عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م, 06:15 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: لكن الرّسول والّذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون (88) أعدّ اللّه لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم (89) وجاء المعذّرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الّذين كذبوا اللّه ورسوله سيصيب الّذين كفروا منهم عذابٌ أليمٌ (90)
الأكثر في لكن أن تجيء بعد نفي، وهو هاهنا في المعنى، وذلك أن الآية السالفة معناها أن المنافقين لم يجاهدوا فحسن بعدها «لكن الرسول والمؤمنون جاهدوا»، والخيرات جمع خيرة وهو المستحسن من كل شيء، وكثر استعماله في النساء، فمن ذلك قوله عز وجل: فيهنّ خيراتٌ حسانٌ [الرحمن: 70] ومن ذلك قول الشاعر أنشده الطبري: [الكامل]
ربلات هند خيرة الملكات
والمفلحون الذين أدركوا بغيتهم من الجنة، والفلاح يأتي بمعنى إدراك البغية، من ذلك قول لبيد: [الرجز]
أفلح بما شئت فقد يبلغ بالض = عف وقد يخدع الأريب
ويأتي بمعنى البقاء ومن ذلك قول الشاعر: [المنسرح]
لكل همّ من الهموم سعه = والمسى والصبح لا فلاح معه
أي لا بقاء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وبلوغ البغية يعم لفظة الفلاح حيث وقعت فتأمله). [المحرر الوجيز: 4/ 381-382]

تفسير قوله تعالى: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وأعدّ معناه يسر وهيأ، وقوله من تحتها يريد من تحت مبانيها وأعاليها، والفوز حصول الإنسان على أمله، وظفره ببغيته، ومن ذلك فوز سهام الأيسار). [المحرر الوجيز: 4/ 382]


رد مع اقتباس