عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 01:23 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) }

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن ما جاوز الثلاثة بغير زيادة لم يجز أن يقال فيه: ما أفعله. وذلك لأنك إن بنيته هذا البناء حذفت من الأصل حرفاً. وهذا مما لا يجوز؛ لأن معناه إنما كمل بحروفه؛ إذ كن كلهن أصولا، وإنما يستعمل فيما كان من هذا القبيل ما يدل عليه من فعل غيره وذلك انك إذا قلت: دحرج، واحرنجم، وما أشبه ذلك من الأفعال من غير هذا الجنس قلت: ما أشد دحرجته، وما أشد احرنجامه. لأنك لو أدخلت على هذا الهمزة لخرج من بناء الأفعال، ولا يجوز الحذف لما وصفت لك.
وكذلك ما كان من الألوان والعيوب، نحو: الأعور والأحمر، لا يقال: ما أحمره، ولا ما أعوره. وإنما امتنع هذا لشيئين: أحدهما: أن أصل فعله أن يكون أفعل، وافعال. نحو: احمر واحمار. ودخول الهمزة على هذا محال.
والقول الآخر قول الخليل: وهو أن هذا شيء قد ثبت واستقر، فليس يجوز فيه الزيادة والنقصان. فهو وإن كان مشتقاً من الفعل بمنزلة اليد، والرجل لا تقوله؛ كما لا تقول: ما أيداه، ولا ما أرجله. وإنما أقول: ما أشد يده. فعلى هذا: ما أشد حمرته، وما أشد عوره، وكذلك جميع بابها.
ومثل هذا قوله: هذا أحسن من هذا، وهذا أضرب من ذا، وهذا أشد عوراً من ذا، وأشد حولاً من ذا؛ لأن هذا والتعجب من باب واحد.
فإن قال قائل: فقد جاء في القرآن: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً}.
قيل له: في هذا جوابان، كلاهما مقنع: أحدهما: أن يكون من عمى القلب، وإليه ينسب أكثر الضلال؛ لأنه حقيقته كما قال: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}. فعلى هذا تقول: ما أعماه؛ كما تقول: ما أحمقه.
والوجه الآخر: أن يكون من عمى العين، فيكون {فهو في الآخرة أعمى} لا تريد به أعمى من كذا، ولكنه في الآخرة أعمى، كما كان في الدنيا، وهو في الآخرة أضل سبيلا.
وتقول: يا هند أحسن بزيد، ويا رجلان أحسن بزيد؛ لأنك لست تأمرهم أن يصنعوا شيئاً، وإنما المعنى: ما أحسنه فإذا كان من الألوان، والعيوب قلت يا هند، أشدد بحمرة زيد، ويا رجال، أشدد بحمرة زيد. ومن هذا الباب قول الله عز وجل: {أسمع بهم وأبصر}.
ولا يقال لله عز وجل تعجب. ولكنه خرج على كلام العباد. أي هؤلاء ممن يجب أن يقال لهم: ما أسمعهم، وأبصرهم في ذلك الوقت.
ومثل هذا قوله: {فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى} ولعل إنما هي للترجي. ولا يقال ذلك لله ولكن المعنى والله أعلم، إذهبا أنتما على رجائكما، وقولا القول الذي ترجوان به. ويرجو به المخلوقون تذكر من طالبوه.
وأما قوله: {فما أصبرهم على النار} فليس من هذا. ولكنه والله أعلم التقرير والتوبيخ. وتقديره: أي شيء أصبرهم على النار? . أي دعاهم إليها، واضطرهم إليها؛ كما تقول: صبرت زيداً على القتل. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبر الروح). [المقتضب: 4/180-183]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) }

تفسير قوله تعالى: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال في قوله عز وجل: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} قال: ضعف عذاب الحياة وذعف عذاب الممات). [مجالس ثعلب: 221]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أن إذن إذا كانت بين الفاء والواو وبين الفعل فإنك فيها بالخيار إن شئت أعملتها كإعمالك أرى وحسبت إذا كانت واحدةٌ منهما بين اسمين وذلك قولك زيداً حسبت أخاك وإن شئت ألغيت إذن كإلغائك حسبت إذا قلت زيدٌ حسبت أخوك.
فأما الاستعمال فقولك فإذن آتيك وإذن أكرمك.
وبلغنا أن هذا الحرف في بعض المصاحف: (وإذن لا يلبثوا خلفك إلا قليلاً) وسمعنا بعض العرب قرأها فقال: (وإذن لا يلبثوا).
وأما الإلغاء فقولك فإذن لا أجيئك وقال تعالى: {فإذن لا يؤتون الناس نقيراً}.
واعلم أن إذن إذا كانت بين الفعل وبين شيء الفعل معتمدٌ عليه فإنها ملغاة لا تنصب البتة كما لا تنصب أرى إذا كانت بين الفعل والاسم في قولك كان أرى زيدٌ ذاهباً وكما لا تعمل في قولك إني أرى ذاهبٌ فإذن لا تصل في ذا الموضع إلى أن تنصب كما لا تصل أرى هنا إلى أن تنصب فهذا تفسير الخليل وذلك قولك أنا إذن آتيك فهي ههنا بمنزلة أرى حيث لا تكون إلا ملغاة). [الكتاب: 3/13-14]

تفسير قوله تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77) }

تفسير قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (ويقال: قنبت الشمس تقنب قنوباً.
وإذا لم يبق منها شيءٌ قيل: دلكت براحة. ٍ
وغربت غروباً مثل دلكت براحة.
وقالوا: دلكت براح يا هذا، مثل حذام. وبراح بكسر الباء. ودلكت براح يا هذا، فضمّوا، وقال الراجز:
هذا مقام قدمي رباح
للشمس حتى طلعت براح
وقالوا: دلكت براحٍ يا هذا، إذا غابت أو كادت، وهو ينظر إليها براحته.
وقال ابن عباس: {لدلوك الشمس}: لزوالها الظهر والعصر. وقال رؤبة:
شادخة الغرّة غرّاء الضحك
تبلّج الزّهراء في جنح الدّلك
فجعل الدّلك غيبوبة الشمس. وقال ذو الرّمّة:

(مصابيح ليست باللّواتي تقودها = نجومٌ ولا بالآفلات الدّوالك) ).
[الأزمنة: 17]
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (يتفق اللفظ ويختلف المعنى فيكون اللفظ الواحد على معنيين فصاعدا، وذلك مثل: «الأمة» يريد الدين. وقول الله: {إن إبراهيم كان أمة قانتا} منه. قال أبو محمد: الأمة: الرجل وحده يؤتم به. والأمة: القامة، قامة الرجل. والأمة من الأمم ومنه التخوف من الخوف، والتخوف: التنقص. ومنه، غسق الليل غسقا وغسوقا، قال: أي أظلم. وغسق جلد الرجل، وهو ما كان من قذر أو درن. ومن هذا اللفظ الواحد الذي يجيء على معنيين فصاعدا ما يكون متضادا في الشيء وضده). [الأضداد: 70] (م)
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ويقال: جُنَّ الليل، وأجَنَّ، وغسا، وأغسى، غسوا وإغساء، وأغسق، وأظلم، وألبس. وبعضهم يقول: جّنَّ الليل جَنَانا). [الأيام والليالي: 67] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث أبي وائل في قول الله عز وجل: {أقم الصلوة لدلوك الشمس} قال: دلوكها غروبها، قال: وهو في كلام العرب: دلكت براح.
حدثناه شريك عن عاصم عن أبي وائل.
قوله: دلكت براح، يقول: غابت وهو ينظر إليها وقد وضع كفه على حاجبه، ومنه قول العجاج:
أدفعها بالراح كي تزحلفا
حدثناه محمد بن يزيد الواسطي ويزيد بن هارون كلاهما عن العوام، عن إبراهيم مولى صخير، عن أبي وائل.
قوله اقحز: يعنى أنزى.
...
وقال غيره:
هذا مقام قدمي رباح = غدوة حتى دلكت براح
قال: وفيه لغة أخرى يقال: دلكت براح يا هذا، مثل قطام وحذام، ونزال غير منونة. قال الكسائي: يقال: هذا يوم راح: إذا كان شديد الريح.
ومن قال: دلوكها: زيغها ودلوكها: دحضها، فهما أيضا ميلها.
وقال الكسائي في غير حديث أبي وائل: الدلوك: ميلها بعد نصف النهار.
حدثنيه يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر.
وأصل الدلوك أن تزول عن موضعها فقد يكون هذا في معنى قول ابن عمر وقول أبي وائل جميعا.
وفي هذا الحديث حجة لمن ذهب بالقرآن إلى كلام العرب إذا لم يكن فيه حكم ولا حلال ولا حرام، ألا تراه يقول: وهو في كلام العرب: دلكت براح.
وقد روي مثل هذا عن ابن عباس.
حدثني يحيى عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها يعني أنا ابتدأتها.
وحدثنا هشيم عن حصين عن عبيدالله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أنه كان يُسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر). [غريب الحديث: 5/410-413]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (دلكت الشمس: غابت.

حتى دلكت براحي
أي دفعتها براحتي. ومن قال براح فهو اسم للشمس). [مجالس ثعلب: 308]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وكذلك «غَسقَ» يقع على معنيين مختلفين للعلة التي تقدمت، أحدهما أظلم، من غسق الليل، والآخر سال من الغساق، وهو ما يغسق من صديد أهل النار، قال عمارة بن عقيل:
ترى الضيف بالصلعاء تغسق عينه = من الجوع حتى تحسب الضيف أرمدا
وقال عمران بن حطان:
إذا ما تذكرت الحياة وطيبها = إلي جرى دمع من العين غاسق
أي: سائل). [كتاب الأضداد: 5]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (والدّلك: اصفرار الشمس عند المغيب، يقال: دلكت الشمس تدلك دلوكًا). [الأمالي: 2/291]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا أيضا: هجد، أي: نام. وهجد: سهر). [الأضداد: 129]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : ( *هجد* والهاجد النائم، والهاجد المصلي المتهجد في الليل، قال الحطيئة (الطويل):

فحياك ود ما هداك لفتية = وخوص بأعلى ذي طوالة هجد
أي: ينام وأكثر ما يقال المتهجد المتيقظ، قال الله تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك} أي: تيقظ بالقرآن، وقال النابغة (الكامل):

لو أنها عرضت لأشمط راهب = عبد الإله صرورة متهجد
قال الأصمعي: ساب أعرابي امرأته فقال: عليك لعنة المتهجدين). [كتاب الأضداد: 40]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عمرو: ... غيره: الهاجد المصلي بالليل والهاجد النائم، قال الحطيئة:
فحياك ود من هداك لفتية = وخوص بأعلى ذي طوالة هجد).
[الغريب المصنف: 2/628]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والهاجد حرف من الأضداد، يقال للنائم هاجد، وللساهر هاجد، قال المرقش:

سرى ليلا خيال من سليمى = فأرقني وأصحابي هجود
أراد نيام. وقال الآخر:
وحاضروا الماء هجود ومصل
وقال الآخر:

ألا هلك امرؤ ظلت عليه = بشط عنيزة بقر هجود
أراد نسوى كالبقى في حسن أعينهن، سواهر. وقال الحطيئة:
فحياك ود ما هداك لفتية = وخوص بأعلى ذي طوالة هجد
وقال الأخطل:
عوامد للإلجام ألجام حامر = يثرن قطا لولا سراهن هجدا
ويروى: (هجدا). الألجام: ما بين الحزن والسهولة. قال أبو بكر. واحدها لجم، قال لبيد:
قال هجدنا فقد طال السرى = وقدرنا إن خنا الدهر غفر
أراد بـ (هجدنا) نومنا. وقال الآخر:
أسرى لأشعث هاجد بمفازة = بخيال ناعمة السرى مكسال
وقال الآخر:
بسير لا ينيخ القوم فيه = لساعات الكرى إلا هجودا
معناه إلا ساهرين؛ أي من السهر نومة وإناخته، فلا نوم ولا إناخة له. ويروى:
بسير لا ينيخ الركب فيه
ومثل هذا قول الكميت:
إن قيل قيلوا ففوق أظهرها = أو عرسوا فالذميل والخبب
الذميل والخبب: ضربان من السير، ومعناه من الذميل والخبب تعريسه، فلا تعريس له، وقال الله عز وجل: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك}، فمعناه فاسهر به.
وقال الأصمعي: ساب رجل امرأته فقال: عليها لعنة
المتهجدين، أي الساهرين بذكر الله عز وجل. وقال نابغة بني ذبيان:

ولو أنها عرضت لأشمط راهب = عبد الإله صرورة متهجد
لرنا لبهجتها وحسن حديثها = ولخاله رشدا وإن لم يرشد).
[كتاب الأضداد: 50-52]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
ألا هلك امرؤ ظلت عليه = بشط عنيزةٍ بقر هجود
شبه النساء بالبقر. والهجود ههنا المنتبهات، والمتهجد والهاجد من الأضداد والهاجد هو النائم والمنتبه، قال الله عز وجل: {ومن الليل فتهجد به}، قال الأصمعي: ودعا رجل على امرأته فقال: عليك لعنة المتهجدين). [شرح المفضليات: 551]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80) }

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: زهق الباطل زهوقا: درس وذهب، وزهقت نفس الرجل زهوقا. وقالوا أيضا: زهقت الدابة تزهق زهوقا: إذا اشتد مخ العظم وأكثر قصبه). [الأضداد: 123]

تفسير قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومن حرف من الأضداد، تكون لبعض الشيء، وتكون لكله، فكونها للتبعيض لا يحتاج فيه إلى شاهد، وكونها بمعنى (كل)، شاهده قول الله عز وجل: {ولهم فيها من كل الثمرات}، معناه كل الثمرات، وقوله عز وجل: {يغفر لكم من ذنوبكم}، معناه يغفر لكم ذنوبكم. وقوله عز وجل: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما}، معناه: وعدهم الله كلهم مغفرة؛ لأنه قدم وصف قوم يجتمعون في استحقاق هذا الوعد. وقول الله عز وجل في غير هذا الموضع: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير}، معناه: ولتكونوا كلكم أمة تدعو إلى الخير، قال الشاعر:

أخو رغائب يعطاها ويسألها = يأبى الظلامة منه النوفل الزفر
أراد: يأبى الظلامة لأنه نوفل زفر. ومستحيل أن تكون
(مِنْ) هاهنا تبعيضا إذ دخلت على ما لا يتبعض، والعرب تقول: قطعت من الثوب قميصا، وهم لا ينوون أن القميص قطع من بعض الثوب دون بعض؛ إنما يدلون بـ(من) على التجنيس، كقوله عز وجل: {فاجتبوا الرجس من الأوثان} معناه: فاجتنبوا الأوثان التي هي رجس، واجتنبوا الرجس من جنس الأوثان؛ إذ كان يكون من هذا الجنس ومن غيره من الأجناس.
وقال الله عز وجل: {وننزل من القرآن ما هو شفاء}، فـ (مِنْ)، ليست هاهنا تبعيضا؛ لأنه لا يكون بعض القرآن شفاء وبعضه غير شفاء، فـ(مِنْ) تحتمل تأويلين: أحدهما التجنيس، أي ننزل الشفاء من جهة القرآن، والتأويل الآخر أن تكون (من) مزيدة للتوكيد، كقوله: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}، وهو يريد يغضوا أبصارهم، وكقول ذي الرمة:

إذا ما امرؤ حاولن يقتتلنه = بلا إحنة بين النفوس ولا ذحل
تبسمن عن نور الأقاحي في الثرى = وفترن من أبصار مضروجة نجل
أراد: وفترن أبصار مضروجة.
وكان بعض أصحابنا يقول: من ليست مزيدة للتوكيد في قوله: {من كل الثمرات}، وفي قوله: {من أبصارهم} وفي قوله: {يغفر لكم من ذنوبكم}. وقال: أما قوله: {من كل الثمرات}، فإن (من) تبعيض، لأن العموم في جميع الثمرات لا يجتمع لهم في وقت واحد؛ إذ كان قد تقدم منها ما قد أكل، وزال وبقي منها ما يستقبل ولا ينفد أبدا، فوقع التبعيض لهذا المعنى.
قال: وقوله: {يغضوا من أبصارهم} معناه: يغضوا بعض أبصارهم. وقال: لم يحظر علينا كل النظر، إنما حظر علينا بعضه، فوجب التبعيض من أجل هذا التأويل.
قال: وقوله: {يغفر لكم من ذنوبكم} من هاهنا مجنسة، وتأويل الآية: يغفر لكم من إذنابكم، وعلى إذنابكم، أي يغفر لكم من أجل وقوع الذنوب منكم، كما يقول الرجل: اشتكيت من دواء شربته، أي من أجل الدواء.
وقال بعض المفسرين: من في قوله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة} مبعضة، لأنه ذكر أصحاب نبيه صلى الله عليه، وكان قد ذكر
قبلهم الذين كفروا فقال: {إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية}. وقال بعد: {منهم}؛ أي من هذين الفريقين، ومن هذين الجنسين). [كتاب الأضداد: 252-255] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (الْمَنْأَى: الْمَوْضِعُ الذي يَبْعُدُ به عن الأَذَى). [شرح لامية العرب: --] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
تحمل منها أهلها فنأت بهم = لطيتهم مر النوى وشعوبها
نأت: بعدت). [شرح ديوان كعب بن زهير: 208] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
فإن تنأ عنها حقبة لم تلاقها = فإنك مما أحدثت بالمجرب
تنأ: أي تبعد، يقال: نأيته ونأيت عنه. والنأي: البعد). [شرح ديوان امرئ القيس: 368] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
أتنكرت ليلى عن الوصل = ونأت فرث معاقد الحبل
نأت: بعدت). [شرح ديوان امرئ القيس: 600]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84) }
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (وقال: كل يعمل على شاكلته: على ناحيته). [كتاب الجيم: 2/137]


رد مع اقتباس