عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:52 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات...}.
الاجتراح: الاقتراف، والاكتساب.
وقوله: {سواء مّحياهم ومماتهم...}
تنصب سواء، وترفعه، والمحيا والممات في موضع رفع بمنزلة قوله: رأيت القوم سواء صغارهم وكبارهم، تنصب سواء؛ لأنك تجعله فعلا لما عاد على الناس من ذكرهم، وما عاد على القوم وجميع الأسماء بذكرهم، وقد تقدم فعله، فاجعل الفعل معربا بالاسم الأول.
تقول: مررت بقوم سواء صغارهم وكبارهم، ورأيت قوم سواء صغارهم وكبارهم.
وكذلك الرفع - وربما جعلت العرب: (سواءً) في مذهب اسم بمنزلة حسبك، فيقولون: رأيت قوما سواء صغارهم وكبارهم، فيكون كقولك: مررت برجل حسبك أخوه ولو جعلت مكان سواء مستوٍ لم ترفع، ولكن تجعله متبعا لما قبله، مخالفا لسواء؛ لأن مستويا من صفة القوم، ولأن سواء - كالمصدر، والمصدر اسم.
ولو نصبت: المحيا والممات - كان وجها تريد أن تجعلهم سواء في محياهم ومماتهم). [معاني القرآن: 3/47]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أم حسب الّذين اجترحوا السّيئات }: اكتسبوا , { أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات }, تم الكلام ثم استأنف فقال { سواءٌ محياهم ومماتهم }: أي: سواء حياة الكافر ومماته , هو كافر حياته ومماته , والمؤمن مؤمن حياته ومماته). [مجاز القرآن: 2/210]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نّجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواء مّحياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}
وقال: {سواء مّحياهم ومماتهم} رفع.
وقال بعضهم: إنّ المحيا والممات للكفار , كأنه قال:{ أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن تجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات}, , ثم قال "سواءٌ محيا الكفار ومماتهم", أي محياهم محيا سوء ومماتهم ممات سوء فرفع "السواء" على الابتداء.
ومن فسر "المحيا" و"الممات" للكفار والمؤمنين فقد يجوز في هذا المعنى نصب السواء , ورفعه لأن من جعل السواء مستويا فينبغي له أن يرفعه لأنه الاسم إلا أن ينصب المحيا والممات على البدل ونصب السواء على الاستواء, وإن شاء رفع السواء إذا كان في معنى مستوي لأنها صفة لا تصرف كما تقول "رأيت رجلاً خيراً منه أبوه" , والرفع أجود). [معاني القرآن: 4/15-16]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {اجترحوا السّيّئات} : أي: اكتسبوها, ومنه قيل لكلاب الصيد: جوارح). [تفسير غريب القرآن: 405]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21)}
{سواء محياهم ومماتهم}, ويقرأ{سواء محياهم ومماتهم} ، وقد قرئت سواء محياهم ومماتهم بنصب الممات.
وحكى بعض النحويين أن ذلك جائز في العربية.
ومعنى {اجترحوا}: اكتسبوا، ويقال: فلان جارحة أهله , أي : كاسبهم، والاختيار عند سيبويه , والخليل , وجميع البصريين {سواءٌ}برفع سواء.
وعليه - أكثر القراء، ويجيزون النصب، وتقول: ظننت زيدا - سواء أبوه وأمّه، وسواء أبوه وأمّه.
والرفع أجود، لأن سواء في مذهب المصدر كما تقول: ظننت زيدا ذو استواء أبوه وأمّه.
ومن قرأ {سواءً} بالنصب جعله في موضع مستويا محياهم ومماتهم ومن نصب محياهم ومماتهم، فهو عند قوم من النحويين {سواء} في محياهم وفي مماتهم، ويذهب به مذهب الأوقات، وهو يجوز على غير ذلك على أن يجعله بدلا من الهاء والميم.
ويكون المعنى: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعل محياهم ومماتهم سواء كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، أي كمحيا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ومماتهم). [معاني القرآن: 4/433]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}
اجترحوا السيئات: أي : كسبوا السيئات ,ومنه :{ويعلم ما جرحتم بالنهار }, ومنه : الجوارح , أي: الكواسب
وقوله تعالى: {سواء محياهم ومماتهم}
قال: مجاهد المؤمن يموت مؤمنا ويبعث مؤمنا , والكافر يموت كافرا ويبعث كافرا
ويقرأ : {سواء محياهم ومماتهم } , وقرأ الأعمش:{ سواء محياهم ومماتهم }
قال أبو جعفر: القراءة الأولى أحسن من جهة المعنى على قول مجاهد , وهي أيضا أجود عند النحويين من جهة الإعراب , وقراءة الأعمش على البدل , وعند الفراء بمعنى الظرف.). [معاني القرآن: 6/426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ}: أي: اكتسبوها , ومنها قيل للكلاب : جوارح). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 227]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اجْتَرَحُوا}: اكتسبوا). [العمدة في غريب القرآن: 271]تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجعل على بصره غشاوةً ...}.
قرأها يحيى بن وثاب {غشوة}بفتح الغين، ولا يلحق فيها ألفا، وقرأها الناس{غشاوة}: كأن غشاوة اسم، وكأن غشوة شيء غشيها في وقعة واحدة، مثل: الرجفة، والرحمة، والمرّة). [معاني القرآن: 3/47-48]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه اللّه على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد اللّه أفلا تذكّرون (23)}
وقد رويت آلهة هواه، ولها وجه في التفسير , وروي أن قريشا كانت تعبد العزى , وهي حجر أبيض , فإذا رأت حجرا أشد بياضا منه , وأحسن اتخذت ذلك الأحسن , واطّرحت الأول، فهذا يدل على آلهته، وكذلك أيضا إلهه.
وقوله: {وأضلّه اللّه على علم}: أي على ما سبق في علمه قبل أن يخلقه , أنه ضال.
{وجعل على بصره غشاوة}: ويقرأ غشوة بفتح الغين بغير ألف، ويقرأ غشاوة - بضم الغين والألف). [معاني القرآن: 4/433-434]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أفرأيت من اتخذ إلهة هواه وأضله الله على علم}
قال سعيد بن جبير : كان أحدهم يعبد الحجر , فإذا رأى أحسن منه قال : هذا أحسن من هذا , فعبده
وقال الحسن وقتادة في قوله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: المنافق إذا هوي شيئا ركبه .
ثم قال: {وأضله الله على علم}
روي عن ابن عباس أنه قال: على علم قد علمه عنده.
وقيل : على علم أنه لا ينفعه ولا يضره.). [معاني القرآن: 6/427-428]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {غِشَاوَةً}: غطاء). [العمدة في غريب القرآن: 271]

رد مع اقتباس