عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 17 رمضان 1434هـ/24-07-2013م, 10:43 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: { وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47) قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (إنه عمل غير صالح) [46] قرأ النبي صلى الله عليه وسلم، وابن عباس وعروة بن الزبير وعكرمة والكسائي:
(إنه عمل غير صالح) بكسر الميم وفتح اللام، وكان ابن مسعود والشعبي والحسن وأبو جعفر وشيبة ونافع وابن كثير وعاصم والأعمش وأبو عمرو وحمزة يقرؤون: (إنه عمل غير صالح) بفتح الميم وضم اللام. فمن قرأ: (إنه عمل غير صالح) لم يقف على (ليس من أهلك) لأن الهاء الثانية تعود على الهاء الأولى. ومن قرأ: (إنه عمل غير صالح) وقف على (ليس من أهلك) لأن الهاء تعود على السؤال فانقطعت مما قبلها كأنه قال: «إن سؤالك إياي ما ليس لك به علم عمل غير صالح». قال أبو بكر: وقد أجاز بعض أهل العربية إعادة الهاء في (وانه) على «الابن» و(عمل) و(غير) مرفوعان. وقال: المعنى عندي «إن ابنك ذو عمل غير صالح» فحذف «ذو» وقام: (عمل) مقامه كما قالت العرب: عبد الله إقبال وإدبار. وهم يريدون عبد الله ذو إقبال وإدبار. ومثله: «يومنا مطر وريح» يعني به «ذو مطر وريح». فمن بنى على هذا القول ألحق هذه القراءة بقراءة من قرأ: (إنه عمل غير صالح) في الوقف ولم يجعل بينهما فرقًا.
(وعلى أمم ممن معك) [48] حسن.)
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/713 - 714]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (ومن قرأ (إنه عمِل غير صالح) بكسر الميم وفتح اللام لم يبتدئ بذلك ولم يقف على ما قبله لأن المراد ابن نوح عليه السلام. ومن قرأ: (إنه عمل غير صالح) بفتح الميم ورفع اللام وتنوينها ورفع الراء فله تقديران: أحدهما أن يراد ابن نوح كالأول بتقدير: إنه ذو عمل غير صالح. فعلى هذا أيضًا لا يوقف على ما قبله ولا يبتدأ به. والثاني أن يراد السؤال بتقدير: إن سؤالك إياي أن أنجي كافرًا عمل غير صالح. وهو تقدير أبي عمرو بن العلاء وغيره. فعلى هذا يحسن الوقف على ما قبله والابتداء به لأنه منقطع مما قبله.
{ممن معك} كاف. وكذا رؤوس الآي بعد، وآخر كل قصة تمام.)
[المكتفى: 316 -317]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (
{من أهلك- 46- ج} لأن {أن} تصلح لتعليل ما قبلها.
{صالح- 46- ز}، [والوصل أحسن، لأن الفاء للتعقيب]. [{به علم- 46- ط}]. {به علم- 47- ط}. {معك – 48- ط}. {إليك- 49- ج} لأن جملة النفي تصلح حالاً، أي: غير معلومة لك، وتصلح استئنافًا. {هذا- 49- ط} وعلى قوله {فاصبر- 49} أحسن للابتداء بأن.)
[علل الوقوف: 2/584 - 585]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (من أهلي (حسن)
وإنَّ وعدك الحق (أحسن) مما قبله
الحاكمين (كاف)، وكذا ليس من أهلك (كاف) على قراءة من قرأ إنَّه عمل غير صالح برفع عمل وتنوينه وفتح الميم وبها قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة وابن عامر وذلك على أنَّ الضمير في إنَّه الثاني يعود إلى السؤال كأنَّه قال سؤالك يا نوح إياي أن أنجيه كافرًا ما ليس لك به علم عمل غير صالح فعلى هذا يحسن الوقف على من أهلك ويحسن الابتداء بما بعده لأنَّه منقطع مما قبله وليس بوقف على أنَّ الضمير في إنه عائد على ابن نوح والتقدير إنَّ ابنك ذو عمل غير صالح فحذف ذو وأقيم عمل مقامه كما تقول عبد الله إقبال وإدبار أي ذو إقبال وإدبار وليس بوقف أيضًا على قراءة الكسائي إنَّه عمل غير صالح بالفعل الماضي بكسر الميم وفتح اللام ونصب غير نعتًا لمصدر محذوف تقديره إنَّه عمل عملاً غير صالح فلا يوقف على من أهلك لأنَّ الضمير في إنَّه الثاني يعود على الضمير في إنَّه ليس من أهلك الأول فبعض الكلام متصل ببعضه فوصله بما قبله أولى لأنَّه مع ما قبله كلام واحد وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد
ما ليس لك به علم (كاف) على استئناف ما بعده ومثله الجاهلين
به علم (حسن) للابتداء بالشرط
من الخاسرين (كاف) ومثله ممن معك وقيل تام لأنَّ وأمم مبتدأ محذوف الصفة وهي المسوّغة للابتداء بالنكرة أي وأمم منهم أو مبتدأ ولا تقدر صفة والخبر سنمتعهم في التقديرين والمسوغ التفصيل
أليم (تام)
نوحيها إليك (حسن) ومثله من قبل هذا
وقوله فاصبر (أحسن) مما قبله للابتداء بإن
للمتقين (تام) لانتهاء القصة)[منار الهدى: 186]


- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس