عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 7 رمضان 1434هـ/14-07-2013م, 12:42 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) }

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):
(
والوقف على (إن) قبيح، وعلى (الذين) قبيح لأن (كفروا) صلة (الذين)، والصلة والموصول بمنزلة حرف واحد. والوقف على (كفروا) قبيح لأن (سواء) خبر (إن). والوقف على (سواء) قبيح لأن قوله: (أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) متعلق بـ(سواء).
والوقف على (أأنذرتهم) قبيح لأن (أم) نسق على الفعل الأول وهما بمنزلة حرف واحد. والوقف على (أم لم تنذرهم) قبيح لأن قوله: (لا يؤمنون) فيه المعنى والفائدة. والوقف على (يؤمنون) حسن وليس بتام لأن قوله: {ختم الله على قلوبهم} [7] متعلق بالأول من جهة المعنى. قال أبو بكر: هذا إذا أضمرت مع (ختم) «قد» وجعلته حالاً للضمير الذي في (يؤمنون) وتقديره: «خاتمًا الله على قلوبهم» فإن جعلته استئناف دعاء عليهم ولم تنو الحال كان الوقف على (يؤمنون) تامًا. والوقف على (ختم الله) قبيح لأن (على) صلة (ختم)، والوقف على (قلوبهم) حسن وليس بتام لأن قوله: (وعلى سمعهم) نسق على قوله: (وعلى قلوبهم) والوقف على (سمعهم) حسن لأن قوله: (وعلى أبصارهم غشاوة) ابتداء، و«الغشاوة» مرفوعة بـ(على).
156- وروى المفضل عن عاصم (وعلى أبصارهم غشاوة) ففي نصب «الغشاوة» وجهان: إن شئت نصبتها بـ«ختم» على معنى: «ختم عليها غشاوة». وإن شئت نصبتها بإضمار «وجعل على أبصارهم غشاوة»، فإذا نصبتها بفعل مضمر كان الوقف على (أبصارهم) أحسن منه إذا نصبت «الغشاوة» بـ«ختم» والوقف على «الغشاوة» حسن.
والوقف على قوله: (ولهم عذاب عظيم) تام.
والوقف على قوله: {ومن الناس} [8] قبيح لأن (من يقول) مرفوعة بـ(من)، والوقف على (من) قبيح، لأن (يقول) صلة (من)، والوقف على (يقول) قبيح لأن (آمنا بالله) كلام محكي، و(يقول) حكاية، فلا يتم الوقف على الحكاية دون المحكي.
والوقف على قوله: (وما هم بمؤمنين) حسن وليس بتام لأن قوله: {يخادعون الله} [9] في موضع نصب على من (هم)، كأنه قال: «مخادعين الله».
والوقف على قوله: (والذين آمنوا) حسن.
والوقف على قوله: (وما يخدعون) قبيح لأن (ما) جحد و(إلا) محققة فلا يحسن الوقف قبلها، والوقف على قوله: (إلا أنفسهم) حسن.
والوقف على قوله: (وما يشعرون) حسن.
والوقف على قوله: {في قلوبهم مرض} [10] حسن. والوقف على (قلوبهم) قبيح لأن «المرض» مرفوع بـ(في)، والمرفوع مضطر إلى الرافع. والوقف على قوله (مرضًا) حسن. والوقف على قوله: (أليم) قبيح لأن (ما) صلة لقوله: (ولهم)، والصلة متعلقة بالموصول والوقف على (كانوا) قبيح لأن خبر «كان» ما عاد من (يكذبون). والوقف على (يكذبون) حسن).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/493-197]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({لا يؤمنون} كاف.
{وعلى سمعهم} كاف، وقيل: تام. وروى
المفضل عن عاصم {وعلى أبصارهم غشاوةً} بالنصب. فعلى هذا لا يوقف على (سمعهم) لأن (الغشاوة) منصوبة بفعل دل عليه (ختم)، إذ الختم في المعنى (جعل) فكأنه قال: وجعل على أبصارهم غشاوة. والوقف على (غشاوة) كاف على القراءتين، {ولهم عذابٌ عظيم} تام.
{وما هم بمؤمنين} كاف. (والذين آمنوا) كاف، (إلا أنفسهم) كاف، (وما يشعرون) أكفى منه.
{في قلوبهم مرض} كاف، أي: شك، {فزادهم الله مرضًا} أكفى منه، (يكذبون) كاف. وقيل: تام، لأنه آخر القصة).
[المكتفى: 159-160]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({وعلى سمعهم- 7 –ط} لأن الواو للاستئناف، و {غشاوة} خبره: {على}.
{غشاوة-7-ز} لأن الجملتين وإن اتفقتا نظمًا، فالأولى بيان وصف موجود، والثانية إثبات وعيد موعود، والجملة عائدة إلى أول القصة المذكورة، لا إلى هذه الصفة المحصورة.
{بمؤمنين- 8 –م} لأن {بمؤمنين} منكر، والجملة بعد المنكر
تتعلق به صفة، فلو وصل صار التقدير: وما هم بمؤمنين مخادعين، فينفي الوصف لا مع الموصوف فينتقض المعنى، فإن المراد نفي الإيمان عنهم، وإثبات الخداع لهم، ولأن النفي إذا دخل على الموصوف
بصفة ينفي الصفة ويقرر الموصوف، كقوله: ما هو برج لكاذب.
{آمنوا- 9 – ج} لعطف الجملتين المتفقتين، مع ابتداء النفي {وما يشعرون -9 –ط} للآية، وانقطاع النظم والمعنى، فإن تعلق الجار بما بعده.
{مرض- 10- لا} لأن الفاء للجزاء فكان تأكيدًا لما في قلوبهم. {مرضًا – 10 –ج} لعطف الجملتين المختلفتين).
[علل الوقوف: 1/179-183]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (قال مجاهد أربع آيات من أول البقرة في صفة المؤمنين والمفلحون آخرها وآيتان في نعت الكفار وعظيم آخرهما
وفي المنافقين ثلاث عشرة آية كلها متصل بعضها ببعض وقدير آخرها (إنَّ) حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر (الذين) اسمها و(كفروا) صلة وعائد ولا يؤمنون خبر إن وما بينهما جملة معترضة بين اسم إن وخبرها
فعلى هذا الوقف على لا يؤمنون (تام) وإن جعلت سواء خبر إن كان الوقف عل أم لم تنذرهم تامًا أيضًا لأنك أتيت بإن واسمها وخبرها كأنه قال لا يؤمنون أأنذرتهم أم لم تنذرهم فإن قلت إذا جعلت لا يؤمنون خبر إن فقد عم جميع الكفار وأخبر عنهم على وجه العموم أنهم لا يؤمنون قيل الآية نزلت في قوم بأعيانهم وقيل عامة نزلت في جميع الكفار كأنه سلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن أخبر عنهم أن جميعهم
لا يؤمنون وإن بذل لهم نصحه ولم يسلم من المنافقين أحد إلاَّ رجلان وكان مغموصًا عليهما في دينهما أحدهما أبو سفيان والثاني الحكم بن العاصي وإن جعلت سواء مبتدأ وأنذرتهم وما بعده في قوة التأويل بمفرد خبرًا والتقدير سواء عليهم الإنذار وعدمه كان كافيًا
(أأنذرتهم) ليس بوقف لأنَّ أم لم تنذرهم عطف عليه لأنَّ ما قبل أم المتصلة وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر وهما بمنزلة حرف واحد وقيل الوقف على تنذرهم ثم يبتدئ هم لا يؤمنون على أنها جملة من مبتدأ وخبر وهذا ينبغي أن يرد ولا يلتفت إليه وإن كان قد نقله الهذلي في الوقف والابتداء ومفعول أأنذرتهم الثاني محذوف تقديره العذاب على كفرهم وإن لم تجعل لا يؤمنون خبر إن كان الوقف على أم لم تنذرهم ويكون ختم حالاً متعلقًا بلا يؤمنون أي لا يؤمنون خاتمًا الله على قلوبهم قاله العماني أي لأنَّ ختم متعلق بالأول من جهة المعنى وإن جعلته استئنافًا فادعاء عليهم ولم تنو الحال كان الوقف على لا يؤمنون تامًا
على قلوبهم (صالح) إن قدرت الختم على القلوب خاصة وإن قدرته بمعنى وختم على سمعهم أيضًا لم يكن على قلوبهم وقفًا لأنَّ الثاني معطوف على الأول (فإن قيل) إذا كان الثاني معطوفًا على الأول فلم أعيد حرف الجر (فالجواب) إن إعادة الحرف لمعنى المبالغة في الوعيد أو أنَّ المعنى وختم على سمعهم فحذف الفعل وقام الحرف مقامه
وعلى سمعهم (تام) إن رفعت غشاوة بالابتداء أو بالظرف أي ترفع غشاوة بالفعل المضمر قبل الظرف لأنَّ الظرف لابد له أن يتعلق بفعل إما ظاهر أو مضمر فإذا قلت في الدار كأنك قلت استقر في الدار زيد وقال الأخفش والفراء إن معنى الختم قد انقطع ثم استأنف فقال وعلى أبصارهم غشاوة وكرر لفظ على ليشعر بتغاير الختمين وهو إن ختم القلوب غير ختم الأسماع وقد فرق النحويون بين مررت بزيد وعمرو وبين مررت بزيد وبعمرو فقالوا في الأول وهو مرور واحد وفي الثاني هما مروران وقرأ عاصم وأبو رجاء العطاردي غشاوة بالنصب بفعل مضمر أي وجعل على أبصارهم غشاوة فلا يرون الحق فحذف الفعل لأنَّ ما قبله يدل عليه كقوله
يا ليت زوجك قد غدا = متقلدًا سيفًا ورمحًا
أي وحاملاً رمحًا لأنَّ التقليد لا يقع على الرمح كما أنَّ الختم لا يقع على العين وعلى هذا يسوغ الوقف على سمعهم أو على إسقاط حرف الجر ويكون وعلى أبصارهم معطوفًا على ما قبله أي ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم بغشاوة فلما حذف حرف الجر وصل الفعل إليه فانتصب كقوله
تمرون الديار فلم تعوجوا = كلامكموا عليّ إذًا حرام
أي تمرون بالديار وقال الفراء أنشدني بعض بني أسد يصف فرسه
علفتها تبنًا وماءً باردا = حتى غدت همالة عيناها
فعلى هذا لا يوقف على سمعهم لتعلق آخر الكلام بأوله وقال آخر
إذا ما الغانيات برزن يومًا = وزججن الحواجب والعيونا
والعيون لا تزجج وإنما تكحل أراد وكحلن العيون فجوازًا إضمار الفعل الثاني وإعماله مع الإضمار في الأبيات
المذكورة لدلالة الفعل الأول عليه
غشاوة (حسن) سواءً قرأ غشاوة بالرفع أو بالنصب
عظيم (تام) لأنه آخر قصة الكفار ورسموا أنذرتهم بألف واحدة كما ترى وكذا جميع ما وقع من كل استفهام فيه ألفان أو ثلاثة اكتفاء بألف واحدة كراهة اجتماع صورتين متفقتين نحو أأمنتم أأنت قلت للناس وقالوا أآلهتنا خير ورسموا وعلى أبصارهم بحذف الألف التي بعد الصاد وحذفوا الألف التي بعد الشين في غشاوة ولا وقف من قوله ومن الناس إلى قوله بمؤمنين فلا يوقف على آمنا بالله ولا على وباليوم الآخر لأنَّ الله أراد أن يعلمنا أحوال المنافقين إنهم يظهرون خلاف ما يبطنون والآية دلت على نفى الإيمان عنهم فلو وقفنا على وباليوم الآخر لكنا مخبرين عنهم بالإيمان وهو خلاف ما تقتضيه الآية وإنما أراد تعالى أن يعلمنا نفاقهم وإن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له
بمؤمنين (تام) إن جعل ما بعده استئنافًا بيانيًا كأنَّ قائلاً يقول ما بالهم قالوا آمنا ويظهرون الإيمان وما هم بمؤمنين فقيل يخادعون الله وليس بوقف إن جعلت الجملة بدلاً من الجملة الواقعة صلة لمن وهي يقول وتكون من بدل الاشتمال لأنَّ قولهم مشتمل على الخداع أو حال من ضمير يقول ولا يجوز أن يكون يخادعون في محل جر صفة لمؤمنين لأنَّ ذلك يوجب نفي خداعهم والمعنى على إثبات الخداع لهم ونفي الإيمان عنهم أي وما هم بمؤمنين مخادعين وكل من الحال والصفة قيد يتسلط النفي عليه وعليهما فليس بوقف ومن حيث كونه رأس آية يجوز
والذين آمنوا (حسن) لعطف الجملتين المتفقتين مع ابتداء النفي ومن قرأ وما يخدعون بغير ألف بعد الخاء كان أحسن وقرأ أبو طالوت عبد السلام بن شداد وما يخدعون إلاَّ أنفسهم بضم الياء وسكون الخاء ورفع أنفسهم بدلاً من الضمير في يخدعون كأنه قال وما يخدع إلاَّ أنفسهم أو بفعل مضمر كأنه قال وما يخدعون إلا تخدعهم أنفسهم ولا يجوز الوقف على أنفسهم لأنَّ ما بعد (هم) جملة حالية من فاعل وما يخادعون أي وما يخادعون إلاَّ أنفسهم غير شاعرين بذلك إذ لو شعروا بذلك ما خادعوا الله ورسوله والمؤمنين وحذف مفعول يشعرون للعلم به أي وما يشعرون وبال خداعهم
وما يشعرون (كاف) رسموا يخدعون في الموضعين بغير ألف بعد الخاء كما ترى
في قلوبهم مرض (صالح) وقول ابن الأنباري حسن ليس بحسن لتعلق ما بعده به لأنَّ الفاء للجزاء فهو توكيد
مرضًا (كاف) لعطف الجملتين المختلفتين
(أليم) ليس بوقف لأنَّ قوله بما متعلقة بالموصوف
يكذبون (كاف) ).
[منار الهدى: 31-33]


- تفسير


رد مع اقتباس