عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 17 رمضان 1434هـ/24-07-2013م, 10:41 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: { قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((إنما يأتيكم به الله إن شاء) [33] حسن.
(يريد أن يغويكم) [34] حسن أيضًا.)
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/711 -712]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({به الله إن شاء} كاف. ومثله {أن يغويكم} أي يضلكم. {وإليه ترجعون} تام. ومثله {مما تجرمون}.)[المكتفى: 315]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({أن يغويكم- 34- ط}. {ترجعون- 34- ط} لأن {أم} بمعنى ألف استفهام تقريع. {افتراه- 35- ط}. )[علل الوقوف: 2/584]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (جدالنا (جائز)
الصادقين (كاف) والوقف على إن شاء وبمعجزين وأن يغويكم أي يضلكم كلها وقوف كافية والوقف على أن أنصح لكم على أنَّ في الآية تقديمًا وتأخيرًا وتقدير الكلام إن كان الله يريد أن يغويكم لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم فجواب الشرط الأول محذوف أو الشرط الثاني هو جواب الشرط الأول قال أبو البقاء حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب جوابًا للشرط الأول لأنَّ الشرط الثاني معمول للأول لأنَّه مقيد له نحو إن أتيتني إن كلمتني أكرمتك فقولك إن كلمتني أكرمتك جواب إن أتيتني وإذا كان كذلك صار الشرط مقدمًا في الذكر مؤخرًا في المعنى حتى أن أتاه ثم كلمه لم يجب الإكرام ولكن إن كلمه ثم أتاه وجب الإكرام على المرتضى من أقوال في توالي شرطين ثانيهما قيد للأول مع جواب واحد كقوله:
إن تستعينوا بنا إن تدعروا تجدوا = منا معاقل عز زانها كرم
أي إن تستعينوا بنا مذعورين ومثله إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبيّ أن يستنكحها
وظاهر القصة يدل على عدم اشتراط تقدم الشرط الثاني على الأول وذلك أنَّ إرادته عليه الصلاة والسلام للنكاح إنَّما هو مرتب على هبة المرأة نفسها له وكذا الواقع في القصة لما وهبت أراد نكاحها ولم يرو أنَّه أراد نكاحها فوهبت وهو يحتاج إلى جواب اهـ سمين قال الزمخشري لا يسند إلى الله هذا الفعل ولا يوصف بمعناه وللمعتزلي أن يقول ولا يتعين أن تكون إن شرطية بل هي نافية والمعنى ما كان الله يريد أن يغويكم قال أبو حيان قلت لا أظن أحدًا يرضى بهذه المقالة وإن كانت توافق مذهبه وقيل في الآية إضمار أي ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله في مقدوره إضلالكم فعلى هذا يوقف على لكم ثم يبتديء إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم أي فهو ربكم فيكون قد حذف الفاء في هذا القول من جواب الشرط كما قال الشاعر:
من يفعل الحسنات الله يشكرها والشر بالشر عند الله مثلان
أي فالله يشكرها فعلى هذا القول لا يوقف على يغويكم لأنَّ ما بعده جواب الشرط وإنَّما أتى بإن الشرطية دون الواو لاختلاف الفاعل في المحلين وإنما سقنا هذا برمته لنفاسته لبيان هذا الوقف ولو أراد الإنسان استقصاء الكلام في بيانه لاستفرغ عمره ولم يحكم أمره انظر السمين
وإليه ترجعون (كاف) لأنَّ أم بمعنى ألف الاستفهام
افتراه (حسن)
مما تجرمون (كاف))
[منار الهدى: 184 - 185]


- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس