عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 7 شوال 1434هـ/13-08-2013م, 12:32 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((قالوا بلى شهدنا) [173] قال السجستاني: ألوقف على (شهدنا). قال أبو بكر: وهذا غلط لأن (أن) متعلقة بالكلام الذي قبلها كأنه قال: «وأشهدهم على أنفسهم لأن لا يقولوا إنا كنا عن هذا غافلين» فحذفت «لا» واكتفي منها بـ«أن» كما قال: (يبين الله لكم أن تضلوا) [النساء: 176] معناه «لأن لا تضلوا» وكما قال: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} [النحل: 15] فمعناه «لأن لا تميد بكم» فحذف (لا) واكتفى منها بـ(أن)، قال الراعي:
أيام قومي والجماعة كالذي = لزم الرحالة أن تميل مميلا
أراد: «أن لا تميل» فاكتفى بـ«أن» من «لا».
وقال القطامي يصف ناقة:
رأينا ما يرى البصراء فيها = فآلينا عليها أن تباعا
فمعناه: «بأن لا تباع» فاكتفى بـ«أن» من «لا» وتمام الكلام على قوله: (ولعلهم يرجعون) [174].

[إيضاح الوقف والابتداء: 2/669-670]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (وقال أحمد بن موسى وأبو حاتم والأخفش وابن عبد الرزاق {قالوا بلى شهدنا}: كاف، فـ (شهدنا) على هذا من قول بني آدم، والمعنى: شهدنا أنك ربنا وإلهنا. وهو قول أبي بن كعب وابن عباس. وقال ابن الأنباري: ليس بوقف لأن (أن) متعلقة بالكلام الذي قبلها.
وقال نافع ومحمد بن عيسى والقتبي والدينوري: التمام {قالوا بلى} فـ (شهدنا) على هذا من قول الملائكة لما قال الله لذرية آدم حين مسح ظهره وأخرجهم منه: {ألست بربكم قالوا بلى}، فأقروا له بالعبودية. قال الله جل ذكره للملائكة: اشهدوا فقالوا: شهدنا. وهو قول مجاهد والضحاك والسدي، وقيل: هو من قول الله تعالى والملائكة، والمعنى: شهدنا على إقراركم، وهو قول أبي مالك. ويروى عن السدي أيضًا ومعنى: {أن تقولوا}، عند الكوفيين: لئلا تقولوا. وعند البصريين: كراهة أن تقولوا.
حدثنا محمد بن عبد الله المري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا يحيى بن سلام قال: قال ابن عباس في هذه الآية: أهبط الله آدم عليه السلام، بالهند ثم مسح ظهره فأخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، ثم قال: {ألست بربكم قالوا بلى شهدنا}. قال يحيى: وقال
الكلبي: مسح ظهر آدم عليه السلام، فأخرج منه كل خلق هو خالقه إلى يوم القيامة ثم قال: {ألست بربكم قالوا بلى}. ثم قال للملائكة: اشهدوا فقالوا: {شهدنا}. قال يحيى: قال الحسن: ثم أعادهم في صلب أبيهم آدم عليه السلام.
قال أبو عمرو رضي الله عنه: ومن قرأ (أن تقولوا) بالتاء فعلى قراءته يتم الوقف على (قالوا بلى) لأن (أن) متعلقة بما بعد (بلى) من قول (شهدنا). ومن قرأ ذلك بالياء لم يتم الوقف على قراءته على (قالوا بلى) لأن (أن) متعلقة بما قبل (بلى) من قوله: (وأشهدهم على أنفسهم).
{ولعلهم يرجعون} تام).
[المكتفى: 278-280]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({على أنفسهم- 172- ج}. لابتداء الاستفهام والحذف، والتقدير: وقال: ألست بربكم، مع اتحاد الكلام. [{{بربكم- 172- ط} فصلا] بين السؤال والجواب.
{بلى- 172- ج}. لأن قوله: {شهدنا} يصلح أن يكون من قولهم، فيوقف على: {شهدنا} وتعلق {أن} بمحذوف،
أي: فعلنا ذلك لئلا تقولوا، ويصلح أن يكون {شهدنا} من قول الملائكة، أي: قيل للملائكة اشهدوا، فقالوا: شهدنا، فيكون منفصلاً من كلمة {بلى} ومتصلاً بـ{أن تقولوا}، وفيه بعد. {غافلين- 172- لا}. للعطف.
{من بعدهم- 173- ج}. لابتداء الاستفهام، واتحاد القائل).
[علل الوقوف: 2/522-523]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (واختلف في شهدنا هل هو من كلام الله أو من كلام الملائكة أو من كلام الذرية فعلى أنَّه من كلام الملائكة وأنَّ الذرية لما أجابوا ببلى قال الله للملائكة اشهدوا عليهم فقالت الملائكة شهدنا فبلى آخر قصة الميثاق فاصلة بين السؤال والجواب فالوقف على بلى تام لأنَّه تعلق له بما بعد لا لفظًا ولا معنى وعلى أنَّه من كلام الذرية فالوقف على شهدنا وأن متعلقة بمحذوف أي فعلنا ذلك أن تقولوا يوم القيامة فإذا لا يوقف على بلى لتعلق ما بعدها بما قبلها لفظًا ومعنى وقال ابن الأنباري لا يوقف على بلى ولا على شهدنا لتعلق إن بقوله وأشهدهم فالكلام متصل بعضه ببعض.
غافلين ليس بوقف لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله.

من بعدهم (حسن) للابتداء بالاستفهام.
المبطلون (كاف)
يرجعون (تام)).
[منار الهدى: 153-154]

- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس