق، وزهير ابن معاوية أبو خيثمة الجعفيّ، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ (شقاوتنا) بألف وفتح الشين. قيل للفراء أأخبرك زهير؟ فقال:
يا هؤلاء إني لم أسمع من زهير شيئاً. وقرأ أهل المدينة وعاصم (شقوتنا) وهي كثيرة.
أنشدني أبو ثروان:
كلّف من عنائه وشقوته=بنت ثماني عشرةٍ من حجّته
... لولا عبد الله ما قرأتها إلا (شقوتنا) ). [معاني القرآن: 2/242]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا ربّنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوما ضالّين}
وتقرأ شقاوتنا، والمعنى واحد.
(وكنّا قوما ضالّين) أقرّوا بذلك). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا}
قال مجاهد أي التي كتبت علينا). [معاني القرآن: 4/488]

تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ربّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون} [المؤمنون: 107]
- سعيدٌ، عن قتادة، عن أبي أيّوب، عن عبد اللّه بن عمرٍو أنّ أهل جهنّم يدعون مالكًا فلا يجيبهم أربعين عامًا، ثمّ يردّ عليهم: {إنّكم ماكثون} [الزخرف: 77] ثمّ ينادون
[تفسير القرآن العظيم: 1/417]
ربّهم: {ربّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون} [المؤمنون: 107]، فيسكت عنهم قدر عمر الدّنيا مرّتين، ثمّ يردّ عليهم: {اخسئوا فيها ولا تكلّمون} [المؤمنون: 108] فواللّه ما نبس القوم بعدها بكلمةٍ وما هو
إلا الزّفير والشّهيق.
فشبّه أصواتهم بأصوات الحمير: أوّلها زفيرٌ، وآخرها شهيقٌ.
أبو أميّة، عن سليمان التّيميّ أنّ أهل النّار يدعون خزنة أهل النّار أربعين سنةً، ثمّ يكون جوابهم إيّاهم: ألم تأتكم رسلكم بالبيّنات؟ {قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلالٍ} [غافر: 50] ثمّ ينادون مالكًا فلا يجيبهم مقدار ثمانين سنةً.
ثمّ يكون جواب مالكٍ إيّاهم: {إنّكم ماكثون} [الزخرف: 77].
ثمّ يدعون ربّهم: {ربّنا أخرجنا منها} [المؤمنون: 107]، فلا يجيبهم مقدار الدّنيا مرّتين، ثمّ يكون جوابه إيّاهم: {اخسئوا فيها ولا تكلّمون} [المؤمنون: 108] ثمّ إنّما هو الزّفير والشّهيق). [تفسير القرآن العظيم: 1/418]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {اخسئوا فيها} [المؤمنون: 108] تفسير الحسن والسّدّيّ: اصغروا فيها، الخاسئ عندهما الصّاغر.
وتفسير قتادة: الخاسئ: الّذي لا يتكلّم، ليس إلا الزّفير والشّهيق). [تفسير القرآن العظيم: 1/418]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {قال اخسئوا فيها ولا تكلّمون}

وقال: {اخسئوا فيها} لأنّها من "خسأ" "يخسأ" تقول: "خسأته" فـ"خسأ"). [معاني القرآن: 3/13]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال اخسئوا فيها ولا تكلّمون}
معنى {اخسئوا} تباعدوا تباعد سخط.
يقال خسأت الكلب أخسؤه إذا زجرته ليتباعد). [معاني القرآن: 4/24]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون}
يقال خسأته إذا باعدته بانتهار). [معاني القرآن: 4/488]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّه كان فريقٌ من عبادي} [المؤمنون: 109] يعني المؤمنين.
{يقولون ربّنا آمنّا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الرّاحمين} [المؤمنون: 109] أفضل من رحم.
وقد جعل اللّه الرّحمة في قلب من يشاء، وذلك من رحمة اللّه وهو أرحم من خلقه.
- الصّلت بن دينارٍ، عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان الفارسيّ قال: إنّ اللّه خلق يوم خلق السّموات والأرض مائة رحمةٍ، كلّ رحمةٍ منها طباقها السّموات والأرض، فأنزل منها رحمةً واحدةً فيها تتراحم الخليقة، حتّى ترحم البهيمة بهيمتها، والوالدة ولدها، حتّى إذا كان يوم القيامة جاء بتلك التّسع والتّسعين الرّحمة، ونزع تلك الرّحمة من قلوب الخليقة فكمّلها
مائة رحمةٍ، ثمّ نصبها بينه وبين خلقه.
فالخائب من خيب من تلك المائة الرّحمة). [تفسير القرآن العظيم: 1/418]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فاتّخذتموهم سخريًّا} [المؤمنون: 110] يقوله لأهل النّار.
{حتّى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون} [المؤمنون: 110] كانوا يسخرون بأصحاب الأنبياء، يضحكون منهم.
وقوله: {حتّى أنسوكم ذكري} [المؤمنون: 110] ليس يعني أنّ أصحاب الأنبياء أنسوهم ذكر اللّه فأمروهم ألا يذكروه، ولكنّ جحودهم، واستهزاءهم، وضحكهم منهم هو الّذي أنساهم ذكر اللّه، كقول الرّجل: أنساني فلانٌ كلّ شيءٍ، وفلانٌ غائبٌ عنه، بلغه عنه أمرٌ فشغل ذلك قلبه.
وهي كلمةٌ عربيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/419]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {سخريّاً...}

و{سخريّا}. قد قرأ بهما جميعاً. والضمّ أجود. قال الذين كسروا ماكان من السخرة فهو مرفوع، وما كان من الهزؤ فهو مكسور.
وقال الكسائي: سمعت العرب تقول: بحر لجّي ولجّي، ودريّ ودريّ منسوب إلى الدّرّ، والكرسي والكرسي. وهو كثير. وهو في مذهبه بمنزلة قولهم العصي والعصيّ والأسوة والإسوة).
[معاني القرآن: 2/243]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاتّخذتموهم سخريّاً} مكسورة الأولى لأنه من قولهم: يسخر منه، وبعضهم يضم أوله، لأنه يجعله من السخرة والتسخر بهم).
[مجاز القرآن: 2/62]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سخريا}: من السخرية و{سخريا}: من السخرة). [غريب القرآن وتفسيره: 268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فاتّخذتموهم سخريًّا} - بكسر السين - أي تسخرون منهم وسخريا - بضمها - تسخّرونهم، من السّخرة
{حتّى أنسوكم ذكري} أي شغلكم أمرهم عن ذكري). [تفسير غريب القرآن: 300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فاتّخذتموهم سخريّا حتّى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون}
الأجود إدغام الدال في التاء لقرب المخرجين، وإن شئت أظهرت.
لأن الدال من كلمة والتاء من كلمة، والدال بينها وبين التاء في المخرج شيء من التباعد، وليست الذال من التاء بمنزلة الدال من التاء.
والتاء والطاء من مكان واحد، وهي من أصول الثنايا العلا وطرف اللسان. والذال من أطراف الثنايا العلا ودوين طرف اللسان.
وقوله: (سخريّا). يقرأ بالضم والكسر، وكلاهما جيّد، إلا أنهم قالوا إن بعض أهل اللغة قال: ما كان من الاستهزاء فهو بالكسر، وما كان من جهة التسخير فهو بالضم،
وكلاهما عند سيبويه والخليل واحد، والكسر لإتباع الكسر أحسن). [معاني القرآن: 4/24]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري}
قال الحسن وقتادة وأبو عمرو بن العلاء وهذا معنى ما قالوا السخري بالضم ما كان من جهة السخرة والسخري بالكسر ما كان من الهزؤ). [معاني القرآن: 4/489-488]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سُخْرِيًّا}: من ضم السين فهو من السخرة وهي الاستخدام، ومن كسر السين جعله من السخرية وهي الهزء، وهما لغتان من الاستخدام، فعلى القول الأول لا يجوز أن تقرأ الذي في الزخرف إلا بالضم، بمعنى الاستخدام جميعاً، وجماعة القراء فيه على الضم بمعنى الاستخدام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 165]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سخْرِيّـاً}: من السخرة). [العمدة في غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا} [المؤمنون: 111] في الدّنيا.
{أنّهم هم الفائزون} [المؤمنون: 111] ذلك جزاؤهم {أنّهم} [المؤمنون: 111] أي بأنّهم {هم الفائزون} [المؤمنون: 111].
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: إنّي جزيتهم اليوم الجنّة بما صبروا في الدّنيا.
ثمّ قال: {أنّهم هم الفائزون} [المؤمنون: 111] وقوله: {الفائزون} [المؤمنون: 111] النّاجون من النّار، فازوا من النّار إلى الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/419]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أنّهم هم الفائزون...}

كسرها الأعمش على الاستئناف، ونصبها من سواه على: إني جزيتهم الفوز بالجنّة، فأنّ في موضع نصب. ولوجعلتها نصباً من إضمار الخفض جزيتهم لأنهم هم الفائزون بأعمالهم في السّابق). [معاني القرآن: 2/243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون}
الكسر أجود لأن الكسر على معنى إني جزيتهم بما صبروا، ثم أخبر فقال: إنهم هم الفائزون: والفتح جيّد بالغ، على معنى: (إني جزيتهم لأنهم هم الفائزون،
وفيه وجه آخر: يكون المعنى جزيتهم الفوز، لأن معنى (أنّهم هم الفائزون). فوزهم، فيكون المعنى جزيتهم فوزهم). [معاني القرآن: 4/24]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون} أي لأنهم ويجوز أن يكون المعنى إني جزيتهم الفوز).
[معاني القرآن: 4/489]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال كم لبثتم} [المؤمنون: 112] يقوله لهم في الآخرة.
{في الأرض عدد سنين} [المؤمنون: 112] أي كم عدد السّنين الّتي لبثتم في الأرض؟ يريد بذلك أن يعلمهم قلّة بقائهم كان في الدّنيا، فتصاغرت الدّنيا عندهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/419]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قال كم لبثتم...}

قراءة أهل المدينه {قال كم لبثتم} وأهل الكوفه {قل كم لبثتم} ). [معاني القرآن: 2/243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين} [معاني القرآن: 4/24]
" كم " في موضع نصب بقوله: (لبثتم)، و (عدد سنين) منصوب بـ " كم " ويجوز كم لبثتم في الأرض مشدد التاء.
وكذلك يجوز في الجواب). [معاني القرآن: 4/25]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ} [المؤمنون: 113] وذلك لتصاغر الدّنيا عندهم.
{فاسأل العادّين} [المؤمنون: 113] : الملائكة.
تفسير مجاهدٍ.
وقال قتادة: الحسّاب الّذين كانوا يحسبون آجالنا، مثل قوله: {إنّما نعدّ لهم عدًّا} [مريم: 84] الأنفاس، وهي آجالهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/419]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لبثنا يوماً أو بعض يومٍ...}

أي لا ندري (فاسأل) الحفظة هم العادّون). [معاني القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فسئل العادّين} أي الحسّاب). [تفسير غريب القرآن: 300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادّين}
(لبثنا) و (لبثنا)
وقوله: {فاسأل العادّين} أي فاسأل الملائكة الذين يحفظون عدد ما لبثنا) ). [معاني القرآن: 4/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين}
قال مجاهد {فاسأل العادين} الملائكة
وقال قتادة أي الحساب). [معاني القرآن: 4/490-489]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال إن لبثتم إلا قليلا} [المؤمنون: 114] إنّ لبثكم في الدّنيا في طول ما أنتم لابثون في النّار كان قليلًا وهو كقوله: {وتظنّون} [الإسراء: 52] أي في الآخرة {إن لبثتم} [المؤمنون: 114] في الدّنيا {إلا قليلا} [المؤمنون: 114].
[تفسير القرآن العظيم: 1/419]
قوله: {لو أنّكم كنتم تعلمون} [المؤمنون: 114] أي لو كنتم علماء لم تدخلوا النّار.
والمشركون هم الّذين لا يعلمون كقوله: {كذلك يطبع اللّه على قلوب الّذين لا يعلمون} [الروم: 59]، وأشباه ذلك.
وقال في المؤمنين: {وقال الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب اللّه خيرٌ لمن آمن وعمل صالحًا} [القصص: 80] وأشباه ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/420]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {قال إن لّبثتم إلاّ قليلاً لّو أنّكم كنتم تعلمون}

وقال: {إن لّبثتم إلاّ قليلاً} أي: ما لبثتم إلاّ قليلا. وفي حرف ابن مسعود (إن لّبثتم لقليلاً). وقال الشاعر:
هبلتك أمّك إن قتلت لمسلماً = وجبت عليك عقوبة المتعمّد).
[معاني القرآن: 3/13]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال إن لبثتم إلّا قليلا لو أنّكم كنتم تعلمون} معناه: ما لبثتم إلا قليلا). [معاني القرآن: 4/25]

تفسير قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا} [المؤمنون: 115] لغير بعثٍ ولا حسابٍ.
{وأنّكم إلينا لا ترجعون} [المؤمنون: 115] وهو على الاستفهام.
أي قد حسبتم ذلك، ولم نخلقكم عبثًا، إنّما خلقناكم للبعث والحساب). [تفسير القرآن العظيم: 1/420]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثا وأنّكم إلينا لا ترجعون}

(ترجعون) و (ترجعون). [معاني القرآن: 4/25]

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فتعالى اللّه} [المؤمنون: 116] من قبل العلوّ.
{الملك الحقّ} [المؤمنون: 116] اسمان من أسماء اللّه.
{لا إله إلا هو ربّ العرش الكريم} [المؤمنون: 116] على اللّه.
وبعضهم يقرؤها: الكريم، بالرّفع يقول: اللّه الكريم.
مثل هذا الحرف: {ذو العرش المجيد} [البروج: 15] أي: الكريم على اللّه، على مقرأ من قرأها بالجرّ.
ومن قرأها بالرّفع يقول: اللّه المجيد، أي الكريم.
وتفسير السّدّيّ بالرّفع، يعني اللّه تبارك وتعالى يتجاوز ويصفح). [تفسير القرآن العظيم: 1/420]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(الكريم: الشريف الفاضل...، وقال: {رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} أي: الشريف الفاضل).
[تأويل مشكل القرآن: 494]


تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن يدع مع اللّه إلهًا آخر لا برهان له به} [المؤمنون: 117] : لا حجّة له به.
تفسير مجاهدٍ.
وكان قتادة يقول: لا بيّنة له به بأنّ اللّه أمره أن يعبد إلهًا من دونه.
{فإنّما حسابه} [المؤمنون: 117] يعني فإنّما جزاؤه على ربّه.
وهو تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/420]
وقال يحيى: فإنّما حساب ذلك الّذي يدعو مع اللّه إلهًا آخر.
{إنّه لا يفلح الكافرون} [المؤمنون: 117] وقال قتادة: يقول: ذلك حساب الكافرين عند اللّه أنّهم لا يفلحون، وهم أهل النّار.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: {فإنّما حسابه عند ربّه} [المؤمنون: 117] أن يدخله النّار.
ثمّ قال: {إنّه لا يفلح الكافرون} [المؤمنون: 117] كلامٌ مستقبلٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/421]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال يحيى: قول ابن عبّاسٍ والحسن: قوله في القرآن كلّه: {لا برهان له} [المؤمنون: 117] لا حجّة له.
وقول قتادة في القرآن كلّه: {لا برهان له} [المؤمنون: 117] لا بيّنة له.
تمّت السّورة). [تفسير القرآن العظيم: 1/421]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
({لا برهان} لا بيان).
[مجاز القرآن: 2/62]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا برهان له به} أي لا حجّة له به ولا دليل). [تفسير غريب القرآن: 300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ومن يدع مع اللّه إلها آخر لا برهان له به فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون}
{فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون} التأويل حسابه عند ربّه فإنه لا يفلح الكافرون والمعنى الذي له عند ربّه أنه لا يفلح - وجائز أنه لا يفلح الكافرون بفتح أنّ،
ويجوز أن يكون (فإنّما حسابه عند ربّه) فيجازيه عليه كما قال:
{ثمّ إنّ علينا حسابهم} ). [معاني القرآن: 4/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به}
قال مجاهد أي لا بينة له به). [معاني القرآن: 4/490]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقل ربّ اغفر وارحم وأنت خير الرّاحمين} [المؤمنون: 118] يعني وأنت أفضل من يرحم.
وهو تفسير السّدّيّ.
أمر اللّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بهذا الدّعاء). [تفسير القرآن العظيم: 1/421]


رد مع اقتباس