عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 04:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}
تقدم أمر زكريا عليه السلام في سورة مريم، وإصلاح الزوجة، قيل: بأن جعلها
[المحرر الوجيز: 6/197]
تحمل وهي عاقر، فحاضت وحملت، وهذا هو الذي يشبه الآية، وقيل: بأن أزيل بذاء كان في لسانها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف، وعموم اللفظة يتناول كل وجوه الإصلاح). [المحرر الوجيز: 6/198]

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأت فرقة: "ويدعوننا"، وقرأت فرقة: "ويدعونا"، وقرأت فرقة: "رغبا" بفتح الراء والغين، "ورهبا" كذلك، وقرأت فرقة بضم الراء فيهما وبسكون الغين والهاء، وقرأت فرقة بفتح الراء وسكون الغين والهاء، والمعنى أنهم يدعون في وقت تعبدهم وهم بحال رغبة ورجاء ورهبة وخوف في حال واحدة؛ لأن الرغبة والرهبة متلازمتان، وقال بعض الناس: الرغب أن ترفع بطون الأكف نحو السماء، والرهب أن ترفع ظهورهما.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وتلخيص هذا أن عادة كل داع من البشر أن يستعين بيديه، فالرغب - من حيث هو طلب - يحسن معه أن يوسع باطن الراح نحو المطلوب منه؛ إذ هو موضع الإعطاء، وبها يتملك، والرهب - من حيث هو دفع مضرة - يحسن معه طرح ذلك والإشارة إلى ذهابه وتوقيه بنفض اليدين ونحوه.
و "الخشوع": التذلل بالبدن المتركب على التذلل بالقلب). [المحرر الوجيز: 6/198]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون}
المعنى: واذكر التي أحصنت فرجها: وهي مريم بنت عمران أم عيسى عليهما السلام. و"الفرج" - فيما قال الجمهور، وهو ظاهر القرآن -: الجارحة المعروفة، وفي إحصانها هو المدح. وقالت فرقة: الفرج هنا فرج ثوبها الذي منه نفخ الملك، وهذا ضعيف، وأما نفخ الولد فيها فقال كثير من العلماء: إنما نفخ في جيب درعها، وأضاف
[المحرر الوجيز: 6/198]
"الروح" إضافة الملك إلى المالك، و"ابنها": هو عيسى بن مريم عليه السلام، وأراد تعالى أنه جعل مجموع قصة عيسى وقصة مريم عليهما السلام من أولها إلى آخرها آية لمن اعتبر ذلك. و"للعالمين" يريد: لمن عاصر فما بعد ذلك). [المحرر الوجيز: 6/199]

رد مع اقتباس