عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 04:18 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله سبحانه: {وقال الملك ائتوني به فلمّا جاءه الرّسول قال ارجع إلى ربّك فاسأله ما بال النّسوة اللّاتي قطّعن أيديهنّ إنّ ربّي بكيدهنّ عليم}
لما أعلم بمكانه من العلم بالتأويل طلبه {قال ارجع إلى ربّك فاسأله}.
أي إلى صاحبك، ورب الشيء صاحبه
{فاسأله ما بال النّسوة اللّاتي قطّعن أيديهنّ}.
ويجوز اللائي قطعن، أي اسأله أن يستعمل صحة براءتي مما قرفت به.
ويروى أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو كنت في مكان يوسف ثم جاءني الرسول لبادرت إليه أنه - صلى الله عليه وسلم - استحسن حزم يوسف وصبره حين دعاه الملك فلم يبادر إليه حتى يعلم أنه قد استقر عند الملك صحة براءته). [معاني القرآن: 3/115-114]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك}
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم تعجب من صبره وقال لو كنت مكانه ثم جاء الرسول لبادرت ثم قال: {فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن} [معاني القرآن: 3/435]
ولم يذكر امرأة العزيز فيهن حسن عشرة منه وأدبا). [معاني القرآن: 3/436]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحقّ...}
لمّا دعا النسوة فبرّأته قالت: لم يبق إلا أن يقبل عليّ بالتقرير فأقرّت، فذلك قوله: {حصحص الحقّ} يقول: ضاق الكذب وتبيّن الحقّ). [معاني القرآن: 2/47]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {الآن حصحص الحقّ} أي الساعة وضح الحقّ وتبيّن). [مجاز القرآن: 1/314]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال ما خطبكنّ إذ راودتّنّ يوسف عن نّفسه قلن حاش للّه ما علمنا عليه من سوءٍ قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحقّ أنا راودتّه عن نّفسه وإنّه لمن الصّادقين}
قال: {إذ راودتنّ يوسف عن نّفسه} وقال بعض أهل العلم: "إنهن راودنه لا امرأة الملك" وقد يجوز وإن كانت واحدة أن تقول "راودتنّ" كما تقول {إنّ الناس قد جمعوا لكم}
وهذا ههنا واحد يعنى بقوله لكم النبيّ صلى الله عليه و(الناس) "أبا سفيان" فيما ذكروا). [معاني القرآن: 2/53-52]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {الآن حصحص الحق} المصدر حصحصة؛ وهو بروز الأمر: ظهوره). [معاني القرآن لقطرب: 746]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {حصحص الحق}: وضح وتبين). [غريب القرآن وتفسيره: 184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما خطبكنّ} ما أمركنّ، ما شأنكنّ؟
{الآن حصحص الحقّ} أي وضح وتبيّن). [تفسير غريب القرآن: 218]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يتصل الكلام بما قبله حتى يكون كأنه قول واحد وهو قولان:
نحو قوله: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}، ثم قال: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}، وليس هذا من قولها، وانقطع الكلام عند قوله: {أَذِلَّةً}،
ثم قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}.
وقوله: {الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}، هذا قول المرأة، ثم قال يوسف: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}،
أي ليعلم الملك أني لم أخن العزيز بالغيب.
وقوله: {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، وانقطع الكلام، ثم قالت الملائكة: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}
وقوله حكاية عن ملأ فرعون: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ}
هذا قول الملأ، ثم قال فرعون: {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} ). [تأويل مشكل القرآن: 295-294] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال ما خطبكنّ إذ راودتنّ يوسف عن نفسه قلن حاش للّه ما علمنا عليه من سوء قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحقّ أنا راودته عن نفسه وإنّه لمن الصّادقين}
لم يفرد يوسف عليه السلام امرأة العزيز بالذكر، حسن عشرة منه وأدب. فخلطها بالنسوة.
وقوله: {قلن حاش للّه ما علمنا عليه من سوء}.
قرئت " حاش للّه " و " حاشا للّه" وقرأ الحسن: حاش للّه بتسكين الشين.
ولا اختلاف بين النحويين أن الإسكان غير جائز، لأن الجمع بين ساكنين لا يجوز ولا هو من كلام العرب.
{ما علمنا عليه من سوء}.
فأعلم النسوة الملك ببراءة يوسف، وقالت - امرأة العزيز: {الآن حصحص الحقّ}.
أي برز وتبيّن، واشتقاقه في اللغة من الحصّة، أي بانت حصّة الحق وجهته من جهة الباطل). [معاني القرآن: 3/115]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقول جل وعز: {قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه}
روى إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال جمع فرعون النسوة فقال لهن أنتن راودتن يوسف عن نفسه فقالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين فقال يوسف ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب إن الله لا يهدي كيد الخائنين فقال جبريل عليه السلام وغمزه ولا حين هممت فقال:
{وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء}.
قال أبو جعفر وهذا كلام غامض عند أهل العربية لأن كلام يوسف مختلط بما قبله وغير منفصل منه ألا تراه خبر عن امرأة العزيز أنها قالت أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ثم اتصل به قول يوسف {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب}
ونظيره إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون
قال أبو جعفر وفي الآية تأويل آخر
روى حجاج عن ابن جريج قال: قال يوسف ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب
وقال ابن جريج وهذا من تقديم القرآن وتأخيره
قال أراد أن يبين عذره قبل أن يخرج من السجن فهذا على هذا التأويل قاله يوسف في السجن
وعلى تأويل ابن عباس قاله يوسف بعد ما خرج من السجن حين جمعه الملك مع النسوة
قال أبو جعفر والتأويلان حسنان والله أعلم بحقيقة ذلك
قال مجاهد وقتادة معنى حصحص الحق تبين
قال أبو إسحاق هو مأخوذ من الحصة أي بانت حصة الحق من حصة الباطل). [معاني القرآن: 3/438-436]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حصحص} وضح وتبين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حَصْحَصَ}: تبين). [العمدة في غريب القرآن: 162]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب...}:
قال ذلك يوسف لما رجع إليه الساقي فأخبره ببراءة النسوة إيّاه. فقال يوسف {ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب} وهو متّصل بقول امرأته {الآن حصحص الحقّ أنا راودته عن نفسه وإنّه لمن الصّادقين ذلك} وربّما وصل الكلام بالكلام، حتى كأنه قول واحدٍ وهو كلام اثنين، فهذا من ذلك. وقوله: {من أرضكم بسحره فماذا تأمرون} اتّصل قول فرعون بقول الملأ: وكذلك قوله: {إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها} إلى قوله: {وكذلك يفعلون} انقطع كلامها عند قوله: {أذلّةً} ثم قال عزّ وجلّ: {وكذلك يفعلون} ويقال إنه من قول سليمان عليه السّلام). [معاني القرآن: 2/48-47]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنها إرشاد بالإمضاء، كقوله: {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}، أي لا يمضيه ولا ينفذه، ويقال: لا يصلحه.
وبعض هذا قريب من بعض). [تأويل مشكل القرآن: 444]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب وأنّ اللّه لا يهدي كيد الخائنين }
هذا قول يوسف عليه السلام، المعنى إني أردت التبيين للملك أمر امرأته والنسوة، ليعلم أني لم أخنه بالغيب.
و " ذلك " مرفوع بالابتداء، وإن شئت على خبر الابتداء.
كأنّه قال: أمري ذلك.
ويروى أن جبريل عليه السلام قال له: ولا حين حللت التكة، وقيل ولا حين هممت، فقال:
{وما أبرّئ نفسي إنّ النّفس لأمّارة بالسّوء إلّا ما رحم ربّي إنّ ربّي غفور رحيم}. [معاني القرآن: 3/116-115]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ النّفس لأمّارةٌ بالسّوء إلاّ ما رحم ربّي...}
(ما) في موضع نصب. وهو استثناء منقطع ممّا قبله: ومثله {إلاّ حاجةً في نفس يعقوب قضاها} ومثله في سورة يس {فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلاّ رحمةً منّا} إنما هو
- والله أعلم - إلا أن يرحموا. و(أن) تضارع (ما) إذا كانتا في معنى مصدر). [معاني القرآن: 2/48]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما أبرّئ نفسي إنّ النّفس لأمّارة بالسّوء إلّا ما رحم ربّي إنّ ربّي غفور رحيم}
موضع ما نصب على الاستثناء). [معاني القرآن: 3/116]


رد مع اقتباس