عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 04:19 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) }

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (باب إعلان السر وإبداؤه بعد كتمانه
قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا:
صرح الحق عن محضه. أي انكشف لك الأمر بعد ستره.
قال الزبير: صرح وحصحص بمعنى، قال: {قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحقُ} ). [الأمثال: 59]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث سمرة بن جندب حين أتي برجل عنين فكتب فيه إلى معاوية، فكتب أن: اشتر له جارية من بيت المال وأدخلها معه ليلة ثم سلها عنه، ففعل سمرة، فلما أصبح قال: ما صنعت؟ قال: فعلت حتى حصحص فيه، قال: فسأل الجارية فقالت: لم يصنع شيئا، فقال خل سبيلها يا محصحص.
حدثنيه يزيد عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن سمرة.
قوله: حصحص، الحصحصة: الحركة في الشيء حتى يستمكن ويستقر فيه يقال: حصحصت التراب وغيره، إذا حركته وفحصته يمينا وشمالا قال حميد بن ثور يصف بعيرا قد أثقل حمله فهو يتحرك تحت الحمل عند النهوض فقال:
وحصحص في صم الحصى ثفناته = ورام القيام ساعة ثم صمما).
[غريب الحديث: 5/327]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال عمرو بن بحر: قرأ قارئ " قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحقّ " إلى قوله تعالى: {ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب}، قال إسماعيل بن غزوان: لا واللّه ما سمعت بأغزل من هذه الفاسقة.
وسمع بكثرة مراودتها يوسف عنها فقال إسماعيل: أما واللّه بي تمرست). [عيون الأخبار: 10/108]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا} قال: أفلم يعلموا.
وقال في قوله تعالى: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ} قال: بعضهم يقول: ويلك، وبعضهم يقول: اعلم أن الله. وأنشد:
ويكأن من يكن له نشب يح = بب ومن يفتقر يعش عيش ضر
وقال في قوله تعالى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}: ذلك في موضع رفع ونصب أراد فعلنا ذلك، ومن رفع أراد فعلنا ليعلم ذلك، فيرفع باللام.
{أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}، الحقب سنة، والأحقاب السنون.
{كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ}، فأنشد:
كذاك ابنة الأعيار خافى بسالة الـ = ـرجال فأصلان الرجال أقاصره).
[مجالس ثعلب: 322] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومما يفسر من كتاب الله جل وعلا تفسيرين متضادين قوله جل اسمه: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأنت الله لا يهدي كيد الخائنين}.
قال أصحاب الحديث: وأكثر أهل العلم: يوسف القائل هذا الكلام، وذلك أن العزيز –وهو الملك- لما وجه إليه وهو في الحبس ليحضر، قال للرسول: {ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن}، فسألهن الملك، ويوسف غائب عن المجلس، فقلن: {ما علمنا عليه من سوءْ }–يعنون يوسف عليه السلام- وشهدت له المرأة أيضا بالبراءة، فلما اتصل الأمر بيوسف، قال: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب}، أي لم تكن المراودة مني، ولم أجب المرأة إلى ما أرادت. وانصرف من كلام المرأة إلى كلام يوسف عليه السلام من غير إدخال قول، كما انصرف من كلام الملأ إلى كلام فرعون بغير إدخال قول في قوله: {قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم}، فقال له فرعون: {فماذا تأمرون}.
قال جماعة من أهل العلم أيضا: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب}، من كلام يوسف، ولذلك غمزه الملك فقال: ولا حين هممت! فقال: {وما أبرئ نفسي إن النفس
لأمارة بالسوء}.
وقالوا: لما وجه الملك إلى يوسف في الحبس ليحضر، وقد أحضر النسوة والمرأة، وكان النسوة في وقت مراودة المرأة يوسف عليه السلام حاضرات، يقلن ليوسف: ما عليك في أن تجيبها إلى ما تريد! فلما وصل الرسول إلى يوسف عليه السلام أقبل معه، فحضر مجلس الملك، هو والمرأة والنساء، فلما أقبل الملك على النسوة بالمسألة فقلن: {حاش لله ما علمنا عليه من سوء}، وقالت المرأة: {أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين}، قال يوسف والملك يسمع: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب}. ذكر هذا أبو عبيد.
فإن قال قائل: كيف قال: {ذلك ليعلم}، ولم يقل، (لتعلم) لحضور الملك؟
قيل له: جرت مخاطبة يوسف الملك على سبيل ما يخاطب الناس به الملوك، فخبر عنه بغيبة وهو حاضر، كما يقول الرجل للوزير إذا خاطبه: إن رأى الوزير أن يفعل كذا وكذا! فيكون أحسن في المخاطبة من أن يقول: إن رأيت أن تفعل كذا وكذا!
وقال آخرون: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} من كلام المرأة، لأنه متصل به، ولم يفصل بينهما بما يدل على انقطاعه والخروج منه إلى غيره.
فاحتج أصحاب القول الأول بأن الذي جرى في الآيتين من الحكمة والثناء على الله، هو بيوسف أليق منه بالمرأة الكافرة في ذلك الوقت.
وقال آخرون: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال يوسف عليه السلام بحضرة الملك والعزيز غائب، وزعموا أن العزيز كان قهرمان الملك، وأن يوسف راودته امرأة العزيز ولم تكن امرأة الملك، فأحضر الملك يوسف وامرأة العزيز والنسوة، والعزيز غائب، فلما برأته المرأة والنسوة، قال يوسف: ذلك ليعلم العزيز أني لم أخنه بالغيب.
يحكى هذا عن الكلبي ووهب بن منبه.
وأكثر أهل العلم يقولون: العزيز هو الملك، كان أولئك القوم يسمون الملك عزيزا، كما يسمي الفرس الملك كسرى، ويسمي الروم الملك قيصر، ويسمي الترك الملك خاقان. والله أعلم بجميع هذا وأحكم). [كتاب الأضداد:416- 419]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) }

رد مع اقتباس