الموضوع: سورة الأنبياء
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18 ذو الحجة 1433هـ/2-11-2012م, 07:52 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم...(98)} إلى قوله {لا يسمعون(100)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ):
(
أولهما: قوله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم...} الآية [98 / الأنبياء / 21] والآية التي بعدها قوله: {وكل فيها خالدون} [99 / الأنبياء 21] هاتان الآيتان نسختا كلتاهما بقوله تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى...} الآية [101 / الأنبياء / 21] ). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 45-46]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): ( قوله تعالى {إنّكم وما تعبدون من دون الله} إلى قوله {وهم فيها لا يسمعون} فقالت قريش : لقد خصمنا محمّد بالأمس حتّى تلى هذه الآية
فقال لهم ابن الزبعري : أنا أخصم محمّدًا في هذه الآيات.
فقالوا: وكيف تخصمه ؟
فقال : إن اليهود عبدت العزيز والنّصارى عبدت المسيح ومريم وقالوا : ثالث ثلاثة والمجوس عبدت النّار والنور والشّمس والقمر وإن الصابئة عبدت الملائكة والكواكب فإن يكن هؤلاء مع من عبدوهم في النّار فقد رضينا أن نكون مع أصنامنا في النّار فأنزل الله تعالى {إنّ الّذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} إلى قوله {هذا يومكم الّذي كنتم توعدون}

وفيها رواية أخرى أن النّبي (صلى الله عليه وسلم) قال لهم : ((عجبت من جهلكم بلغ بكم ان حملهم على كفركم قال الله تعالى {إنّكم وما تعبدون})) ولم يقل: ومن تعبدون ؛ لأن ما خطاب لمن لا يعقل ومن خطاب لمن يعقل والله أعلم بالصّواب). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 124-125]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {إنّكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنّم} إلى قوله {لا يسمعون}:
أخبرنا الله جلّ ذكره أن العابدين من المشركين والمعبودين في النار خبرًا عامًا في الظاهر، وقد عبد عيسى ابن مريم وعزيرٌ ومريم والملائكة والشمس والكواكب فتأوّل بعض الناس أنه منسوخٌ بقوله تعالى: {إنّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101] - الآيات - يعني بذلك: عيسى وأمّه وعزير والملائكة.
والذي عليه أهل النظر وتوجبه الأصول: أنّ هذا ليس بنسخٍ، إنما هو تخصيصٌ وتبيين أنّ الآيات في قوله تعالى: {إنّكم وما تعبدون من
دون الله} - الآيات - غير عامةٍ في كلّ معبودٍ من دون الله، وأنّ من سبقت له الحسنى عند الله من المعبودين غير داخلين في عموم الآية، مع أنه لا يجوز في مثل هذا نسخٌ لأنه خبر، والأخبار لا تنسخ إنما تبيّن، وتخصّص ولا يجوز فيها النّسخ ولو جاز فيها النّسخ لكان المخبر بها قد أخبر بها على غير ما هي عليه والله يتعالى عن ذلك.
وأيضًا فإن هذا لو نسخ لوجب زوال حكم دخول المعبودين من دون الله كلّهم في النار لأنّ النسخ إزالة الحكم الأوّل، وحلول الثاني محلّه، ولا يجوز زوال الحكم الأوّل بكلّيته، إنما زال بعضه، فهو تخصيصٌ وبيان. فالآيتان محكمتان لا نسخ فيهما.
وقد سمّى جماعةٌ من المتقدمين هذا استثناءً، وليس كذلك لأن الاستثناء إنما يأتي بحرف الاستثناء، ولا حرف في هذا، فإنّما هو تخصيصٌ وبيان.
فأما قراءة ابن مسعود (إلاّ الذين سبقت) بـ (إلا) فهو استثناءٌ بلا شك، وهو يدل على معنى التخصيص، لأنّ الاستثناء مباينٌ للنّسخ؛ إذ النّسخ بيان الأزمان، والاستثناء والتّخصيص بيان الأعيان، فهما متباينان في المعنى أعني النّسخ والاستثناء). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:350 - 352]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقال قوم في قوله عز وجل: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} الآية [الأنبياء: 98] أنه منسوخ بقوله عز وجل: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} الآية [الأنبياء: 101] فما أدري بم يرد هذا القول لكثرة الوجوه المبطلة له: أبكونه خبرا من الله عز وجل، وخبره لا ينسخ، أم بكونه خطابا لكفار قريش بقوله عز وجل: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} الآية [الأنبياء: 98] وما كانوا يعبدون المسيح، ولا الملائكة، أم بقوله: {وما تعبدون} و{ما} لما لا يعقل، أم بكونه قد تبين بقوله سبحانه: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} الآية [الأنبياء: 101] أنه لم يرد العموم بقوله: {وما تعبدون من دون الله} الآية [الأنبياء: 98] ). [جمال القراء:1/336]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس