عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:01 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}


تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {دار البوار} أي الهلاك والفناء ويقال بار يبور، ومنه قول عبد الله بن الزّبعري:
يا رسول المليك إن لساني= راتقٌ ما فتقت إذ أنا بور
البور والبوار واحد). [مجاز القرآن: 1/340]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {دار البوار} فهو الهلاك؛ وذلك من قوله {تجارة لن تبور} و{كنتم قوما بورا} مثلها؛ وقالوا: رجل بور، كما قالوا في الجميع، وقالوا: إنك لفي حور وبور، وحير بير، وحير بير يا هذا؛ تنون الثاني وتخفض الأول؛ أي في الضلال.
[معاني القرآن لقطرب: 780]
وقالوا: رجل بائر، فيجوز أن يكون مثل {وكنتم قوما بورا}، واحدها بائر، مثل: عائذ وعوذ، وبازل وبزل، وغائض وغيض.
وقال ابن الزبعري:
يا رسول المليك إن لساني = راتق ما فتقت إذ أنا بور
فجعله واحدًا). [معاني القرآن لقطرب: 781]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {دار البوار}: الهلاك). [غريب القرآن وتفسيره: 197]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {دار البوار} دار الهلاك. وهي: جهنم). [تفسير غريب القرآن: 233]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمت اللّه كفرا وأحلّوا قومهم دار البوار}
والبوار الهلاك والاستئصال). [معاني القرآن: 3/162]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار}
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه هم كفار قريش
وقال عبد الله بن عباس رحمه الله هم قادة المشركين يوم بدر أحلوا قومهم أي الذين اتبعوهم دار البوار وهي جهنم دارهم في الآخرة
قال أبو جعفر البوار في اللغة الهلاك). [معاني القرآن: 3/532-531]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {دار البوار} أي: دار الهلاك بالعذاب الشديد). [ياقوتة الصراط: 287-286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دار البوار} أي الهلاك، وهي جهنم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 122]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {البَوَار}: الهلاك). [العمدة في غريب القرآن: 170]

تفسير قوله تعالى: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {جهنّم يصلونها...}
منصوبة على تفسير (دار البوار) فردّ عليها ولو رفعت على الاستئناف إذا انفصلت من الآية كان صوابا. فيكون الرفع على وجهين:
أحدهما الابتداء.
والآخر أن ترفعها بعائد ذكرها؛ كما قال {بشرٍّ من ذلكم النّار وعدها الله الّذين كفروا} ). [معاني القرآن: 2/77]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {جهنّم يصلونها وبئس القرار}
{جهنّم} بدل من قوله (دار البوار) ومفسّرة... وجهنم لم تصرف لأنها مؤنثة وهي معرفة). [معاني القرآن: 3/162]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وجعلوا لله أنداداً} أي أضداداً، واحدهم ندّ ونديد،
قال رؤبة:
تهدي رؤوس المترفين الأنداد= إلى أمير المؤمنين الممتاد).
[مجاز القرآن: 1/341]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن والأعرج {وجعلوا لله أندادا ليضلوا} من أضل.
أبو عمرو {ليضلوا} من ضل). [معاني القرآن لقطرب: 775]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجعلوا للّه أندادا ليضلّوا عن سبيله قل تمتّعوا فإنّ مصيركم إلى النّار }
النّدّ: المثل، بيّن وجه كفرهم.
{ليضلّوا عن سبيله}، وليضلوا، قرئ بهما جميعا). [معاني القرآن: 3/162]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قل لّعبادي الّذين آمنوا يقيموا الصّلاة...}
جزمت (يقيموا) بتأويل الجزاء. ومعناه - والله أعلم - معنى أمر؛ كقولك: قل لعبد الله يذهب عنا، تريد: اذهب عنا فجزم بنيّة الجواب للجزم، وتأويله الأمر ولم يجزم على الحكاية.
ولو كان جزمه على محض الحكاية لجاز أن تقول: قلت لك تذهب يا هذا وإنما جزم كما جزم قوله: دعه ينم، {فذ‍روها تأكل} والتأويل - والله أعلم - ذ‍روها فلتأكل.
ومثله {قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون} ومثله {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} ). [معاني القرآن: 2/77]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ} مجازه: مبايعة فدية، {ولا خلال}: أي مخالّة خليل، وله موضع آخر أيضاً تجعلها جميع خلة بمنزلة جلة والجميع جلال وقلة والجميع قلال، وقال:
فيخبره مكان النّون منى= وما أعطيته عرق الخلال
أي المخالّة). [مجاز القرآن: 1/341]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قل لّعبادي الّذين آمنوا يقيموا الصّلاة وينفقوا ممّا رزقناهم سرّاً وعلانيةً مّن قبل أن يأتي يومٌ لاّ بيعٌ فيه ولا خلالٌ}
وقال: {لاّ بيعٌ فيه ولا خلالٌ} وفي موضع آخر (ولا خلّةٌ) وإنّما "الخلال" لجماعة "الخلّة" كما تقول: "جلّة" و"جلال"، و"قلّة" و"قلال".
وقال الشاعر:
وكيف تواصل من أصبحت = خلالته كأبي مرحب
ولو شئت جعلت "الخلال" مصدراً لأنها من "خاللت" مثل "قاتلت" ومصدر هذا لا يكون إلا "الفعال" أو "المفاعلة"). [معاني القرآن: 2/60]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {لا بيع فيه ولا خلال} على النفي بلا.
الأعرج {لا بيع فيه ولا خلال} كأنه قال: ليس بيع فيه ولا خلال، وقد ذكرنا ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 775]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لا بيع فيه ولا خلال}: أي لا مخالة، والمخالة المودة وقال بعضهم الخلال جمع خلة والخلة المودة). [غريب القرآن وتفسيره: 198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا خلالٌ} مصدر «خاللت فلانا خلالا ومخالّة» والاسم الخلة، وهي: الصداقة). [تفسير غريب القرآن: 233]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل لعبادي الّذين آمنوا يقيموا الصّلاة وينفقوا ممّا رزقناهم سرّا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال}
إن شئت حركت الياء، وإن شئت أسكنتها.
و (يقيموا) جزم على جواب الأمر، وفيه غير وجه، أجودها أن يكون مبنيا، لأنه في موضع الأمر.
وجائز أن يكون مجزوما بمعنى اللام إلا أنها أسقطت، لأن الأمر قد دل على الغائب بقل، تقول: قل لزيد ليضرب عمرا، وإن شئت قلت: قل لزيد يضرب عمرا، ولا يجوز قل يضرب زيد عمرا ههنا بالجزم حتى تقول ليضرب، لأن لام الغائب ليس ههنا منها عوض إذا حذفتها.
وفيها وجه ثالث على جواب الأمر على معنى قل لعبادي الذين آمنوا أقيموا الصلاة يقيموا الصلاة، لأنهم إذا آمنوا وصدّقوا، فإن تصديقهم بقبولهم أمر اللّه - عزّ وجلّ -.
وقوله: {من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال}.
إن شئت رفعت البيع والخلال جميعا، وإن شئت نصبتهما جميعا بغير تنوين وإن شئت نصبت أحدهما ورفعت الآخر، فالنصب على النفي بلا، وقد شرحنا ذلك فيما سلف من الكتاب، والخلال والخلة في معنى الصداقة). [معاني القرآن: 3/163-162]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال}
قال أبو عبيدة البيع ههنا الفدية
قال أبو جعفر وأصل البيع في اللغة أن تدفع وتأخذ عوضا منه والذي قال أبو عبيدة حسن جدا وهو مثل قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا}
ومثل قوله تعالى: {ولا يقبل منها عدل} أي قيمة
والخلال والمخالة والخلة بمعنى الصداقة
قال الشاعر:
صرفت الهوى عنهن من خشية الردى = ولست بمفلي الخلال ولا قالي).
[معاني القرآن: 3/533-532]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ولا خلال} أي مخالة، بمعنى لا صداقة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 122]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلاَ خِلالٌ}: مودة). [العمدة في غريب القرآن: 170]


رد مع اقتباس