عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 07:51 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على المُمَال

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (قال خلف: وسمعت نحويًا بصريًا يقف على (كلتا الجنتين) [الكهف: 33] (كلتا) بألف.
قال أبو بكر: وأنا أقول: من أبطل إمالة (كلتا) قال: ألفها ألف تثنية كألف «غلاما» وذوا، وواحد كلتا كلت، وألف
التثنية لا تعرف [إمالتها]. ومن وقف على (كلتا) بالإمالة في: (كلتا) اسم واحد عبر عن التثنية وهو بمنزلة «شعرى بكرى». وقال الأخفش: قد يميل قوم الشيء للإمالة التي تكون بعده، يقولون: «رأي» فيميلون الهمزة لإمالة الألف، ويميلون الراء لإمالة الهمزة. وقد قرئ هذا الحرف مهموزًا ممالا: {رأى كوكبا} [الأنعام: 76] و{نأى بجانبه} [الإسراء: 83] يميلون النون لإمالة الهمزة. وكذلك إذا كان الذي قبل الياء همزة أو عينا. وقوله: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} [الأنفال: 17] الإمالة فيها قبيحة، أعني إمالة الراء. وقد ذكروا أنها لغة لأنه لما أمال الميم أمال الراء بإمالتها فإذا لقي الفعل ألف لام كان ترك الإمالة أجود كقوله تعالى: {فلما رأى القمر بازغا} [الأنعام: 77] ترك الإمالة أجود للألف واللام.
وكذلك: {كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر} [البقرة: 178] وكذلك إن لقيها ساكن ليس مع الألف واللام كقوله: {هدى للمتقين} [البقرة: 2]، ويجوز أن تميل مع الألف واللام لأن الألف واللام جاءتا بعدما أملت الحرف الذي قبل الألف. وقال الأخفش: حُكي عن بعض القراء أنه قرأ (رأى) بكسر الراء، وفتح الهمز، ترك الراء ممالة وفخم الهمزة لما ذهبت إمالة الألف، وكان ينبغي أن تذهب إمالة الراء. وقال الأخفش: فيما كتب بالياء وهو من الواو: {والليل إذا سجى} [الضحى: 2] و(تليها) و{طحاها} [الشمس: 2، 6] و{دحاها} [النازعات: 30] و{ما زكى منكم} [النور: 21] كتبت هذه بالياء لأن أواخر الآي التي معها بالياء فكتبوها على مثل الذي هي معه،
يعني أن (سجى) سبقه (والضحى) و(تليها) سبقه و(ضحيها)، قال: وإن شئت قلت: قلبوا (سجى) و(تلى) إلى الياء لأن الواو تنقلب إلى الياء والحرف على عدده مثل «دعى» فكانت عودة الواو إلى الياء أكثر، ويقال: كتب في موضع بالإتباع ثم كتب في كل مكان بتلك الصورة لئلا يفترق الخط مثل «قضي» بالياء لأنه يقال: «قضيت وقضينا» فيكون الخط متفقًا. وكذلك: «لدى وعلى وإلى» كتبن بالياء لأنه كتب «دليك وعليك وإليك» بالياء لأن يتفق الخط).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/435-438]




رد مع اقتباس