عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 01:11 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

فسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا تأمنّا...}
تشير إلى الرفعة، وإن تركت فصواب، كلٌّ قد قرئ به؛ وقد قرأ يحيى بن وثّاب: (تيمنّا) ). [معاني القرآن: 2/38]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والأعمش ونافع وعاصم {ما لك لا تأمنا} بإشمام، وعلى ذلك قال صقر بن حكيم العدوي:
وامتاح مني حلبات الهاجم = شأو مدل سابق اللهامم
كأنه يختلس حركة الميم من "اللهامم".
وغيره:
وغير سفع مثل يحامم
مختلسة الميم أيضًا.
أبو جعفر {ما لك لا تأمنا} بجزم النون.
طلحة اليامي وهي قراءة أبي "ما لك لا تأمننا" بنونين يبين، ولا يختلس ولا يدغم؛ وهي الحسنة.
وقراءة يحيى بن وثاب "ما لك لا تيمنا" بكسر التاء على ما ذكرنا من هذه اللغات). [معاني القرآن لقطرب: 729]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنّا على يوسف وإنّا له لناصحون}
{ما لك لا تأمنّا على يوسف}.
قرئت على أربعة أوجه، على إشمام الميم الضّمّ - تأمننا، وعلى الإدغام وترك الإشمام، (تأمنّا)، وقرئت (تأمننا) بنونين وضمة بينهما.
وقرأ يحيى ابن وثّاب تيمنّا.
وقراءة يحيى تخالف المصحف، وهي في العربية جائزة بكسر التاء في كل ما ماضيه على فعل نحو أمن - يا هذا - والإدغام لأن الحرفين من جنس واحد
والإشمام يدل على الضّمّة المحذوفة، وترك الإشمام جيّد، لأن الميم مفتوحة فلا تغيّر، والإظهار في " تأمننا " جيّد، لأن النونين من كلمتين). [معاني القرآن: 3/95-94]

تفسير قوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يرتع ويلعب...}
من سكّن العين أخذه من القيد والرّتعة وهو يفعل حينئذ ومن قال (يرتع ويلعب) فهو يفتعل من رعيت، فأسقط الياء للجزم). [معاني القرآن: 2/38]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {نرتع ونلعب} أي ننعم ونلهو وقال في المثل: (القيد والرّتعة) وقرأها قوم يرتع أي غبلنا، ونرتع نحن إبلنا) [مجاز القرآن: 1/303]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي عمرو {نرتع ونلعب} بالنون جميعًا.
الحسن وعاصم والأعمش {يرتع ويلعب} بالياء جميعًا.
مجاهد "نرتع ونلعب" بالنون جميعًا من أرتع يرتع.
وقراءة أهل المدينة {يرتع ويلعب} بالياء من ارتعى يرتعي.
أهل مكة "يرتع ويلعب"، بضم الأول). [معاني القرآن لقطرب: 730]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {نرتع}: نلهو). [غريب القرآن وتفسيره: 180]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يرتع} بتسكين العين: يأكل. يقال: رتعت الإبل، إذا رعت. وأرتعتها: إذا تركتها ترعى.[تفسير غريب القرآن: 212]
ومن قرأ: (نرتع) بكسر العين - أراد: نتحارس ويرعى بعضنا بعضا، أي: يحفظ. ومنه يقال: رعاك اللّه، أي حفظك). [تفسير غريب القرآن: 213]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ -: {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنّا له لحافظون}
{غدا يرتع ويلعب} بالياء، وقرئت (نرتع ونلعب) بالنون، وقرئت يرتع ويلعب - بضم الياء - وقرئت نرتع ونلعب. فجزم هذه القراءات. كلّها على جواب الأمر.
المعنى أرسله إن ترسله يرتع، وكذلك يرتع، وكذلك يرتع ويلعب - بكسر العين -.
وكسر العين من الرعي، المعنى يرتعي ويلعب، كأنهم قالوا يرعى ماشيته ويلعب، فيجتمع النفع والسرور، ويرتع من الرتعة، أي يتسع في الخصب، وكل مخصب فهو راتع). [معاني القرآن: 3/95]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أرسله معنا غدا نرتع ونلعب}
روى حجاج عن ابن جريج عن مجاهد وورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أي نتحافظ ونتكالأ
وزاد ابن أبي نجيح في روايته ونتحارس
قال هارون سألت أبا عمرو بن العلاء رحمه الله كيف قالوا ونلعب وهم أنبياء فقال لم يكونوا يومئذ أنبياء
ومن قرأ يرتع ويلعب بالياء فمعناه عندي يرعى الإبل يقال رعى وارتعى بمعنى واحد وهذه قراءة أهل المدينة
وروي عن مجاهد نرتع بالنون وكسر التاء يقال ارتع صاحبه وإبله فرتعت أي أقامت في المرتع والله أعلم بما أراد
وقرأ أهل الكوفة يرتع ويلعب بإسكان العين ومعناه يتسع في الخصب ويأكل ويقال رتعت الإبل إذا رعت كيف شاءت وكذا غيرها وأرعيتها تركتها ترعى ويقال فلان راتع أي مخصب ومنه:
ترتع ما غفلت حتى إذ ادكرت = فإنما هي إقبال وإدبار
وكذا معنى نرتع بفتح النون وإسكان العين وهي قراءة أبي عمرو وأهل مكة
وروى سعيد عن قتادة قال نرتع ننشط ونلهو وهو كمعنى الأول
وأما حجة أبي عمرو أنهم لم يكونوا يومئذ أنبياء فلا يحتاج إلى ذلك لأنه ليس باللعب الصاد عن ذكر الله جل وعز
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا بكرا تلاعبها وتلاعبك). [معاني القرآن: 3/402-401]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نرتع} من أسكن العين أراد: نأكل، ومن كسر العين فمعناه يحرس بعضنا بعضا، ومنه رعاك الله: أي حفظك الله).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 111]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نرْتَعْ}: نلهوا). [العمدة في غريب القرآن: 159]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {إني ليحزنني} من حزن يحزن.
والأعرج {ليحزنني} من أحزنه يحزنه إحزانًا؛ وهما لغتان مسموعتان.
وقال الشاعر في أقل اللغتين:
نجا صحبي فأحزنني الزيال وزمت عند بينهم جمال
قيل لأبي عمرو: كيف يقولون "نلعب" وهم أنبياء؟ قال: لم يكونوا يومئذ أنبياء). [معاني القرآن لقطرب: 730]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا لئن أكله الذّئب ونحن عصبةٌ إنّا إذا لّخاسرون}
وقال: {ونحن عصبةٌ} و"العصبة" و"العصابة" جماعة ليس لها واحد كـ"القوم" و"الرّهط"). [معاني القرآن: 2/50]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ونحن عصبة} أي جماعة. ويقال: العصبة: من العشرة إلى الأربعين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 112]


رد مع اقتباس