عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 36 إلى 56]

{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41) ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44) ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50) يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ (56)}


تفسير قوله تعالى: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {هيهات هيهات لما توعدون} [المؤمنون: 36] سعيدٌ عن قتادة قال: تباعد البعث في أنفس القوم، أي لا يبعثون.
يقوله بعضهم لبعضٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/400]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {هيهات هيهات لما توعدون...}

لو لم تكن في (ما) اللام كان صوباً. ودخول اللام عربيّ. ومثله في الكلام هيهات لك، وهيهات أنت منّا، وهيهات لأرضك. قال الشاعر:

فأيهات أيهات العقيق ومن به=وأيهات وصل بالعقيق نواصله

فمن يدخل اللام رفع الاسم. ومعنى هيهات بعيد كأنه قال: بعيد (ما توعدون) وبعيد العقيق وأهله. ومن أدخل اللام قال هيهات أداة ليست بمأخوذة من فعلٍ بمنزلة بعيد وقريب، فأدخلت لها اللام كما يقال: هلمّ لك إذ لم تكن مأخوذة من فعلٍ. فإذا قالوا: أقبل لم يقولوا: أقبل لك؛ لأنه يحتمل ضمير الاسم.
فإذا وقفت على هيهات وقفت بالتاء في كلتيهما لأنّ من العرب من يخفض التاء، فدلّ ذلك على أنها ليست بهاء التأنيث فصارت بمنزلة دراك ونظار. ومنهم من يقف على الهاء لأنّ من شأنه نصبها فيجعلها كالهاء. والنصب الذي فيهما أنهما أداتان جمعتا فصارتا بمنزلة خمسة عشر. وإن قلت إنّ كل واحدة مستغنية بنفسها يجوز الوقوف عليها فإن نصبها كنصب قوله: (قمت ثمّت جلست)، وبمنزلة قول الشاعر:
ما ويّ بل ربّتما غارةٍ=شعواء كاللذعة بالميسم

فنصب هيهات بمنزلة هذه الهاء التي في ربّت؛ لأنها دخلت على ربّ وعلى ثمّ. وكانا أداتين، فلم يغيّرهما عن أداتهما فنصبا. ... واختار الكسائي الهاء، وأنا أقف على التاء).
[معاني القرآن: 2/235-236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هيهات هيهات لما توعدون}
يقرأ بفتح التاء وبكسر التاء، ويجوز هيهات هيهات - بالتنوين – ويجوز هيهاتا هيهاتا، فأما الفتح والكسر بغير تنوين فكثيرتان في القراءة، وذكرهما القراء والنحويون، وقد قرئت بالكسر والتنوين، فأما التنوين والفتح فلا أعلم أحدا قرأ بهما، فلا تقرأنّ بها.
فأمّا الفتح فالوقف فيه بالهاء. تقول هيهاه هيهاه - إذا فتحت ووقفت بعد الفتح، فإذا فتحت وقفت على التاء سواء عليك كنت تنوّن في الأصل أو كنت ممن لا ينوّن.
فمن فتحها - وموضعها الرفع وتأويلها البعد لما توعدون - فلأنها بمنزلة الأصوات، وليست مشتقة من فعل فبنيت هيهاه كما بنيت ذيّه وذيّه.
فإذا كسرت جعلتها جمعا وبنيتها على الكسر.
قال سيبويه: هي بمنزلة علقاه.
يعني في تأنيثها.
ومن جعلها جمعا فهي بمنزلة قول العرب: استأصل اللّه عرقاتهم وعرقاتهم. فالذي يقول: عرقاتهم - بالكسر، جعلها جمعا، وواحدها كأنّه عرقة وعرق، وواحد هيهات على هذا اللفظ، وأن لم يكن حاله واحدا: هيهة.
فإن هذا تقديره - وإن لم ننطق به.
وأما عرقات فقد تكلم بواحدها.
يقال عرق وعرقاة وعرقة وعرقان.
وإنما كسر في الجمع لأنّ تاء الفتح في الجمع كسر تقول: مررت بالهندات، وكذلك رأيت الهندات.
ويقال أيهات في معنى هيهات. ويقال هيهات ما قلت وهيهات لما قلت، فمن قال هيهات ما قلت فمعناه البعد ما قلت، ومن قال: هيهات لما قلت فمعناه البعد لقولك،
وأنشدوا:
فأيهات أيهات العقيق ومن به=وأيهات خل بالعقيق نواصله
فأمّا من نوّن هيهات فجعلها نكرة، ويكون المعنى: بعد لما توعدون). [معاني القرآن: 4/13-12]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {هيهات هيهات لما توعدون}
قال قتادة أي للبعث
قال أبو جعفر العرب تقول هيهات هيهات لما قلت وهيهات ما قلت فمن قال هيهات لما قلت فتقديره البعد لما قلت ومن قال هيهات ما قلت فتقديره البعيد ما قلت
وفي هيهات لغات ليس هذا موضع ذكرها). [معاني القرآن: 4/456-457]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (هيهات هيهات لما توعدون) أي: بعيدا بعيدا). [ياقوتة الصراط: 373]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إن هي إلا حياتنا الدّنيا نموت ونحيا} [المؤمنون: 37] أي نموت ونولد). [تفسير القرآن العظيم: 1/400]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
( ثم قال جل وعز: {إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا}

يقال كيف قالوا نموت ونحيا وهم لا يقرون بالبعث
ففي هذا أجوبة
أ-منها في الآية تقديم وتأخير والمعنى ما هي إلا حياتنا الدنيا نحيا فيها ونموت كما قال تعالى: {واسجدي واركعي}
ب-ومنها أن المعنى نموت ويحيا أولادنا
ج-وجواب ثالث وهو أن يكون المعنى نكون مواتا أي نطفا ثم نحيا في الدنيا). [معاني القرآن: 4/458-457]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما نحن بمبعوثين {37} إن هو إلا رجلٌ} [المؤمنون: 37-38] يعنون هودًا.
{افترى على اللّه كذبًا} [المؤمنون: 38] يزعم أنّ اللّه أرسله.
[تفسير القرآن العظيم: 1/400]
{وما نحن له بمؤمنين} [المؤمنون: 38] أي: بمصدّقين). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال ربّ انصرني بما كذّبون {39} قال} [المؤمنون: 39-40] اللّه.
{عمّا قليلٍ} [المؤمنون: 40] أي: عن قليلٍ.
والميم والألف صلة في الكلام.
وهو تفسير السّدّيّ.
قال: {ليصبحنّ نادمين} [المؤمنون: 40] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {عمّا قليلٍ} مجازه عن قليل وما من حروف الزوائد فلذلك جروه ،

وفي آية أخرى {إنّ الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضةً فما فوقها} والعرب قد تفعل ذلك،
قال النابغة:
قالت ألا ليت ما هذا الحمام لنا=إلى حمامتنا ونصفه فقد
ويقال في المثل: ليت ما من العشب خوصة). [مجاز القرآن: 2/58]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(ما) قد تزاد، كقوله: {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ}
و{أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}). [تأويل مشكل القرآن: 252]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: (قال عمّا قليل ليصبحنّ نادمين)
معناه عن قليل، و " ما " زائدة بمعنى التوكيد، كأنّ معناه: عن قليل ليصبحن نادمين حقّا). [معاني القرآن: 4/13]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال عما قليل ليصبحن نادمين}
والمعنى عن قليل وما زائدة للتوكيد). [معاني القرآن: 4/458]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فأخذتهم الصّيحة بالحقّ} [المؤمنون: 41] تفسير الحسن: الصّيحة: العذاب.
{فجعلناهم غثاءً} [المؤمنون: 41] كالشّيء البالي في تفسير المعلّى عن أبي يحيى عن مجاهدٍ.
وقال بعضهم: مثل النّبات إذا صار غثاءً، فتهشّم بعد إذ كان أخضر.
قال: {فبعدًا للقوم الظّالمين} [المؤمنون: 41] المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فجعلناهم غثاء...}

كغثاء الوادي يبّساً بالعذاب). [معاني القرآن: 2/236]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فجعلناهم غثاءً} وهو ما أشبه الزبد وما ارتفع على السيل وما أشبه ذلك مما لا ينتفع به في شيء). [مجاز القرآن: 2/59]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فجعلناهم غثاءً} أي هلكى كالغثاء، وهو ما علا السّيل من الزّبد [والقمش] لأنه يذهب ويتفرق).
[تفسير غريب القرآن: 297]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (فأخذتهم الصّيحة بالحقّ فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظّالمين * ثمّ أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين}
الغثاء الهالك والبالي من ورق الشجر الذي إذا جرى السيل رأيته مخالطا زبده). [معاني القرآن: 4/13]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فجعلناهم غثاء}
والمعنى فأهلكناهم وفرقناهم
والغثاء ما علا الماء من ورق الشجر والقمش لأنه يتفرق ولا ينتفع به). [معاني القرآن: 4/458]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {غُثَاء}: أي كغثاء السيل وهو الزبد الذي يذهب ويضمحل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 163]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ أنشأنا من بعدهم} [المؤمنون: 42] من بعد الهالكين). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]

تفسير قوله تعالى: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قرونًا آخرين {42} ما تسبق من أمّةٍ أجلها} [المؤمنون: 42-43] يعني الوقت الّذي يهلكها فيه.
{وما يستأخرون} [المؤمنون: 43] عن الوقت ساعةً ولا يستقدمون من قبل الوقت). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترا} [المؤمنون: 44] قال قتادة: متتابعةً أي تباعًا بعضهم على إثر بعضٍ.
{كلّ ما جاء أمّةً رسولها} [المؤمنون: 44] الّذي أرسل إليها.
{كذّبوه فأتبعنا بعضهم بعضًا} [المؤمنون: 44] يعني العذاب الّذي أهلكهم به، أمّةً بعد أمّةٍ حين كذّبوا رسلهم.
{وجعلناهم أحاديث} [المؤمنون: 44] لمن بعدهم.
{فبعدًا لقومٍ لا يؤمنون} [المؤمنون: 44] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترى...}

أكثرالعرب على ترك التنوين، تنزل بمنزلة تقوى ومنهم من نوّن فيها وجعلها ألفا كألف الإعراب، فصارت في تغيّر واوها بمنزلة التراث. والتجاه. وإن شئت جعلت بالياء منها كأنها أصليّة فتكون بمنزلة المعزى تنوّن ولا تنوّن ويكون الوقوف عليها حينئذٍ بالياء وإشارةٍ إلى الكسر. وإن جعلتها ألف إعراب لم تشر لأنك لا تشير إلى ألفات الإعراب بالكسر، ولا تقول رأيت زيدي ولا عمري). [معاني القرآن: 2/236]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثمّ أرسلنا رسلنا تترى} أي بعضهم في أثر بعض ومنه قولهم: جاءت كتبه تترى، والوجه أن لا ينون فيها لأنها تفعل وقوم قليل ينونون فيه لأنهم يجعلونه اسماً ومن جعله اسماً في موضع تفعل لم يجاوز به ذلك فيصرفه). [مجاز القرآن: 2/59]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وجعلناهم أحاديث} أي يتمثل بهم في الشر ولا يقال في الخير: جعلته حديثاً). [مجاز القرآن: 2/59]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تترى}: بعضها على إثر بعض تحري ولا تجري). [غريب القرآن وتفسيره: 265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ثمّ أرسلنا رسلنا تترا} أي تتابع بفترة بين كل رسولين وهو من التّواتر. والأصل وتري. فقلبت الواو كما قلبوها في التّقوي، والتّخمة، والتّكلان.
{وجعلناهم أحاديث} أخبارا وعبرا). [تفسير غريب القرآن: 297]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترا كلّ ما جاء أمّة رسولها كذّبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون}
ويقرأ تترى، ويجوز تتري غير منوّية بالكسر، ولم يقرأ به فلا تقرأنّ به.
من قرأ بالتنوين فمعناه وترا فأبدل التاء من الواو كما قالوا تولج وهو من ولج، وأصله وولج، وكما قال الشاعر:
فإن يكن أمسى البلى تيقوري
أي: وقاري، وهو فيعول من الوقار. وكما قالوا: تجاه وإنما هو وجاه من المواجهة، ومن قال تترى بغير تنوين فإنما جعلها على فعلى بألف التأنيث فلم ينون، ومعنى تترى من المواترة، وقال الأصمعي معنى واترت الخبر اتبعت بعضه بعضا وبين الخبرين هنيّة.
وقال غيره: المواترة المتابعة، وأصل كل هذا من الوتر، وهو الفرد، وهو أن جعلت كل واحد بعد صاحبه فردا فردا). [معاني القرآن: 4/14-13]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ثم أرسلنا رسلنا تترى}
قال أبو عبيدة أي بعضها في إثر بعض
قال أبو جعفر وهذا قول أكثر أهل اللغة إلا الأصمعي فإنه قال تترى من واترت عليه الكتب أي بينها مهلة
وتترى الأصل فيه من الوتر وهو الفرد فمن قال تترى بالتنوين فالأصل عنده وترا ثم أبدل من الواو تاء كما يقال تالله بمعنى والله
ومن قرأ تترى بلا تنوين فالمعنى عنده كهذا إلا أنه جعلها ألف تأنيث
ويقال تتر كما يقال وتر
والمعنى أرسلناهم فردا فردا إلا أنه قد روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ثم أرسلنا رسلنا تترى قال يقول يتبع بعضها بعضا
وقوله جل وعز: {وجعلناهم أحاديث}
قال أبو عبيدة أي مثلنا بهم ولا يقال في الخير جعلته حديثا). [معاني القرآن: 4/460-458]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَتْرَا}: متتابعين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَتَرَى}: بعضها في إثر بعض). [العمدة في غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ} [المؤمنون: 45] أي وحجّةٌ بيّنةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلى فرعون وملئه} [المؤمنون: 46] يعني قومه.
{فاستكبروا} [المؤمنون: 46] عن عبادة اللّه.
{وكانوا قومًا عالين} [المؤمنون: 46] مشركين.
[تفسير القرآن العظيم: 1/401]
وقال الحسن: في الاستكبار في الأرض على النّاس). [تفسير القرآن العظيم: 1/402]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا} [المؤمنون: 47] أي: أنصدّق بشرين مثلنا، فلو كانا ملكين لآمنّا بهما.
يعنون موسى وهارون.
{وقومهما} [المؤمنون: 47] يعنون بني إسرائيل.
{لنا عابدون} [المؤمنون: 47] وكانوا قد استعبدوا بني إسرائيل، ووضعوا عليهم الجزية.
وليس يعني أنّهم يعبدوننا). [تفسير القرآن العظيم: 1/402]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {لنا عابدون} أي داينون مطيعون، وكل من دان لملك فهو عابد له ومنه سمي أهل الخبرة العباد). [مجاز القرآن: 2/59]


تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فكذّبوهما فكانوا من المهلكين} [المؤمنون: 48] فأهلكهم اللّه بالغرق). [تفسير القرآن العظيم: 1/402]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد آتينا موسى الكتاب} [المؤمنون: 49] التّوراة.
{لعلّهم يهتدون} [المؤمنون: 49] لكي يهتدوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/402]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وجعلنا ابن مريم وأمّه آيةً} [المؤمنون: 50] قال قتادة: خلق لا والد له، آيةً، ووالدته ولدته من غير رجلٍ، آيةً.
وقال السّدّيّ: {آيةً} [المؤمنون: 50] عبرةً.
قوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ} [المؤمنون: 50] سعيدٌ عن قتادة قال: الرّبوة هي بيت المقدس.
قال يحيى: ذكر لنا أنّ كعبًا كان يقول: هي أدنى الأرض إلى السّماء، ثمانية عشر ميلًا.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: بقعةٌ في مكانٍ مرتفعٍ يقرّ فيه الماء.
وتفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: الرّبوة المستوية.
وهو نحو حديث المعلّى.
سعيدٌ عن الحسن قال: الرّبوة دمشق.
نعيم بن يحيى، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب قال: هي دمشق.
وقال: {ذات قرارٍ} [المؤمنون: 50] يعني المنازل، والمعين: الماء الّذي أصله من العيون، الظّاهر الجاري.
وقال الكلبيّ: المعين، الجاري وغير الجاري، إذا نالته الدّلاء.
[تفسير القرآن العظيم: 1/402]
شريكٌ، عن جابرٍ، عن عكرمة قال: الماء المعين: الظّاهر.
سعيدٌ عن قتادة قال: {ذات قرارٍ ومعينٍ} [المؤمنون: 50] ذات ثمرٍ كثيرٍ وماءٍ جارٍ هكذا). [تفسير القرآن العظيم: 1/403]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ...}

الربوة: ما ارتفع من الأرض. وقوله: {ذات قرارٍ} منبسطة
وقوله: {ومعينٍ}: الماء الظاهر والجاري. ولك أن تجعل المعين مفعولا من العيون، وأن تجعله فعيلاً من الماعون ويكون أصله المعن. ... (المعن الاستقامة)، وقال عبيد بن الأبرص:
واهية أو معين معنٍ=أو هضبة دونها لهوب).
[معاني القرآن: 2/237-236]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وآويناهما إلى ربوةٍ} تقديره أفعلنا وأوى وهو على تقدير عوى ومعناه ضممنا وربوة يضم أولها ويكسر وهي النجوة من الأرض ومنها قولهم: فلان في ربوة من قومه، أي عز وشرف وعدد.
{ذات قرار ومعينٍ} أي تلك الربوة لها ساحةٌ وسعةٌ أسفل منها وذات معين أي ماء جار طاهر بينهم). [مجاز القرآن: 2/59]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ربوة}: يقال فلان في ربوة قومه أي في عز قومه وعددهم. والربوة النشز أيضا.
{ذات قرار}: مستوية.
{ومعين}: قالوا الظاهر وقالوا المعين الجاري). [غريب القرآن وتفسيره: 266-265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجعلنا ابن مريم وأمّه آيةً} أي علما ودليلا.
و{الرّبوة} الارتفاع. وكلّ شيء ارتفع أو زاد، فقد ربا، ومنه الرّبا في البيع.
{ذات قرارٍ} يستقرّ بها للعمارة.
{ومعينٍ} ماء ظاهر. يقال: هو مفعول من العين. كأن أصله معيون. كما هو يقال: ثوب مخيط، وبرّ مكيل). [تفسير غريب القرآن: 297]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجعلنا ابن مريم وأمّه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين}
ولم يقل آيتين، لأن المعنى فيهما آية واحدة، ولو قيل آيتين لجاز لأنهما قد كان في كل واحد منهما ما لم يكن في ذكر ولا أنثى، من أن مريم ولدت من غير فحل،
ولأن عيسى روح من اللّه ألقاه إلى مريم ولم يكن هذا في ولد قط.
وقوله: {وآويناهما إلى ربوة}.
في ربوة ثلاث لغات ربوة، وربوة، وربوة، وفيها وجهان آخران، رباوة.
ورباوة. وهو عند أهل اللغة المكان المرتفع وجاء في التفسير أنه يعني بربوة هنا بيت المقدس، وأنه كبد الأرض وأنه أقرب الأرض إلى السماء.
وقيل يعني به دمشق، وقيل فلسطين والرحلة.
وكل ذلك قد جاء في التفسير.
وقوله عزّ وجلّ: {ذات قرار ومعين} أي ذات مستقر، و " معين " ماء جار من العيون. وقال بعضهم يجوز أن يكون " فعيلا " من المعن، مشتقا من الماعون.
وهذا بعيد لأن المعن في اللغة الشيء القليل، والماعون هو الزكاة، وهو فاعول من المعن، " وإنما سمّيت الزكاة بالشيء القليل، لأنه يؤخذ من المال ربع عشره، فهو قليل من كثير.
قال الراعي:
قوم على التّنزيل لمّا يمنعوا=ماعونهم ويبدّلوا التّنزيلا).
[معاني القرآن: 4/15-14]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية}
قال قتادة ولدته من غير أب
قال أبو جعفر ولم يقل آيتين لأن الآية فيهما واحدة
ويجوز أن يكون مثل قوله تعالى: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}
وقوله تعالى: {وآويناهما إلى ربوة}
روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله جل وعز: {وآويناهما إلى ربوة} قال نبئت أنها دمشق
قال أبو جعفر وكذا المعروف من قراءة ابن عباس إلى ربوة ويقال ربوة بفتح الراء ويقال رباوة بفتح الراء والألف وقرأ بها الأشهب العقيلي ويقال رباوة بالألف وضم الراء ويقال رباوة بكسر الراء ومعناه المرتفع من كل شيء
ومعنى الربوة ما ارتفع من الأرض يقال ربا إذا ارتفع وزاد ومنه الربا في البيع
وقد اختلف في معنى هذا الحرف
فقال ابن عباس ما ذكرناه
وكذلك روى يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب
{وآويناهما إلى ربوة} قال: دمشق.
وروى معمر عن قتادة قال بيت المقدس
وقال كعب الأحبار بيت المقدس أقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلا
وقال وهب بن منبه مصر
وروى سالم الأفطس عن سعيد بن جبير وآويناهما إلى ربوة قال النشز من الأرض
وقال الضحاك ما ارتفع من الأرض
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الربوة ههنا الرملة
فأما ابن زيد فقال إلى ربوة من ربى مصر قال وليس الربى إلا بمصر والماء حين يرسل تكون الربى عليها القرى ولولا
الربى غرقت تلك القرى
قال أبو جعفر والصواب أن يقال إنها مكان مرتفع ذو استواء وماء ظاهر
ثم قال تعالى: {ذات قرار ومعين}
قال قتادة ذات ماء وثمار
وروى سالم عن سعيد بن جبير {ذات قرار} مستوية و{معين} ماء ظاهر.
وروى علي بن الحكم عن الضحاك ومعين قال الماء الجاري
قال أبو جعفر معنى ذات قرار في اللغة يستقر فيها والذي قال سعيد بن جبير حسن
ومعين فيه ثلاث تقديرات :
1-إحداهن أن يكون مفعولا
قال أبو إسحاق هو الماء الجاري في العيون
فالميم على هذا زائدة كزيادتها في مبيع
وكذلك الميم زائدة في قول من قال إنه الماء الذي يرى بالعين
2- وقيل إنه فعيل بمعنى مفعول
قال علي بن سليمان يقال معن الماء إذا جرى وكثر فهو معين وممعون قال وأنشدني محمد بن يزيد بيتا لم يحفظ منه إلا قوله:
وماء ممعون ...
قال ويقول معين ومعن كما يقال رغيف ورغف
3 - والقول الثالث حدثناه محمد بن الوليد عن أحمد بن يحيي عن ابن الأعرابي قال معن الماء يمعن معونا جرى وسهل وأمعن أيضا وأمعنته أنا ومياه معنان). [معاني القرآن: 4/465-460]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الربوة): المرتفع من الأرض، وكل شيء ارتفع وزاد فقد ربا، ومنه الربا المحرم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الرَّبْوَةُ): ما ارتفع من الأرض.
{ذَاتِ قَرَارٍ}: مستويـة.
(وَالمَعِيـنُ): الماء الجاري على وجه الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات} [المؤمنون: 51] يعني الحلال من الرّزق.
وهو تفسير السّدّيّ.
{واعملوا صالحًا إنّي بما تعملون عليمٌ} [المؤمنون: 51] هكذا أمر اللّه الرّسل). [تفسير القرآن العظيم: 1/403]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات...}

أراد النبي فجمع كما يقال في الكلام للرجل الواحد: أيّها القوم كفّوا عنا أذاكم. ومثله {الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم} الناس واحد (معروف كان رجلاً من أشجع يقال له نعيم ابن مسعود) ). [معاني القرآن: 2/237]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات} خوطب به النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وحده على مذهب العرب في مخاطبة الواحد خطاب الجمع). [تفسير غريب القرآن: 297]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، يريد النبي، صلّى الله عليه وسلم، وحده).
[تأويل مشكل القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات واعملوا صالحا إنّي بما تعملون عليم}
أي كلوا من الحلال، وكل مأكول حلال مستطاب فهو داخل في هذا.
وإنّما خوطب بهذا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فقيل يا أيّها الرسل، وتضمن هذا الخطاب أن الرسل جميعا كذا أمروا.
وروي أن عيسى عليه السلام كان يأكل من غزل أمّه، وأطيب الطيبات الغنائم). [معاني القرآن: 4/15]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا}
قال أبو إسحاق هذا مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم ودل الجمع على أن الرسل كلهم كذا أمروا أي كلوا من الحلال). [معاني القرآن: 4/465]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإنّ هذه أمّتكم} [المؤمنون: 52] ملّتكم.
{أمّةً واحدةً} [المؤمنون: 52] ملّةٌ واحدةٌ.
وقال قتادة: دينكم دينٌ واحدٌ يعني الإسلام، والشّريعة مختلفةٌ.
قال: {لكلٍّ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا} [المائدة: 48] وقال السّدّيّ: يعني ملّتكم ملّةٌ واحدةٌ، يعني الإسلام.
قال: {وأنا ربّكم فاتّقون} [المؤمنون: 52] أن تعبدوا غيري.
وقال السّدّيّ: {فاتّقون} [المؤمنون: 52] يعني فاعبدون). [تفسير القرآن العظيم: 1/403]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإنّ هذه أمّتكم...}

قرأها عاصم والأعمش بالكسر على الاستئناف وقرأها أهل الحجاز والحسن (وأنّ هذه أمّتكم) والفتح على قوله: {إني بما تعملون عليم} وعليم بأن هذه أمتكم.
فموضعها خفض لأنها مردودة على (ما) وإن شئت كانت منصوبة بفعل مضمر كأنك قلت: واعلم هذا). [معاني القرآن: 2/237]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً وأنا ربّكم فاتّقون}
قال: {وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً} فنصب {أمّةً واحدةً} على الحال. وقرأ بعضهم {أمّتكم أمّةٌ واحدةٌ} على البدل ورفع {أمّةٌ واحدةٌ} على الخبر). [معاني القرآن: 3/12]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً} أي دينكم دين واحد، وهو الإسلام.
والأمة تنصرف [علي وجوه] قد بينتها في «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمّة: الدّين، قال تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} أي: على دين.
قال النابغة:
حلفتُ فَلَمْ أتركْ لنفسكَ رِيبَةً = وهل يَأْثَمَن ذُو أُمَّةٍ وهو طائعُ؟
أي: ذو دين.
والأصل أنه يقال للقوم يجتمعون على دين واحد: أمة، فتقام الأمة مقام الدين، ولهذا قيل للمسلمين: أمّة محمد، صلّى الله عليه وسلم، لأنهم على أمر واحد،
قال تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}. مجتمعة على دين وشريعة.
وقال الله عز وجل: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}، أي: مجتمعة على الإسلام). [تأويل مشكل القرآن: 446] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاتّقون}
أي فاتقون لهذا.
وقد فسرنا في سورة الأنبياء كل ما يجوز في نظير هذه الآية.
وجملة تأويلها أن دينكم دين واحد، وهو الإسلام). [معاني القرآن: 4/15]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأن هذه أمتكم أمة واحدة}
المعنى {وأن} أي ولأن دينكم دين واحد وهو الإسلام فاتقون). [معاني القرآن: 4/465]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}: أي دينكم دين واحد وهو الإسلام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]

تفسير قوله تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فتقطّعوا أمرهم بينهم} [المؤمنون: 53] يعني دينهم الإسلام الّذي أمر اللّه به نبيّهم.
{زبرًا} [المؤمنون: 53] فدخلوا في غيره.
وهو تفسير السّدّيّ.
وقال الحسن: {زبرًا} [المؤمنون: 53] قطعًا.
وقال مجاهدٌ: قطعًا.
وهم أهل الكتاب.
[تفسير القرآن العظيم: 1/403]
نا سعيدٌ عن قتادة قال: {فتقطّعوا أمرهم بينهم زبرًا} [المؤمنون: 53] قال: كتبًا.
قال سعيدٌ: وقال الحسن: تقطّعوا كتاب اللّه بينهم فحرّفوه، وبدّلوه كتابًا كتبوه على ما حرّفوا.
قال يحيى: وهي تقرأ على وجهين: زبرًا مثل قراءة مجاهدٍ، وزبرًا مثل قراءة قتادة.
فمن قرأها: زبرا قال: قطعًا، ومن قرأها: زبرا قال: كتبًا.
وهي كقوله: {من الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا} [الروم: 32] : فرقًا وهذا هو مقرأ الحسن وغيره.
وكان عليّ بن أبي طالبٍ وغيره يقرؤها: فارقوا دينهم وكانوا شيعًا.
قال: {كلّ حزبٍ} [المؤمنون: 53] كلّ قومٍ منهم.
{بما لديهم} [المؤمنون: 53] بما عندهم ممّا اختلفوا فيه.
{فرحون} [المؤمنون: 53] يقول: راضون.
تفسير السّدّيّ.
- حدّثني حمّاد بن سلمة، عن أبي غالبٍ، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «تفرّقت بنو إسرائيل على سبعين فرقةً، فرقةٌ واحدةٌ في الجنّة وسائرها في النّار، ولتفترقنّ هذه الأمّة على إحدى وسبعين، واحدةٌ في الجنّة وسائرهم في النّار».
- وحدّثني خالدٌ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " لتتبعنّ سنّة من كان
[تفسير القرآن العظيم: 1/404]
قبلكم ذراعًا بذراعٍ وشبرًا بشبرٍ حتّى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه.
قالوا يا رسول اللّه: اليهود والنّصارى؟ قال: فمن؟ " حدّثني خداشٌ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله غير أنّه قال: لدخلتموه.
نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله). [تفسير القرآن العظيم: 1/405]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فتقطّعوا أمرهم بينهم...}:

فرّقوه. تفرّقوا يهود ونصارى. من قال {زبراً}
أراد: قطعاً مثل قوله: {آتوني زبر الحديد} والمعنى في زبر وزبر واحدٌ. والله أعلم. وقوله: {كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون} يقول: معجبون بدينهم. يرون أنهم على الحقّ).
[معاني القرآن: 2/237-238]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {زبراً } أي قطعاً، ومن قرأها زبرا - بفتح الباء - فإنه يجعل واحدتها زبرة كزبرة الحديد: القطعة). [مجاز القرآن: 2/60]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {زبرا}: الزبر الكتب. واحدها زبور ومن قال زبر فواحدها زبرة أي قطعا كزبر الحديد). [غريب القرآن وتفسيره: 266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فتقطّعوا أمرهم بينهم} أي اختلفوا في دينهم.
{زبراً} بفتح الباء جمع زبرة، وهي القطعة. ومن قرأ «زبرا» فإنه جمع زبور، أي كتبا). [تفسير غريب القرآن: 298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفرح: الرضا، لأنه عن المسرة يكون، قال الله تعالى: {كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون} أي: راضون، وقال: {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} أي رضوا). [تأويل مشكل القرآن: 491] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمر: الدّين، قال الله تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}، أي دينهم.
وقال تعالى: {حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ}). [تأويل مشكل القرآن: 515] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن قوما جعلوا دينهم أديانا فقال:
{فتقطّعوا أمرهم بينهم زبرا كلّ حزب بما لديهم فرحون} ويقرأ زبرا، فمن قرأ زبرا فتأويله جعلوا دينهم كتبا مختلفة جمع زبور وزبر، ومن قرأ زبرا أراد قطعا). [معاني القرآن: 4/16-15]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم خبر أن قوما فرقوا أديانهم فقال جل وعز: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال قتادة أي: كتبا
قال الفراء أي: صاروا يهود ونصارى
وقرأ الأعمش فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا وهو جمع زبرة أي قطعا وفرقا
ثم قال جل وعز: {كل حزب بما لديهم فرحون} أي معجبون). [معاني القرآن: 4/466]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الزُّبُـرُ}: الكتب جمع زبور). [العمدة في غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فذرهم في غمرتهم} [المؤمنون: 54] في غفلتهم.
وقال قتادة: في ضلالتهم.
{حتّى حينٍ} [المؤمنون: 54] يعني إلى آجالهم.
تفسير السّدّيّ.
وهي منسوخةٌ نسخها القتال). [تفسير القرآن العظيم: 1/405]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فذرهم في غمرتهم حتّى حينٍ...}:
في جهالتهم). [معاني القرآن: 2/238]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فذرهم في غمرتهم حتّى حين}
ويجوز في غمراتهم، ومعناه في عمايتهم وحيرتهم.
ومعنى: {حتّى حين}.
أي إلى حين يأتيهم ما وعدوا به من العذاب). [معاني القرآن: 4/16]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {فذرهم في غمرتهم حتى حين}
قال قتادة في غمرتهم أي في جهالتهم
حتى حين قال مجاهد حتى الموت). [معاني القرآن: 4/467-466]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به} [المؤمنون: 55] نا عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: أي: نزيدهم، نملي لهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/405]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: {نمدّهم} [المؤمنون: 55] نعطيهم.
وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/405]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مّالٍ وبنين...}

(ما) في موضع الذي، وليست بحرف واحدٍ). [معاني القرآن: 2/238]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}
(نسارع) - بالنون - يسارع - بالياء - ويسارع على ما لم يسم فاعله.
وتأويله أيحسبون أن إمداد اللّه لهم بالمال والبنين مجازاة لهم؛ وإنّما هو استدراج من اللّه لهم، و " ما " في معنى الذي، المعنى أيحسبون أن الّذي نمدهم به من مال وبنين. والخبر معه محذوف المعنى نسارع لهم به في الخيرات، أي أيحسبون إمداد ما نسارع لهم به.
فأمّا من قرأ يسارع فعلى وجهين، أحدهما لا يحتاج إلى إضمار، المعنى: أيحسبون أن إمدادنا لهم يسارع لهم في الخيرات، ويجوز أن يكون على معنى يسارع اللّه لهم به في الخيرات،
فيكون مثل نسارع، ومن قرأ يسارع لهم في الخيرات يكون على معنى يسارع الإمداد لهم في الخيرات وعلى معنى نسارع لهم في الخيرات، فيكون تقوم مقام ما لم يسمّ لهم،
ويكون مضمرا معه به. كما قلنا). [معاني القرآن: 4/16]

تفسير قوله تعالى: {نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({من مالٍ وبنين {55} نسارع لهم في الخيرات} [المؤمنون: 55-56] أي: لذلك نمدّهم بالمال والولد يعني المشركين.
{بل لا يشعرون} [المؤمنون: 56] أنّا لا نعطيهم ذلك مسارعةً لهم في الخيرات، وأنّهم يصيرون إلى النّار، أي: وأنّ ذلك شرٌّ لهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/405]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {نسارع لهم...}

يقول: أيحسبون أن ما نعطيهم في هذه الدنيا من الأموال والبنين أنا جعلناه لهم ثوابا. ثم قال {بل لاّ يشعرون} أنّما هو استدارج منّا لهم). [معاني القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {نسارع لهم في الخيرات} أي نسرع. يقال: سارعت إلى حاجتك وأسرعت). [تفسير غريب القرآن: 298]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: (أيحسبون أنّما نمدّهم به من مال وبنين *نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}
(نسارع) - بالنون - يسارع - بالياء - ويسارع على ما لم يسم فاعله.
وتأويله أيحسبون أن إمداد اللّه لهم بالمال والبنين مجازاة لهم؛ وإنّما هو استدراج من اللّه لهم، و " ما " في معنى الذي، المعنى أيحسبون أن الّذي نمدهم به من مال وبنين. والخبر معه محذوف المعنى نسارع لهم به في الخيرات، أي أيحسبون إمداد ما نسارع لهم به.
فأمّا من قرأ يسارع فعلى وجهين، أحدهما لا يحتاج إلى إضمار، المعنى: أيحسبون أن إمدادنا لهم يسارع لهم في الخيرات، ويجوز أن يكون على معنى يسارع اللّه لهم به في الخيرات،
فيكون مثل نسارع، ومن قرأ يسارع لهم في الخيرات يكون على معنى يسارع الإمداد لهم في الخيرات وعلى معنى نسارع لهم في الخيرات، فيكون تقوم مقام ما لم يسمّ لهم،
ويكون مضمرا معه به. كما قلنا). [معاني القرآن: 4/16] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات}
الخبر محذوف والمعنى نسارع لهم به وهذا قول أبي إسحاق
ولهشام الضرير فيه قول وهو أن ما هي الخيرات فصار المعنى نسارع لهم فيه بغير حذف أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين مجازاة لهم وخير
وقرأ عبد الرحمن بن أبي بكرة (يسارع لهم في الخيرات) بالياء وكسر الراء
وهذا يجوز أن يكون على غير حذف أي يسارع لهم الإمداد
ويجوز أن يكون فيه حذف ويكون المعنى يسارع الله لهم به في الخيرات). [معاني القرآن: 4/468-467]


رد مع اقتباس