عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 06:39 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) )

قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا أبو عمر زياد بن أبي مسلم، عن أبي الخليل، أو زياد بن مخراق، أن عمر بن الخطاب سمع رجلًا يقرأ: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئًا مذكورًا} [الإنسان: 1] فقال عمر: يا ليتها تمت). [الزهد لابن المبارك: 2/103]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني الوليد بن المغيرة عن واهبٍ المعافريّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من أقرئه المصمدة، فقال رجلٌ: أنا، يا رسول اللّه، فأقرأه رسول اللّه سورة يونس؛ ثمّ قال: من أقرئه المحلية، فقال رجلٌ أنا، يا رسول اللّه، فأقرأه طه؛ ثمّ قال: من أقرئه الح بّرة، فقال رجلٌ أنا؛ فأقرأه: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر}). [الجامع في علوم القرآن: 3/35-36]

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا قال كان آدم آخر ما خلق الله من الخلق). [تفسير عبد الرزاق: 2/336]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن مسعرٍ، قال سمعت عون بن عبد الله يقول: قرأ رجلٌ عند عبد الله بن مسعودٍ: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر لم يكن شيئًا مذكورًا} فقال عبد الله: ألا ليت ذلك تمّ). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 171]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (يقال: معناه أتى على الإنسان، وهل تكون جحدًا، وتكون خبرًا، وهذا من الخبر، يقول: كان شيئًا، فلم يكن مذكورًا، وذلك من حين خلقه من طينٍ إلى أن ينفخ فيه الرّوح). [صحيح البخاري: 6 / 164]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يقال معناه أتى على الإنسان وهل تكون جحدًا وتكون خبرًا وهذا من الخبر كذا للأكثر وفي بعض النّسخ وقال يحيى وهو صوابٌ لأنّه قول يحيى بن زيادٍ الفرّاء بلفظه وزاد لأنّك تقول هل وعظتك هل أعطيتك تقرّره بأنّك وعظته وأعطيته والجحد أن تقول هل يقدر أحدٌ على مثل هذا والتّحرير أنّ هل للاستفهام لكن تكون تارةً للتّقرير وتارةً للإنكار فدعوى زيادتها لا يحتاج إليه وقال أبو عبيدة هل أتى معناه قد أتى وليس باستفهامٍ وقال غيره بل هي للاستفهام التّقريريّ كأنّه قيل لمن أنكر البعث هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر لم يكن شيئا مذكورا فيقول نعم فيقال فالّذي أنشأه بعد أن لم يكن قادرٌ على إعادته ونحوه ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون أي فتعلمون أنّ من أنشأ قادرٌ على أن يعيد قوله يقول كان شيئًا فلم يكن مذكورا وذلك من حين خلقه من طينٍ إلى أن ينفخ فيه الرّوح هو كلام الفرّاء أيضًا وحاصله انتفاء الموصوف بانتفاء صفته ولا حجّة فيه للمعتزلة في دعواهم أنّ المعدوم شيءٌ). [فتح الباري: 8 / 684]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يقال معناه أتى على الإنسان وهل تكون جحدا وتكون خبرا وهاذا من الخبر يقول كان شيئا فلم يكن مذكورا وذالك من حين خلقه من طينٍ إلى أن ينفخ فيه الرّوح.
القائل فيه بذلك القرّاء. قوله: (معناه أتى على الإنسان) ، يدل على أن لفظ هل، صلة ولكن لم يقل أحد إن: هل، قد تكون صلة. قوله: (وهل تكون جحدا) ، يعني: نفيا وتكون خبرا يعني إثباتًا يعني يخبر به عن أمر مقرر، ويكون جعل حينئذٍ بمعنى قد للتحقيق، وأشار إليه بقوله: وهذا من الخبر، أراد به أن هل هنا يعني يعني: في قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان} بمعنى: قد، ومعناه. قد أتى على الإنسان وأريد به آدم، عليه الصّلاة والصلام، وقال الزّمخشريّ: إن هل أتى أبد بمعنى: قد وأن الاستفهام إنّما هو مستفاد من همزة مقدرة معها، ونقله في (المفصل) عن سيبويهٍ فقال: وعند سيبويهٍ أن أهل بمعنى قد إلاّ أنهم تركوا الألف قبلها لأنّها لا تقع إلاّ في الاستفهام. قوله: (حين من الدّهر) ، أربعون سنة ملقًى بين مكّة والطائف، قبل أن ينفخ فيه الرّوح. قوله: (لم يكن شيئا مذكورا) ، لا يذكر ولا يعرف ولا يدري ما اسمه، ولا ما يراد به، والمعنى: أنه كان شيئا لكنه لم يكن مذكورا يعني: انتفاء هذا المجموع بانتفاء صفته لا بانتفاء الموصوف، ولا حجّة فيه للمعتزلة في دعواهم أن المعدوم شيء ووقع في بعض النّسخ، وقال يحيى: معناه أتى على الإنسان إلى آخره، ويحيى هذا هو ابن زياد بن عبد الله بن منصور الديلمي الفراء. صاحب كتاب معاني القرآن، وقال بعضهم هو صواب لأنّه قول ويحيى بن زياد الفراء بلفظه. قلت: دعوى الصّواب غير صحيحة لأنّه يجوز أن يكون هذا قول غيره كما هو قوله، ولم يطلع البخاريّ على أنه قول الفراء وحده، فلذلك قال: يقال معناه أو اطلع أيضا على قول غيره مثل قول الفراء فذكر بلفظ يقال: ليشمل كل من قال بهذا القول، فافهم). [عمدة القاري: 19 / 270]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (يقال) وفي بعض النسخ وقال يحيى يعني ابن زياد الفراء (ومعناه {أتى على الإنسان} [الدهر: 1] (وهل تكون جحدًا) أي نفيًا (وتكون خبرًا) يخبر بها عن أمر مقرر فتكون على بابها للاستفهام التقريري ولذلك فسر بقد وأصله أهل كقوله:
سائل فوارس يربوع بشدتنا = أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم
(وهذا) الذي في الآية (من الخبر) الذي بمعنى قد والمعنى كما في الكشاف أقد أتى على التقرير والتقريب جميعًا أي أتى على الإنسان قبل زمن قريب حين من الدهر لم يكن فيه شيئًا مذكورًا أي كان شيئًا منسيًّا غير مذكور أو هي للاستفهام التقريري لمن أنكر البعث كأنه قيل لمن أنكر البعث {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئًا مذكورًا} فيقول: نعم فيقال له من أحدثه وكوّنه بعد عدمه كيف يمتنع عليه بعثه وإحياؤه بعد موته وهو معنى قوله: ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون أي فهلا تذكرون فتعلمون أن من أنشأ شيئًا بعد أن لم يكن قادر على إعادته بعد موته وعدمه فهي هنا للاستفهام التقريري لا للاستفهام المحض وهذا هو الذي يجب أن يكون لأن الاستفهام لا يرد من الباري جل وعلا إلا على هذا النحو وما أشبهه (يقول: كان) الإنسان (شيئًا فلم يكن مذكورًا) بل كان شيئًا منسيًّا غير مذكور بالإنسانية (وذلك من حين خلقه من طين إلى أن ينفخ فيه الروح) والمراد بالإنسان آدم وحين من الدهر أربعون سنة أو المراد الجنس وبالحين مدة الحمل). [إرشاد الساري: 7 / 406]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر لم يكن شيئًا مذكورًا (1) إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني جلّ ثناؤه بقوله: {هل أتى على الإنسان}. قد أتى على الإنسان؛ وهل في هذا الموضع خبر لا جحدٍ، وذلك كقول القائل لآخر يقرّره: هل أكرمتك؟ وقد أكرمه؛ أو هل زرتك؟ وقد زاره؛ وقد تكون جحدًا في غير هذا الموضع، وذلك كقول القائل لآخر: هل يفعل مثل هذا أحدٌ؟ بمعنى: أنّه لا يفعل ذلك أحدٌ. والإنسان الّذي قال جلّ ثناؤه في هذا الموضع {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر}. هو آدم صلّى اللّه عليه وسلّم كذلك.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {هل أتى على الإنسان} آدم أتى عليه {حينٌ من الدّهر لم يكن شيئًا مذكورًا}. إنّما خلق الإنسان هاهنا حديثًا؛ ما يعلم من خليقة اللّه كانت بعد الإنسان.
حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة قوله: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر لم يكن شيئًا مذكورًا}. قال: كان آدم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم آخر ما خلق من الخلق.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر}. قال: آدم.
وقوله: {حينٌ من الدّهر}. اختلف أهل التّأويل في قدر هذا الحين الّذي ذكره اللّه في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو أربعون سنةً؛ وقالوا: مكثت طينة آدم مصوّرةً لا تنفخ فيها الرّوح أربعين عامًا، فذلك قدر الحين الّذي ذكره اللّه في هذا الموضع؛ قالوا: ولذلك قيل: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر لم يكن شيئًا مذكورًا} لأنّه أتى عليه وهو جسمٌ مصوّرٌ لم تنفخ فيه الرّوح أربعون عامًا، فكان شيئًا، غير أنّه لم يكن شيئًا مذكورًا، قالوا: ومعنى قوله: {لم يكن شيئًا مذكورًا} لم يكن شيئًا له نباهةٌ ولا رفعةٌ، ولا شرفٌ، إنّما كان طينًا لازبًا وحمأً مسنونًا.
وقال آخرون: لا حدّ للحين في هذا الموضع، وقد يدخل هذا القول من أنّ اللّه أخبر أنّه أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر، وغير مفهومٍ في الكلام أن يقال: أتى على الإنسان حينٌ قبل أن يوجد، وقبل أن يكون شيئًا، وإذا أريد ذلك قيل: أتى حينٌ قبل أن يخلق، ولم يقل أتى عليه. وأمّا الدّهر في هذا الموضع، فلا حدّ له يوقف عليه). [جامع البيان: 23 / 529-530]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيمٍ، أنبأ أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مورّقٍ العجليّ، عن أبي ذرٍّ رضي اللّه عنه، قال: قرأ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر لم يكن شيئًا مذكورًا حتّى ختمها، ثمّ قال: «إنّي أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السّماء وحقّ لها أن تئطّ ما فيها موضع قدر أربع أصابع إلّا ملكٌ واضعٌ جبهته ساجدًا للّه، واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا وما تلذّذتم بالنّساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصّعدات تجأرون إلى اللّه تعالى، واللّه لوددت أنّي شجرةٌ تعضد» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه، وابن عساكر عن ابن عمر قال: جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل واستفهم فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والصور والنبوة أفرأيت إن آمنت به وعملت بمثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة قال: نعم والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام ثم قال: من قال لا إله إلا الله كان له عهد عند الله ومن قال: سبحان الله وبحمده كتبت له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة ونزلت عليه هذه السورة {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} إلى قوله: {وملكا كبيرا} فقال الحبشي: وإن عيني لترى ما ترى عيناك في الجنة قال: نعم فاشتكى حتى فاضت نفسه، قال ابن عمر: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده). [الدر المنثور: 15 / 142-143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن محمد بن مطرف قال: حدثني الثقة أن رجلا أسود كان يسأل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن التسبيح والتهليل فقال له عمر بن الخطاب: مه أكثرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مه يا عمر وأنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} حتى إذا أتى على ذكر الجنة زفر الأسود زفرة خرجت نفسه فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: مات شوقا إلى الجنة). [الدر المنثور: 15 / 143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن وهب عن ابن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه السورة {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} وقد أنزلت عليه وعنده رجل أسود فلما بلغ صفة الجنان زفر زفرة فخرجت نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرج نفس صاحبكم الشوق إلى الجنة). [الدر المنثور: 15 / 143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن أبي ذر قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} حتى ختمها ثم قال: إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق له أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش لخرجتم إلى الصعدات تجارون). [الدر المنثور: 15 / 144]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} قال: الإنسان أتى عليه حين من الدهر {لم يكن شيئا مذكورا} قال: إنما خلق الإنسان ههنا حديثا ما يعلم من خليقة الله خليقة كانت بعد إلا هذا الإنسان). [الدر المنثور: 15 / 144]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك وأبو عبيد في فضائله، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عمر بن الخطاب أنه سمع رجلا يقرأ {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} فقال عمر: ليتها تمت). [الدر المنثور: 15 / 144]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن مسعود أنه سمع رجلا يتلو هذه الآية {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} فقال ابن مسعود: يا ليتها تمت فعوتب في قوله: هذا فأخذ عودا من الأرض فقال: يا ليتني كنت مثل هذا). [الدر المنثور: 15 / 145]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} قال: إن آدم آخر ما خلق من الخلق). [الدر المنثور: 15 / 145]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {هل أتى على الإنسان} قال: كل إنسان). [الدر المنثور: 15 / 145]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: إن من الحين حينا لا يدرك، قال الله: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} والله ما يدري كم أتى عليه حتى خلقه الله). [الدر المنثور: 15 / 145]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عمر بن الخطاب أنه تلا هذه الآية {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} قال: أي وعزتك يا رب فجعلته سميعا بصيرا وحيا وميتا). [الدر المنثور: 15 / 145]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله أمشاج نبتليه قال الأمشاج إذا اختلط الماء والدم ثم كان علقة ثم كان مضغة). [تفسير عبد الرزاق: 2/336]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أمشاجٍ} [الإنسان: 2] : الأخلاط، ماء المرأة وماء الرّجل، الدّم والعلقة، ويقال: إذا خلط مشيجٌ كقولك: خليطٌ، وممشوجٌ مثل: مخلوطٍ). [صحيح البخاري: 6 / 164]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أمشاجٍ الأخلاط ماء المرأة وماء الرّجل الدّم والعلقة ويقال إذا خلط مشيجٌ كقولك خليطٌ وممشوجٌ مثل مخلوطٍ هو قول الفرّاء قال في قوله أمشاجٍ نبتليه وهو ماء المرأة وماء الرّجل والدّم والعلقة ويقال للشّيء من هذا إذا خلط مشيجٌ كقولك خليط وممشوج كقولك مخلوط وأخرج بن أبي حاتمٍ من طريق عكرمة قال من الرّجل الجلد والعظم ومن المرأة الشّعر والدّم ومن طريق الحسن من نطفةٍ مشجت بدمٍ وهو دم الحيض ومن طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ أمشاجٍ قال مختلفة الألوان ومن طريق بن جريجٍ عن مجاهدٍ قال أحمر وأسود وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة الأمشاج إذا اختلط الماء والدّم ثمّ كان علقةً ثمّ كان مضغةً وأخرج سعيد بن منصورٍ عن بن مسعودٍ قال الأمشاج العروق). [فتح الباري: 8 / 684]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أمشاجٍ: الأخلاط ماء المرأة وماء الرّجل الدّم، والعلقة. ويقال: إذا خلط مشيجٌ كقولك له خليطٌ وممشوجٌ مثل مخلوطٍ.
أشار به إلى قوله تعالى: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج} (الإنسان: 2) وفسّر: (الأمشاج) بقوله: (الأخلاط) والأمشاج جمع مشج بفتح الميم وكسرها وقال الثّعلبيّ: الأمشاج جمع وهو في معى الواحد لأنّه نعت للنطفة وهذا كما يقال: برمة أعشار، وثوب أخلاق. قوله: (ماء المرأة وماء الرجل) تفسير الأخلاط يختلط الماآن في الرّحم فيكون منهما جميعًا الولد وماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق، فأيّهما علا صاحبه كان الشّبه له كذا روي عن ابن عبّاس والحسن وعكرمة ومجاهد، والربيع. قوله: (الدّم والعلقة) ، تقديره ثمّ الدّم ثمّ العلقة ثمّ المضغة ثمّ اللّحم ثمّ العظم ينشئه الله تعالى خلقا آخر. قوله: (إذا خلط) يعني: إذا خلط شيء بشيء يقال له مشيج على وزن فعيل بمعنى ممشوج أي: مخلوط، يقال: مشجت هذا بهذا أي خلطته). [عمدة القاري: 19 / 270]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أمشاج}) أي (الأخلاط) وهي (ماء المرأة وماء الرجل) يختلطان في الرحم فأيهما علا على الآخر كان الشبه له ثم ينتقل بعده من طور إلى طور ومن حال إلى حال وهي (الدم والعلقة) ثم المضعة ثم عظمًا يكسوه لحمًا ثم ينشئه خلقًا آخر.
وعند ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: من الرجل الجلد والعظم ومن المرأة الشعر والدم، وقيل إن الله تعالى جعل في النطفة أخلاطًا من الطبائع التي تكون في الإنسان من الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة فعلى هذا يكون التقدير من نطفة ذات أمشاج وأمشاج نعت لنطفة ووقع الجمع صفة لمفرد لأنه في معنى الجمع لأن المراد بها مجموع مني الرجل والمرأة وكلٌّ منهما مختلف الأجزاء في الرقة والقوام والخواص ولذلك يصير كل جزء منهما مادّة عضو.
(ويقال إذا خلط) شيء بشيء (مشيج) بفتح الميم بوزن فعيل (كقولك له خليط) وسقط لفظ له لغير أبي ذر (وممشوج مثل مخلوط) ). [إرشاد الساري: 7 / 406-407]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه}. يقول تعالى ذكره: إنّا خلقنا ذرّيّة آدم من نطفةٍ، يعني: من ماء الرّجل وماء المرأة، والنّطفة: كلّ ماءٍ قليلٍ في وعاءٍ كان ذلك ركيّةً أو قربةً، أو غير ذلك، كما قال عبد اللّه بن رواحة:
هل أنت إلاّ نطفةٌ في شنّه
وقوله: {أمشاجٍ} يعني: أخلاطٌ، واحدها: مشجٌ ومشيجٌ، مثل خدنٍ وخدينٍ؛ ومنه قول رؤبة بن العجّاج:
يطرحن كلّ معجلٍ نشّاج
لم يكس جلدًا في دمٍ أمشاج
يقال منه: مشجت هذا بهذا: إذا خلطته به، وهو ممشوجٌ به ومشيجٌ: أي مخلوطٌ به، كما قال أبو ذؤيبٍ:
كأنّ الرّيش والفوقين منه = خلاف النّصل سيط به مشيج
واختلف أهل التّأويل في معنى الأمشاج الّتي عنى بها في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو اختلاط ماء الرّجل بماء المرأة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ وأبو هشامٍ الرّفاعيّ قالا: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن الأصبهانيّ، عن عكرمة، {أمشاجٍ نبتليه}. قال: ماء الرّجل وماء المرأة يمشج أحدهما بالآخر.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن ابن الأصبهانيّ، عن عكرمة، قال: ماء الرّجل وماء المرأة يختلطان.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثنا زكريّا، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ، قال: ماء المرأة وماء الرّجل يمشجان.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، قال: أخبرنا إسرائيل، عن السّدّيّ، عمّن حدّثه عن ابن عبّاسٍ، قال: ماء المرأة وماء الرّجل يختلطان.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: أخبرنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، قال: إذا اجتمع ماء الرّجل وماء المرأة فهو أمشاجٌ.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثنا المبارك، عن الحسن، قال: مشج ماء المرأة مع ماء الرّجل.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، قال: أخبرنا عثمان بن الأسود، عن مجاهدٍ، قال: خلق اللّه الولد من ماء الرّجل وماء المرأة، وقد قال اللّه: {يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى}.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: خلق من تارات ماء الرّجل وماء المرأة.
وقال آخرون: أنّما عني بذلك: إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ ألوانٍ ينتقل إليها، يكون نطفةً، ثمّ يصير علقةً، ثمّ مضغةً، ثمّ عظمًا، ثمّ كسي لحمًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه} الأمشاج خلقٌ من ألوان، خلقٌ من ترابٍ، ثمّ من ماء الفرج والرّحم، وهي النّطفة، ثمّ علقةٍ، ثمّ مضغةٍ، ثمّ عظمٍ، ثمّ من لحمٍ، ثمّ أنشأه خلقًا آخر، فهو ذلك.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ، عن عكرمة، في هذه الآية {أمشاجٍ}. قال: نطفةٌ، ثمّ علقةٌ، ثمّ مضغةٌ، ثمّ عظمًا.
- حدّثنا الرّفاعيّ، قال: حدّثنا وهب بن جريرٍ ويعقوب الحضرميّ، عن شعبة، عن سماكٍ، عن عكرمة، قال: نطفةٌ، ثمّ علقةٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ} أطوار الخلق، طورًا نطفةً، وطورًا علقةً، وطورًا مضغةً، وطورًا عظامًا، ثمّ كسى اللّه العظام لحمًا، ثمّ أنشأه خلقًا آخر، أنبت له الشّعر.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {أمشاجٍ نبتليه}. قال: الأمشاج: اختلط الماء والدّم، ثمّ كان علقةً، ثمّ كان مضغةً.
وقال آخرون: عني بذلك اختلاف ألوان النّطفة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {أمشاجٍ نبتليه}. يقول: مختلفة الألوان.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: ألوان النّطفة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: أيّ الماءين سبق أشبه عليه أعمامه وأخواله.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أمشاجٍ نبتليه} قال: ألوان النّطفة؛ نطفة الرّجل بيضاء وحمراء، ونطفة المرأة حمراء وخضراء.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقال آخرون: بل هي العروق الّتي تكون في النّطفة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ وأبو هشامٍ، قالا: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا المسعوديّ، عن عبد اللّه بن المخارق، عن أبيه، عن عبد اللّه، قال: أمشاجها: عروقها.
- حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، قال: حدّثنا أسامة بن زيدٍ، عن أبيه، قال: هي العروق الّتي تكون في النّطفة.
وأشبه هذه الأقوال بالصّواب قول من قال: معنى ذلك {من نطفةٍ أمشاجٍ}: نطفة الرّجل ونطفة المرأة، لأنّ اللّه وصف النّطفة بأنّها أمشاجٌ، وهي إذا انتقلت فصارت علقةً، فقد استحالت عن معنى النّطفة فكيف تكون نطفةً أمشاجًا وهي علقةٌ؟ وأمّا الّذين قالوا: إنّ نطفة الرّجل بيضاء وحمراء، فإنّ المعروف من نطفة الرّجل أنّها سحراء على ألوانٍ، وهي لونٌ واحدٌ، وهي بيضاء تضرب إلى الحمرة، وإذا كانت لونًا واحدًا لم تكن ألوانًا مختلطةً، وأحسب أنّ الّذين قالوا: هي العروق الّتي في النّطفة قصدوا هذا المعنى.
- وقد: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: إنّما خلق الإنسان من الشّيء القليل من النّطفة، ألا ترى أنّ الولد إذا انتكث يرى له مثل الرّير؟ وإنّما خلق ابن آدم من مثل ذلك من النّطفة {أمشاجٍ نبتليه}.
وقوله: {نبتليه}: نختبره وكان بعض أهل العربيّة يقول: المعنى: جعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه، فهي مقدّمةٌ معناها التّأخير، إنّما المعنى خلقناه وجعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه، ولا وجه عندي لما قال يصحّ، وذلك أنّ الابتلاء إنّما هو بصحّة الآلات وسلامة العقل من الآفات، وإن عدم السّمع والبصر، وإنّما إخباره إيّانا أنّه جعل لنا أسماعًا وأبصارًا في هذه الآية، فتذكيرٌ منه لنا بنعمه، وتنبيهٌ على موضع الشّكر؛ فأمّا الابتلاء فبالخلق مع صحّة الفطرة، وسلامة العقل من الآفة، كما قال: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون}.
وقوله: {فجعلناه سميعًا بصيرًا}. يقول تعالى ذكره: فجعلناه ذا سمعٍ يسمع به، وذا بصرٍ يبصر به، إنعامًا من اللّه على عباده بذلك، ورأفةً منه لهم، وحجّةً له عليهم). [جامع البيان: 23 / 531-537]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا قيس بن الربيع عن سعيد بن مسروق عن عكرمة قال الأمشاج ماء الرجل وماء المرأة مشج أحدهما بالآخر). [تفسير مجاهد: 2/711]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال يقول مشج ماء الرجل بماء المرأة فخلق منهن خلقا). [تفسير مجاهد: 2/712]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عبد الله بن مسعود قال: إذا جئناكم بحديث أتيناكم بتصديقه من كتاب الله إن النطفة تكون في الرحم أربعين ثم تكون مضغة أربعين فإذا أراد الله أن يخلق الخلق نزل الملك فيقول له اكتب فيقول ماذا أكتب فيقول: اكتب شقيا أو سعيدا ذكرا أو أنثى وما رزقه وأثره وأجله فيوحي الله بما يشاء ويكتب الملك ثم قرأ عبد الله {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه} ثم قال عبد الله: أمشاجها عروقها). [الدر المنثور: 15 / 145-146]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله: {أمشاج} قال: العروق). [الدر المنثور: 15 / 146]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {من نطفة أمشاج} قال: من ماء الرجل وماء المرأة حين يختلطان). [الدر المنثور: 15 / 146]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله: {من نطفة أمشاج} قال: هو نزول الرجل والمرأة يمشج بعضه ببعض). [الدر المنثور: 15 / 146]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {من نطفة أمشاج} قال: اختلاط ماء الرجل وماء المرأة إذا وقع في الرحم، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت أبا ذؤيب وهو يقول:
كأن الريش والفوقين منه = خلال النصل خالطه مشيج). [الدر المنثور: 15 / 146-147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال مشج ماء الرجل بماء المرأة فصار خلقا). [الدر المنثور: 15 / 147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الربيع قال: إذا اجتمع ماء الرجل وماء المرأة فهو أمشاج). [الدر المنثور: 15 / 147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة قال: الأمشاج إذا اختلط الماء والدم ثم كان علقة ثم كان مضغة). [الدر المنثور: 15 / 147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن في الآية قال: خلق من نطفة مشجت بدم وذلك الدم الحيض إذا حملت ارتفع الحيض). [الدر المنثور: 15 / 147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {من نطفة أمشاج} قال: مختلفة الألوان). [الدر المنثور: 15 / 148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {من نطفة أمشاج} قال: ألوان نطفة الرجل بيضاء وحمراء ونطفة المرأة خضراء وحمراء). [الدر المنثور: 15 / 148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الأمشاج الذي يخرج على أثر البول كقطع الأوتار ومنه يكون الولد). [الدر المنثور: 15 / 148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم قال: الأمشاج العروق التي في النطفة). [الدر المنثور: 15 / 148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله: {من نطفة أمشاج} قال: ألوان الخلق). [الدر المنثور: 15 / 148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه} قال: طورا نطفة وطورا علقة وطورا مضغة وطورا عظما {فكسونا العظام لحما} وذلك أشد ما يكون إلى كسي اللحم {ثم أنشأناه خلقا آخر} قال: أنبت له الشعر {فتبارك الله أحسن الخالقين} فأنباه الله مم خلقه وأنباه إنما بين ذلك ليبتليه بذلك ليعلم كيف شكره ومعرفته لحقه فبين الله له ما أحل له وما حرم عليه ثم قال: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا} لنعم الله {وإما كفورا} بها). [الدر المنثور: 15 / 148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: الأمشاج منه العظام والعصب والعروق من الرجل واللحم والدم والشعر من المرأة). [الدر المنثور: 15 / 149]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عكرمة في قوله: {أمشاج} قال: الظفر والعظم والعصب من الرجل واللحم والشعر من المرأة). [الدر المنثور: 15 / 149]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكرًا وإمّا كفورًا (3) إنّا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالاً وسعيرًا}.
يعني جلّ ثناؤه بقوله: {إنّا هديناه السّبيل} إنّا بيّنّا له طريق الجنّة، وعرّفناه سبيله، إن شكر، أو كفر. وإذا وجّه الكلام إلى هذا المعنى، كانت إمّا وإمّا في معنى الجزاء. وقد يجوز أن تكون {إمّا} وإمّا بمعنى واحدٍ، كما قال: {إمّا يعذّبهم وإمّا يتوب عليهم} فيكون قوله: {إمّا شاكرًا وإمّا كفورًا} حالاً من الهاء الّتي في هديناه؛ فيكون معنى الكلام إذا وجّه ذلك إلى هذا التّأويل: إنّا هديناه السّبيل، إمّا شقيًّا وإمّا سعيدًا.
وكان بعض نحويّ البصرة يقول ذلك كما قال: {إمّا العذاب وإمّا السّاعة} كأنّك لم تذكر إمّا؛ قال: وإن شئت ابتدأت ما بعدها فرفعته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّا هديناه السّبيل}. قال: الشّقوة والسّعادة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكرًا} للنّعم {وإمّا كفورًا}: لها.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه} إلى {إنّا هديناه السّبيل}. قال: ننظر أيّ شيءٍ يصنع، أيّ الطّريقين يسلك، وأيّ الأمرين يأخذ، قال: وهذا الاختبار). [جامع البيان: 23 / 537-538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه} قال: طورا نطفة وطورا علقة وطورا مضغة وطورا عظما {فكسونا العظام لحما} وذلك أشد ما يكون إلى كسي اللحم {ثم أنشأناه خلقا آخر} قال: أنبت له الشعر {فتبارك الله أحسن الخالقين} فأنباه الله مم خلقه وأنباه إنما بين ذلك ليبتليه بذلك ليعلم كيف شكره ومعرفته لحقه فبين الله له ما أحل له وما حرم عليه ثم قال: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا} لنعم الله {وإما كفورا} بها). [الدر المنثور: 15 / 148] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة {إنا هديناه السبيل} قال: السبيل الهدى). [الدر المنثور: 15 / 149]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد {إنا هديناه السبيل} قال: الشقاوة والسعادة). [الدر المنثور: 15 / 149]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عطية العوفي {إنا هديناه السبيل} قال: الخير والشر). [الدر المنثور: 15 / 149]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن المنذر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مولد يولد على الفطرة حتى يعبر عنه لسانه فإذا عبر عنه لسانه إما شاكرا وإما كفورا والله تعالى أعلم). [الدر المنثور: 15 / 149]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (ويقال: (سلاسلًا وأغلالًا) : ولم يجر بعضهم). [صحيح البخاري: 6 / 164]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سلاسلا وأغلالًا في رواية أبي ذرٍّ ويقال سلاسلًا وأغلالًا قوله ولم يجر بعضهم هو بضمّ التّحتانيّة وسكون الجيم وكسر الرّاء بغير إشباعٍ علامةً للجزم وذكر عياضٌ أنّ في رواية الأكثر بالزّاي بدل الرّاء ورجّح الرّاء وهو الأوجه والمراد أنّ بعض القرّاء أجرى سلاسلًا وبعضهم لم يجرها أي لم يصرفها وهذا اصطلاحٌ قديمٌ يقولون للاسم المصروف مجرًى والكلام المذكور للفرّاء قال في قوله تعالى إنّا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا كتبت سلاسل بالألف وأجراها بعض القرّاء مكان الألف الّتي في آخرها ولم يجر بعضهم واحتج بان العرب قد تئبت الألف في النّصب وتحذفها عند الوصل قال وكلٌّ صوابٌ انتهى ومحصّل ما جاء من القراءات المشهورة في سلاسل التّنوين وعدمه ومن لم ينوّن منهم من يقف بألفٍ وبغيرها فنافعٌ والكسائيّ وأبو بكر بن عيّاشٍ وهشام بن عمار قرؤوا بالتّنوين والباقون بغير تنوينٍ فوقف أبو عمرٍو بالألف ووقف حمزة بغير ألفٍ وجاء مثله في رواية عن بن كثير وعن حفص وبن ذكوان الوجهان أمّا من نوّن فعلى لغة من يصرف جميع ما لا ينصرف حكاها الكسائيّ والأخفش وغيرهما أو على مشاكلة أغلالًا
وقد ذكر أبو عبيدة أنّه رآها في إمام أهل الحجاز والكوفة سلاسلا بالألف وهذه حجّة من وقف بالألف إتباعًا للرّسم وما عدا ذلك واضحٌ واللّه أعلم). [فتح الباري: 8 / 684-685]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (سلاسلاً. وأغلالاً
أشار به إلى قوله تعالى: {إنّا أعتدنا للكافرين سلاسلا وإغلالاً وسعيرا} عندنا هيأنا. والسلاسل جمع سلسلة كل سلسلة سبعون ذراعا والأغلال جمع غل بالضّمّ، فالسلاسل في أعناقهم والأغلال في أيديهم والسعير يوقدون فيه لا يطفى، وقيل: السلاسل القيود، وقرأ نافع والكسائيّ وأبو بكر عن عاصم: سلاسلاً، بالتّنوين وهي رواية هشام عن أهل الشّام، وقرأ حمزة وخلف وحفص وابن كثير وأبو عمرو بالفتحة بلا تنوين.
ولم يجر بعضهم
بضم الياء وسكون الجيم وبالراء من الإجراء أراد به لم يصرف بعضهم سلاسل، يعني: لا يدخلون فيه التّنوين، وهذا على الاصطلاح القديم، يقولون: اسم مجرى واسم غير مجرى، يعني: اسم مصروف واسم لا ينصرف، وذكر عياض أنه في رواية الأكثرين: لم يجز، بالزاي أي بدل الرّاء، وقال بعضهم: وهو إلاّ الأجه ولم يبين وجه إلاّ الأوجهية بل بالراء أوجه على ما لا يخفى). [عمدة القاري: 19 / 270-271]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (ويقال) ولأبي ذر في نسخة ويقرأ (سلاسلًا وأغلالًا) بتنوين سلاسلًا وأغلالًا وهي قراءة نافع وهشام وأبي بكر والكسائي للتناسب لأن ما قبله وما بعده منوّن منصوب، وقال الكسائي وغيره من أهل الكوفة إن بعض العرب يصرفون جميع ما لا ينصرف إلا أفعل التفضيل، وعن الأخفش يصرفون مطلقًا وهم بنو أسد لأن الأصل في الأسماء الصرف وترك الصرف لعارض فيها وإن هذا الجمع قد يجمع وإن كان قليلًا قالوا صواحب وصواحبات فلما جمع شابه المفرد فانصرف.
(ولم يجزه بعضهم) بضم الياء وكسر الجيم وبعد الزاي الساكنة هاء أي لم يجز التنوين بعضهم كذا في الفرع وسقطت الهاء في غيره وفي اليونينية بالراء بدل الزاي وسكون الجيم وضبطه في الفتح بالراء المكسورة من غير هاء. قال: والمراد أن بعض القراء أجرى سلاسل وبعضهم لم يجرها أي لم يصرفها. قال: وهو اصطلاح قديم يقولون للاسم المصروف مجرى، قال: وذكر عياض أن في رواية الأكثر بالزاي وهو الأوجه، وقال العيني: لم يبين وجه الأوجهية بل الراء أوجه على ما لا يخفى وفي البرماوي ولم يجز بعضهم بجيم مكسورة وزاي من الجواز وعند الأصيلي ولم يجر براء مشددة أي لم يصرفه، وقال في الكشاف فأغلظ وأساء، إن صاحب هذه القراءة ممن ضري برواية الشعر ومرن لسانه على صرف ما لا ينصرف. قال في الانتصاف: هو يعني الزمخشري يرى أن القراءات المستفيضة غير موقوفة على النقل والتواتر وجعل التواتر من جملة غلط اللسان والحق أنها متواترة عن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- وهي لغة من صرف في منثور الكلام جميع ما لا ينصرف إلا أفعل والقراءات تشتمل على اللغات المختلفة). [إرشاد الساري: 7 / 407]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا أعتدنا للكافرين سلاسل}. يقول تعالى ذكره: إنّا أعتدنا لمن كفر نعمتنا وخالف أمرنا سلاسل يستوثق بها منهم شدًّا في الجحيم. {وأغلالاً}. يقول: وتشدّ بالأغلال فيها أيديهم إلى أعناقهم.
وقوله: {وسعيرًا}. يقول: ونارًا تسعّر عليهم فتتوقّد). [جامع البيان: 23 / 538]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الأبرار يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافورًا (5) عينًا يشرب بها عباد اللّه يفجّرونها تفجيرًا}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين برّوا بطاعتهم ربّهم في أداء فرائضه، واجتناب معاصيه، يشربون من كأسٍ، وهو كلّ إناءٍ كان فيه شرابٌ. {كان مزاجها}. يقول: كان مزاج ما فيها من الشّراب. {كافورًا} يعني: في طيب رائحتها كالكافور، وقد قيل: إنّ الكافور اسمٌ لعين ماءٍ في الجنّة؛ فمن قال ذلك، جعل نصب العين على الرّدّ على الكافور، تبيانًا عنه، ومن جعل الكافور صفةً للشّراب نصبها على العين على الحال، وجعل خبر (كان) قوله: {كافورًا} وقد يجوز نصب العين من وجهٍ ثالثٍ، وهو نصبها بإعمال يشربون فيها فيكون معنى الكلام: إنّ الأبرار يشربون عينًا يشرب بها عباد اللّه، من كأسٍ كان مزاجها كافورًا، وقد يجوز أيضًا نصبها على المدح. فأمّا عامّة أهل التّأويل فإنّهم قالوا: الكافور صفةٌ للشّراب على ما ذكرت.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {مزاجها كافورًا}. قال: تمزج.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ الأبرار يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافورًا}. قال: قومٌ تمزج لهم بالكافور، وتختم لهم بالمسك). [جامع البيان: 23 / 538-539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد {إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا} قال: تمزج به {عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا} قال: يقودونها حيث يشاؤوا). [الدر المنثور: 15 / 150]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا} قال: قوم يمزج لهم بالكافور ويختم لهم بالمسك {عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا} قال: يستفيد ماؤهم يفجرونها حيث شاؤوا). [الدر المنثور: 15 / 150]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة {كان مزاجها} قال طعمها: {يفجرونها تفجيرا} قال: الأنهار يجرونها حيث شاؤوا). [الدر المنثور: 15 / 150]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال: لما صدر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالأسارى عن بدر أنفق سبعة من المهاجرين على أسارى مشركي بدر منهم أبو بكر وعمر وعلي والزبير وعبد الرحمن وسعد وأبو عبيدة بن الجراح فقالت الأنصار: قتلناهم في الله وفي رسوله وتوفونهم بالنفقة فأنزل الله فيهم تسع عشرة آية {إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا} إلى قوله: {عينا فيها تسمى سلسبيلا}). [الدر المنثور: 15 / 151-152]

تفسير قوله تعالى: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عينًا يشرب بها عباد اللّه}. يقول تعالى ذكره: كان مزاج الكأس الّتي يشرب بها هؤلاء الأبرار كالكافور في طيب رائحته من عينٍ يشرب بها عباد اللّه الّذين يدخلهم الجنّة. والعين على هذا التّأويل نصب على الحال من الهاء الّتي في مزاجها ويعني بقوله: {يشرب بها عباد اللّه} يروى بها وينتفع. وقيل: يشرب بها ويشربها بمعنى واحدٍ. وذكر الفرّاء أنّ بعضهم أنشده:
شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت = متى لججٍ خضرٍ لهنّ نئيج
وعني بقوله: (متى لججٍ) من، ومثله: إنّه يتكلّم بكلامٍ حسنٍ، ويتكلّم كلامًا حسنًا.
وقوله: {يفجّرونها تفجيرًا}. يقول تعالى ذكره يفجّرون تلك العين الّتي يشربون بها كيف شاءوا وحيث شاءوا من منازلهم وقصورهم تفجيرًا، ويعني بالتّفجير: الإسالة والإجراء.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {يفجّرونها تفجيرًا}. قال: يعدّلونها حيث شاءوا.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يفجّرونها تفجيرًا}. قال: يقودونها حيث شاءوا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يفجّرونها تفجيرًا}. قال: مستقيدٌ ماؤها لهم يفجّرونها حيث شاءوا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {يفجّرونها تفجيرًا}. قال: يصرّفونها حيث شاءوا). [جامع البيان: 23 / 539-541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة {كان مزاجها} قال طعمها: {يفجرونها تفجيرا} قال: الأنهار يجرونها حيث شاؤوا). [الدر المنثور: 15 / 150] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن إسحاق قال في قراءة عبد الله: كأسا صفرا كان مزاجها). [الدر المنثور: 15 / 150]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن شوذب في قوله: {يفجرونها تفجيرا} قال: معهم قضبان ذهب يفجرون بها تتبع قضبانهم). [الدر المنثور: 15 / 150-151]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع عيون في الجنة عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي ذكر الله {يفجرونها تفجيرا} والأخرى الزنجبيل وعينان نضاختان من فوق إحداهما التي ذكر الله سلسبيلا والأخرى التسنيم). [الدر المنثور: 15 / 163] (م)

تفسير قوله تعالى: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله يوفون بالنذر قال بطاعة الله والصلاة والصوم والحج والعمرة). [تفسير عبد الرزاق: 2/336]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن زيد بن رفيع عن أبي عبيدة بن عبد الله عن ابن مسعود أنه قال إن النذر لا يقدم شيئا ولا يؤخره ولكن الله يستخرج به من البخيل ولا وفاء لنذر في معصية الله وكفارته كفارة يمين). [تفسير عبد الرزاق: 2/336]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مستطيرًا} [الإنسان: 7] : ممتدًّا البلاء). [صحيح البخاري: 6 / 164]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مستطيرًا ممتدًّا البلاء هو كلام الفرّاء أيضًا وزاد والعرب تقول استطار الصّدع في القارورة وشبهها واستطال وروى بن أبي حاتمٍ من طريق سعيدٍ عن قتادة قال استطار واللّه شرّه حتّى ملأ السّماء والأرض ومن طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ مستطيرًا قال فاشيًا). [فتح الباري: 8 / 685]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مستطيرا ممتدا البلا
أشار به إلى قوله تعالى: {ويخافون يومًا كان شره مستطيرا} (الإنسان: 7) وفسره بقوله: (ممتدا البلاء) وكذا فسره الفراء، ويقال: ممتدا فاشيا، يقال: استطار الصدع في الزجاجة واستطال إذا اشتدّ). [عمدة القاري: 19 / 271]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مستطيرًا}) قال الفرّاء (ممتدًّا) والشر (البلاء) والشدة). [إرشاد الساري: 7 / 407]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوفون بالنّذر ويخافون يومًا كان شرّه مستطيرًا (7) ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا (8) إنّما نطعمكم لوجه اللّه لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الأبرار الّذين يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافورًا، برّوا بوفائهم للّه بالنّذور الّتي كانوا ينذرونها في طاعة اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يوفون بالنّذر}. قال: إذا نذروا في حقّ اللّه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يوفون بالنّذر} قال: كانوا ينذرون طاعة اللّه من الصّلاة والزّكاة، والحجّ والعمرة، وما افترض عليهم، فسمّاهم اللّه بذلك الأبرار، فقال: {يوفون بالنّذر ويخافون يومًا كان شرّه مستطيرًا}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {يوفون بالنّذر}. قال: بطاعة اللّه، وبالصّلاة، والحجّ، والعمرة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، قوله: {يوفون بالنّذر}. قال: في غير معصيةٍ.
وفي الكلام محذوفٌ اجتزئ بدلالة الكلام عليه منه، وهو كان ذلك. وذلك أنّ معنى الكلام: إنّ الأبرار يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافورًا، كانوا يوفون بالنّذر، فترك ذكر كانوا لدلالة الكلام عليها؛ والنّذر: هو كلّ ما أوجبه الإنسان على نفسه من فعلٍ، ومنه قول عنترة:
الشّاتمي عرضي ولم أشتمهما = والنّاذرين إذا لم القهما دمي
وقوله: {ويخافون يومًا كان شرّه مستطيرًا}. يقول تعالى ذكره: ويخافون عقاب اللّه بتركهم الوفاء بما نذروا للّه من برٍّ في يومٍ كان شرّه مستطيرًا، ممتدًّا طويلاً فاشيًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ويخافون يومًا كان شرّه مستطيرًا} استطاروا اللّه شرّ ذلك اليوم حتّى ملأ السّموات والأرض وأمّا رجلٌ يقول عليه نذرٌ أن لا يصل رحمًا، ولا يتصدّق، ولا يصنع خيرًا، فإنّه لا ينبغي أن يكفّر عنه، ويأبى ذلك.
ومنه قولهم: استطار الصّدع في الزّجاجة واستطال: إذا امتدّ، ولا يقال ذلك في الحائط؛ ومنه قول الأعشى:
فبانت وقد أثأرت في الفؤا = د صدعًا على نأبها مستطيرا
يعني: ممتدًّا فاشيًا). [جامع البيان: 23 / 541-543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة {يوفون بالنذر} قال: كانوا يوفون بطاعة الله من الصلاة والزكاة والحج والعمرة وما افترض عليهم فسماهم الله الأبرار لذلك فقال: {يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا} قال: استطاروا لله شر ذلك اليوم حتى ملأ السموات والأرض). [الدر المنثور: 15 / 151]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {يوفون بالنذر} قال: إذا نذروا في حق الله). [الدر المنثور: 15 / 151]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {يوفون بالنذر} قال: كل نذر في شكر). [الدر المنثور: 15 / 151]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف والطبراني عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النّبيّ فقال: إني نذرت أن أنحر نفسي فشغل النّبيّ صلى الله عليه وسلم فذهب الرجل فوجد يريد أن ينحر نفسه فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي جعل في أمتي من وفي بالنذر ويخاف {يوما كان شره مستطيرا} أهد مائة ناقة). [الدر المنثور: 15 / 151]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كان شره مستطيرا} قال: فاشيا). [الدر المنثور: 15 / 152]

تفسير قوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثنا محمد بن مسلم عن ابن أبي نجيح
[الجامع في علوم القرآن: 2/102]
عن مجاهد في قول الله: {يتيما وأسيرا}، قال: الأسير: المسجون). [الجامع في علوم القرآن: 2/103]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وأسيرا قال كان أسيرهم يومئذ المشرك فأخوك المسلم أحق أن تطعمه). [تفسير عبد الرزاق: 2/336]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى وأسيرا قال هو المسجون). [تفسير عبد الرزاق: 2/336]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله وأسيرا قال هو المشرك). [تفسير عبد الرزاق: 2/337]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون} سمعت مجاهدًا يقول: كتب عمر بن الخطّاب إلى أبي موسى الأشعري أن ابتاع لي جاريةً من سبي جلولاء، ثمّ افتتح سعدٌ مدائن كسرى. قال: فدعاها عمر قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وأعتقها عمر وهي مثل قوله: {ويطعمون الطّعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً} ومثل قوله عزّ وجلّ: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 76-77] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا}. يقول تعالى ذكره: كان هؤلاء الأبرار يطعمون الطّعام على حبّهم إيّاه، وشهوتهم له.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ويطعمون الطّعام على حبّه}. قال: وهم يشتهونه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا أبو العريان، قال: سألت سليمان بن قيسٍ أبا مقاتل بن سليمان عن قوله: {ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا}. قال: على حبّهم للطّعام.
وقوله: {مسكينًا}. يعني جلّ ثناؤه بقوله: {مسكينًا}: ذوي الحاجة الّذين قد أذلّتهم الحاجة {ويتيمًا} وهو الطّفل الّذي قد مات أبوه ولا شيء له {وأسيرًا} وهو الحربيّ من أهل دار الحرب يؤخذ قهرًا بالغلبة، أو من أهل القبلة يؤخذ فيحبس بحقٍّ؛ فأثنى اللّه على هؤلاء الأبرار بإطعامهم هؤلاء تقرّبًا بذلك إلى اللّه وطلب رضاه، ورحمةً منهم لهم.
واختلف أهل العلم في الأسير الّذي ذكره اللّه في هذا الموضع، فقال بعضهم: بما: حدّثنا به بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا}. قال: لقد أمر اللّه بالأسراء أن يحسن إليهم، وإنّ أسراهم يومئذٍ لأهل الشّرك.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وأسيرًا}. قال: كان أسراهم يومئذٍ المشرك، وأخوك المسلم أحقّ أن تطعمه.
- قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن أبي عمرٍو، أنّ عكرمة، قال في قوله: {ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا}. زعم أنّه قال: كان الأسرى في ذلك الزّمان المشرك.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن مسعدة، قال: حدّثنا أشعث، عن الحسن، {ويتيمًا وأسيرًا}. قال: ما كان أسراؤهم إلاّ المشركين.
وقال آخرون: عني بذلك: المسجون من أهل القبلة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: الأسير: المسجون.
- حدّثني أبو شيبة بن أبي شيبة، قال: حدّثنا عمر بن حفصٍ، قال: حدّثني أبي عن حجّاجٍ، قال: حدّثني عمرو بن مرّة، عن سعيد بن جبيرٍ، في قول اللّه: {مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا} من أهل القبلة وغيرهم، فسألت عطاءً، فقال مثل ذلك.
- حدّثني عليّ بن سهلٍ الرّمليّ، حدّثنا يحيى - يعني ابن عيسى -، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وأسيرًا}. قال: الأسير: هو المحبوس.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّ اللّه وصف هؤلاء الأبرار بأنّهم كانوا في الدّنيا يطعمون الأسير، والأسير الّذي قد وصفت صفته؛ واسم الأسير قد يشتمل على الفريقين، وقد عمّ الخبر عنهم أنّهم يطعمونهم، فالخبر على عمومه حتّى يخصّه ما يجب التّسليم له. وأمّا قول من قال: لم يكن لهم أسيرٌ يومئذٍ إلاّ أهل الشّرك، فإنّ ذلك وإن كان كذلك، فلم يخصّص بالخبر الموفون بالنّذر يومئذٍ، وإنّما هو خبرٌ من اللّه عن كلّ من كانت هذه صفته يومئذٍ وبعده إلى يوم القيامة، وكذلك الأسير معنيٌّ به أسير المشركين والمسلمين يومئذٍ، وبعد ذلك إلى قيام السّاعة). [جامع البيان: 23 / 545-546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 8 - 23.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد في قوله: {ويطعمون الطعام على حبه} قال: وهم يشتهونه {وأسيرا} قال: هو المسجون {إنما نطعمكم لوجه الله} الآية قال: لم يقل القوم ذلك حين أطعموهم ولكن علم الله من قلوبهم فأثنى عليه به ليرغب فيه راغب). [الدر المنثور: 15 / 152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن المنصور، وابن أبي شيبة، وابن مردويه عن الحسن قال: كان الأسارى مشركين يوم نزلت هذه الآية {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}). [الدر المنثور: 15 / 153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال: لقد أمر الله بالأسارى أن يحسن إليهم وأنهم يومئذ لمشركون فوالله لأخوك المسلم أعظم عليك حرمة وحقا). [الدر المنثور: 15 / 153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد في غريب الحديث والبيهقي في شعب الإيمان في قوله: {وأسيرا} قال: لم يكن الأسير على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من المشركين.
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال: لم يكن النّبيّ صلى الله عليه وسلم يأسر أهل الإسلام ولكنها نزلت في أسارى أهل الشرك كانوا يأسرونهم في الفداء فنزلت فيهم فكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يأمر بالإصلاح لهم). [الدر المنثور: 15 / 153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وأسيرا} قال: هو المشرك). [الدر المنثور: 15 / 153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {وأسيرا} قال: ما أسرت العرب من الهند وغيرهم فإذا حبسوا فعليكم أن تطعموهم وتسقوهم حتى يقتلوا أو يفدوا). [الدر المنثور: 15 / 153-154]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي رزين قال: كنت مع شقيق بن سلمة فمر عليه أسارى من المشركين فأمرني أن أتصدق عليهم ثم تلا هذه الآية {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}). [الدر المنثور: 15 / 154]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير وعطاء {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} قالا: من أهل القبلة وغيرهم). [الدر المنثور: 15 / 154]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم عن أبي سعيد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله الله: {مسكينا} قال: فقيرا {ويتيما} قال: لا أب له {وأسيرا} قال: المملوك والمسجون). [الدر المنثور: 15 / 154]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {ويطعمون الطعام على حبه} الآية قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 15 / 154]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن أم الأسود سرية الربيع بن خيثم قالت: كان الربيع يعجبه السكر يأكله فإذا جاء السائل ناوله فقلت: ما يصنع بالسكر الخبز له خير قال: إني سمعت الله يقول: {ويطعمون الطعام على حبه}). [الدر المنثور: 15 / 154-155]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن سالم الأفطس عن مجاهد في قوله تعالى إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا قال لم يقله القوم الذين أطعموا ولكن علمه الله منهم فأثنى به عليهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/337]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّما نطعمكم لوجه اللّه}. يقول تعالى ذكره: يقولون: إنّما نطعمكم إذا هم أطعموهم لوجه اللّه، يعنون طلب رضا اللّه، والقربة إليه، {لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا}. يقولون للّذين يطعمونهم ذلك الطّعام: لا نريد منكم أيّها النّاس على إطعامناكم ثوابًا ولا شكورًا.
وفي قوله: {ولا شكورًا} وجهان من المعنى: أحدهما أن يكون جمع الشّكر كما الفلوس جمع فلسٍ، والكفور جمع كفرٍ. والآخر: أن يكون مصدرًا واحدًا في معنى جمعٍ، كما يقال: قعد قعودًا، وخرج خروجًا.
- وقد: حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سالمٍ، عن مجاهدٍ، {إنّما نطعمكم لوجه اللّه لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا}. قال: أما إنّهم ما تكلّموا به، ولكن علمه اللّه من قلوبهم، فأثنى به عليهم ليرغب في ذلك راغبٌ.
- حدّثنا محمّد بن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا محمّد بن مسلم بن أبي الوضّاح، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {إنّما نطعمكم لوجه اللّه لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا}. قال: أما واللّه ما قالوه بألسنتهم، ولكن علمه اللّه من قلوبهم، فأثنى عليهم ليرغب في ذلك راغبٌ). [جامع البيان: 23 / 546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 8 - 23.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد في قوله: {ويطعمون الطعام على حبه} قال: وهم يشتهونه {وأسيرا} قال: هو المسجون {إنما نطعمكم لوجه الله} الآية قال: لم يقل القوم ذلك حين أطعموهم ولكن علم الله من قلوبهم فأثنى عليه به ليرغب فيه راغب). [الدر المنثور: 15 / 152] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى قمطريرا قال القمطرير تقبيض الجباه
قال معمر وناس يقولون القمطرير الشديد). [تفسير عبد الرزاق: 2/337]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (والقمطرير: الشّديد، يقال: يومٌ قمطريرٌ ويومٌ قماطرٌ، والعبوس والقمطرير والقماطر، والعصيب: أشدّ ما يكون من الأيّام في البلاء). [صحيح البخاري: 6 / 164]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والقمطرير الشّديد يقال يوم قمطرير ويوم قماطر والعبوس والقمطرير والقماطر والعصيب أشد ما يكون من الأيّام في البلاء هو كلام أبي عبيدة بتمامه وقال الفرّاء قمطريرٌ أي شديدٌ ويقال يومٌ قمطريرٌ ويومٌ قماطرٌ وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة القمطرير تقبيض الوجه قال معمر وقال يوم الشّديد). [فتح الباري: 8 / 685]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والقمطرير الشّديد يقال يومٌ قمطرير ويومٌ قماطرٌ والعبوس والقمطرير والقماطر والعصيب أشدّ ما يكون من الأيّام في البلاء.
أشار به إلى قوله عز وجل: {إنّا نخاف من ربنا يومًا عبوسا قمطريرا} (الإنسان: 10) والباقي ظاهر، وقماطر، بضم القاف، وعن ابن عبّاس: العبوس: الضّيق، والقمطرير: الطّويل، وعن مجاهد القمطرير الّذي يقلص الوجوه ويقنص الحياة وما بين الأعين من شدته. وعن الكسائي، يقال: أقمطر اليوم وأزمهر قمطرارا وازمهرارا وهو الزّمهرير). [عمدة القاري: 19 / 271]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (والقمطرير) هو (الشديد) الكريه (يقال يوم قمطرير) شديد (ويوم قماطر) بضم القاف وبعد الميم ألف فطاء مكسورة فراء قال الشاعر:
ففروا إذا ما الحرب ثار غبارها = ولج بها اليوم الشديد القماطر
والقمطرير أصله كما قال الزجاج من اقمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها ورنت بأنفها (والعبوس) في قوله ({يومًا عبوسًا} [الدهر: 10] (والقمطرير) بفتح القاف (والقماطر) بضمها (والعصيب) في قوله: {يوم عصيب} (أشد ما يكون من الأيام في البلاء) وأطولها). [إرشاد الساري: 7 / 407]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا نخاف من ربّنا يومًا عبوسًا قمطريرًا (10) فوقاهم اللّه شرّ ذلك اليوم ولقّاهم نضرةً وسرورًا}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن هؤلاء القوم الّذين وصف صفتهم أنّهم يقولون لمن أطعموه من أهل الفاقة والحاجة: ما نطعمكم طعامًا نطلب منكم عوضًا على إطعامناكم ولا شكورًا، ولكنّا نطعمكم رجاءً منّا أن يؤمّننا ربّنا من عقوبته في يومٍ شديدٍ هوله، عظيمٍ أمره، تعبس فيه الوجوه من شدّة مكارهه، ويطول بلاء أهله، ويشتدّ. والقمطرير: هو الشّديد، يقال: هو يومٌ قمطريرٌ، أو يومٌ قماطر، ويومٌ عصيبٌ وعصبصبٌ، وقد اقمطرّ اليوم يقمطرّ اقمطرارًا، وذلك أشدّ الأيّام وأطوله في البلاء والشّدّة؛ ومنه قول بعضهم:
بني عمّنا هل تذكرون بلاءنا = عليكم إذا ما كان يومٌ قماطر
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل على اختلافٍ منهم في العبارة عن معناه، فقال بعضهم: هو أن يعبس أحدهم، فيقبض بين عينيه حتّى يسيل من بين عينيه مثل القطران.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا مصعب بن سلاّمٍ التّميميّ، عن سعيدٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {عبوسًا قمطريرًا}. قال: يعبس الكافر يومئذٍ حتّى يسيل من بين عينيه عرقٌ مثل القطران.
- حدّثني عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {يومًا عبوسًا قمطريرًا}. قال: القمطرير: المقبض بين عينيه.
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، قال: سألت ابن عبّاسٍ، عن قوله: {قمطريرًا}. قال: يقبض ما بين العينين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {يومًا عبوسًا قمطريرًا}. قال: يقبض ما بين العينين.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّا نخاف من ربّنا يومًا عبوسًا قمطريرًا}. قال: يومٌ يقبض فيه الرّجل ما بين عينيه ووجهه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّا نخاف من ربّنا يومًا عبوسًا قمطريرًا}: عبست فيه الوجوه، وقبضت ما بين أعينها كراهية ذلك اليوم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {قمطريرًا}. قال: تقبض فيه الجباه؛ وقومٌ يقولون: القمطرير: الشّديد.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: المقبض ما بين العينين.
- قال: وثنا وكيعٌ، عن عمر بن ذرٍّ، عن مجاهدٍ، قال: هو المقبض ما بين عينيه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن أبي عمرٍو، عن عكرمة، قال: القمطرير: ما يخرج من جباههم مثل القطران، فيسيل على وجوههم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {قمطريرًا}. قال: يقبض الوجه بالبسور.
وقال آخرون: العبوس: الضّيّق، والقمطرير: الطّويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {عبوسًا}. يقول: ضيّقًا. وقوله: {قمطريرًا}. يقول: طويلاً.
وقال آخرون: القمطرير: الشّديد. ذكر من قال ذلك.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في: {إنّا نخاف من ربّنا يومًا عبوسًا قمطريرًا}. قال: العبوس: الشّرّ، والقمطرير: الشّديد). [جامع البيان: 23 / 546-549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يوما عبوسا} قال: ضيقا {قمطريرا} قال: طويلا). [الدر المنثور: 15 / 155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {يوما عبوسا قمطريرا} قال: يقبض ما بين الأبصار). [الدر المنثور: 15 / 155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من طرق ابن عباس قال: القمطرير الرجل المنقبض ما بين عينيه ووجهه). [الدر المنثور: 15 / 155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {يوما عبوسا قمطريرا} قال: الذي ينقبض وجهه من شدة الوجع، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول:
ولا يوم الحسار وكان يوما * عبوسا في الشدائد قمطريرا
قال: أخبرني عن قوله: {ولا زمهريرا} قال: كذلك أهل الجنة لا يصيبهم حر الشمس فيؤذيهم ولا البرد، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول:
برهوهة الخلق مثل العتيق = لم تر شمسا ولا زمهريرا). [الدر المنثور: 15 / 155-156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة {يوما عبوسا قمطريرا} قال: يوما تقبض فيه الحياة من شدته). [الدر المنثور: 15 / 156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {يوما} قال: يوم القيامة {عبوسا} قال: العابس الشفتين {قمطريرا} قال: تقبض الوجوه بالسوء وفي لفظ انقباض ما بين عينيه ووجهه). [الدر المنثور: 15 / 156]


رد مع اقتباس