عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 12 ذو القعدة 1439هـ/24-07-2018م, 03:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}
الآية الأولى تقتضي أن أباهم قد كان علم منهم إرادتهم الخبيثة في جهة يوسف، وهذه أنهم علموا هم منه بعلمه ذلك.
وقرأ الزهري، وأبو جعفر "لا تأمنا" بالإدغام دون إشمام، ورواها الحلواني عن قالون. وقرأ السبعة بالإشمام للضم، وقرأ طلحة بن مصرف:"لا تأمننا"، وقرأ ابن وثاب، والأعمش: "لا تيمنا" بكسر تاء العلامة). [المحرر الوجيز: 5/48]

تفسير قوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"غدا" ظرف، أصله: "غدو" فلزم اليوم كله، وبقي الغدو والغدوة اسمين لأول النهار، وقال النضر ابن شميل: ما بين الفجر إلى الإسفار يقال فيه غدوة وبكرة.
وقرأ أبو عمرو، وأبو عامر: "نرتع ونلعب" بالنون فيهما وإسكان العين والباء، و"نرتع" -على هذا- من الرتوع وهي الإقامة في الخصب والمرعى في أكل وشرب، ومنه قول الغضبان بن القبعثري:
[المحرر الوجيز: 5/48]
"القيد والرتعة وقلة التعتعة"، ومنه قول الشاعر:
... ... ... .... .. وبعد عطائك المائة الرتاعا؟
ولعبهم هذا دخل في اللعب المباح كاللعب بالخيل والرمي ونحوه، فلا وصم في ذلك عليهم، وليس باللعب الذي هو ضد الحق وقرين اللهو، وقيل لأبي عمرو بن العلاء: كيف يقولون: "نلعب" وهم أنبياء؟ قال: لم يكونوا حينئذ أنبياء، وقرأ ابن كثير: "نرتع ونلعب" بالنون فيهما، وبكسر العين وجزم الباء، وقد روي عنه، "ويلعب" بالياء، وهي قراءة جعفر بن محمد، و"نرتع" -على هذا- من رعاية الإبل، وقال مجاهد: هي من المراعاة، أي: يراعي بعضنا بعضا ويحرسه، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: يرتع ويلعب بإسناد ذلك كله إلى يوسف وقرأ نافع: "يرتع ويلعب" بالياء فيهما وكسر العين وجزم الباء، فـ "يرتع" -على هذا- من رعي الإبل، قال ابن زيد: المعنى: يتدرب في الرعي وحفظ المال، ومن الارتعاء قول الأعشى:
ترتعي السفح فالكثيب فذاقا ... ر فروض القطا فذات الرئال
قال أبو علي: وقراءة ابن كثير: -"نرتع" بالنون، و"يلعب" بالياء منزعها حسن لإسناد النظر في المال والرعاية إليهم، واللعب إلى يوسف لصباه. وقرأ العلاء بن
[المحرر الوجيز: 5/49]
سيابة: "يرتع ويلعب" برفع الباء على القطع. وقرأ مجاهد، وقتادة: "نرتع" بضم النون وكسر التاء، و"نلعب" بالنون والجزم. وقرأ ابن كثير -في بعض الروايات عنه-: "نرتعي" بإثبات الياء، وهي ضعيفة لا تجوز إلا في الشعر كما قال الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد؟
وقرأ أبو رجاء: "يرتع" بضم الياء وجزم العين، و"يلعب" بالياء والجزم.
وعللوا طلبه والخروج به بما يمكن أن يستهوي يوسف لصباه من الرتوع واللعب والنشاط). [المحرر الوجيز: 5/50]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إني ليحزنني} الآية. قرأ عاصم، وابن كثير، والحسن، والأعرج، وعيسى، وأبو عمرو، وابن محيصن: "ليحزنني" بفتح الياء وضم الزاي، قال أبو حاتم: وقرأ نافع بضم الياء وكسر الزاي والإدغام، ورواية ورش عن نافع بيان النونين مع ضم الياء وكسر الزاي في جميع القرآن، و"أن" الأولى فاعلة، والثانية مفعولة بـ "أخاف".
وقرأ الكسائي وحده "الذيب" دون همز، وقرأ الباقون بالهمز وهو الأصل، ومنه جمعهم إياه على: "ذؤبان"، ومنه: تذاءبت الريح والذئاب إذا أتت من هاهنا وهاهنا. وروى ورش عن نافع: "الذيب" بغير همز، وقال نصر: سمعت أبا عمرو لا يهمز، قال: وأهل الحجاز يهمزون.
وإنما خاف يعقوب الذئب دون سواه وخصصه لأنه كان الحيوان العادي المنبث في
[المحرر الوجيز: 5/50]
القطر، وروي أن يعقوب كان رأى في منامه ذئبا يشتد على يوسف.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا عندي ضعيف لأن يعقوب لو رأى ذلك لكان وحيا، فإما أن يخرج على وجهه وذلك لم يكن، وإما أن يعرف يعقوب بمعرفته لعبارة مثال هذا المرئي، فكان يتشكاه بعينه، اللهم إلا أن يكون قوله: {وأخاف أن يأكله الذئب} بمعنى: أخاف أن يصيبه مثل ما رأيت من أمر الذئب، وهذا بعيد، وكذلك يقول الربيع بن ضبع:
والذئب أخشاه ... ... .... ... ...
إنما خصصه لأنه كان حيوان قطره العادي، ويحتمل أن يخصصه يعقوب عليه السلام لصغر يوسف: أي: أخاف عليه هذا الحقير فما فوقه، وكذلك خصصه الربيع لحقارته وضعفه في الحيوان، وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 5/51]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}

رد مع اقتباس