عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 11:03 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كمثل الحمار يحمل أسفاراً...} يحمل من صلة الحمار؛ لأنه في مذهب نكرة، فلو جعلت مكان يحمل حاملا لقلت: كمثل الحمار حاملا أسفارا.
وفي قراءة عبد الله: كمثل حمار يحمل أسفارا. والسّفر واحد الأسفار، وهي الكتب العظام. شبه اليهود، ومن لم يسلم -إذ لم ينتفعوا بالتوراة والإنجيل. وهما دليلان على النبي صلى الله عليه- بالحمار الذي يحمل كتب العلم ولا يدرى ما عليه). [معاني القرآن: 3/155]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يحمل أسفاراً} واحدها سفرٌ وهو الكتاب). [مجاز القرآن: 2/258]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه واللّه لا يهدي القوم الظّالمين}قال: {أسفاراً} وواحدها "السّفر"). [معاني القرآن: 4/30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({والأسفار}: واحدة سفر وهو الكتاب). [غريب القرآن وتفسيره: 377]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({يحمل أسفاراً} أي كتبا. واحدها: «سفر».
يريد: أن اليهود يحملون التوراة ولا يعملون بها، فمثلهم كمثل حمار يحمل كتبا من العلم: وهو لا يعقلها). [تفسير غريب القرآن: 465]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المَثَل: بمعنى الشَّبَه...، وقال: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} أي: شَبَهُهُم الحمار). [تأويل مشكل القرآن: 496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه واللّه لا يهدي القوم الظّالمين}
الأسفار الكتب الكبار، واحدها سفر، فأعلم اللّه -عز وجل- أن اليهود مثلهم في تركهم استعمال التوراة والإيمان بالنبي عليه السلام الذي يجدونه مكتوبا عندهم فيها كمثل الحمار يحمل أسفارا.
ثم قال: {بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه} ومعنى {بئس مثل القوم} المثل الذي ضربناه لهم.
وقرأ أبو عمرو كمثل الحمار -بكسر الألف- وهذه الإمالة أعني كسر الراء كثير في كلام العرب.
وقوله: {واللّه لا يهدي القوم الظّالمين} معناه أنه لا يهدي من سبق في علمه أنه يكون ظالما). [معاني القرآن: 5/170]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): {أَسْفَاراً} أي كتباّ، كما أن الحمار لا ينتفع بما يحمل من الكتب، كذلك هؤلاء لا ينتفعون بالتوراة، إذ لا يعملون بها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 270]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الأَسْفَارًا): الكتب). [العمدة في غريب القرآن: 305]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين} أي ادعوا على أنفسكم به.
وفي الحديث: «لو دعوا على أنفسهم بالموت، لماتوا جميعا»، هذا أو نحوه من الكلام. و«التّمنّي»: القول والتلاوة، والتخرص بالكذب وليس يعرف عوامّ الناس منه إلا الودادة). [تفسير غريب القرآن: 465]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل يا أيّها الّذين هادوا إن زعمتم أنّكم أولياء للّه من دون النّاس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين} وذلك لأنهم قالوا: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه} فقيل لهم: إن كنتم تزعمون فتمنّوا الموت؛ أي فإن اللّه سيميتكم. وأعلم اللّه -عزّ وجلّ- أنهم لا يتمنّونه، لأنهم قد علموا أن النبي عليه السلام حقّ وأنهم إن تمنّوه ماتوا، فلم يتمنّوه.
فهذه من أدل آيات النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/170-171]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم...}.أدخلت العرب الفاء في خبر (إنّ)؛ لأنها وقعت على الذي، والذي حرف يوصل، فالعرب تدخل الفاء في كل خبرٍ كان اسمه مما يوصل مثل: من، والذي وإلقاؤها صواب، وهي في قراءة عبد الله: (إن الموت الذي تفرّون منه ملاقيكم)، ومن أدخل الفاء ذهب بالذي إلى تأويل الجزاء إذا احتاجت إلى أن توصل، ومن ألقى الفاء فهو على القياس؛ لأنك تقول: إن أخاك قائم، ولا تقول: إن أخاك فقائم. ولو قلت: إن ضاربك فظالم كان جائزا؛ لأن تأويل: إن ضاربك، كقولك: إن من يضربك فظالم، فقس على هذا الاسم المفرد الذي فيه تأويل الجزاء فأدخل له الفاء.
وقال بعض المفسرين: إن الموت هو الذي تفرون منه، فجعل الذي في موضع الخبر للموت. ثم قال: ففروا أولا تفروا فإنه ملاقيكم. ولا تجد هذا محتملا في العربية والله أعلم بصواب ذلك). [معاني القرآن: 3/155-156]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(إنَّ الثقيلة) تزاد كقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.
وكذلك قوله: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}.
وقال الشاعر:
إنَّ الخليفة إنَّ الله سَرْبَلَهُ = سِرْبَالِ مُلْكِ به تُرجى الخواتيمُ). [تأويل مشكل القرآن: 251](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(ثم أعلم عزّ وجلّ أنهم إن لم يتمنوا الموت ولم يموتوا في وقتهم أنهم يموتون لا محالة فقال: {قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشّهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون} ودخلت الفاء في خبر إنّ، ولا يجوز إنّ زيدا فمنطلق، لأن {الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم} فيه معنى الشرط والجزاء.
ويجوز أن يكون تمام الكلام: {قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه} كأنّه قيل: إن فررتم من أي موت كان من قتل أو غيره فإنه ملاقيكم، ويكون (فإنّه) استئناف، بعد الخبر الأول). [معاني القرآن: 5/171]

رد مع اقتباس